«QNB» يتوقع صمود التجارة العالمية أمام الرياح المعاكسة الكبيرة في 2025
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
قال تقرير أسبوعي صادر من «QNB» إن التجارة الدولية شهدت تقلبات غير عادية خلال السنوات الأخيرة، فبعد التراجع الحاد في أحجام التجارة في عام 2020 نتيجة لجائحة كوفيد-19، حدث انتعاش قوي في عام 2021، مع انحسار الجائحة وبدء عملية إعادة فتح الاقتصاد العالمي تدريجياً.
وأضاف التقرير، أنه بعد ذلك ظهرت بيئة مليئة بالتحديات، وسط تصاعد أسعار الفائدة، وارتفاع معدلات التضخم، وعدم الاستقرار الجيوسياسي، وأدت هذه الأوضاع السلبية إلى تباطؤ حاد في النشاط التجاري في عام 2022، وكان الوضع مخيباً للآمال بدرجة أكبر في عام 2023، حيث حدث انكماش غير معهود، فخلال السنوات الأربعين الماضية، لم يتم تسجيل انكماش في الأحجام الحقيقية للتجارة إلا في عام 2009 في أعقاب الأزمة المالية العالمية، وفي عام 2020 مع الاضطرابات الهائلة التي سببتها جائحة كوفيد.
وتابع: وفي حين أن بعض الرياح المعاكسة لا تزال مستمرة اليوم، بما في ذلك البيئة الجيوسياسية الصعبة التي تتسم بتزايد الحمائية والاضطرابات اللوجستية، فقد بدأ التعافي المعتدل يظهر في عام 2024.
وواصل: ومن وجهة نظرنا، من المتوقع أن يستمر هذا التعافي في عام 2025، على الرغم من أن نمو التجارة العالمية سيظل دون المتوسط طويل الأجل السائد قبل جائحة كوفيد.
وأشارت بحوث بنك QNB إلى أنها ستقوم في تقريرها الحالي بتحليل ثلاثة عناصر رئيسية تدعم توقعاتها حول استمرار التعافي.
قطاع النقل
وتابعت: تشير المؤشرات الرائدة الرئيسية إلى تحسن أحجام التجارة، وتعد توقعات المستثمرين بشأن الأرباح المستقبلية للشركات في قطاع النقل مؤشراً لآفاق التجارة العالمية، ويشير أداء مؤشر داو جونز للنقل إلى التحولات التي ستطرأ على ديناميكيات الصادرات العالمية، وبعد أن وصل هذا المؤشر إلى أدنى مستوى له في منتصف عام 2024 على أساس سنوي، عاد إلى النطاق الإيجابي الذي يشير إلى توسع التجارة.
وأكملت: من المفيد أيضاً أن نتتبع أداء الصادرات في الاقتصادات الآسيوية شديدة الاندماج في الاقتصاد العالمي، مثل اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وتايوان، التي تنشر إحصاءات التجارة بشكل مبكر، فبعد أن أظهر نمواً سلبياً خلال معظم العام الماضي، تماشياً مع انكماش التجارة العالمية، بدأ هذا المقياس اتجاهاً تصاعدياً ولا يزال في النطاق التوسعي، وبشكل عام، تشير المؤشرات الرئيسية إلى أن التجارة ستحافظ على وتيرة تعافيها.
الاقتصاد الصيني
وأردفت: أعلنت الحكومة الصينية عن حزمة من التدابير القوية لتحفيز الاقتصاد، مما ساهم في تحسين آفاق التجارة الدولية في الأمد المتوسط، وخلال هذا العام، بدأت المخاوف بشأن أداء الاقتصاد الصيني تتزايد وسط الضغوط الانكماشية، وأزمة العقارات، والزخم السلبي في معنويات المستثمرين، وشهدت توقعات النمو الاقتصادي لعام 2024 تقلبات بين 4.5% و4.9%، وهو نطاق يقل بكثير عن متوسط الـ 10 سنوات البالغ 5.6%
وواصلت: في استجابة قوية، وضعت السلطات الصينية سلسلة من التدابير النقدية والمالية والضريبية المنسقة لتقديم الدعم لاقتصاد البلاد الذي يعتبر ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ونتوقع أن تعمل الحزمة الشاملة من التدابير السياسية على تعزيز النمو الاقتصادي في الصين وشرق آسيا، مما يولّد المزيد من الزخم في المنطقة التجارية الأكثر ديناميكية على وجه الأرض. وهذا من شأنه أن يدعم بشكل أكبر تسريع النمو الإجمالي للتجارة.
خفض الفائدة في البنوك المركزية
ولفتت إلى أنه، ستعطي جولات خفض أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية الكبرى دفعة إضافية للتجارة، ونظراً للتقدم المحرز في السيطرة على التضخم، يشرع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي في عملية كبيرة من التيسير النقدي، ومن المتوقع أن تؤدي هذه الدورة إلى تحويل أسعار الفائدة من المنطقة المقيدة إلى مستويات تيسيرية بحلول نهاية عام 2025.
وأوضحت: تتأثر التجارة الدولية بشكل كبير بمعدلات الائتمان وأسعار الفائدة، نظراً لتأثيرهما على الاستثمار من جانب الشركات وعلى الطلب على السلع المعمرة من جانب الأسر، وهما مكونان رئيسيان في تدفقات التجارة. وبالتالي، فإن دورة التيسير النقدي في الاقتصادات المتقدمة من شأنها أن تضيف زخماً إلى نمو التجارة العالمية.
واختتمت: في غياب تزايد كبير في الإجراءات الحمائية والاضطرابات الجيوسياسية، نتوقع أن يستمر نمو أحجام التجارة في التعافي، ليرتفع إلى 3.2% في عام 2025، من نسبة 2.8% المتوقعة هذا العام، وسط قراءات إيجابية في المؤشرات التجارية الرائدة، وتدابير التحفيز الاقتصادي القوية في الصين، وجولات خفض أسعار الفائدة في الاقتصادات المتقدمة.
اقرأ أيضاًفي بنك مصر بـ 157.8 جنيه.. سعر الدينار الكويتي اليوم الإثنين 21 أكتوبر 2024
بنك مصر يرفع الرسوم على عدد من الحسابات الجارية والتوفير
بحوث بنك الكويت: «المركزي المصري» قد يؤجل خفض أسعار الفائدة إلى 2025
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الاقتصاد العالمي أسعار الفائدة الفيدرالي الأمريكي الاقتصاد الصيني التجارة الدولية التجارة العالمیة أسعار الفائدة فی الاقتصاد فی عام
إقرأ أيضاً:
عُمان تشارك بمؤتمر دولي يستشرف الدور المستقبلي للمناطق الاقتصادية والحرة في تعزيز التجارة العالمية
◄ السنيدي يشارك في جلسة حوارية حول التحولات في سلاسل التوريد العالمية
◄ الوفد العُماني يبحث تبادل الخبرات مع المناطق الاقتصادية والحرة في عدد من الدول
هاينان (الصين)- العُمانية
شاركت الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة في المؤتمر العالمي الحادي عشر للمنظمة العالمية للمناطق الحرة تحت شعار "المناطق: بوابات للازدهار العالمي، والتجارة، والابتكار المستدام"، الذي عُقد في هايكو بمقاطعة هاينان في جمهورية الصين الشعبية.
وناقش المشاركون في المؤتمر مستقبل المناطق الاقتصادية والمناطق الحرة ودورها في تعزيز التجارة العالمية وتحقيق التنمية المستدامة، في ظروف استثنائية يمر بها العالم من تقلبات وتحديات في سياسات التبادل التجاري والمناخ والتحولات السريعة في تقنيات الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة. وترأس وفد الهيئة المشارك في المؤتمر معالي الشيخ الدكتور علي بن مسعود السنيدي رئيس الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، بحضور عدد من المسؤولين من المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم والمنطقة الحرة بصحار.
وألقى معالي الشيخ الدكتور، رئيس الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، كلمة ضمن اللقاء الوزاري الاستراتيجي المصاحب للمؤتمر، أكد فيها أهمية التحول الرقمي والتكامل الاقتصادي بين المناطق الحرة عالميًا، مشيرًا إلى ضرورة توظيف التقنيات الحديثة والطاقة المتجددة في دعم نمو الصناعات النظيفة، وتعزيز سلاسل الإمداد، وسبل تسهيل انتقال المصانع ومدخلات الإنتاج بين المناطق والمدن الصناعية.
واستعرض معاليه تجربة سلطنة عُمان في تطوير المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، وما تشهده من نمو في قطاعات الطاقة المتجددة والصناعات الخضراء واللوجستيات، مؤكدًا أنّ التكامل بين الموانئ والمناطق الاقتصادية يشكّل ركيزة رئيسة لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة، مشيرًا إلى حجم الاستثمار البالغ 54 مليار دولار أمريكي مع نهاية عام 2024 موزعًا على 15 منطقة اقتصادية وحرة ومدينة صناعية في سلطنة عُمان.
وشارك معاليه في الجلسة الحوارية الرئيسة بعنوان "مسارات الازدهار: المناطق الحرة ومستقبل التجارة"، التي ناقشت التحولات في سلاسل التوريد العالمية ودور المناطق الحرة في تعزيز الانفتاح الاقتصادي والتكامل الإقليمي، إلى جانب الجلسات المخصصة لموضوعات التحول الأخضر وتطبيق معايير الحياد الكربوني.
والتقى الوفد العُماني خلال الزيارة بعدد من ممثلي المناطق الاقتصادية والحرة في مختلف دول العالم المشاركة؛ بهدف تبادل الخبرات وسبل تعزيز التكامل والتعاون نحو تنشيط حركة توسع الاستثمارات والتبادل التجاري. وعقد الوفد عدة اجتماعات مع مجموعة من الشركات المهتمة في توسيع استثماراتها في قطاع الصناعات الطبية والدوائية، والصناعات المرتبطة بالتجمعات الصناعية للطاقة الخضراء؛ إذ توفر المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة حوافز ومزايا جاذبة للمستثمرين.
وتخلل برنامج المشاركة زيارات ميدانية لكل من المكتب الإقليمي للتنمية الاقتصادية الدولية بمقاطعة هاينان ومنطقة جاندونج الحرة؛ بهدف الاطلاع على تجربة المقاطعة في المناطق الاقتصادية والتوجه العام لتحويل كافة المقاطعة إلى منطقة حرة في ديسمبر المقبل.
وشهد المؤتمر تنفيذ برنامج القيادة التنفيذية للمناطق الحرة، ركّز على مفاهيم الابتكار والقدرة التنافسية والاستدامة، إلى جانب إعادة هيكلة التجارة من خلال الحلول الرقمية وسبل تمكين التحول الذكي في إدارة المناطق الاقتصادية.
وتأتي مشاركة الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة في هذا المؤتمر العالمي بعد انضمامها إلى عضوية المنظمة العالمية للمناطق الحرة، تأكيدًا على التزام سلطنة عُمان بتعزيز حضورها الدولي في المحافل الاقتصادية والاستثمارية، وتبادل الخبرات مع كبرى الهيئات والمنظمات الدولية في مجال تطوير المناطق الحرة والمستدامة، بما يسهم في جذب الاستثمارات النوعية وتنويع الاقتصاد الوطني.