الإمارات تحتفي بعيد اتحادها الـ 53 وسط حضور إنساني بارز
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
أبوظبي - وام
واصلت دولة الإمارات في عام 2024 ريادتها على مستوى العمل الإنساني حول العالم، مجددة التزامها وتمسكها بتعزيز روح التضامن والتكافل الدولي بجميع صوره، وأشكاله لتتحول قيم العطاء والتعاضد الإنساني إلى سمة رئيسية وثابتة في نهج دولة الإمارات التي احتفلت في 2 ديسمبر الجاري بمرور 53 عاماً على اتحادها.
وبلغت مساعدات الإمارات الخارجية منذ قيام اتحاد الدولة في عام 1971، حتى منتصف عام 2024، ما قيمته 360 مليار درهم “98 مليار دولار أمريكي”، ما كان له بالغ الأثر في الحد من الفقر، والتخفيف من تداعيات الكوارث والأزمات، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز الاستقرار والسلم الدوليين.
«إرث زايد الإنساني»
وجاء العام 2024 حافلا بالمبادرات الإنسانية في دولة الإمارات، حيث أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، بإطلاق «مبادرة إرث زايد الإنساني» بقيمة 20 مليار درهم تخصص للأعمال الإنسانية في المجتمعات الأكثر حاجة حول العالم، وتفعيلا لهذه المبادرة صدر مرسوم اتحادي بشأن إنشاء «مؤسسة إرث زايد الإنساني»، التي ستعمل على تنفيذ العديد من المبادرات والبرامج الإنسانية العالمية.
وفي السياق ذاته كان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، قد أصدر مرسوماً اتحادياً، بشأن تشكيل «مجلس الشؤون الإنسانية الدولية»، الذي يختص بالإشراف على جميع القضايا والمسائل المتعلقة بالشؤون الإنسانية الدولية، فيما ستتولى «وكالة الإمارات للمساعدات الدولية» التي أعلن عن تشكيلها بمرسوم اتحادي تنفيذ برامج المساعدات الخارجية للدولة.
وأطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، حملة «وقف الأم» بهدف تكريم الأمهات في دولة الإمارات من خلال إنشاء صندوق وقفي بقيمة مليار درهم لدعم تعليم ملايين الأفراد حول العالم بشكل مستدام.
ونجحت الحملة في تخطي مستهدفاتها خلال أقل من شهر على إطلاقها، وقد تقرر إبقاء باب المساهمة في الحملة مفتوحاً طيلة العام.
وفي ضوء الشراكة الإستراتيجية بين دولة الإمارات ومجموعة العشرين، أعلن سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، عن تخصيص دولة الإمارات مبلغ 100 مليون دولار أمريكي للتحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر، وذلك عبر وكالة الإمارات للمساعدات الدولية.
دور محوري
وأعلنت مبادرة بلوغ الميل الأخير، المبادرة الصحية العالمية التي يدعمها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، عن تقديم 55 مليون درهم إلى المعهد العالمي للقضاء على الأمراض المعدية “غلايد”، وهي المنحة الثانية منذ إطلاق المعهد في عام 2019.
وأثبتت دولة الإمارات دورها المحوري في تعزيز الاستجابة الدولية تجاه الأزمات والصراعات والكوارث التي يشهدها العالم.
وتعد الإمارات من أوائل الدول التي استجابت للأزمة الإنسانية في غزة، عبر عملية «الفارس الشهم 3» التي دخلت عامها الثاني، وتعد من أكبر العمليات الإغاثية في القطاع.
وفي إطار العملية، أنشأت الإمارات المستشفى الميداني الإماراتي، وأرسلت مستشفى عائما إلى ميناء العريش في جمهورية مصر العربية، وأطلقت مبادرة الأطراف الصناعية لمساعدة المصابين وتلبية احتياجات مبتوري الأطراف.
وأطلقت دولة الإمارات مبادرة لإجلاء 1000 طفل و1000 من مصابي السرطان من قطاع غزة إلى الإمارات، بهدف توفير العلاج الطبي المتخصص لهم، كما أطلقت حملة التطعيم ضد شلل الأطفال لأكثر من 640 ألف طفل في غزة دون سن 10 سنوات. فيما أرسلت مساعدات إنسانية وطبية جواً وبراً وبحراً إلى القطاع.
وأطلقت قيادة العمليات المشتركة عملية «طيور الخير» لإسقاط المساعدات الإنسانية على المناطق المعزولة التي لا تصل إليها المساعدات في قطاع غزة.
وأنشأت ست محطات تحلية مياه في مدينة العريش المصرية يستفيد منها أكثر من مليون نسمة في داخل القطاع، كما نفذت مشروعات إصلاح خطوط المياه والآبار المتضررة والشبكات المدمرة في محافظتي خانيونس وشمال غزة، فضلا عن حملات توزيع المساعدات الإنسانية على العائلات في المحافظات ومراكز الإيواء المختلفة.
وتجاوبا مع ما يمر به لبنان من ظروف صعبة، أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، بتقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 100 مليون دولار إلى الشعب اللبناني الشقيق، وتنفيذا لتوجيهات سموه أطلقت الإمارات حملة إغاثة وطنية لدعم لبنان وشعبه باسم «الإمارات معك يا لبنان»، كما وجه سموه بتقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 30 مليون دولار إلى النازحين من الشعب اللبناني إلى سوريا.
وأرسلت دولة الإمارات نحو 18 طائرة دعماً للأشقاء اللبنانيين في ظل الظروف الحرجة التي يمرون بها “3 منها إلى سوريا” حملت على متنها 772 طناً بالإضافة إلى باخرة حملت 2000 طن من المساعدات الإغاثية المتنوعة.
وفي إطار حملة «الإمارات معك يا لبنان» وصل حجم مساعدات هدية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، للأمهات اللبنانيات، إلى 6 طائرات حملت 240 طنا من المستلزمات الخاصة بالأمهات اللبنانيات.
دفع مبادرات السلام
وعلى الساحة السودانية، دعمت دولة الإمارات كافة الجهود الهادفة إلى دفع مبادرات السلام الخاصة قدما، وتعهدت في 17 أبريل الماضي بتقديم 100 مليون دولار أمريكي دعماً للجهود الإنسانية في السودان ودول الجوار، وأعلنت في سبتمبر الماضي عن إطلاق مبادرات إنسانية جديدة في تشاد، وتقديم مساهمة بقيمة 10.25 مليون دولار أمريكي للأمم المتحدة لدعم اللاجئات السودانيات المتضررات من الأزمة المستمرة في السودان.
وواصلت دولة الإمارات حضورها الإنساني عالميا على صعيد إغاثة ونجدة المتضررين من الكوارث الطبيعية التي شهدتها العديد من دول العالم.
وفي هذا السياق مدت دولة الإمارات يد العون للعديد من دول العالم مثل بوركينا فاسو، والبرازيل، والفلبين، وإثيوبيا، وكينيا، والكونغو الديمقراطية، وموريتانيا، ونيجيريا، والنيبال، وجنوب أفريقيا، وساحل العاج، والكاميرون.
وقدمت الإمارات مبلغ 50 مليون دولار لتمويل المرحلة الثانية من صندوق العيش والمعيشة للمساهمة في دفع عجلة التنمية المستدامة في الدول الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية، فيما وقعت اتفاقيتين مع منظمة الصحة العالمية، الأولى لإنشاء مركز عالمي للخدمات اللوجستية للطوارئ، والثانية لتمويل بقيمة 3 ملايين دولار أمريكي لدعم اللاجئين السودانيين في تشاد.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات الإمارات صاحب السمو الشیخ محمد بن زاید آل نهیان رئیس الدولة دولة الإمارات دولار أمریکی الإنسانیة فی ملیون دولار حفظه الله
إقرأ أيضاً:
سفارة الإمارات في تل أبيب تهنئ الإسرائيليين بعيد شافوعوت
نشرت سفارة الإمارات في تل أبيب الأحد، منشورا عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس"، هنأت فيها الإسرائيليين بمناسبة عيد "شافوعوت" اليهودي، متمنية لهم "عيد حصاد ناجح وممتع، مليء بالسلام والفواكه الوفيرة والمعنى"، على حد تعبيرها. وقد كُتبت التهنئة باللغة العبرية.
وتأتي هذه التهنئة ضمن سلسلة من الرسائل والمناسبات التي دأبت الإمارات على المشاركة فيها وتهنئة الإسرائيليين خلالها، على الرغم من الجرائم المستمرة التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق الفلسطينيين، لا سيما في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إبادة منذ أكثر من عام ونصف.
שגרירות איחוד האמירויות הערביות בתל אביב מאחלת חג שבועות שמח לעם ישראל. חג קציר מוצלח ומהנה, מלא בשפע הביכורים, שלווה ומשמעות. חג שמח! pic.twitter.com/Z0OiqrjGXP — UAE Embassy in Israel (@UAEinIsrael) June 1, 2025
وفي 14 آذار/ مارس الماضي، نظّمت سفارة الإمارات في تل أبيب حفل إفطار رمضاني، شارك فيه عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين، من بينهم رئيس الكنيست أمير أوحانا، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، بالإضافة إلى عضو الكنيست منصور عباس، في خطوة وُصفت بأنها تأتي في إطار تعزيز التطبيع.
وبالمقابل، شارك السفير الإسرائيلي لدى الإمارات، يوسي شيللي، في إفطار رمضاني أقامه وزير الدولة الإماراتي لشؤون الشباب سلطان النيادي، الذي يُعد أول رائد فضاء إماراتي.
وكتب السفير الإسرائيلي على منصة "إكس" قائلاً: "كانت مبادرة إفطار القيم الإماراتية أول تجربة إفطار لي في الإمارات، وقد تشرفت بالاحتفاء بروح المجتمع والتسامح والعطاء على الطريقة الإماراتية"، مضيفاً: "معالي الوزير، أكنّ لكم كل التقدير باعتباركم من القلة الذين استكشفوا الفضاء، وعملكم يجسد قيم التسامح والرؤية المستقبلية لدولة الإمارات".
تطبيع رغم الإبادة
ورغم ما يتعرض له قطاع غزة من مجازر وانتهاكات متواصلة منذ أكثر من 18 شهراً، لم تُقدم الإمارات على قطع علاقاتها أو تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع دولة الاحتلال، بل واصلت توسيع مجالات التعاون معها. فقد استقبلت أبو ظبي خلال الفترة الماضية رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي وعدد من وزرائه، كما استمرت رحلات الطيران المباشرة بين الإمارات وتل أبيب دون انقطاع.
كما وقّعت الإمارات والاحتلال الإسرائيلي اتفاق "الشراكة الاقتصادية الشاملة" الذي دخل حيز التنفيذ منذ عام 2023، ويتيح للشركات الإماراتية الوصول إلى السوق الإسرائيلية من خلال تغطية أكثر من 96% من خطوط التعرفة الجمركية و99% من قيمة التبادل التجاري بين الجانبين.
Another significant economic Agreement between the United Arab Emirates and the State
of Israel has been ratified by both countries.
The Agreement on Cooperation and Mutual Assistance in Customs Matters will further strengthen the economic ties between our countries and will… pic.twitter.com/HiNuPeNPsa — Ambassador Yossi Shelley (@ambshelley) April 15, 2025
ويؤسس الاتفاق لبيئة تجارية مفتوحة وغير تمييزية، تتيح لموردي الخدمات في الإمارات دخول سوق الخدمات الإسرائيلي في قطاعات متعددة، تشمل: الأعمال، والاتصالات، والتوزيع، والخدمات البيئية، والمالية، والسياحة، والسفر.
كما ينص الاتفاق على قواعد للتجارة الرقمية، تشمل حماية المستهلك عبر الإنترنت، وتسهيل التدفق الحر للبيانات، وتعزيز استخدام التقنيات الرقمية في النشاطات التجارية، مع ضمان حماية حقوق الملكية الفكرية.
الإمارات.. أول المطبعين الخليجيين
يُذكر أن الإمارات كانت أول دولة خليجية تُقدم على تطبيع علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي، من خلال توقيع "اتفاق إبراهيم" في 14 أيلول/سبتمبر 2020، برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما مهد الطريق لاحقاً لتبادل السفراء، وتدشين خطوط الطيران المباشرة، وتوقيع عشرات الاتفاقيات الثنائية في مجالات متعددة.