تدافع واشنطن عن موقف أكثر ليونة من باريس حيال الانقلابيين الذين احتجزوا الرئيس محمد بازوم منذ 26 يوليو (تموز) وتعارض التدخل العسكري لدول غرب إفريقيا.

اعتبر مسؤول فرنسي هذه المبادرات الأمريكية بمثابة "طعنات في الظهر"


وتقول صحيفة "لوموند" إن المجلس العسكري في النيجر يلعب على الانقسام بين واشنطن وباريس اللتين كانتا أقوى حلفاء رئيس الدولة المنتخب ديمقراطياً واللتين لم تستخدما نفس النبرة منذ الانقلاب الذي أطاح به.


وتطالب فرنسا ليس فقط بالإفراج عن محمد بازوم، الأسير لدى رجال الجنرال عبد الرحمن تياني، ولكن أيضاً بإعادته إلى المنصب الرئاسي الذي طرده الجيش منه. وهي تدعم بشكل أكثر صراحة الخيار العسكري الذي تدافع عنه بعض الدول الإفريقية، ولا سيما نيجيريا التي تتولى رئاسة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا وساحل العاج.
وبنفس المنطق، لا تنوي باريس التي لا تعترف بقرارات المجلس العسكري، سحب ما يقرب من 1500 جندي فرنسي منتشرين في النيجر، وكان بعضهم يتمركز في مالي وبوركينا فاسو، الدولتين الحدوديتين اللتين يقودهما حالياً ضباط لم يعودوا يقبلون بوجود الجيش الفرنسي على أراضيهم.

واشنطن أكثر مرونة

وتلفت "لوموند" إلى أن واشنطن الأقل استهدافًا من باريس من العسكريين في السلطة، تبدو أكثر مرونة.

Au Niger, la junte joue la division entre la France et les Etats-Unis https://t.co/H8zuy5ZKtW

— Le Monde Afrique (@LeMonde_Afrique) August 15, 2023


ويلفت مايكل شوركين، مدير البرامج في" 14 نورث استراتيجيز"، وهي شركة استشارية متخصصة في الشؤون الإفريقية إلى أن "فرنسا والولايات المتحدة تشتركان في نفس التحليل حول الحاجة إلى احتواء انتشار الجماعات الجهادية في منطقة الساحل. كلاهما يدين الانقلابات ويعتبران أن المجالس العسكرية لا تقدم أي ضمانات أمنية ".
وفي واشنطن، لا إجماع بين أولئك الذين يعتبرون الدفاع عن القيم الديمقراطية أولوية وأولئك الذين يعتبرون أن استخدام القوة غير مفيد. لكن الغالبية تعتقد أن قناة النقاش مع المجلس العسكري يجب أن تظل مفتوحة، كما هو الحال في مالي، حتى لو كان هذا يعني الابتعاد عن فرنسا، بحسب هذا المتخصص في استراتيجيات الدفاع الأوروبية والأمريكية.
وبينما تتجنب باريس المجلس العسكري، أرسلت واشنطن، في 7 أغسطس (آب)، القائمة بأعمال وكيل وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند  إلى نيامي حيث التقت ممثل الانقلابيين ، الجنرال موسى سلاو بارمو.
وكان هذا القائد السابق للقوات الخاصة، الذي تدرب في الولايات المتحدة، قد عين للتو رئيسا ًلأركان الجيوش النيجيرية. وفي اليوم التالي للانقلاب، أكدت واشنطن أيضاً وصول كاثلين فيتزجيبون الوشيك إلى نيامي كسفيرة، بعد عام ونصف عام من بقاء هذا المنصب شاغراً.

"طعنات في الظهر"

واعتبر مسؤول فرنسي هذه المبادرات الأمريكية بمثابة "طعنات في الظهر". ومع ذلك، لم تتوج زيارة فيكتوريا نولاند بالنجاح. ووصفت هي نفسها، بعبارات دبلوماسية للغاية، هذه التبادلات بأنها "صريحة للغاية وصعبة في بعض الأحيان".

????#Niger ????????????

La junte nigérienne joue la division entre la France et les Etats-Unis. Les deux pays ont de fortes divergences sur la solution à apporter à la crise.
Pendant ce temps, l'Union Africaine rejette toute intervention militaire au Niger. pic.twitter.com/bj5zE0PVES

— Atum Mundi ???? (@atummundi) August 16, 2023


ولم تتمكن من مقابلة الرئيس بازوم أو التحدث مع رئيس المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تياني.
ومع ذلك، لا يرى الأمريكيون مجالاً لإرضاخ عسكريي النيجر بالقوة. وصرح وزير الخارجية أنتوني بلينكن بعدما أعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا عن تعبئة "قواتها الاحتياطية"، أن "لا حل عسكرياً مقبولاً". ويوم الثلاثاءـ أعاد تأكيد اعتقاده بوجود "مجال للدبلوماسية".
ومن جهته، يأسف مصدر الفرنسي مقرب من نفس الملف لوجود رفض صريح من الأمريكيين لأي عملية، قائلاً: "يحاولون لعب ورقتهم للحفاظ على قاعدتهم العسكرية في النيجر والاستمرار في امتلاك قدرات المراقبة في الساحل".


وفي المقابل، قلل مصدر دبلوماسي آخر  أهميةالاختلافات في النهج، مشيراً إلى وجود "نقاشات أكثر من خلاف".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني المجلس العسکری

إقرأ أيضاً:

أبو العينين بالجلسة العامة للاتحاد البرلماني الدولي بجنيف: الرئيس السيسي صوت الحكمة في زمن الانقسام العالمي

النائب محمد أبو العينين: 

•    الرئيس السيسي جسد برؤيته المتوازنة التزام مصر التاريخي بحماية الأمن الإقليمي والدولي

•    السلام العالمي الركن الأصيل الذي يقوم عليه إزدهار الشعوب ورخاء الأمم

•    إطفاء نيران الصراع وإعلاء صوت الحوار والعقل أول خطوة في تاريخ النمو

•    قمة شرم الشيخ للسلام أثبتت أن إرادة الحوار أقوي من صوت السلاح

•    قمة شرم الشيخ مبادرة شجاعة ونموذجًا لما يمكن تحقيقه بالدبلوماسية والتعاون الدولي

•    اتفاقية شرم الشيخ لا تنهي الحرب فقط ولكن تفتح الأبواب أمام تحقيق السلام بالشرق الأوسط  

•    ندعو الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني للإلتزام بمبادئ اتفاق السلام واحترام تعهداته

•    الحفاظ على ما تحقق في اتفاق شرم الشيخ للسلام واجب دولي وسياسي وأخلاقي

•    قمة شرم الشيخ خطة على طريق إقامة الدولتين وفتح صفحة جديدة للتعاون والإزدهار الإنساني

•    دور البرلمانات ليس مراقبة الأحداث من بعيد ولكن المشاركة في صنع التاريخ

•    ندعو إلي تعبئة برلمانية دولية واسعة لتثبيت مسار السلام في اتفاقية شرم الشيخ

•    ندعو لتجديد الموقف البرلماني المبدئي في مساندة الشعب الفلسطيني

وجه النائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب ورئيس برلمان الاتحاد من أجل المتوسط، رسالة قوية، بشأن اتفاقية السلام بشرم الشيخ، وما قام به الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي جسد برؤيته المتوازنة التزام مصر التاريخي بحماية الأمن الإقليمي والدولي ودعم الحلول السياسية وصوت الحكمة في زمن الانقسام.

وأكد النائب محمد أبو العينين، خلال كلمته بالجلسة العامة للاتحاد البرلماني الدولي خلال اجتماعه في جنيف بحضور رؤساء برلمانات و وفود 183 دولة، أنه ينقل بالإنابة عن نفسه وبالاصالة عن أعضاء برلمان الاتحاد من أجل المتوسط الذي يضم 43 دولة، الشكر لجميع الحضور،أننا نفخر في أن نشارككم مناقشتكم في زمن يشتد فيه الاضطراب وتتسارع فيه التحديات يظل السلام العالمي الركن الأصيل الذي يقوم عليه ازدهار الشعوب ورخاء الأمم.

أول خطوة في تاريخ النمو إطفاء نيران :

ولفت إلى أن التجارب التاريخية أثبتت أن أول خطوة في تاريخ النمو هي إطفاء نيران الصراع وإعلاء صوت الحوار والعقل، نعم نقف أمام هذه التجربة التي حدثت في الأسبوع الماضي موضحًا أن هذه المبادرة الناجحة التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية مصر العربية، وقطر والتي أفضت إلى اتفاق شرم الشيخ، لإنهاء الحرب في غزة والذي تم توقيعه الأسبوع الماضي عمل تاريخي.

إرادة الحوار أقوى من صوت السلاح :

وأوضح أبو العينين أن قمة شرم الشيخ أثبتت أن إرادة الحوار أقوى من صوت السلاح، وأن هذه المبادرة الشجاعة تمثل نموذجا مشرفا لما يمكن أن تحققه بالدبلوماسية والتعاون الدولي، وأن السلام ليس مجرد اتفاق سياسي بل هو منظومة قيم إنسانية تقوم على العدالة والاحترام.

تحقيق السلام العادل بالشرق الأوسط :

وأشار إلى أن اتفاقية شرم الشيخ للسلام لا تنهي حربا فحسب بل تفتح الأبواب أمام تحقيق السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط، وأمام تحقيق الرخاء والنمو والازدهار المستدام، ويخلق فرصا جديدة للتجارة والاستثمار والتعليم والتقنية ويعزز التكامل الإقليمي ويدعم القيم الإنسانية العليا.

الرئيس السيسي جسد برؤيته المتوازنة حماية الأمن الإقليمي :

وأوضح أننا نعبر عن كامل تقديرنا لما قام به الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي جسد برؤيته المتوازنة التزام مصر التاريخي بحماية الأمن الإقليمي ودعم الحلول السياسية وصوت الحكمة في زمن الانقسام.

وتابع: نقدم التحية لـ الرئيس الأمريكي ترامب، الذي عاد للسلام بعد بعده الحركي القائم على الفعل لا الانتظار وعلى المبادرة لا التردد، وأنه من على منبر الاتحاد البرلماني الدولي نوجه رسالة برلمانية إلى قائدي البلدين الصديقين الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الأمريكي ترامب، ونحيي القادة الذين اجتمعوا في شرم الشيخ ليؤكدوا أن السلام ليس شعارا بل التزاما، وندعوا الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى الالتزام بمبادئ الاتفاق واحترام تعهداتهما، وإن الحفاظ على ما تحقق في شرم الشيخ هو واجب دولي وسياسي وأخلاقي، فكل تأخير في تنفيذ هذا الاتفاق هو تأجيل للسلام، وليكن هذا الاتفاق خطوة على طريق إقامة الدولتين وفتح صفحة جديدة من التعاون والازدهار الإنساني.

دور البرلمانات المشاركة في صنع التاريخ :

وأوضح أن دور البرلمانات اليوم ليس مراقبة الأحداث من بعيد بل المشاركة في صنع التاريخ، ومن هنا ندعو جميع برلمانات العالم للعمل معا من أجل تعبئة برلمانية دولية واسعة لتثبيت مسار السلام، والتأكيد على أن السلام الحقيقي يعني احترام الكرامة الإنسانية، وتجديد الموقف البرلماني المبدئي في مساندة الشعب الفلسطيني.

طباعة شارك الرئيس السيسي قمة شرم الشيخ اتفاقية شرم الشيخ

مقالات مشابهة

  • أبو العينين: الرئيس السيسي جسد صوت الحكمة في زمن الانقسام العالمي
  • أبو العينين بالجلسة العامة للاتحاد البرلماني الدولي بجنيف: الرئيس السيسي صوت الحكمة في زمن الانقسام العالمي
  • سرايا القدس تكشف عن شهدائها من أعضاء المجلس العسكري في غزة (أسماء)
  • ماذا نعلم عن مركز التنسيق المدني العسكري الذي افتتحه الجيش الأمريكي في إسرائيل وماعلاقته بغزة؟
  • شرطة الشارقة تسقط أكثر من 7 آلاف مخالفة مرورية ضمن قرار المجلس التنفيذي
  • وزير خارجية النيجر يبرز أهمية دور مصر الرائد في إفريقيا
  • وزير خارجية النيجر يؤكد اعتزاز بلاده بالدور الرائد لمصر في إفريقيا
  • رئيس النيجر يستقبل لجنة كتابة التاريخ الوطني
  • ما الذي أجبر نتنياهو على وقف تصعيده العسكري بغزة؟
  • اختتم مشاركاته في اجتماعات دولية موسعة ..الجدعان: ضرورة بناء نظام مالي عالمي أكثر ابتكاراً واستدامة