تجديدات مبهرة في احتفال متحف الآثار المصري بتورينو بأيادي 6 من علماء المصريات
تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT
احتفالا بمرور مئتي عام على تأسيسه، يشهد متحف الآثار المصري في مدينة تورينو الإيطالية نقلة نوعية في تصميماته وعرض مقتنياته، وكان قد وصل الى المتحف المصري بتورينو يوم الأربعاء الماضي الرئيس الإيطالي سيرجو ماتاريللا كأول زائر بعد تحديث وتجديد استغرق أشهر عديدة، وتضمن إستثمارات قدرها 23 مليون يورو.
واستمر الاحتفال بالمئوية الثانية للمتحف المصري بتورينو ثلاثة أيام حافلة ومفعمة بالحيوية بحضور كبار الزائرين والمشاركين، وزير السياحة والآثار المصري دكتور شريف فتحي، ووزير الثقافة الايطالي أليساندرو جولي، إضافة الى مدير المتحف المصري بالقاهرة الدكتور علي عبد الحليم، والسفير بسام راضي، سفير مصر في ايطاليا وشخصيات أخرى من عالم الثقافة والآثار.
وعن الجانب الإيطالي ألبيرتو تشيرو محافظ إقليم البيمونتي بالشمال الايطالي وعمدة مدينة تورينو السيد استيفانو لوروسو، ولفيف من رجال الدولة والمسئولين.
متحف الآثار الفرعونية في مدينة تورينو يستقبل الزوار
ثلاثة أيام وليالي حظى فيهم المتحف المصري في تورينو باحتفاليات متنوعة، مع دخول جمهور المتحف بالمجان طوال ايام الاحتفال.
كان في استقبال ضيوف المتحف وكبار الزوار، إيفيلين كريستيلين رئيسة المتحف التي تم تكريمها امس خلال الافتتاح من قبل وزير الثقافة الايطالي برسالة تجديد لدورة رئاسة اضافية للمتحف المصري بتورينو حتى عام 2028, وكان في استقبال ضيوف المتحف أيضا المدير العام الدكتور كريستيان جريكو، الذي تنتهي إدارته بالمتحف المصري في تورينو مع نهاية يونيو المقبل.
وقد حرص الرئيس ماتاريلا وكبار رجال الدولة والضيوف على معاينة معرض الملوك ومعبد إليسيجا الذي أعيد افتتاحه بعد ثمانية أشهر تقريبًا من التحديث والتجديد، بالتعاون مع هيئة التصنيع العسكري والجهات الراعية من القطاع الخاص، معلنا اعجابه وانبهاره بكل جديد وكل تصميم وكل إضافة للمتحف المصري في ثوبه الجديد.
وكان قد نال التصميم الجديد لمعرض الملوك، أيضا إعجاب الجمهور والضيوف و الزائرين، معبرين عن ذلك بالتصفيق والتهاني للقائمين على العمل وإدارة المتحف المصري بمدينة تورينو، مدينة الملوك والقصور وعاصمة ايطاليا الملكية.
وجدير بالذكر ان التصميمات التي أبهرت الجميع والتجديد المتميز هو من نتاج وإخراج ستة من علماء المصريات، قاموا على إعدادها وتنفيذها وتقديمها لجمهور المتحف المصري، ليظل ترتيب المصري الثاني دوليا بعد متحف القاهرة.
رئيس الاتحاد العام للمصريين في ايطاليا يعلق على افتتاح المتحف المصري بتورينو
ويقول الدكتور إبراهيم يونس، رئيس الاتحاد العام للمصريين في الخارج، فرع ايطاليا، “من العجيب ان تلك التصميمات المتميزة تسمح للمشاهد برؤية التماثيل عن كثب، ليس في الضوء الخافت للتخطيط السينوغرافي لدانتي فيريتي، ولكن في الضوء الطبيعي”.
وتابع الدكتور إبراهيم يونس: “ثم نجد كل الجمال والروعة في وسط قاعة العرض الكبرى وصالون المتحف حيث يوجد رمسيس الثاني، الذي يدور حوله الفراعنة الآخرون، معروضًا بالترتيب الزمني لأول مرة”.
وتختتم: “كذا تماثيل الآلهة، موضوعة حسب الترتيب الذي وجدت به في المعابد الأصلية في طيبة، تصميم عجيب أبهر الجمهور وحقق النجاح والتألق لمتحفنا المصري العظيم، سفير الحضارة في قلب أوروبا”.
تأسيس متحف الآثار الفرعونية في مدينة تورينو بشمال إيطاليا
جدير بالذكر أن متحف الآثار الفرعونية في مدينة تورينو بشمال إيطاليا تم تاسيسه عام ١٨٢٤ حين كانت المدينة حينها هى عاصمة مملكة إيطاليا قبل انتقال العاصمة الي مدينة فلورنسا عام ١٨٦٥ ثم إلى مدينة روما العاصمة الحالية منذ عام ١٨٧١، حتى بعد التحول إلى النظام الجمهورى عام ١٩٤٦.
ويعد متحف تورينو هو الأكبر على مستوى العالم خارج الأراضى المصرية ويحظى بإقبال سياحى عريض حيث سجل دخول مليون زائر العام الماضى من مختلف الجنسيات. حيث يضم المتحف أكثر من ٣٠ ألف قطعة اثرية اصلية من مختلف العصور والأسر الفرعونية المتتالية، وقد تضمنت الاحتفالية الحالية افتتاح الغرفة الجديدة المخصصة للأغراض الجنائزية للملكة نفرتاري.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المصری بتورینو المتحف المصری متحف الآثار المصری فی
إقرأ أيضاً:
مصر.. علماء يعثرون على أول سفينة رومانية معدة للنزهة والاحتفالات تحت الماء
تتميّز السفينة بمقدمة مسطحة ومؤخرة مستديرة، ما يُمكّنها من الإبحار في المياه الضحلة القريبة من الساحل. وقد استنتج الفريق أن تشغيلها تطلّب أكثر من 20 مجذّفاً.
أعلن علماء آثار عن اكتشاف سفينة ترفيهية مصرية قديمة قبالة ساحل الإسكندرية، يعود تاريخها إلى النصف الأول من القرن الأول الميلادي، وتطابق بدقة وصف المؤرخ اليوناني سترابو من القرن الأول قبل الميلاد.ويُعد هذا الاكتشاف الأول من نوعه في مصر، ويُعتبره الباحثون حدثاً أثرياً بارزاً، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة الغارديان.
وحسب التقرير، بلغ طول السفينة 35 متراً وعرضها نحو 7 أمتار، وصُمّمت لتحمل جناحاً مركزياً يحتوي على كوخٍ مزخرف بفخامة عالية، ما يشير إلى استخدامها من قبل البلاط الملكي أو النخبة في المناسبات الترفيهية.
وقد عُثر على الحطام على عمق 7 أمتار تحت سطح البحر و1.5 متر تحت الرواسب، قبالة جزيرة أنتيرودوس المغمورة التي كانت جزءاً من "بورتوس ماغنوس"، أو المرسى العظيم في الإسكندرية القديمة.
Related تسرب مياه في متحف اللوفر يلحق ضررا بمئات من أعمال مكتبة الآثار المصريةعلماء آثار مصريون وبريطانيون يهتدون إلى مدينة إيميت المفقودة في دلتا النيلنهب الآثار في سوريا يتفشى وسط انهيار الأمن وانتشار الفقر وصف سترابو يعود إلى الحياةووفقاً للصحيفة، فإن المؤرخ اليوناني سترابو زار مصر بين عامَي 25 و29 قبل الميلاد، وذكر في مؤلفاته سفناً "مزودة بتجهيزات فاخرة، يستخدمها البلاط الملكي للرحلات الترفيهية، وتنقل حشود المحتفلين من الإسكندرية عبر القناة إلى المهرجانات العامة، حيث تمتلئ القوارب ليل نهار برجال ونساء يعزفون على الناي ويرقصون بلا قيود". والسفينة المكتشفة تتطابق مع هذا الوصف من حيث الوظيفة والحجم والبنية.
وأشارت الصحيفة إلى أن عمليات التنقيب أُجريت تحت إشراف المعهد الأوروبي للآثار تحت الماء (IEASM)، برئاسة فرانك غوديو، الأستاذ الزائر في علم الآثار البحرية بجامعة أكسفورد، الذي صرّح للغارديان قائلاً: "الأمر مثيرٌ للغاية، لأنها المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف سفينة كهذه في مصر. فقد ذكرها مؤلفون قدامى مثل سترابو، وظهرت في تمثيلات فنية مثل فسيفساء باليسترينا التي تُظهر سفينة أصغر بكثير يستخدمها نبلاء في صيد فرس النهر، لكن لم يُعثر قط على سفينة فعلية من هذا النوع".
بناء غير مألوف يثير الدهشةوأوضحت الغارديان أن غوديو أشار إلى أن طاقم التنقيب افترض في البداية وجود سفينتين فوق بعضهما بسبب طبيعة البناء غير المألوفة. وتتميّز السفينة بمقدمة مسطحة ومؤخرة مستديرة، ما يُمكّنها من الإبحار في المياه الضحلة القريبة من الساحل. وقد استنتج الفريق أن تشغيلها تطلّب أكثر من 20 مجذّفاً.
وذكرت الصحيفة أن غوديو يقود عمليات تنقيب تحت الماء في الإسكندرية وخليج أبو قير بالشراكة مع وزارة الآثار المصرية منذ عام 1992. وكان من أبرز نتائج هذا المشروع اكتشاف المدينة الغارقة ثونيس-هيراكليون وأجزاء من مدينة كانوبس في خليج أبو قير في عام 2000، وهو أحد أعظم الاكتشافات الأثرية في العصر الحديث، حيث جُمعت تماثيل ضخمة لملكة وملك من العصر البطلمي.
وفي عام 2019، عثر غوديو وفريقه على حطام سفينة في المياه المحيطة بثونيس-هيراكليون، تطابقت تفاصيله غير المألوفة مع وصف المؤرخ اليوناني القديم هيرودوت.
الاكتشاف على بعد أمتار من معبد إيزيسوذكرت الصحيفة أن الحطام يقع على بعد أقل من 50 متراً من موقع معبد إيزيس، الذي يُجري غوديو تنقيبه منذ سنوات. ويرجّح الباحثون، وفق ما نقلته الغارديان، أن تكون السفيدة قد غرقت خلال الدمار الكارثي الذي لحق بالمعبد نحو عام 50 ميلادياً، نتيجة سلسلة زلازل وأمواج مد أدت إلى غرق أجزاء واسعة من المرسى العظيم والساحل القديم.
ونقلت الغارديان عن غوديو قوله إنه لا يستبعد أن تكون السفينة قد خدمت غرضاً دينياً، باعتبارها "مركب إيزيس المقدس"، المستخدم في الاحتفال البحري المعروف باسم "navigium Isidis".
ويُشار إلى أن هذا الاحتفال كان يتضمّن موكبة بحرية تلتقي بسفينة باذخة الزينة ترمز إلى المركبة الشمسية للإلهة إيزيس، سيدة البحار.
كتابات يونانية تنتظر الفكوأفادت الصحيفة بأنه عُثر على كتابات مخطوطة باللغة اليونانية (غرافيتي) على العارضة المركزية للسفينة، ولا تزال بحاجة إلى تحليل وفك رموز من قبل خبراء النقوش القديمة.
ورغم أن البحث لا يزال في مراحله الأولى، فقد نقلت الغارديان عن البروفيسور داميان روبنسون، مدير مركز أكسفورد للآثار البحرية، وصفه الاكتشاف بأنه "ظاهري استثنائي"، مضيفاً: "إنها نوعية سفينة لم يُعثر عليها من قبل. فبينما نقرأ عن قوارب ذات أكواخ في النصوص القديمة أو نراها في السجلات الفنية، فإن وجود دليل أثري ملموس أمرٌ نادر".
وأكدت الغارديان أن غوديو أوضح أن الفريق يتبع لوائح منظمة اليونسكو، التي تنص على أن من الأفضل ترك الآثار تحت الماء للحفاظ عليها. وأضاف أن "النسبة المستكشفة من المنطقة لا تزال ضئيلة جداً»، مشيراً إلى أن أعمال التنقيب ستُستأنف قريباً.
وأشارت الصحيفة إلى أن مركز أكسفورد للآثار البحرية أصدر مؤخراً النتائج العلمية الأحدث المتعلقة بتنقيب معبد إيزيس، والتي تُعتبر مرجعاً أكاديمياً أساسياً في فهم البنية الدينية والثقافية للإسكندرية في العصر الروماني المبكر.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة