رحب الدكتور القس إندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر بجموع المشاركين في مؤتمر "دور الدين في بناء السلام المجتمعي" بمشاركة فضيلة الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف.
وفي هذا مشيرا إلى دوره المهم والفعال ودور وزارة الأوقاف في دعم السلام المجتمعي، ونشر الفكر المستنير، وهو ما يجسد صورةً حقيقيةً لدور الدين في تعزيز السلام.

 
كما رحب أيضًا بالدكتور خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، لافتا إلى أن
معالجة أي قضية يجب أن تبدأ أولًا بتعريف مصطلحاتها؛ فبتعريف المصطلح تتكشف أمامنا كافة الأبعاد، ويتكون لدينا إدراكٌ لمحتوى القضية التي نناقشها، وإدراك الفرق بين المصطلحات التي قد تبدو مترادفةً أو يتم استخدامها في غير سياقها. 
وتعريف السلام ينطوي على العديد من الأبعاد والمستويات؛  فإن كان التعريف اللغويُّ  لكلمة السلام يشير إلى غياب العنف، فأعتقد أن احتياجات مجتمعنا في هذه الآونة تتجاوز هذا التعريف، من حيث فهمنا لمعنى العنف، ويجب أن نضع في اعتبارنا أن معنى العنف يشمل العنف اللفظي والمعنوي إلى جانب العنف البدني. 
وأضاف أنه وعلى المستوى المجتمعي يمكن تعريف خطاب الكراهية باعتباره شكلًا من أشكال العنف اللفظي. لهذا فإن فهمنا لمعنى السلام يجب أن يشتمل على أبعاد أخرى؛ مثل الاستقرار  والاتفاق المجتمعي واحترام القانون وتحقيق الرفاهة الاجتماعية. كل هذه الأبعاد لا غنى عنها في تعريفنا لمفهوم السلام. 
وتابع قائلا،  لقد ترك لنا تراكمُ خبرات العقود الماضية وعيًا شاملًا وإدراكًا جامعًا لدور الدين في المجتمع. 
 فالدين مكوِّن رئيس من مكوِّنات المجتمع، ويشكِّل عنصرًا مهمًّا من عناصر هوية أي مجتمع، لكن هذا لا يعني الدعوة إلى تديين المجال العام أو تحويل الدين إلى أيديولوجية أو استخدامه سياسيًّا، أو توظيفه بأي شكل من الأشكال؛ فهذا من شأنه أن يُبعِد الدين عن أهدافه الأساسيَّة السَّامية. 
ونوه زكى إلى ضرورة أن نفرق أيضًا بين "الدين" و"الفكر الديني"؛ فالدين منظومة إيمانية جاءت في نصوص مقدَّسة يؤمن بها الإنسان ويكوِّن من خلالها علاقةً مع الخالق،  أما الفكر الديني فهو اجتهادات وتأويلات تحاول تفسير النصوص الدينية؛ وهذه نشاطات فكرية بشرية، خاضعة للمراجعة واختلاف الآراء والرؤى والتوجهات الفكرية، ولا ينبغي -بأي حال من الأحوال- أن تكون هذه الاختلافات مدعاةً للصراع أو النزاع أو التقليل من شأن الآخر،  ولهذا فمن حيث المبدأ، فإن جميع الأديان تدعو إلى السلام، والمحبة، وتماسك المجتمع، واحترام الآخر، وجميع هذه القيم المجتمعية.
وأشار إلى أنه وبناءً على هذا فالنصوص الدينية المقدسة نقطة انطلاق عظيمة لبناء السلام المحليّ والدوليّ. لكن تكمن المشكلة الحقيقيَّة في هذا الشأن في صناعة الفكر الديني المتطرف بما يتضمنه من تفسيرات للنصوص المقدسة تكون إما مُوجَّهة أو مبتورة من سياقها أو تحمل أيديولوجيَّةً،  بينما الفكر الديني المتسامح هو ما يعكس القِيَمَ الحقيقيَّةَ الأصيلة للأديان. وهذا دور المؤسسات الدينية في الاهتمام بالتعليم الديني الذي ينشئ عقليةً تستوعب الاختلاف وتحترمه، وتسعى دائمًا لبناء الجسور مع الآخر.  
وأوضح أنه ومن إحدى إشكاليات صناعة الفكر الديني وتقديمه في وقتنا هذا أنه لم يعد مقتصرًا على المتخصصين من دارسي الفقه واللاهوت، لكنه امتد أيضًا لصنَّاع المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، وربما يحظى صناع المحتوى بتأثير كبير بين النشء والشباب من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن الإشكالية الحقيقية في هذا الأمر هو احتمالية انحراف بعضهم في الفكر إلى مهاجمة العقائد والأديان، وخلق حالة من الاحتقان والعنف اللفظي وشيوع خطاب الكراهية، والتي قد تشكِّل خطورةً على التسامح والتماسك المجتمعي. 
وذكر القس أندريه زكى أن مثيرو الشغب يخلطون بين دعاوى الكراهية بين خطاب الكراهية والاستهزاء بمعتقدات الآخرين وبين حرية الرأي والتعبير؛ لهذا يقتضي الأمر خلق حالة من التوازن وإدراك التعريف الدقيق والفرق الواضح بين حرية التعبير واحترام العقائد ومواجهة خطاب الكراهية حتى لا يُستَخدم أيٌّ من هذه المصطلحات خارج سياقه.  
وقال زكى، أودُّ أن أشجب وأدين كل محاولات الازدراء بمقدسات الآخرين؛ بأي شكل أو أي طريقة. ومع احترامي لحرية التعبير؛ فالحرية تقف حدودها عند حرية الآخرين واحترام مقدساتهم ومعتقداتهم، 
*لهذا أعلن رفضي القاطع لكل دعاوى حرق الكتب المقدسة لما فيها من إساءة للمقدسات وتعدٍّ وعنفٍ ضد معتقدات الآخرين، لذا دعونا نؤكد مرارًا وتكرارًا: إن خطاب الكراهية هو نوعٌ من العنف اللفظي ولا يمكن أن يكون حرية تعبير. 
ولفت إلى أنه يمكن للدين إذن -بل ويجب- أن يشكِّل جسرًا بين أفراد المجتمع من خلال التمسك بالقِيَمِ الإنسانية الراقية التي نادت بها الأديان وتعزيز الحوار البنَّاء بين أتباع الأديان والذي من شأنه أن يخلق حالة من السلام والتماسك المجتمعي، والحوار هنا ليس حوارًا فقهيًّا- لاهوتيًّا،  إنما يمتد إلى حوار الحياة المشتركة والاتحاد سويًّا في مواجهة التحديات التي يواجهها المجتمع،  فالمؤسسات الدينية (الجامع والكنيسة) ليست جزيرة منعزلة عن المجتمع إنما هي جزء منه لا تقدر أن تنفصل عنه. والحوار والتعاون بين المؤسسات الدينية سيكون له دور كبير في تحقيق السلام المجتمعي، على أن تكون ثمار هذا الحوار واضحة لرجل الشارع.  
وألمح إلى أن ثمة عوامل عديدة تسهم في إنجاح الحوار وتعزِّز تأثيره خاصةً لدى رجل الشارع؛ أهم هذه العوامل: قراءة النص الديني قراءة معاصرة؛ بمعنى الاهتمام بقراءة النصوص الدينية في إطار خلفياتها التاريخية والتعرف على المتلقي الأول للنصوص،  ثم محاولة استكشاف ما يقوله النص الديني في الوقت الحالي. مما يشكل بدوره توجهات فقهية ولاهوتية داعمة للحوار. وهذا أحد الأدوار الأهم المنوطة بها المؤسسات الدينية. يسهم هذا في تمهيد أرضية مشتركة للحوار والتعاون في التعامل مع قضايا مشتركة، كالمواطنة والتعددية والعيش المشترك، كما يسهم في مواجهة فاعلة لخطاب الكراهية، سعيًا إلى تحقيق السلام المجتمعي والإنساني.    
وتابع، هنا يأتي دور الإعلام في توسيع المجال أمام الأفكار المعتدلة، خاصةً أن منابر الإعلام أصبحت عديدةً وذات فاعلية وتأثير كبيرين على الأغلبية العظمى من المواطنين، مع انتشار منصات التواصل الاجتماعي بمختلف تطبيقاتها ومواقعها، 
- وما لمسناه خلال العقد الماضي من قدرة فائقة على نقل توجهات الشارع والآراء السياسية والتطورات الاجتماعية داخل المجتمع، بل والأبعد من ذلك لعب دور المحرك للمجتمع.   
واختتم كلمته قائلا، إن بناء السلام -محليًّا ودوليًّا- عملية تحتاج إلى وقت فعلى المستوى الدولي تتسم الظروفُ العالميَّةُ الراهنةُ بعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، وعلى المستوى المحلي، أرى أن خلال العقد الماضي ساهمت الدولة المصرية بخطوات كبيرة في دعم السلام المجتمعي، لكن لا يزال أمامنا الكثير لإنجازه في هذا المجال، والدين -باعتباره مكونًا رئيسًا له مكانة راقية في وجدان المصريين- هو أحد الفرص العظيمة لدفع بلادنا إلى الأمام والتعامل مع مختلف التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها بلادُنا، وتعظيم الفرص والإمكانات المتاحة للتنمية المستدامة، وهذا هو دور مثل هذه اللقاءات التي يجتمع فيها قادة الفكر والمسؤولون لتبادل الأفكار والرؤى والوصول إلى توصياتٍ تساهم في دعم السلام المجتمعي.

IMG-20230814-WA0028 IMG-20230814-WA0021

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: القس إندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية الدكتور محمد مختار الدكتور محمد مختار جمعة خطاب الکراهیة الفکر الدینی فی هذا إلى أن

إقرأ أيضاً:

وزير الأوقاف يكلف محمد رجب خليفة بمنصب رئيس الإدارة المركزية لشؤون الدعوة

كلف الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، الشيخ محمد رجب خليفة، مدير مديرية المنوفية، بمنصب رئيس الإدارة المركزية لشؤون الدعوة بالوزارة.

يأتي ذلك خلفا للدكتور أيمن أبو عمر، الذي تم انتدابه للعمل بمكتب مفتي الجمهورية.

كان الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، عقد مؤتمراً صحفيا، صباح الاثنين، لإعلان تفاصيل النسخة الجديدة من المسابقة العالمية للقرآن الكريم.

وقال وزير الأوقاف، إنه سيتم تكريم الفائزين في النسخة ٣٢ من المسابقة العالمية للقرآن الكريم فى احتفال وزارة الأوقاف بليلة القدر بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي.

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف محمد رجب خليفة أخبار ذات صلة وزير الأوقاف مشيدًا بـ "دولة التلاوة": مصر ستظل منارة التلاوة في العالم أخبار وزير الأوقاف خلال الإدلاء بصوته في انتخابات البرلمان: الوطن يُبنى بالإيجابية أخبار رئيس تتارستان يستقبل وزير الأوقاف ويشيد بمكانة مصر والأزهر أخبار

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

أحدث الموضوعات شئون عربية و دولية الجزائر ترفع الحد الأدنى للأجور لـ24 ألف دينار ومنح بطالة بعد توقف منذ 2020 مصراوى TV أحدث مدفع ومدرعات ضخمة.. أسلحة مصرية جديدة في إيديكس 2025 مصراوى TV حسب المحطات.. نظام محاسبة جديد لركاب النقل العام نصائح طبية "تجنبوا الخروج المفاجئ".. نصائح ضرورية للتعامل في ظل تقلبات الطقس علاقات بعد الجدل حول فوزها باللقب.. ملكة جمال الكون 2025 ترد على الانتقادات وزير الأوقاف: 72 دولة تشارك في "العالمية للقرآن" بجوائز 13 مليون جنيه وزير الأوقاف: "دولة التلاوة" حقق نجاحًا كبيرًا.. ومصر هي المحرك للمواهب أخبار مصر توقيع 7 اتفاقيات استراتيجية بين العربية للتصنيع وطيران أبوظبي.. تفاصيل منذ 54 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر توقيع مذكرة تفاهم بين العربية للتصنيع وشركة نورينكو الصينية خلال EDEX 2025 منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر رئيس الوزراء يتابع إجراءات توفير الأسمدة في الأسواق وجهود حوكمة منظومة منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر توجيه حكومي.. إيقاف الترخيص لمعارض السيارات بالعمارات السكنية بالقاهرة منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر قراءة المزيد أخبار مصر أول ظهور للسيارات المدرعة المصرية الجديدة في معرض إيديكس 2025.. صور وفيديو منذ ساعتين قراءة المزيد المزيد

إعلان

أخبار

المزيد مدارس مدير تعليم القاهرة: التعامل الفوري مع أي مخالفات أو تقصير داخل المدارس أخبار مصر وزير الأوقاف يكلف محمد رجب خليفة بمنصب رئيس الإدارة المركزية لشؤون الدعوة أخبار مصر مدير تعليم الجيزة يتفقد مدارس جنوب لمتابعة الانضباط وجودة الأداء مصراوى TV راجمة الصواريخ ردع 300 في معرض إيديكس.. تهاجم أهداف على مسافات 300 كم أخبار المحافظات بالصور- حملة مكبرة لضبط أسعار المعرض الدائم للسلع الغذائية بالمنصورة

إعلان

أخبار

وزير الأوقاف يكلف محمد رجب خليفة بمنصب رئيس الإدارة المركزية لشؤون الدعوة

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

من نحن اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

هل الوقت مناسب للاستثمار في الذهب؟ خبراء وتجار يجيبون تفاصيل قرار تجزئة تذكرة أتوبيسات النقل العام بالقاهرة تكلفة الكيلو 47 قرشًا.. تعريفة سيارة "كيوت" بديل التوك توك في الجيزة بعد رفع الحد التأميني.. ما هي قيمة الزيادة في المعاشات ومتى التطبيق؟ إيديكس 2025.. مصر تبدأ رسميًا تصنيع أجزاء من مقاتلة "رافال" محليًا- صورة 22

القاهرة - مصر

22 12 الرطوبة: 30% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي من نحن إتصل بنا إحجز إعلانك سياسة الخصوصية خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • البابا ليو يغادر بيروت: أدعو الشرق الأوسط إلى مقاربات جديدة بعيدًا عن عقلية العنف
  • نائب رئيس جامعة عين شمس تفتتح فعاليات «16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة»
  • البابا لاون الرابع عشر يدعو الطوائف اللبنانية لبناء السلام ورفض العنف
  • رئيس القطاع الديني محاضرًا في دورة اتحاد إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي
  • وزير الأوقاف يكلف محمد رجب خليفة بمنصب رئيس الإدارة المركزية لشؤون الدعوة
  • «التحذير من التشكيك ونشر روح التشاؤم».. موضوع خطبة الجمعة المقبلة
  • ملتقى رياض الشريعة السادس يناقش الفكر الإنساني ودور عُمان الحضاري
  • تكافؤ الفرص تقود أوسع حملة توعوية بأسوان لحماية المرأة وتعزيز الوعي المجتمعي
  • «طب الأسنان بالإسكندرية» تنظم ندوة حول تجديد الخطاب الديني و نشر الفكر المستنير
  • وزير الأوقاف يبحث مع مفتي جمهورية تتارستان تعزيز التعاون الديني والإنساني