الغرياني: المفوضية متحالفة مع «حفتر» وقانون انتخابات البلديات فاسد
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
زعم المفتي المعزول، الصادق الغرياني، أن مفوضية الوطنية العليا للانتخابات، متحالفة مع القائد العام للجيش الليبي، المشير خليفة حفتر وعقيلة، مدعيا أنهم يريدون إفساد البلديات، بحسب وصفه.
وقال الغرياني، في برنامج «الإسلام والحياة» بقناة «التناصح»: “على الليبيين أن يخرجوا بكل ما يملكون ضد عقيلة وحفتر، لرفض قانون البلديات الفاسد، الذي أصدره عقيلة بمفرده بعد أن وضع الأعضاء تحت نعله، فعقيلة قام بتعديل قانون انتخاب البلديات ليفسدها، فما علاقة عقيلة بالبلديات؟”، وفقا لتعبيره.
وأضاف “البلديات كانت صالحة بنسبة 50%، ولكن حفتر ألّب عليها البرلمان بقوانينه، وبالتعاون مع مفوضية الانتخابات، المتحالفة معه، والانتخابات كانت بالأفراد، ولكن عقيلة يريد إفساد البلديات فأصدر قانونا يكون فيه الانتخاب جزء للكتل وجزء النساء والبعض للأفراد، فعقيلة أصدر القانون لأنه يريد أن تفسد البلديات، وأن تطبق ما يريده حفتر، ولكي يعيثوا فسادا في المنطقة الغربية”، على حد قوله.
وتابع “أطالب كل من لديه غيرة وخوف على ليبيا أن يطعن على القانون أمام كل المحاكم، حتى لو لم ينفذوا الأحكام، فهم لا يلتفتون للقانون ولا الأحكام، فالقانون فاقد الشرعية، ولم يؤخذ فيه بمشورة أحد، ولا حتى مجلس الدولة المتفكك، والمجتمع الدولي هو خير سند لحفتر وعقيلة”، بحسب حديثه.
الوسومالغرياني المفوضية حفتر ليبياالمصدر: صحيفة الساعة 24
كلمات دلالية: الغرياني المفوضية حفتر ليبيا
إقرأ أيضاً:
هل يريد العرب وقف الحرب حقا؟
لماذا نكرر السؤال ونحن نعرف الإجابة؟ وقد يقول قائل إن السؤال الصحيح هو: هل يقدرون على وقفها فعلا؟
إذا نظرت إلى الأمر من منظور القدرة فإليك بعض الأرقام التي قد تكون صادمة لك وللأجيال التالية، فالعالم العربي قد اشترى أسلحة تكفي لدخوله حربا بل حروبا إقليمية واسعة وعلى كافة الجبهات مقارنة بدولة الكيان، وهي بالنسبة لي هي دولة العدوان والاستعمار الوحيدة في المنطقة وقد يكون الأمر مغايرا بالنسبة للحكام العرب الذين لا يرونها هكذا، بل إن معظم دول الخليج العربي ومعها مصر والأردن ترى جميعها أن دولة الكيان ليست العدو بل الإسلام السياسي والإخوان المسلمين تحديدا هم التهديد الاستراتيجي الأول، وبعده بمسافة زمنية طويلة قد تأتي الجمهورية الإيرانية. عموما تعالوا نلقي نظرة على السلاح العربي المركوم عبر عقود منذ ظهور النفط في المنطقة.
1- في تقرير للكونجرس الأمريكي عن مبيعات السلاح للشرق الأوسط نشر عام 2020 بعنوان "بيع الأسلحة في الشرق الاوسط: والاتجاهات والمنظورات التحليلية للسياسة الأمريكية"، جاء فيه: "الشرق الأوسط شكل ما يقدر بنحو 35 في المئة من واردات السلاح في العالم في الفترة 2015-2019، وأن 45 في المئة من هذه الواردات كانت من أمريكا تليها روسيا بنسبة 19.3 في المئة وفرنسا بنسبة 11.4 في المئة".
2- وفق تقرير معهد "SIPRI"، وهو معهد مستقل في أبحاث التسليح تأسس عام 1966، تمثل واردات دول مجلس التعاوني الخليجي وحدها حوالي 20 في المئة من قيمة واردات السلاح في العالم في الفترة 2020-2024، بمعدل زيادة يصل إلى 4.1 في المئة عن الفترة 2015-2019.
3- السعودية وقطر والكويت في قائمة أكبر عشر دول مستوردة للسلاح في العالم، وجاء في تقرير نشر على موقع البيت الأبيض على الإنترنت بتاريخ 13 أيار/ مايو 2025: "تأكيدا على التزامنا بتعزيز شراكتنا الدفاعية والأمنية، وقعت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر اتفاقية مبيعات دفاعية في التاريخ، ما يقرب من 142 مليار دولار، مما يوفر للمملكة العربية السعودية أحدث معدات وخدمات القتال من أكثر من 12 شركة دفاع (سلاح) أمريكية".
4- تنفق دولة الكيان الصهيوني سنويا ما يقارب 23.4 مليار دولار على الجيش والتسليح وفق تقرير معهد استوكهولم لأبحاث السلم لعام 2022، (أي حوالي 16 في المئة تقريبا من قيمة الصفقات التي وقعتها أمريكا مع الخليج العربي في أيار/ مايو 2025).
5- وفقا لموقع جلوبال فايربور لعام 2025 فإن مصر هي الدولة العربية الوحيدة التي كانت ضمن قائمة أقوى عشرين جيشا في العالم وجاء ترتيبها 19، بينما جاءت باكستان التي تعاني اقتصاديا وإيران المحاصرة في المرتبتين 12 و 16 على التوالي، بينما جاء جيش الاحتلال الصهيوني في المرتبة 15، وغابت كل دول مجلس التعاون الخليجي رغم حجم الإنفاق العسكري الذي يتجاوز 20 في المئة من مشتريات السلاح في العالم لهذه الدول.
6- في ترتيب الجيوش العربية تأتي مصر أولا، تليها السعودية (في المرتبة 24 عالميا)، ثم الجزائر (في المرتبة 26 عالميا)، ثم العراق (في المرتبة 43 عالميا)، ثم الإمارات (في المرتبة 54 عالميا) وفق تقرير لموقع الدفاع العربي.
7- حتى لا يقول قائل بأن دولة الكيان تتفوق بسلاحها الجوي (لديها581، منها 241 مقاتلة)، أذكر هنا أن عدد الطائرات الحربية في السعودية وحدها يبلغ 917 طائرة، وفي الإمارات 551 طائرة، وقطر 251 طائرة من بينها طائرات مقاتلة، ويبلغ عدد الطائرات الحربية المقاتلة في السعودية 283؛ متقدمة على مصر التي تمتلك 238 بينما تمتلك الجزائر وقطر والإمارات والمغرب والأردن والكويت والسودان وعُمان: 102، 102، 99، 83، 44، 43، 37، 29 طائرة مقاتلة، على التوالي.
8- يبلغ عدد الجيوش العربية من ضباط وصف ضباط وجنود وضباط احتياط 2.4 مليون فرد، ويبلغ الاحتياطي 1.9 مليون فرد، بينما يبلغ عدد أفراد جيش الاحتلال الصهيوني 169 ألفا إضافة إلى 465 ألف من الاحتياط، أي أن حجم الجيوش العربية يفوق عدد الجيش الصهويني بستة إلى سبعة أضعاف تقريبا.
إذن، من ناحية القدرة فهي موجودة ومتوفرة الآن ولعشرات السنين بفضل الثروة التريليونية التي يمتلكها معظم العالم العربي، ولكن فعليا فالجيوش العربية لم تقاتل دولة الكيان من بعد حرب أكتوبر 1973، بينما احتلت دولة الكيان بيروت عاصمة لبنان عام 1982، ودمرت جنوبه على مدار عقود متتالية ولا تزال، وقصفت جنوب سوريا بعد الثورة وقصفت العاصمة دمشق، والجيوش العربية قاتلت فقط في اليمن، الدولة العربية الشقيقة، ولا تزال تقاتل ولم تعرف معنى الانتصار رغم الفارق الجبار بين إمكانات السعودية وحليفتها الامارات مقارنة بتسليح قوات الحوثي، والجيش الإماراتي يحارب إلى جانب المتمردين في السودان البعيد ولم ولن يشارك لنصرة المقاومة القريبة نسبيا.
وبعيدا عن لغة القوة والسلاح، هل يملك العرب من الوسائل السياسية والقدرات الاقتصادية والأوراق الدبلوماسية ما يكفي لدفع الكيان لوقف الحرب فورا؟ الإجابة نعم ولكن.. وضع تحت لكن ألف خط، فسوف تأتيك الإجابة في الجزء الأخير من هذا المقال.
يتفوق العرب متحدين أو على الأقل دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق على جيش الاحتلال الصهيوني، فلماذا لا يدخلون المعركة وينحازون للمقاومة الفلسطينية واللبنانية أو على الأقل يقدمون لها الدعم والإسناد العسكري اللازم بعد أن تبين عجز جيش الاحتلال عن الانتصار على المقاومة الفلسطينية بعد مرور أكثر من 18 شهرا؟
الإجابة الصحيحة بعدما رأينا بأم أعيننا ما جرى ويجري هي أن السؤال نفسه غلط أي خطأ، لماذا؟ لأننا نفترض أن هذه الجيوش عربية خالصة وهذا خطأ منهجي في التفكير، فهذه الجيوش على أرض عربية، أما القرار السياسي بدخول الحرب أو عدم دخولها فليس مكانه الجغرافيا التي توجد فيها الجيوش العربية، بل في مكان آخر كنت أظنه في واشنطن ولكن تبين لي من بعد طوفان الأقصى أن القرار في تل أبيب وأنها وحدها من يملك قرار الحرب أو القتال في العالم العربي، وأن زعيما عربيا واحدا غير قادر على تحريك معدة عسكرية من مكانها بغير إذن أو تشاور مع واشنطن وتل أبيب. ويكفي في ذلك أن نتنياهو حذر الحكام العرب مع بداية الحرب على غزة من إظهار أي دعم ليس للمقاومة بل للفلسطينيين في غزة، وأظنهم اتفقوا معه على ضرورة منح نتنياهو فرصة للقضاء على المقاومة الإسلامية تحديدا كهدف مشترك، كما جاء في كتاب وود وورد (الحرب) نقلا عن وزير خارجية أمريكا السابق أنتوني بلينكن.
القراران السياسي والعسكري في عالمنا العربي ليس لحكام المنطقة إلا في حالة الحرب على الشعوب، هذه هي الحقيقة وإن كان البعض لا يزال يتحاشى الجهر بها، خشية تملق أو تزلف، أو لعله يأمل في أن تتغير الأحوال ويعود الحكام إلى جادة الصواب وهذا شبه مستحيل وفق المعطيات الراهنة، فمعظم حكام العرب يحكمون شعوبهم بالحديد الأمريكي والنار الصهيونية؛ من شيطنة المعارضة العربية والشعوب عموما وتشويهها ورميها بالعنف والإرهاب.
في ضوء كل ما ذكرت فإن العرب لا تنقصهم القدرة بل ينقصهم وبشدة القرار، وهو أمر نابع عن السيادة والاستقلال وهما بالتبعية أمران مفقودان في زمننا هذا. وكما ذكرت وكتبت مرارا فإن وظيفة الجيوش العربية حاليا هي مواجهة شعوبها وخصوصا الإسلاميين، حتى لا يتم إزعاج دولة الكيان بالتظاهر ضد ممارساتها غير الأخلاقية والهمجية وغير الإنسانية والفوضوية التي تفوق النازية، وعلينا أن نتوقف عن النداء على تلك الجيوش أو أولئك الحكام.