سواليف:
2025-12-14@06:20:43 GMT

خلوِيّ..صديقي الوفيّ..

تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT

خلوِيّ..صديقي الوفيّ..
ا.د #حسين_محادين*
(1)
خلوِيّ هو الحامل والمحمول لي في هذا الزمن السفري ؛ اتوكأ عليه في هدوئي الظاهر وجنوني المحبب احيانا في عالم /مجتمع عولمي كاذب؛ يدعي ويتشدق بالانسانية وهو الأكثر دموية وسعيا للربح المادي بأي وسيلة عبر الحروب والمخدرات الفكرية واضطهادات الشعوب الهشة كالشرعيات الدولية تماما و نحن شعوبا ودول الغافلين عن اهداف الدول الكبرى التي تحرك غرائزنا بتجارة السلاح والجنس المعمم على حساب التنمية المتوازنة وغياب العيش الكريم بابسط متطلباته كي لا يبقى الانسان انسانا كطموح مازال مُشتهى للان في مجتمعاتنا النامية كجزء مستهدف الثروات والانسان على هذا الجزء من البسيطة .


(2)
خلويّ.. صديق صدوق؛ كالخِل الوفيّ تماما، صغير الحجم نعم؛ لانه ليس بحجم اي عشيرة في بلدي ،لكنه وعيا وتشخيص هو ظلي الجديد كانسان معاصر، صحيح انه متعدد الالوان والاسماء معا مثل “خلوي، خليوي، جوال.. سونير..الخ” الا انه كصديق بوجه وموقف واحد لاغير عكس الكثيرين من الناس، هو صديق خادم وخدوم لي في اي شأن او حتى اي مطلب مسموح فيه او منهي عنه في جُل ثقافتنا التي تيبست بتقادم “قداسة معظمها” ودون ان نمتلك للآن جرأة نقدها او حتى الاعتراف بمرارة واقعها وتخلفها عن العوالم التئ تفوقت علينا ياللوجع.
(3)
خلويّ …
فريد الخصائص والتأثيرات المتنوعة في حياتي يوميا، فهو جهاز شعبي الانتشار والاقتناء في العالم بكل لغاته وحضاراته؛ لكنه بقي من حيث الحجم بحدود اصابع كفي النحيلة والرشيقة في التعامل معه طوال الوقت، ومع هذا لا يضجر مني كأصدقائي الاخرين من البشر ،ولا يحملني اية منية بعد ان يسعفني في اطلبه منه ويبقى مؤدبا في رده عليّ ؛ مع انه غريب علينا اي ليس من صناعتنا عربا ومسلمين كالشعر “ديوان العرب” مثلا . فهو صغر الحجم لكنه بذات الوقت ثريّ في حرياته ومعلوماته بالمعارف والصور و سعة الذاكرة والخصوصيات ، ورِقيق ايضا عند تواصلنا المباشر عبره مع غيرنا بصورة متنوعة المضامين والأشكال ، فيه الكثير من الصور المُخزنة لكل مناسبات العمر، وفيه عبارات التهنئة والتعزية البسيطة معا دون ان تتصارعا وكأنه يدرك بوعي ناجز ثنائية اكثر مني ، كما أن فيه من المشاعر المعلبة والصماء والملوّنة كالورد الصناعي تماما الكثير الذي يصلح لكل المناسبات، ومع كل هذه السمات المميزة له هو صامت لا يصاب بالغرور للآن واثق بنفسه وبأدواره التنويرية الترويحية والتصويرية والرياضياتيه وقدراته الخلاقة الاخرى التي اختزلت لنا الانسان والكون “الارض والفضاء” باختلاف اذواقه واديانه ولغاته و تعدد بشرات سكانه واشكال اجساده كي يكونوا في خدمتنا بلمح البصر… فكيف بعد ان اتصل وتوحدت بخدماته مع الذكاء الاصطناعي المذهل ..
أخير..هل لدى الانسان ما اوفى من اتخذه صديقي الانبل وفاءً وسِترا لخصوصياتي مقارنة بجل البشر الاخرين ….؟.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

فلنغير العيون التي ترى الواقع

كل مرة تخرج أحاديثنا مأزومة وقلقة وموتورة، مشحونة عن سبق إصرار وترصد بالسخط والتذمر، نرفض أن نخلع عنا عباءة التشاؤم، أينما نُولي نتقصّى أثر الحكايات شديدة السُمية، تلك الغارقة في البؤس والسوداوية. 

في الأماكن التي ننشُد لقاءت متخففة من صداع الحياة، نُصر على تصفح سجل النكبات من «الجِلدة للجِلدة»، فلا نترك هنّة ولا زلة ولا انتهاكًا لمسؤول إلا استعرضناه، ولا معاناة لمريض نعرفه أو سمعنا عنه إلا تذكرنا تفاصيلها، ولا هالِكِ تحت الأرض اندرس أثره ونُسي اسمه إلا بعثناه من مرقده، ولا مصيبة لم تحلُ بأحد بعد إلا وتنبأنا بكارثيتها. 

ولأننا اعتدنا افتتاح صباحاتنا باجترار المآسي، بات حتى من لا يعرف معنىً للمعاناة، يستمتع بالخوض في هذا الاتجاه فيتحدث عما يسميه بـ«الوضع العام» -ماذا يقصد مثله بالوضع العام؟- يتباكى على حال أبناء الفقراء الباحثين عن عمل، وتأثير أوضاعهم المادية على سلوكهم الاجتماعي، وصعوبة امتلاك فئة الشباب للسكن، وأثره على استقرارهم الأُسري، وما يكابده قاطني الجبال والصحراء وأعالي البحار! 

نتعمد أن نُسقط عن حواراتنا، ونحن نلوك هذه القصص الرتيبة، جزئية أنه كما يعيش وسط أي مجتمع فقراء ومعوزون، هناك أيضًا أثرياء وميسورون، وكما توجد قضايا حقيقية تستعصي على الحلول الجذرية، نُصِبت جهات وأشخاص، مهمتهم البحث عن مخارج مستدامة لهذه القضايا، والمساعدة على طي سجلاتها للأبد. 

يغيب عن أذهاننا أنه لا مُتسع من الوقت للمُضي أكثر في هذا المسار الزلِق، وأن سُنة الحياة هي «التفاوت» ومفهوم السعادة لا يشير قطعًا إلى الغِنى أو السُلطة أو الوجاهة، إنما يمكن أن يُفهم منه أيضًا «العيش بقناعة» و«الرضى بما نملك». 

السعادة مساحة نحن من يصنعها «كيفما تأتى ذلك»، عندما نستوعب أننا نعيش لمرة واحدة فقط، والحياة بكل مُنغصاتها جميلة، تستحق أن نحيا تفاصيلها بمحبة وهي لن تتوقف عند تذمر أحد. 

أليس من باب الشفقة بأنفسنا وعجزنا عن تغيير الواقع، أن نرى بقلوبنا وبصائرنا وليس بعيوننا فقط؟ أن خارج الصندوق توجد عوالم جميلة ومضيئة؟ ، أنه وبرغم التجارب الفاشلة والأزمات ما زلنا نحتكم على أحبة جميلين يحبوننا ولم يغيرهم الزمن؟ يعيش بين ظهرانينا شرفاء، يعملون بإخلاص ليل نهار، أقوياء إذا ضعُف غيرهم أمام بريق السلطة وقوة النفوذ؟ 

النقطة الأخيرة 

يقول الروائي والفيلسوف اليوناني نيكوس كازنتزاكس: «طالما أننا لا نستطيع أن نغير الواقع، فلنغير العيون التي ترى الواقع». 

عُمر العبري كاتب عُماني 

مقالات مشابهة

  • أخبار التوك شو| أحمد موسى: التحديات أمام رئيس الوزراء كبيرة لكنه قدها.. وأحمد السقا: صعبت عليا نفسي
  • تحمل سخافات كثيرة.. أحمد موسى: التحديات أمام رئيس الوزراء كبيرة لكنه قدها
  • فلنغير العيون التي ترى الواقع
  • الصحة : توفير حضانات متنقلة وأجهزة تنفس صناعي صغيرة الحجم
  • برج العذراء حظك اليوم السبت 13 ديسمبر 2025… يوم دقيق لكنه مليء بالفرص
  • نيفيل يدخل على خط أزمة صلاح: التوقيت خاطئ.. لكن لاعب بهذا الحجم لا يقبل التهميش
  • لاتستعجل الشفاء بالرغم من تناول الدواء
  • النفط يرتفع وسط مخاوف من اضطراب إمدادات فنزويلا لكنه يتجه لانخفاض أسبوعي
  • حوار مع صديقي المصري عاشق السودان
  • فقد الوعي تماما | تطور صادم في حالة طارق الأمير الصحية بالعناية المركزة