2 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة:

أفادت تحليلات بضرورة اتخاذ خطوات حاسمة لضبط الإدارة في المؤسسات الحكومية في العراق، إذ تظهر مستويات الفساد المتفشية بأنماط متعددة، بدءًا من الرشوة والمحسوبية إلى استغلال النفوذ. هذه الظواهر ليست مجرد حوادث منفصلة، بل تتشابك مع هيكل الإدارة العامة، مما يساهم في تردي الخدمات وتباطؤ التنمية.

ولم تكن القوانين والتشريعات بمعزل عن هذا الفساد، بل أشارت آراء إلى أن بعض المسؤولين يستغلونها لضمان مصالحهم الشخصية بدلًا من خدمة المجتمع.

ذكرت مداخلات استمعت اليها المسلة من موظف حكومي يحكي عن “ترف المناصب” قائلاً: “أعمل في إحدى الوزارات، وأرى كيف تُصرف الأموال على الكماليات وحمايات الشخصيات بدلًا من الاستثمار في تحسين بيئة العمل والخدمات. كلما طالبنا بإصلاحات، نجد أن الفساد هو الجواب الصامت في كل مكتب.”

وأضافت تحليلات أن الهدر المالي ليس فقط نتيجة للفساد بل أيضًا نتيجة لسوء التخطيط والإنفاق غير الرشيد.

وفي مؤسسات يُفترض أن تكون مربحة، مثل بعض الشركات العامة، نجد أن العوائد تُهدر دون تحقيق أهدافها المرسومة، لتبقى هذه المؤسسات في نهاية المطاف غير قادرة على تغطية رواتب موظفيها.

وأشار خبير اقتصادي إلى أن “سوء الإدارة يعادل الفساد في أثره المدمر؛ فحتى مع وجود التمويل، فإن استغلال النفوذ والمحسوبية يمكن أن يعرقلا أي محاولة إصلاحية”.

و أكدت الحكومة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني على التزامها بمكافحة الفساد، وأوضحت مصادر  أن السوداني يجد نفسه مضطرًا للتدخل بشكل مباشر لتصحيح الأوضاع في كثير من الأحيان. وتضيف هذه المصادر أن المحاصصة السياسية تُعقد الجهود الحكومية وتجعل من الصعب كسر دائرة المحسوبية التي تسيطر على المؤسسات.

استدرك موظف في إحدى المؤسسات: “لماذا نرى الكثير من الإصلاحات على الورق لكن القليل منها يُطبق؟ لأن النظام الضريبي نفسه يعاني من الفساد، فهو غير كفء ولا يعكس العدالة الضريبية المطلوبة.

وبدلًا من أن يُعاد توزيع الثروة بصورة عادلة، نجد أن الأموال تُسرب بطرق ملتوية إلى جيوب الفاسدين.”

كل هذا يشير إلى حقيقة واحدة واضحة: تحسين الخدمات العامة لا يبدأ إلا بمكافحة الفساد، بدءًا من المؤسسات الحكومية التي تحتاج إلى إعادة هيكلة وإصلاحات جذرية.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

من معركة التحرير إلى قمة التعاون.. خانكندي الأذربيجانية تستقبل أردوغان

يستعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، غدًا الجمعة، للتوجّه إلى مدينة خانكندي الأذربيجانية للمشاركة في القمة السابعة عشرة لمنظمة التعاون الاقتصادي (ECO)، في زيارة تحمل أبعادًا سياسية واستراتيجية، وتُتوَّج بخطاب مرتقب يُنتظر أن يرسم ملامح رؤية أنقرة الإقليمية لمستقبل التعاون المناخي والتنموي.

وأعلن رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، في منشور عبر منصة "إكس"، أن القمة ستُعقد تحت شعار: "رؤية منظمة التعاون الاقتصادي الجديدة لمستقبل مستدام ومقاوم لتغير المناخ"، وهو ما يعكس تحوّلاً لافتًا في أجندة المنظمة من الاقتصاد الصرف إلى تحديات المناخ والتكامل الإقليمي طويل الأمد.

وأوضح ألطون أن الدول الأعضاء ستبحث ملفات التعاون في مجالات حيوية أبرزها: التغير المناخي، التجارة، شبكات النقل، وإصلاح هيكلي للمنظمة. كما سيُشارك في القمة رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء إلى جانب مراقبين وممثلين عن منظمات دولية.

ووفق المصدر ذاته، فإن أردوغان سيلقي خطابًا خلال جلسة القمة، يتناول فيه جملة من التحديات المشتركة ورؤية تركيا لتعزيز التكامل الإقليمي، كما سيعقد سلسلة من اللقاءات الثنائية مع زعماء دول أعضاء في المنظمة، في سياق يعكس دينامية أنقرة المتواصلة في تفعيل أدوارها داخل آسيا الوسطى وجوارها القاري.

Cumhurbaşkanımız Sayın Recep Tayyip Erdoğan, Ekonomik İşbirliği Teşkilatı’nın 17. Zirvesi’ne katılmak üzere 4 Temmuz 2025 tarihinde Azerbaycan’ın Hankendi şehrini ziyaret edecektir.

“Sürdürülebilir ve İklim Değişikliğine Dayanıklı bir Gelecek için Yeni Ekonomik İşbirliği… — Fahrettin Altun (@fahrettinaltun) July 3, 2025

وتكتسب زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى خانكندي أهمية خاصة، إذ تأتي في سياق رمزي يعيد التأكيد على معركة تحرير خانكندي التي شكلت نقطة تحوّل كبيرة في النزاع الإقليمي بين أذربيجان وأرمينيا. فقد استعاد الجيش الأذربيجاني السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية في إقليم قره باغ بعد سنوات من النزاع، في معركة حاسمة دعمتها تركيا بقوة عبر تزويد باكو بالمساعدات العسكرية والتقنية والتدريب.

ويُعتبر الدور التركي في هذه المعركة محورياً، حيث وقفت أنقرة إلى جانب باكو في إطار شراكة استراتيجية متينة، زادت من تعزيز مكانة تركيا في منطقة القوقاز وجعلتها لاعباً إقليمياً فاعلاً في ملف الصراعات الإقليمية. وتأتي زيارة أردوغان إلى خانكندي اليوم، بعد عام على تحريرها، كرسالة دعم سياسي قوي لأذربيجان، وتأكيداً على التزام تركيا بتعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي في المنطقة، خاصة عبر منظمة التعاون الاقتصادي التي تضم دولاً من آسيا الوسطى والشرق الأوسط.

وتأتي الزيارة في وقت تكتسب فيه مدينة خانكندي ـ الواقعة في إقليم قره باغ ـ رمزية سياسية مضاعفة، بعد استعادة أذربيجان السيطرة الكاملة عليها العام الماضي، وهو ما يضفي على الزيارة طابعًا استراتيجيًا أيضًا، ويعيد التأكيد على دعم أنقرة الثابت لباكو في ملفات السيادة والتنمية.

وتضم منظمة التعاون الاقتصادي (ECO) عشر دول أبرزها: تركيا، أذربيجان، إيران، باكستان، وأفغانستان، وتعمل منذ تأسيسها على تعزيز التعاون الإقليمي في المجالات الاقتصادية والبيئية والثقافية.


مقالات مشابهة

  • الحدائق العامة متنفس العائلات.. وسوء الخدمات يدفع للبحث عن بدائل
  • خلل المركب الحضاري في المؤسسات التعليمية
  • مولر: مواجهة باريس سان جيرمان متكافئة.. وهدفنا الفوز بكأس العالم للأندية
  • من معركة التحرير إلى قمة التعاون.. خانكندي الأذربيجانية تستقبل أردوغان
  • الخمر المغشوش.. سمّ يباع على قارعة الفساد
  • معركة قانون الانتخاب تُهدّد بتعطيل مجلس النواب!
  • قيمة الريال من قيمة الشرعية
  • نتائج معركة البحر الأحمر على اليمن تفرض نفسها في ميزانية الدفاع الأمريكية - شاهد
  • الشوا: الأوضاع الإنسانية في القطاع تزداد خطورة .. وسوء التغذية يرفع أعداد الضحايا
  • الاقتصاد الليبي بين أسباب الأزمة وحلها