يمانيون:
2025-05-12@16:06:38 GMT

بدء العد التنازلي!

تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT

بدء العد التنازلي!

يمانيون| بقلم- وديع العبسي|

بصريح العبارة، عرَض «فعل الشرط» وحذر دول العدوان من جوابه، وحمّل قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، قادة التحالف مسؤولية كل ما ستؤول إليه الأمور إذا لم يُذعنوا لصوت السلام باستحقاقاته وموجباته الإنسانية.

تحذيرات السيد القائد في كلمته مساء أمس تبدو هذه المرة حاسمة، خصوصا وأنها تأتي بعد أشهر طويلة من الصبر وضبط النفس وإتاحة الفرصة لأي مبادرات سلام ممكنة تقوم على إنهاء العدوان والاحتلال.

وبهذه الجديّة في التحذير والوعيد، ينسف السيد القائد توهمات قادة العدوان وحُمَاتِه، بأن هذا الصبر إنما يعكس عجزا في اتخاذ القرار لتحرك عملي من أجل انتزاع الحقوق الوطنية المشروعة وإخراج المحتل على أية شاكلة كان، إذ أكد أن التحذير هذه المرة «جاد» لـ«تحرك حاسم»، ينهي الوضع القائم من خفض التصعيد إلى سلام شامل.

الواضح أن أمريكا وأتباعها كانوا أقل من أن يعوا معنى هذا الصبر، لذلك تمادوا بصنع حالة الفوضى العارمة في المناطق المحتلة وذهبوا يقتطعون من الأراضي والجزر ما يمكن أن يفرضونه كواقع على الأرض، خصوصا مع ما رشح من أخبار تفيد بأن هناك تحركات ومشاورات بين الجانب الوطني والرياض في ملف السلام.

وزادت أمريكا ومعها بريطانيا خلال الأشهر الماضية من تحركاتهما المباشرة في عدن ومناطق منابع النفط بقصد فرض السيطرة عليها، ثم ختمت أمريكا نشاطها العدائي قبل أيام، بتحريك عددها وعتادها إلى المياه الإقليمية في البحر الأحمر وباب المندب في محاولة لفرض صيغتها لشكل السلام.

الأكيد في هذه التحركات أنها أولا تحت رصد القوات المسلحة، كما أكدت ذلك القيادة البحرية قبل أيام، ثم أنها ثانيا، لا تنم أصلا عن قوة أو شجاعة وإنما عن حماقة من جهة، في تعيين القرار المناسب، وخوف من جهة أخرى، من تسرّب سلطة البيت الأبيض على المنطقة التي تحاول التعاطي مع قضاياها بمعزل عنه، بدليل هذا التخبط في تسويق المبررات والتي كان آخرها أن تواجدها هو من أجل ضمان وحماية عملية تفريغ السفينة «صافر»!!

أمريكا التي باتت تعي أن دور «شرطي العالم» لم يعد واقعيا مع المتغيرات التي يشهدها العالم، كما المنطقة، مع اتساع مساحة الجغرافيا الرافضة لمحاولاتها استعادة الهيمنة على شؤون الدول، واحتوائها المناطق الثرية، تستمر بمثل هذه المحاولات للحفاظ على أي مساحة ممكنة لتأثير هيبتها بما يبقيها حاضرة في التفاصيل وفرض رؤاها على الأنظمة.

إنما الرياح – كما يبدو – لم تعد تخدم السفن الأمريكية، فالمعطيات اليوم وحاصل تكوين المعادلات لم يعد في صالحها، ومحور المقاومة يبدو اليوم أقوى وأكثر تحديدا للهدف، كما عكست ذلك لغة الحزم في كلمة السيد القائد.

والحقيقة التي لا يمكن إنكارها، هي أن واشنطن باتت تدرك أنها أكثر عجزا من أي وقت مضى عن ارتكاب أي حماقة وأن حدود فعلها من هذا التواجد اليوم لن يتجاوز استعراض القوة من أجل إدامة التوترات وإقلاق سكينة مجتمعات دول المنطقة بدسائسها الخبيثة التي تعتمد فيها على حفنة العملاء والأتباع داخل هذه المجتمعات، وكذا دعم هؤلاء العملاء، كما أشار إلى ذلك السيد القائد، عدا ذلك فإن تفعيل قطعانها من العسكر  وتوجيه أي ضربة عسكرية وفي أي اتجاه، تبدو مستحيلة  قطعا لاعتبارات كثيرة أبسطها أن تداعيات ذلك ستكون وخيمة عليها، وأن قطعان أمريكا من غير المرجح أن تعود إلى وطنها بنفس العدد، فضلا عن فقدان الكيان الأمريكي للكثير من مصالحها، واختلاط وارتباك أوراق حساباتها للمنطقة بشكل كلي، وربما سيمثل الأمر نهاية قطعية لتواجد «شرطي العالم» الأمريكي في الشرق الأوسط، ثم وكناتج طبيعي لهذه الصورة، ستنسحب التداعيات على الكيان الصهيوني، الذي ربما ستحدد المعركة نهاية حتمية لاحتلاله الأراضي العربية ووجوده في المنطقة.

ومع هذه القناعة بأن أمريكا تدرك حدود تحركها واستعراض العضلات في المنطقة، فإن محور المقاومة لا يبدو أنه يركن إلى هذه القناعة وهو ما تعكسه هذه الجاهزية القصوى لجيوشه، وحالة الرفض للتواجد الأمريكي في المنطقة جملة وتفصيلا وتحت أي عنوان كان، حسب ما تؤكده دول المحور.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: السید القائد

إقرأ أيضاً:

خطاب القائد وفشل العدوان الأمريكي على اليمن

يمانيون/ كتابات/ عبدالمؤمن محمد جحاف

في خطابٍ ناريٍّ مليء بالتحذيرات والتفاصيل الميدانية والسياسية والعسكرية، قدم السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي “يحفظه الله”  قراءة عميقة وتحليلًا سرديًا شاملاً لمستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة والتطورات الإقليمية والدولية ،أيضاً ليُذكّر العالم بأن جريمة القرن لا تزال تُرتَكَب يوميًا في غزة، تحت سمع وبصر “أمةٍ غائبة” و”نظامٍ دوليٍ عاجز”. فقد جاء خطابه في 8 مايو/أيار 2025م (10 ذو القعدة 1446هـ) ليُحاسب الضمير الإسلامي أولًا، قبل أن يُسجل انتصارات اليمن العسكرية ضد أمريكا وإسرائيل، ويكشف فشل العدوان الأمريكي في كسر إرادة صنعاء.
وفي زمن تتداعى فيه القيم ويُختبر فيه الإيمان الحقيقي، أطل السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في هذه الكلمة المفصلية تمثل جرس إنذار أخلاقي وانساني  تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية، وتجاه صمت الأمة المتخاذل أمام مشهد دموي مباشر يُبثّ للعالم على الهواء.

العدوان على غزة.. استمرار الجريمة أمام تفرج العالم

لم تكن كلمات السيد القائد مجرد توصيف لحالة طارئة، بل شهادة تاريخية على “جريمة القرن”، كما أسماها، التي يمارسها الكيان الصهيوني بحق سكان قطاع غزة على مدى 19 شهرًا من المجازر المتواصلة. فالعدو الإسرائيلي، كما أوضح السيد القائد، لم يترك فرصة لحياة الفلسطينيين، لا في المساجد ولا في المستشفيات ولا في البيوت. مشاهد الإبادة، التي كانت تُعرف في التاريخ بعد سنوات، صارت تُشاهد مباشرة عبر الفضائيات، بينما العالم يكتفي بالمراقبة أو الشراكة بالصمت.

الأمة الإسلامية: الغياب الأخلاقي والتفريط الجماعي

من أهم في الكلمة، هو التحليل العميق لحالة “اللامبالاة” التي تعيشها الأمة الإسلامية، وعلى رأسها العرب. مئات الملايين من المسلمين يكتفون بالمشاهدة بينما يُقتل الأطفال وتُهدم البيوت. حمّل السيد القائد هذه الأمة مسؤولية كبيرة تجاه تفريطها في أقدس واجباتها: الجهاد في سبيل الله، والدفاع عن المظلوم، ومواجهة الظالم. التفريط هنا ليس موقفًا سياسيًا فحسب، بل حالة تُغضب الله، وتفتح أبواب السخط الإلهي في الدنيا قبل الآخرة.
فقد قدّم  السيد القائد رؤيةً تحليليةً للدوافع الخفية لصمت وتخاذل العرب، مُرجعًا إياها إلى:
1.”المخاوف”: خوف الأنظمة من فقدان الدعم الغربي.
2. “الأطماع”: التطلع لمكاسب سياسية عابرة.
3. “التأثيرات التربوية”: تشويه الوعي الديني والسياسي لدى النخب الحاكمة.

الصهيونية: مشروع شامل لا يرحم حتى المطبّعين

بوضوح، كشف السيد القائد عن الطبيعة الحقيقية للصهيونية، سواء “الدينية” أو “العلمانية”، باعتبارها مشروعًا شموليًا يستهدف الأمة بكاملها. الطامة الكبرى، حسب تعبيره، أن بعض الزعماء العرب قد يبطشون بشعوبهم عند أي انتقاد بسيط، لكنهم لا يتأثرون بعقيدة الصهاينة التي تصفهم بـ”أقل من الحمير”. النظرة الإسرائيلية للعرب والمسلمين واحدة، حتى للمطبّعين.
وبالتالي قدم السيد القائد رؤيته  للمشروع الصهيوني بجناحيه (الديني والعلماني)، مؤكدًا أنه مشروع واحد يستهدف:
– السيطرة على المسجد الأقصى وهدمه لبناء “الهيكل”.
– تحقيق “إسرائيل الكبرى” عبر تفتيت العالم الإسلامي.
– استباحة كرامة العرب، الذين وصفهم الخطاب بأن الصهاينة “يعتبرونهم أقل من الحيوانات”.

اليمن.. موقف إيماني يربك العدو
في مقابل التخاذل العربي، يقدم اليمن نموذجًا عمليًا لمفهوم النصرة الفاعلة. من منطلق إيماني صادق، كما عبّر السيد القائد، نفّذ اليمن منذ منتصف رمضان أكثر من 131 عملية عسكرية إسنادية استخدمت فيها صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة و وصواريخ فرط صوتية، مستهدفة عمق الكيان الإسرائيلي، أبرزها مطار “بن غوريون” في اللد، ما أدى إلى توقف الحركة الجوية، وهروب ملايين المستوطنين إلى الملاجئ، وإلغاء رحلات عشرات شركات الطيران.

العدوان الأمريكي: الفشل أمام الإرادة اليمنية

رغم 1712 غارة أمريكية بحرية وجوية استهدفت اليمن، فإن العمليات اليمنية لم تتوقف. بل إن حجم الهجمات الأمريكية عكس، بحسب الكلمة، مدى فاعلية الموقف اليمني. فلو لم يكن لليمن تأثير، لما استنفر الأمريكي بقاذفاته وحاملات طائراته. ومع كل هذا، بقيت القدرات العسكرية اليمنية فاعلة، والإرادة الشعبية صلبة، بل وخرجت بمظاهرات مليونية أسبوعية لم يشهد مثلها العالم.

رسائل  للأمة
السيد القائد، في حديثه، لم يكتفِ بالميدان العسكري، بل قدّم موقفًا إيمانيًا جامعًا يربط بين الجهاد العسكري والصلابة الروحية. أعاد توجيه البوصلة إلى المفهوم القرآني للعزة، وأكد أن “الخسارة الحقيقية” ليست في الدمار أو الشهداء، بل في فقدان الكرامة والتفريط بالحق.

خرج من حدود اليمن الجغرافي ليوجه رسالة إلى كل الحكومات الإسلامية، داعيًا إياها للوقوف مع الشعوب بدل الاستنزاف لصالح الأعداء.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية التركي هاكان فيدان: ناقشنا الأوضاع في سوريا والأعمال التي تقوم بها الحكومة السورية لتعزيز الاستقرار، كما تطرقنا إلى الأوضاع في المنطقة
  • مع كيكل – الحقائق والوقائع!!
  • فعالية خطابية لإدارة أمن إب بذكرى الصرخة
  • بدء العد التنازلي لانطلاق الحدث المصرفي الأكبر في ليبيا
  • العد التنازلي بدأ: استطلاع جديد يكشف تراجع شعبية نتنياهو
  • خطاب القائد وفشل العدوان الأمريكي على اليمن
  • الاحتلال يعلن اغتيال القائد في حماس نور البيتاوي
  • الرئيس المشاط يشكرجماهير الشعب لتلبيتهم نداء الواجب ودعوة السيد القائد
  • الرئيس المشاط يتوجه بالشكر والعرفان لجماهير الشعب اليمني لتلبيتهم نداء الواجب ودعوة السيد القائد
  • من الهجوم إلى الانكسار.. أمريكا تنهزم في اليمن وموازين القوى تنقلب