ترأس أسامة بن أحمد خلف العصفور وزير التنمية الاجتماعية الاجتماع الثاني للجنة الوطنية للطفولة، بحضور عدد من أعضاء اللجنة من ممثلي الجهات الحكومية والأهلية. وخلال الاجتماع، رحّب بالحضور مؤكدًا على الدور الكبير للجنة الطفولة في تنفيذ اختصاصاتها الرامية إلى الارتقاء بواقع الطفولة من خلال العمل على تنمية الطفولة في مراحلها العمرية كافة تربويًا وثقافيًا ونفسيًا، والسعي لتوفير الحماية التشريعية لهذه الفئة في مختلف المجالات، من خلال وضع استراتيجية وطنية تساعد الجهات المعنية على تطوير وتعزيز مشروعاتها وبرامجها التي تخدم وتضمن حقوق هذه الفئة.

وفي هذا السياق، أثنى الوزير العصفور على الجهود البارزة التي يقوم بها أعضاء اللجنة في ترسيخ مبادئ التعاون والتنسيق بين مختلف الأجهزة الحكومية والمؤسسات الأهلية لتحقيق التكامل في مجال اختصاصها، بما يُسهم نحو تحقيق المزيد من المكاسب والمنجزات لهذا القطاع. كما تم الاطلاع على اللائحة المالية للجنة لتحديد السياسات المالية وجميع إجراءات المعاملات المالية، فضلاً عن النظام الداخلي لعمل اللجنة ليكون متسقًا مع اختصاصاتها، ومناقشة استعدادات اللجنة للاحتفال باليوم العالمي للطفل خلال نوفمبر المقبل، إلى جانب استعراض آخر المستجدات المتعلقة بالخطة التنفيذية للاستراتيجية الوطنية للطفولة؛ لتعزيز البيئة الآمنة لجميع اطفال مملكة البحرين، وتحقيق كل ما يتطلعوا إليه ليتمكنوا من العيش في حياة آمنة. وبحث الاجتماع عدد من المواضيع ذات الشأن بتعزيز الجهود التي تسهم في الارتقاء بواقع الطفولة، وإطلاق المزيد من المشاريع والمبادرات في مجال خدمات ورعاية وحماية الطفل، بهدف تحقيق حياة كريمة مستدامة.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا

إقرأ أيضاً:

تنمية المحافظات.. بين التخطيط الاستراتيجي والأولويات

 

 

د. محمد بن خلفان العاصمي

 

تؤدي الاستراتيجيات والخطط دورًا محوريًا في تحقيق التنمية المُستدامة، وكلما كانت هذه الاستراتيجيات والخطط رصينة، كان طريق التنمية سالكا وواضحا.

وفي مفهوم التخطيط الاستراتيجي لا بُد من أن تُبنى الخطط الاستراتيجية وفق دراسة تحليلية شاملة ومُتكاملة، وأن تُبنى وفق مقتضيات الواقع ومتطلباته وحاجات المجتمع وأولوياته، التي يجب أن تكون هي المرجعية الأساسية التي يقوم عليها التخطيط الاستراتيجي السليم، ولا بُد من التركيز على أهمية اتباع الخطوات العملية في عملية بناء الاستراتيجيات والخطط، خاصة وأنَّ هذه العملية هي علم صحيح قائم بذاته وله أصوله ومناهجه ومختصوه ولا مجال للاجتهاد فيه.

وخلال الفترة الماضية شهدنا قيام عدد من المحافظات بإطلاق هوياتها البصرية والترويجية وأعلنت خططها المستقبلية ومستهدفاتها، وهذا أمر جميل وبالغ الأهمية وهو مواكب لرؤية "عُمان 2040" وكذلك التطلعات المستقبلية لمنظومة المحافظات وتنميتها واستقلاليتها؛ بل هو مطلب مُهم؛ لتمكين هذه المحافظات، كما إنه مؤشر على مدى قدرتها على المضي قدمًا في الاستفادة من الصلاحيات الممنوحة في مقابل الحصول على صلاحيات أكثر في المستقبل القريب، كما أشار إلى ذلك حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- في خطابه السامي خلال يناير الماضي، مُعلنًا أنَّ النية تتجه لمنح مزيد من الصلاحيات للمحافظات بعد نجاح هذا التوجه خلال الخمس سنوات الماضية من عمر النهضة المُتجدِّدة.

ما ينتظر المحافظات من صلاحيات أكثر أو حتى الصلاحيات الحالية، يجب أن يُقابل بعمل مختلف يتناسب مع التطلعات والآمال؛ حيث من المفترض أن تُحلِّل كل محافظة الفرص والمُمكِّنات التي تتمتع بها، والأمر ليس مُقتصرًا على الموارد الطبيعية بكل حال؛ فالموارد البشرية تأتي في المقام الأول؛ لأن هذا العنصر هو القادر على تحقيق القيمة الحقيقية لعملها. لقد حان الوقت لأن تستقطب المحافظات الكفاءات الوطنية؛ سواء من أبنائها أو من غيرهم، لكي يُقدِّموا عصارة خبراتهم وتجاربهم وقدراتهم، والآن هناك فرص كثيرة في المحافظات على عكس الوضع السابق عندما كانت الفرص محصورة في محافظة أو محافظتين.

إن الاستفادة من الكوادر الوطنية ذات الكفاءة العالية والمشهودة سوف يحقق نتائج إيجابية على مستوى الأفكار والرؤى والخطط الاستراتيجية، وعلى مستوى التنفيذ كذلك؛ فالخبرات العملية والتجارب والمهارات هي الاستثمار الحقيقي الذي قدمته الدولة لهذه الفئة، ويجب أن تتم الاستفادة منها لا تهميشها. وفي حقيقة الأمر، هناك عدد من المحافظات انتهجت هذا النهج وأشركت هذه الكفاءات الوطنية في رسم مستقبلها وصياغته، وقامت بإشراكهم في العديد من اللجان والمشاريع والبرامج التي تعمل عليها، وهذا هو لب الفكرة وهدف هذا الطرح؛ فالتوازن بين قدرات وطموح الشباب والخبرات جدير بتحقيق النجاح والتميز.

المرحلة المُقبلة تتطلب نوعًا مختلفًا من العمل والتطوير في المحافظات، ولا ينبغي أن تكون المهرجانات هي السمة السائدة في تقديم الصورة الجديدة في عملها، نعم هي جزء من عوامل الجذب، ولكن هناك الكثير من الأفكار التي يمكن أن تخلق قيمة مضافة في المحافظات. ويجب التركيز على الموارد التي تمتلكها كل محافظة، وأن تنطلق الخطط من واقع هذه الموارد، وأن توجه الاستثمارات نحوها لخلق فرص نجاح منها، وإذا ما أحسنت المحافظات الاستفادة من هذا التوجه، فإنِّه نهج كفيل بمُعالجة العديد من الملفات التي تمثل تحديًا حقيقيًا خلال الفترة الحالية، مثل خلق فرص عمل للشباب، وتحقيق النمو الاقتصادي، والتنويع في مصادر الدخل، والاستثمار في رأس المال البشري.

تحتاج المحافظات إلى الأفكار المُبتكرة وتحتاج إلى النظر في أن هذا التوجه الجديد هو فرصة حقيقية للاستفادة من مظلة التنمية ونشرها في جميع أنحاء الوطن، ولكن بمفهوم مختلف، ويجب أن تعمل المحافظات على فكرة التميز والتنافسية أولًا مع واقعها، وإذا ما استطاعت أن تتفوق في ذلك؛ فهذا سوف يقودها إلى مرحلة متقدمة من التطور والتنافسية مع غيرها. ويجب أن تتفوق على ذاتها، وأن تبتعد عن فكرة النظر إلى الآخرين وتقليدهم واستنساخ الأفكار المكررة، دون خلق إضافة حقيقية تتناسب مع مواردها وإمكانياتها وقدراتها، ويجب أن تكون كل محافظة ذات سمة مميزة، وكل ذلك ممكن إذا ما كانت الرؤى واضحة والخطط مُصاغة بشكل صحيح ومُتقن.

إنَّ المسؤولية ليست سهلة، وما تُخصِّصه الحكومة من موازنات لتنمية المحافظات جدير بالاستفادة منه بأقصى حد ممكن، وتعزيزه من خلال مشاريع الاستثمار الجديدة، ومواصلة خلق فرص النجاح، ويجب أن تتوازى الجهود المبذولة لخدمة التنمية في هذه المحافظات؛ بعيدًا عن الأفكار والمشاريع التي لا تخدم التطلعات والطموحات، ولا بُد من الحرص على أن تكون هناك خطة متكاملة لجميع القطاعات فالنهضة المتجددة تستهدف خدمة المواطن في كل بقعة من أرض الوطن، ولن يتحقق ذلك إلّا من خلال تنمية المحافظات والوصول بها إلى مرحلة متقدمة من التطور وتجويد أدائها، وليس من خلال المشاريع المُستهلكة للموازنات والتي لا تعود بالنفع عليها، وهنا يأتي دور التقييم المستمر لأداء المحافظات والذي هو- بكل تأكيد- أمر حاصل.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • اجتماع بين «اليونسيف» وجامعة بنغازي لتعزيز التعاون في مجال الطفولة
  • وزير الشؤون الإسلامية يرأس اجتماع اللجنة العليا لأعمال الوزارة في موسم الحج
  • مجلس نقابة شركات الخدمات المالية يعقد اجتماعة الاول
  • الزمالك يستعرض المبالغ المالية التي دفعت للمحاكم الدولية
  • المالية النيابية:لاقلق على الرواتب الشهرية !
  • وزير العدل يترأس الاجتماع التحضيري للجنة العليا لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة لمنع الجريمة 2026
  • وزير العدل يترأس اجتماع اللجنة العليا لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة لمنع الجريمة في أبوظبي
  • لجنة الشؤون المالية والاقتصادية تنهي دراسة "دعم الاستثمار الوطني والأجنبي"
  • الهلال يُنهي كافة المستحقات المالية مع جيسوس دون خلافات
  • تنمية المحافظات.. بين التخطيط الاستراتيجي والأولويات