لماذا حرمت الشريعة الإسلام تناول المخدرات؟
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إن تناول المخدرات وتعاطيها بكل أنواعها، بالإضافة إلى الاتجار فيها، يُحرّم شرعًا لما فيها من أضرار بالغة على الفرد والمجتمع. وأوضحت الإفتاء أن الشريعة الإسلامية جاءت لحماية الإنسان، وخاصة عقله الذي يُعد من أعظم نعم الله عليه.
حفظ العقل: الهدف الشرعيوقد شددت الدار على أن المخدرات تضر بالعقل والجسد معًا، مما يهدد استقرار الفرد وقدرته على أداء واجباته في الحياة.
وأكدت دار الإفتاء المصرية في فتوى رسمية أن جميع الشرائع السماوية، بما فيها الشريعة الإسلامية، تسعى إلى حفظ العقل وحمايته من كل ما يعكر صفوه أو يؤدي إلى ضياعه. وقالت الدار: "إن تعاطي المخدرات يفضي إلى هدم العقل وضياعه، وهذا ما يتنافى مع مقاصد الشريعة الإسلامية التي تهدف إلى صون كرامة الإنسان وحماية حياته وصحته."
وأشارت إلى أن المخدرات تُضعف قدرة الفرد على التفكير السليم، وتؤثر بشكل مباشر على تصرفاته، مما يؤدي إلى تدهور حالته الصحية والاجتماعية والنفسية.
المخدرات تهدم حياة الإنسانوضحت الإفتاء أن المخدرات لا تقتصر أضرارها على الفرد المتعاطي فقط، بل تتسرب آثارها السلبية إلى الأسرة والمجتمع بأسره. حيث تُؤدي إلى تدمير العلاقات الأسرية، وتزيد من معدلات الجريمة، وتؤثر بشكل سلبي على الأمن المجتمعي.
كما أكدت الدار أن المخدرات تساهم في "إهدار حياة الإنسان"، كما تُفقده القدرة على تحقيق أهدافه وطموحاته في الحياة، مما يساهم في تدهور جودة حياته وحياة من حوله.
العقوبات القانونيةفيما يخص الجانب القانوني، قالت دار الإفتاء إن القانون في مصر يقر عقوبات مغلظة على تعاطي المخدرات والاتجار فيها، حيث يعاقب القانون بشدة كل من يثبت عليه تعاطي المخدرات أو الاتجار بها، وذلك لما تشكله هذه الأفعال من تهديد للأمن والسلامة العامة. وقد شددت الإفتاء على أن تطبيق هذه العقوبات يهدف إلى حماية المجتمع من هذه الآفة الخطيرة.
في النهاية، أكدت دار الإفتاء المصرية أن الشريعة الإسلامية تحرم تناول المخدرات وتعاطيها بكل أشكالها، وتعتبرها من أعظم الجرائم التي تهدد عقل الإنسان وتُهدِر حياته. كما يوافق القانون المصري هذا التوجه الشرعي ويقر عقوبات قاسية على هذه الأفعال لحماية المجتمع والأفراد.
يجب على المجتمع العمل بجدية على توعية الأفراد بمخاطر المخدرات، وتوفير سبل العلاج والوقاية من هذه الآفة التي تؤثر على الحياة الشخصية والاجتماعية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدار الإفتاء المخدرات دار الافتاء المصرية تناول المخدرات الشریعة الإسلامیة دار الإفتاء أن المخدرات
إقرأ أيضاً:
تهديد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية..لماذا سيصعب التغلب عليها؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ينتشر تهديد جديد لـ"بَكتيريا خارقة" مقاومة للمضادات الحيوية، حول العالم، لكن مسبّبها هذه المرة ليس بكتيريا، بل جراثيم فطرية مجهريّة تعيش داخل جسم الإنسان، على جلده، وفي التربة، والهواء.
يعتقد تورينس إيرفين أن الفطر القاتل المعروف باسم Coccidioides (حمى الوادي) دخل إلى رئتيه في يونيو/ حزيران 2018، فيما كان يستمتع بيوم صيفي في فناء منزله الخلفي بمدينة باترسون، بولاية كاليفورنيا الأمريكية. لم يعلم أنّ حياته ستنقلب رأسًا على عقب، وأنّه سيقترب من الموت قبل أن يتمكّن أحد الأطباء المتخصصين من تشخيص حالته بشكل صحيح بعد قرابة عام.
خسر إيرفين الكثير من الوزن حتى أصبح أشبه بهيكل عظمي، واستسلم الأطباء لمعالجة حالته.
ولا تختلف قصة روب بيردي كثيرًا، إذ يعتقد أنه استنشق جراثيم فطر Coccidioides أثناء قيامه بالزراعة في حديقة منزله بيكرسفيلد، في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، خلال عام 2012.
لكن، لم تتوقف العدوى عند رئتيه، بل انتقلت إلى دماغه، مسببة نوعًا خطيرًا من التهاب السحايا الفطري المهدد للحياة، والذي يُصيب الأغشية الواقية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي.
قال بيردي،وهو عضو مؤسس في منظمة MYCare غير الربحية التي تعمل على تثقيف وتعزيز البحث في مجال الأمراض الفطرية إنه "لدى حوالي 3% من الأشخاص المصابين، تنتقل الفطريات إلى مكان آخر في الجسم، خارج الرئتين، أي إلى الجلد، والعظام، والمفاصل، والأعضاء الأخرى، أو أماكن غريبة مثل مقلة العين، والأسنان، وإصبع الخنصر".
تنتشر الفطريّات التي تُشوّه وتقتل البشر بسرعة في العالم. وأشارت التقديرات العالمية الحديثة إلى وجود نحو 6.5 مليون إصابة فطرية غازية سنويًا، تتسبّب في قرابة 3.8 مليون حالة وفاة، وبعض هذه الإصابات بات من الصعب علاجها.
بسبب تنامي مقاومة هذه الفطريات للأدوية الفطرية الموجودة حاليًا، أدرجت منظمة الصحة العالمية في أبريل/ نيسان الماضي 19 نوعًا من الفطريات ضمن قائمتها ذات الأولوية القصوى، أو العالية، أو المتوسطة لتطوير أدوية جديدة.
بين هذه الأنواع، تأتي فطريات Coccidioides، التي أصابت إيرفين وبيردي، ضمن قائمة الأولويات التي نشرتها منظمة الصحة العالمية.
رغم أنّ عدد الوفيات الناتجة عن البكتيريا الخارقة يفوق تلك المرتبطة بالفطريات (4.7 مليون مقابل 3.8 مليون وفاة سنويًا)، إلا أن هناك المئات من المضادات الحيوية المتاحة لعلاج العدوى البكتيرية.
في المقابل، لا يوجد سوى نحو 17 دواءً مضادًا للفطريات قيد الاستخدام، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC).
يُعزى ذلك جزئيًا إلى صعوبة تطوير أدوية تقتل الفطريات من دون أن تضر بجسم الإنسان، نظرًا للتشابه الجيني الكبير بين الفطريات وخلايا الإنسان.
وأوضح الدكتور نيل كلانسي، اختصاصي الأمراض المعدية، وأستاذ مساعد بكلية الطب، ومدير برنامج علم الفطريات في جامعة بيتسبرغ: "من الناحية الجينية، الفطريات أقرب إلى البشر منها إلى البكتيريا".
وأضاف: "عندما نحاول تصنيع دواء مضاد للفطريات، علينا أن نجد أهدافًا لا تؤذي الجينات والبروتينات التي يتمتع بها الإنسان. في الوقت الحالي، أفضل دواء لدينا لقتل الفطريات يتفاعل بشكل خاطئ مع خلايا الكلى لدى الإنسان، ما قد يؤدي إلى فشل كلوي".
أما الأدوية المضادة للفطريات الأخرى، فقد تُسبّب العقم، والتهاب البنكرياس، وتلف الكبد، وردود فعل تحسسية شديدة.
أشار الخبراء إلى أنّ العدوى الفطرية لدى الأشخاص الأصحاء في العادة تُعالج بنجاح باستخدام الأدوية المتوفرة حاليًا، خصوصًا إذا تم اكتشافها باكرًا.
لكن الأشخاص الأكثر عرضة للعدوى الفطرية الغازية هم من يعانون من ضعف في جهاز المناعة، سواء بسبب العلاج الكيميائي، أو غسل الكلى، أو فيروس نقص المناعة (الإيدز)، أو أدوية تثبيط المناعة، أو زراعة الأعضاء أو الخلايا الجذعية، وذلك وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC).