عالم غريب من الكائنات الحية يعيش داخل جسم الإنسان.. فما حقيقته؟
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
هناك عالم كامل داخل أمعائك، يتكون في الغالب من ميكروبات غير ضارة موجودة في الجهاز الهضمي.
كانت هذه المجموعة الرائعة من البكتيريا والكائنات الدقيقة الأخرى، التي يطلق عليها اسم ميكروبيوم الأمعاء، مصدر اهتمام كبير. فهي مرتبطة بمجموعة واسعة من الحالات الصحية، من اضطراب طيف التوحد والسكري، إلى الاكتئاب ومرض ألزهايمر واضطرابات الحركة.
ولكن على الرغم من كل ما اكتشفه الباحثون في شأن ميكروبيوم الأمعاء، هناك الكثير مما لا نعرفه بعد.
وكتب عالما الأحياء الدقيقة في المملكة المتحدة، آلان ووكر من جامعة أبردين، وليزلي هيلز من جامعة نوتنغهام ترنت، في مجلة Nature Microbiology بعد البحث في الأدبيات، عن 12 خرافة ومفهوماً خاطئاً حول ميكروبيوم الأمعاء، نتجت جزئيا عن الإمكانات الهائلة التي يحملها ميكروبيوم الأمعاء لصحة الإنسان.
وكتب ووكر وهيلز: "على الرغم من كونه مثيرا حقا، إلا أن التركيز المتزايد على أبحاث الميكروبيوم قد جلب معه أيضا ضجة كبيرة ورسخ بعض المفاهيم الخاطئة. نتيجة لذلك، أصبح العديد من العبارات غير المدعومة بشكل كاف حقيقة بحكم التكرار المستمر".
وفي حين أن بعض هذه الأساطير تافه نسبيا، فإن البعض الآخر أكثر انتشارا، ويمكن أن تقوض بشكل جماعي التقدم وثقة الجمهور في البحث، كما يجادل ووكر وهيلز.
بالنسبة للمبتدئين، فإن أبحاث الميكروبيوم ليست مجالا جديدا؛ فيعود تاريخه إلى أواخر القرن التاسع عشر على الأقل، عندما تم عزل العينات البكتيرية الأولى من الأمعاء البشرية.
إقرأ المزيدوبالمثل، فإن العلاقة الغامضة بين أمعاء الجسم والعقل، محور الأمعاء والدماغ، خضعت للبحث لعدة قرون. وفي الآونة الأخيرة فقط توصلنا إلى تقدير كيفية عمل هذا الاتصال في كلا الاتجاهين.
ويقدر إجمالي عدد الجراثيم البشرية بوزن يتراوح بين 1 إلى 2 كيلوغرام (2.2 إلى 4.4 رطل). لكن ووكر وهيلز لم يتمكنا من العثور على المصدر الأصلي لهذا الرقم الذي تم الاستشهاد به على نطاق واسع.
وبدلا من ذلك، فإنهما يحسبان أن الجراثيم البشرية يرجح أنها تزن 500 غرام أو أقل. ويعتمد تقديرهما المنقح على مقدار وزن البراز البشري المتوسط (200 غرام من الوزن الرطب)، وكم من هذا البراز يتكون من كائنات دقيقة (حوالي النصف)، ووزن محتويات القولون.
وبالمثل، أدت بعض الحسابات في السبعينيات إلى ظهور فكرة أن جسم الإنسان يؤوي الكثير من الميكروبات وكأنها خلاياه بالذات.
وحاول الباحثون توضيح هذه الأسطورة من قبل، فوجدوا أن النسبة ربما تكون أقرب إلى 1:1.
وهناك ادعاء شائع آخر هو أن الأطفال "يرثون" ميكروبات أمهاتهم عند الولادة. فبينما يتم نقل بعض الكائنات الحية الدقيقة مباشرة أثناء الولادة، تشير الأبحاث إلى أن عددا قليلا من الأنواع تبقى معنا في الواقع طوال حياتنا.
ومن الصعب على الباحثين رسم أنماط واضحة لأن "مثل هذه التعديلات نادرا ما تكون متسقة والميكروبات متغيرة بشكل كبير بين الأفراد، سواء في الصحة أو المرض.
ويمكن أن يؤثر العمر ومؤشر كتلة الجسم والأدوية، بالإضافة إلى التمثيل الغذائي والجهاز المناعي للشخص، أيضا على تكوين الجراثيم، ما يجعل من الصعب للغاية فصل أي سبب أو تأثير محتمل في الدراسات القائمة على الملاحظة.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا اكتشافات بحوث
إقرأ أيضاً:
غدًا.. بدء بيع المواشي الحية بالوزن وتسعيرة الكيلو بالتراضي بين البائع والمشتري - عاجل
تبدأ غدًا الخميس، أولى مراحل تطبيق ضوابط بيع المواشي الحية بالوزن في أسواق المملكة، في خطوة تهدف إلى إرساء قواعد شفافة تحقق العدالة السعرية لكل من المنتج والمستهلك، وتحدّ من ممارسات التلاعب التي شابت السوق خلال السنوات الماضية، وعلى رأسها تدخل السماسرة ورفع الأسعار بشكل غير مبرر.
وشددت وزارة البيئة والمياه والزراعة أن الضوابط الجديدة تتضمن تمكين المشتري من حضور عملية الوزن، والاعتراض عليها عند الحاجة، مع منع أي تلاعب في أدوات القياس. كما مُنح مراقبو الوزارة صلاحية إيقاف أي ميزان غير مطابق للمواصفات الفنية المعتمدة.
أخبار متعلقة "ريف السعودية": 87 ألف مستفيد من البرنامج ودعم مستدام لاستقرار المجتمع الريفيعسير.. القبض على 8 مخالفين لتهريب 144 كيلوجرامًا من القات المخدرضبط السوق وتوسيع الخيارات
وفيما تتوقع الوزارة أن يسهم القرار في ضبط السوق وتوسيع الخيارات أمام المستهلك، فإنها أكدت استمرار جهودها في تشجيع المنتجين المحليين والمستوردين لتوفير الكميات الكافية من الماشية الحية، حيث يتجاوز حجم الاستيراد السنوي أكثر من 4 ملايين رأس، تُضاف إلى الإنتاج المحلي لتلبية الطلب وضمان استقرار الأسعار.
وأكد عدد من كبار تجار الماشية أن القرار لا يتضمن تحديدًا رسميًا لسعر بيع الكيلو، وإنما يُترك السعر للتراضي بين البائع والمشتري، في ظل تفاوت كبير في أنواع الماشية ومواصفات الذبائح.سعود الهفتاءسعود الهفتاء
ورجّحوا أن أصحاب الملاحم وتجار التجزئة سيكونون الفئة الأكثر استفادة من النظام الجديد، نظرًا لخبرتهم في معرفة خصائص الذبائح وتحديد السعر المناسب حسب الجودة، في حين قد تبقى استفادة المستهلك العادي محدودة، لعدم إلمامه بفروق المواصفات وطرق تقييم الوزن.
وأوضحوا أن القرار لا يشمل مبيعات الجملة، بل يقتصر على عمليات البيع بالتفريد، ويُطبق بحسب رغبة المشتري النهائي دون إلزام.
البيع بالوزن أمر متبع
واعتبر المهتم بتنمية الثروة الحيوانية سعود الهفتاء، أن بيع المواشي بالوزن ليس مستحدثًا، بل هو أسلوب كان معمولًا به في تجارة العجول سابقًا، مرجحًا أن يسهم هذا التنظيم في تعزيز الشفافية ومنح كل طرف حقه، إذا ما طُبّق وفق الضوابط المعتمدة.
وأشار إلى أن ورشة عمل أقيمت قبيل موسم عيد الأضحى، كشفت عن بعض الاعتراضات، أبرزها صعوبة وضع تسعيرة ثابتة بسبب تنوع السلالات وتفاوت مواصفات الذبائح.
وأكد الهفتاء على ضرورة توعية المستهلكين بعدد من التساؤلات الجوهرية التي ما تزال بلا إجابات واضحة، وفي مقدّمتها: ما هو السعر المتوقع للكيلو؟ وهل سيكون سعر الكيلو المحلي مساويًا للمستورد؟ وهل ستُحسب أسعار لحم الإبل والغنم والماعز بطريقة موحدة؟ مؤكدًا أن هذه التفاصيل تمثّل محور اهتمام المستهلك، وتؤثر مباشرة على قرارات الشراء.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } بيع المواشي بالوزن خطوة تهدف إلى إرساء قواعد شفافة تحقق العدالة السعرية
وأشار إلى أن التسعير لا يزال خاضعًا للعرض والطلب، في غياب أي مرجعية رسمية ملزمة حتى الآن، مما يجعل معرفة وزن الذبيحة قبل الشراء مسألة أساسية لضمان الشفافية، وتفادي الوقوع في ممارسات قد تضر بالمستهلك.
وأبدى الهفتاء تخوفه من احتمالات الغش في الوزن عبر ممارسات غير قانونية مثل إرواء المواشي بالماء أو إضافة الملح قبل عملية البيع بهدف زيادة الوزن، داعيًا إلى توضيح آلية الرقابة، وتحديد الجهة المسؤولة عن ضبط مثل هذه التجاوزات، وبيان العقوبات المقررة بحق المخالفين.
وتساءل عن مستقبل عمليات البيع التي تتم خارج الأسواق النظامية، وتحديدًا في المزارع ومواقع التربية الفردية، والتي قد تفتقر لتجهيزات الوزن، مشيرًا إلى أن كثيرًا من المستهلكين يفضّلون الشراء المباشر من المربين لضمان جودة التربية والاعتماد على أعلاف طبيعية.
وأكد على أن نظام البيع بالوزن لن يُنهي تفاوت الأسعار بشكل كامل، في ظل استمرار فوضى السوق، وهيمنة العمالة المخالفة على كثير من الحظائر، وغياب الرقابة الفعلية داخل ساحات البيع، مضيفًا أن غياب تسعيرة واضحة للكيلو، بالتزامن مع الارتفاع الكبير في أسعار الأعلاف، سيُبقي هامش الربح غير مستقر، ما لم تُستكمل منظومة التنظيم بضوابط صارمة وشاملة لجميع أطراف السوق.