علماء يكتشفون حلاً للغز قد يعيد كتابة تاريخ الديناصورات
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
يمن مونيتور/قسم الأخبار
تمكن علماء مختصون في مجال الأحياء من اكتشاف «الحلقة المفقودة» التي أشعلت شرارة صعود الديناصورات على كوكب الأرض، حيث اكتشف العلماء أقدم حفرية على الإطلاق لها علاقة بالديناصور.
وقال تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي» إن إحدى أقدم الحفريات التي تم اكتشافها على الإطلاق مؤخراً قد تكشف عن لغز كيفية تطور السحالي العادية إلى ديناصورات.
وتمكن علماء الحفريات من تحديد نوع جديد من الزواحف يبلغ عمره 237 مليون عام، وله أربع أرجل، وهو بحجم كلب صغير تقريباً في البرازيل.
ويتميز النوع المكتشف حديثاً، والذي أطلق عليه اسم «Gondwanax paraisensis» بالعديد من السمات المشتركة بين أسلاف الديناصورات الأوائل، مع بعض السمات التي لم يتم العثور عليها من قبل.
ويعتقد الفريق أن خصائص الحفريات يمكن أن تساعد في سد الفجوات في التاريخ التطوري.
وتم اكتشاف هذا الزاحف القديم لأول مرة من قبل طبيب محلي في بلدة بارايسو دو سول، والذي تبرع لاحقاً بالحفرية في عام 2021.
وأظهرت إعادة تحليل البقايا، التي أجراها باحثون في الجامعة الفيدرالية في سانتا ماريا بالبرازيل أن المخلوق كان يجوب البلاد خلال العصر الثلاثي عندما ظهرت الثدييات والتماسيح والسلاحف والضفادع لأول مرة.
وكان وصول حيوانات أخرى يعني أن الزاحف القديم كان عليه التنافس من أجل البقاء بسبب إقامتهم جميعًا على ما كان يُعرف بقارات بانجيا العظمى، والتي كانت تتمتع بنظام بيئي غابات شرس خانق في مناخ أكثر حرارة بكثير من مناخنا اليوم.
ويتميز الزاحف ببعض السمات التي تم العثور عليها بين أسلاف الديناصورات، المعروفة باسم السيليصوريات، مثل الشق أسفل رأس عظم الفخذ وسطح مستو أعلى عظم الفخذ حيث يتصل بالورك.
وساعدت السمات العلماء على تحديد أن «Gondwanax paraisensis» كان من أقدم أنواع السيليصوريات المعروفة. لكن الفريق حدد سمة عظمية فريدة تربط العمود الفقري بالوركين، حيث تتكون هذه المنطقة، المعروفة باسم العجز، من ثلاث فقرات.
ويعني اسم السحلية التي يبلغ طولها 39 بوصة ويصل وزنها إلى 13 رطلاً «سيد جندوانا» تكريماً للمنطقة الواقعة في أقصى جنوب بانجيا، والمعروفة باسم كتلة أرض جندوانا.
ولاحظ عالم الحفريات رودريغو تيمب مولر أن فقرات المخلوق أظهرت أنه من المحتمل أن يكون «حيوانًا رشيقًا وخفيف الوزن».
وستساعد قدراته التنافسية الفريدة ووجوده بالقرب من العديد من الحفريات الأخرى من نفس فترة العصر الثلاثي الباحثين على فهم النظام البيئي الذي تطورت فيه الديناصورات لأول مرة.
وقال مولر: «نظرًا لأنه قديم جداً، فإنه يمنحنا أدلة حول كيفية ظهور الديناصورات». وأوضح أن «الجزء الأكثر أهمية في هذا الاكتشاف هو عمره».
لقد ناقش علماء الحفريات لفترة طويلة ما إذا كانت السيليصوريات في حد ذاتها ديناصورات حقيقية، أو ببساطة «أشكال ديناصورية غير ديناصورية» أو ربما كانت سلفًا لهذه المخلوقات الشهيرة والعملاقة التي حكمت الأرض ذات يوم.
وقال مولر وفريقه في بيان: «إن فهم خصائص هذه السلائف يمكن أن يلقي الضوء على ما كان حاسمًا لنجاح الديناصورات التطوري».
وقد لعبت المنطقة نفسها دورًا رئيسيًا في التحولات التطورية الكبرى التي حدثت.
واكتشف علماء أستراليون في عام 2022 أن سلسلة جبال شاسعة تسمى «جبل ترانسجوندوانان العملاق» – والتي وصلت إلى ارتفاع جبال الهيمالايا، ولكنها كانت أطول بنحو أربعة أضعاف – «عززت» تطور الحياة.
ووفقاً للدكتورة زيي تشو، عالمة الكيمياء الجيولوجية من الجامعة الوطنية الأسترالية في كانبيرا، فإن ظهور أول الحيوانات الكبيرة منذ حوالي 575 مليون عام تزامن مع التكوين التكتوني لهذه السلسلة.
وقالت الدكتورة تشو في ذلك الوقت: «لا يوجد شيء مثل هاتين السلسلتين اليوم». وأضافت: «لقد كان التآكل التدريجي لهذه الجبال الضخمة بسبب العناصر الجوية هو الذي أدى إلى جرف العناصر الغذائية الحيوية، مثل الحديد والفوسفور، إلى المحيطات بأحجام أكبر».
وساعد هذا التدفق من المكونات في تحفيز الحياة والتطور نحو أشكال أكبر وأكثر تعقيداً.
وقال العلماء إن الزيادة الناتجة في الطحالب النباتية المنتجة للأكسجين وغيرها من الأنواع، مصحوبة بالدفن السريع للكربون العضوي والحديد، من شأنها أن تؤدي إلى زيادة مستويات الأكسجين في الغلاف الجوي.
وقالت الدكتورة تشو: «إن الزيادة في الأكسجين الجوي المرتبطة بتآكل جبل ترانسجوندوانان العملاق هي الأكبر في تاريخ الأرض وكانت شرطًا أساسيًا لظهور الحيوانات».
وتم اختيار النصف الثاني من اسم اكتشاف الزواحف الجديد، paraisensis تكريماً لمدينة Paraiso do Sul وهي المدينة الواقعة في أقصى جنوب ولاية ريو غراندي دو سول في البرازيل، حيث تم اكتشاف الأحفورة لأول مرة.
وأشار مولر إلى أن الطبيب المحلي الذي تبرع بالحفرية، الدكتور بيدرو لوكاس بورسيلا أوريليو، لم يتمكن إلا من تمييز بضعة أجزاء مرئية من فقرات المخلوق عندما فحص لأول مرة الصخور السميكة المحيطة بالحفرية.
ولاحظ الدكتور أوريليو الحفرية لأول مرة في عام 2014 من دون أن يدرك أن الاكتشاف يعود إلى العصر الثلاثي، بين 252 مليون و201 مليون سنة مضت.
وقال الدكتور أوريليو: «أن أكون أول إنسان يلمس شيئًا يعود تاريخه إلى 237 مليون سنة مضت أمر غير عادي». واستطرد الطبيب المحلي: «إنه شعور لا يوصف» مضيفًا أنه كان مولعاً بعلم الحفريات منذ الطفولة.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الديناصورات علماء لأول مرة
إقرأ أيضاً:
بصمة حمراء غريبة على صخرة تُربك علماء الآثار..والشرطة الجنائية تكشف اللغز
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشف باحثون في وسط إسبانيا عن أحد أقدم الأجسام الرمزية في أوروبا.
تحمل قطعة الحُصاة بصمة إصبع بشري، ويعود تاريخها إلى عشرات آلاف السنين بمأوى "سان لازارو" الصخري في مدينة سيغوفيا الإسبانية، ما يدل إلى احتمال امتلاك إنسان النياندرتال القدرة على إنشاء فن رمزي.
تطلّب كشف الهوية الحقيقية لمن ترك هذه البصمة الاستعانة بخبراء جنائيين يعملون في تحقيقات مسرح الجريمة.
أضاف هذا الاكتشاف إلى مجموعة متزايدة من الأدلة، مثل النقوش والرسوم داخل الكهوف التي اكتُشفت في السنوات الأخيرة، ما يعزز فرضية أن أقاربنا من عصور ما قبل التاريخ، الذين انقرضوا قبل حوالي 40,000 عام، كانوا يشبهون البشر المعاصرين أكثر مما اعتُقد.
رصد فريق الباحثين الإسبان الصخرة البيضاوية الشكل على عمق 1.5 متر تحت الرواسب خلال عملية تنقيب في يوليو/ تموز 2022، ونشروا نتائجهم في ورقة علمية بتاريخ 24 مايو/ أيار في مجلة العلوم الأثرية والأنثروبولوجية.
وفقًا للدراسة، يُعتقد أن موقع "سان لازارو" كان مأهولًا من قبل إنسان النياندرتال.
قالت ماريا دي أندريس هيريرو، أستاذة عصور ما قبل التاريخ في جامعة كومبلوتنسي بالعاصمة الإسبانية مدريد، والمشاركة في إعداد الدراسة: "عندما رأينا (الحصاة) للمرة الأولى.. كنا ننظر إلى الحجر، أنا والفريق والطلاب، وقلنا: 'آه، يبدو وكأنه وجه'"، موضحة أنّ هذا النوع من الاكتشافات في سياق مرتبط بإنسان النياندرتال كان غير متوقّع.
وأوضحت هيريرو أن فريقها أجرى تحليل تأريخ بالكربون للبصمة، حيث يُقدّر عمرها بحوالي 43 ألف سنة.
يعتقد الباحثون أن الصخرة وُجدت قرب مجرى نهر، ثم نُقلت عمدًا إلى مأوى الصخور.
بخلاف الأدوات أو القطع الأخرى التي عُثر عليها في الموقع ذاته، كانت الحصاة فريدة من نوعها، إذ لم تتمتع بأي استخدام وظيفي ظاهر، وكان عليها نقطة حمراء غريبة أثارت فضول الباحثين.
أوضحت هيريرو: "شعرنا أنّ هناك شيئًا ما في هذه النقطة الحمراء، لا أعرف ما هو بالضبط.. والطريقة الوحيدة التي مكنتنا من معرفة وجود بصمة كانت بالاتصال بأفضل متخصص في مجال البصمات بإسبانيا، ولهذا السبب تواصلنا مع الشرطة".
بمساعدة خبراء في التحقيقات الجنائية من فريق الشرطة الجنائية في العاصمة الإسبانية مدريد، تمكن الباحثون من تأكيد وجود بصمة إصبع داخل النقطة الحمراء.
لكن أفراد الشرطة شككوا بداية بشأن هذا الاكتشاف. وقالت هيريرو: "هؤلاء معتادون على تحديد بصمات حديثة، من يومين، أو أسبوع، أو حتى شهر. أما من 43 ألف سنة مضت؟ لقد كان الأمر غريبًا وصعبًا للغاية بالنسبة لهم".
باستخدام تقنيات جنائية متقدمة وتحليل طيفي متعدد (multispectral analysis)، وهو أسلوب تصوير متطور، تمكّن الفريق البحثي بالتعاون مع المحققين من تمييز بصمة إصبع بشرية داخل النقطة الحمراء.
ابتكر المحقق الجنائي كاميرا خاصة لالتقاط الأدلة، وكانت هذه أول مرة تُستخدم فيها هذه التقنيات لتحديد بصمة تعود لإنسان نياندرتال.
ثم قامت وحدة تحليل الصور في قسم الطب الشرعي بتحليل العلامة للتأكد من أنها تتوافق مع بصمة بشرية، وأنها لا تعود لأي من الباحثين المشاركين أيضًا.
وقد تمكّنت الشرطة من التحقق من أن البصمة تعود على الأرجح لذكر بالغ من إنسان النياندرتال.
قال بول بيتِّيت، أستاذ علم آثار العصر الحجري القديم في جامعة دورهام بالمملكة المتحدة: "تحقُّق خبراء الطب الشرعي من البصمة يُثبت بشكل قاطع أنها نتجت عن تماس مباشر مع إصبع بشري".
وفقًا للباحثة هيريرو، فقد تكون هذه القطعة الأثرية أقدم بصمة إصبع كاملة لهومينين (أي نوع بشري أو قريب من البشر) يُعثر عليها على الإطلاق.
وكان عُثر على بصمة أخرى ربما أقدم في موقع كونيغساو بألمانيا في عام 1963، لكنها كانت جزئية غير مكتملة.
أظهرت النماذج الإحصائية التي استخدمها الباحثون أن العلامة على الحصاة "ليست عشوائية"، بل تم وضعها عن قصد.
أما بيتِّيت، فلم يتفاجأ من النتائج، وعلّق قائلًا إنّ "هذا الاكتشاف مثال جديد على البيانات المتزايدة التي تكشف عن وجود ثقافة بصرية لدى النياندرتال. إنه مثال واضح لا لبث فيه لاستخدام إنسان النياندرتال للأصباغ الحمراء، وهو جزء من قاعدة بيانات متنامية تُظهر أنهم اعتادوا على استخدام الأصباغ لترك علامات مثل الأيدي وأطراف الأصابع، على جدران الكهوف والأشياء المحمولة".
من النظريات المطروحة أنّ النتوءات على الصخرة تُشبه ملامح وجه مثل العينين، والفم، والذقن.
يفترض الباحثون أن مكان النقطة الحمراء قد يمثل موضع الأنف. وإذا ثبت ذلك، فإن علامة الحصاة ستكون رمزًا بصريًا ذات غرض رمزي أو تعبيري.
وفقًا للدراسة، فإن بصمة "سان لازارو" قد تكون أيضًا أقدم بصمة بشرية ترتبط باستخدام صبغة.
تأكد الباحثون من أن الصبغة المستخدمة هي الأوكر (ocher)، أي عبارة عن صبغ طيني طبيعي، وُضع على طرف الإصبع الذي طبع البصمة على حصاة من الغرانيت الغني بالكوارتز.
كتب مؤلفو الدراسة: "هناك معنى أو رسالة، مهما بدا الشيء أو الفعل بسيطًا"، وأضافوا أن هناك ما يدعو للاعتقاد بأن الحصاة كانتُ يُقصد بها أن تكون تمثيلًا لوجه بشري.
وصفت الدراسة خصائص الحصاة بأنها "استثنائية"، واقترحت أنها قد تكون رمزًا بصريًا يمكن اعتباره نوعًا من "الفن المحمول" في بعض السياقات.
النياندرتال مقابل الإنسان الحديثإذا كان هذا صحيحًا، فإن فهم العلماء لقدرات إنسان النياندرتال قد يشهد تحوّلًا كبيرًا.
كتب مؤلفو الدراسة: "حقيقة أن الحصاة تم اختيارها بناءً على شكلها، ثم وُسِمت بصبغة الأوكر، تُظهر أن هناك دماغًا بشريًا لديه القدرة على كتابة الرموز، والتخيّل، والمثالية، وإسقاط أفكاره على كائن مادي".
رغم عدم وجود طريقة مؤكدة لمعرفة ذلك تمامًا، تعتقد هيريرو أن هذا الاكتشاف يُظهر مدى دقة الخط الفاصل بين النياندرتال والإنسان الحديث.
وأشارت هيريرو إلى أن الفريق يُخطط الآن للبحث عن المزيد من "القطع الأثرية غير المرئية"، بهدف المساعدة على تفسير الماضي. وسيؤدي الخبراء في الطب الشرعي دورًا محوريًا للكشف عن معلومات لا تُرى بالعين المجرّدة.
إسبانياآثاردراساتنشر الثلاثاء، 03 يونيو / حزيران 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.