موقع 24:
2025-06-22@13:13:56 GMT

الصراع في سوريا وحول سوريا

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

الصراع في سوريا وحول سوريا

ما أن حصل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية، الذي ما زال دخوله مسار التطبيق في فترة، أقصاها 60 يوماً، يشهد تعثراً بسبب استمرار الأعمال العسكرية الإسرائيلية، ولو بشكل منخفض ومحدود، مقارنة مع ما قبل إنجاز الاتفاق، حتى انفجرت الحرب مجدداً في سوريا. بعيداً عن النظريات التآمرية والاختزالية والتبسيطية لتفسير هذا الوضع، فإن الترابط الواقعي والموضوعي بين هذه «الساحات» وترابطها، أياً كانت العناوين التي يعطيها هذا الطرف أو ذاك لهذا الترابط، وأياً كانت درجاته، سمة أساسية في المسرح الاستراتيجي في المشرق.

.. ومسرح يتأثر ويؤثر بشكل كبير في «لعبة الأمم» في الشرق الأوسط. صحيح أن سوريا الدولة لم تشارك في استراتيجية «وحدة الساحات»، ولكن سوريا الجغرافيا كانت جزءاً من مسرح المواجهة بين «جبهة الإسناد» وإسرائيل. وللتذكير، ساهم الدور الروسي الموازي والموازن للدور الإيراني في إطار التحالف الثنائي الداعم الأساسي للسلطة في سوريا، في دعم الخيار السوري في البقاء خارج استراتيجية «وحدة الساحات». الهجوم الكبير والمفاجئ الذي شنّته الفصائل المعارضة المسلحة، بقيادة «هيئة تحرير الشام»، التي تحظى بدعم كبير، ولو بدرجات متفاوتة بين أطرافها من قبل تركيا، وذلك للاستيلاء على مناطق واسعة في مدينة حلب، وكذلك التقدم في منطقة إدلب، ثم نحو مدينة حماة وما حقّقته من تغيير في موازين القوى على الأرض، يؤشر إلى عودة الحماوة والتسخين في المسرح الاستراتيجي السوري. يحصل ذلك بعد فترة طويلة من الاستقرار، ولو المتوتر... جملة من العوامل شكّلت المناخ الدافع والمحفز لإعادة خلط الأوراق في السباق على لعبة بناء النفوذ في المسرح الاستراتيجي السوري، بما لذلك من مكاسب على الصعيد الإقليمي الشرق أوسطي، من الخليج إلى البحر الأحمر، إلى البحر الأبيض المتوسط.
من هذه العناصر في العودة إلى التسخين على «المسرح السوري»: أولاً الضعف النسبي لإيران وحلفائها في سوريا بعد انشغالها بالحرب الإسرائيلية على الجبهة اللبنانية، التي تشمل مساحة جغرافية واسعة واستراتيجية من الأرض السورية من دون أن يعني ذلك أن إيران، ومعها حلفاؤها، مستعدة للتخلي عن الورقة الاستراتيجية الهامة التي تشكلها سوريا. الأمر الذي فتح الباب أمام أعداء إيران، وأمام بعض أصدقائها لمحاولة الاستفادة مما حصل، لتحقيق مزيد من المكاسب على «المسرح السوري».
ثانياً ازدياد الانشغال الروسي بالأزمة الأوكرانية، وبأولوية هذه الأزمة، من دون أن يعني ذلك تراجع الاهتمام الاستراتيجي بسوريا.
وثالثاً الوضع الراهن قدّم فرصة ذهبية لتركيا لتعزيز دورها وموقعها من خلال حلفائها في سوريا، التي تشكل المنطقة الشمالية الغربية فيها أهمية استراتيجية حيوية لتركيا، خاصة بعد فشل محاولات المصالحة السورية - التركية، التي قامت بها موسكو، والحديث عن دور عراقي ناشط للتوسط بين الطرفين. ثلاثي آستانة (الروسي، الإيراني، التركي) استطاع إدارة العلاقات بين أطرافه بشأن سوريا منذ بدء نشاطه التشاوري عام 2017، ولكن التغيرات الحاصلة على صعيد الإقليم أعادت خلط الأوراق، ليس بين الخصوم فقط، بل بين الحلفاء أيضاً، مع التذكير بأن هنالك سيولة واسعة تطبع هذه العلاقات، مع اختلاف الأولويات الأساسية. الاجتماع الذي سيحصل بين ثلاثي آستانة على هامش منتدى الدوحة قريباً سيشكل محاولة لاحتواء الموقف عبر التوصل إلى تفاهمات عملية انتقالية. تفاهمات قد لا تستطيع الإقلاع مع العوامل الجديدة التي أشرنا إليها سابقاً.
أخيراً، لا بد من التذكير بأن استقرار سوريا مصلحة عربية أساسية وحيوية، ولا بد من مبادرة عربية ناشطة تجاه إيران وتركيا، وتجاه القوى الدولية الفاعلة، بغية العمل على تحقيق الاستقرار في سوريا، الذي هو لمصلحة الاستقرار في الإقليم. إنه أمر ليس من السهل تحقيقه، ولكن أكثر من الضروري الانخراط في مبادرة فاعلة لتحقيقه.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: حرب سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله عيد الاتحاد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله فی سوریا

إقرأ أيضاً:

الثلاثاء.. عرض واخدلي بالك بقصر ثقافة العريش ضمن المسرح التوعوي

يشهد قصر ثقافة العريش، في التاسعة مساء الثلاثاء المقبل، انطلاق العرض المسرحي "واخدلي بالك"، الذي تقدمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ضمن عروض المسرح التوعوي، في إطار برنامج وزارة الثقافة، ويستمر العرض حتى 30 يونيو الحالي.

العرض من تأليف وأشعار فاطمة موسى، إخراج أسعد الملكي، ألحان ياسر الشريف، توزيع موسيقي محمد الشوربجي، استعراضات حاتم محمد، ديكور وملابس آمال محمود، تنفيذ الملابس والأزياء محمد بيومي السخاوي، وتنفيذ الديكور حاتم إبراهيم وآمال محمود، الإضاءة تصميم محمود عمارة.

تدور الأحداث في إطار كوميدي اجتماعي داخل أحد المقاهي، حول انتشار الشائعات واستخدام الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وتناول تأثير وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في تشكيل وعي المجتمع، من خلال شخصيات تمثل الواقع المصري بتفاصيله اليومية. ويختتم العرض برسالة توعوية تؤكد على خطورة حروب الجيل الرابع والخامس، وضرورة رفع الوعي المجتمعي للتعامل معها.

يشارك في بطولة العرض كل من: محمد كمال، فارس عمارة، محمد عبد الشافي، محسن حلاوة، آمال محمود، حاتم محمد، يوسف عبد الرحمن، محمود الرشيدي، رانسي محمد، ريتال محمد، حبيبة عباس، جنة محمود، ونورهان سعيد.

يقدم العرض بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، والإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، ومن إنتاج الإدارة العامة للمسرح، وبالتعاون مع إقليم القناة وسيناء الثقافي، وفرع ثقافة شمال سيناء.

ويعد "المسرح التوعوي" أحد المبادرات الثقافية الهادفة التي تنفذها هيئة قصور الثقافة لمجابهة التطرف ونشر التنوير، وتعزيز الدور المجتمعي للفن المسرحي بأدوات فنية مبتكرة.

وينفذ المشروع في عشر محافظات مختلفة، من خلال عشرة مؤلفين مصريين قدموا نصوصا مسرحية جديدة خصيصا لهذا الغرض.

طباعة شارك قصر ثقافة العريش واخدلي بالك المسرح التوعوي

مقالات مشابهة

  • رشدي المهدي.. «الشيخ عتمان» الذي غادر الحياة وبقي في الذاكرة
  • الاستراتيجي والعاطفي في التعامل مع الحرب الإيرانية الإسرائيلية
  • الجمهور يتفاعل مع رايتشل زيجلر خلال عرض مسرحية «إيفيتا» في لندن
  • وزير الكهرباء يتفقد محطة محولات الهضبة 2 ومجمع المخزون الاستراتيجي للكابلات
  • أردوغان: ضرورة بقاء سوريا والعراق خارج نطاق الصراع الإسرائيلي الإيراني
  • وسيم الأسد تاجر المخدرات الذي ساهم بقمع معارضي النظام السوري المخلوع
  • الثلاثاء.. عرض واخدلي بالك بقصر ثقافة العريش ضمن المسرح التوعوي
  • حميد الشاعري ضمن قائمة تريند يوتيوب خلال 48 ساعة من طرح "ده بجد"
  • في 48 ساعة.. حميد الشاعري تريند يوتيوب بعد طرح ده بجد
  • السيد القائد يكشف دوافع وأسباب العدوان الصهيوني على إيران وكيف مارست امريكا الخداع الاستراتيجي