سواليف:
2025-10-09@17:48:24 GMT

الهبوط على كومة من الحجارة والهبوط على كرسي وثير. . !

تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT

#الهبوط على #كومة من #الحجارة و #الهبوط على #كرسي_وثير. . !
#موسى_العدوان

في أوائل عقد الثمانينات الماضي، كنت قائدا للقوات الخاصة في القوات المسلحة الأردنية. وطَلَبَتْ مني القيادة العامة، تدريب أفراد لواء الحرس الملكي، على القفز بالمظلات. كانت الغاية من هذا التدريب زيادة اللياقة البدنية، وتعزيز الثقة بالنفس، وغرس الإقْدام لدى المتدربين.

فوضعت برنامجا تدريبيا يحقق تلك الغاية، ابتداء من صيف عام 1982. كان القفز تم بمظلات ( T 10 ) من خلال طائرة ( 130)، حيث تقلع من مطار ماركا العسكري، وتُسقط حمولتها من المتدربين بالمظلات، فوق منطقة الإنزال في منطقة الطنيب إلى الجنوب من عمان، ومن ارتفاعات تتراوح بين 800 – 1000 متر.

في صباح أحد أيام شهر تموز في ذلك العام، كان الطقس قائظا والريح ساكنة بلا أي نسمة هواء، فتوجهت إلى مطار ماركا لأتابع عملية قفز المتدربين الجدد صغار السن. وهناك قررت أن أشاركهم القفز وأن أكون في مقدمتهم، تشجيعا لهم في ممارسة هذا النشاط العسكري الميداني. فارتديت مظلة القفز الرئيسية على الظهر ومظلة الاحتياط على الصدر، وصعدت إلى الطائرة التي كانت تُقلّ 40 جنديا متدربا مستعدون للقفز، وأخذت مكاني في المقدمة.

مقالات ذات صلة خلوِيّ..صديقي الوفيّ.. 2024/12/06

أقلعت الطائرة بحمولتها متجهة نحو منطقة الإنزال المحددة، والتي لا يستغرق الوصول إليها أكثر من 30 دقيقة طيران. وقبل الوصول بمسافة قصيرة، أعطاني مسؤول القفز ( Jump Master) شارة الاستعداد، والوقوف على باب الطائرة تمهيدا لعملية القفز. أخذت الطائرة تدور بصورة دائرية محلّقة فوق المنطقة، كي تأخذ مدخلها المناسب إلى منطقة الإنزال ( D Z ).

بعد لحظات أعطاني المقفّز شارة القفز، فقفزت من الطائرة وانفتحت المظلة الرئيسية، لأصبح معلّقا في الهواء ومنفصلا عن الطائرة. نظرت فوقي فلم أجد أحدا من القافزين يتبعني، ثم نظرت تحتي إلى الأرض، فشاهدت منازل سكان القرية، وعرفت عندها بأن المقفّز قد أخطأ في إعطائي شارة القفز، بعيدا عن منطقة الإنزال المحددة. وتوقعت أنني سأهبط فوق المنازل، بما فيها من أعمدة وأسلاك كهربائية وعوائق أخرى.

هنا أصبحت مشكلتي الحرجة، كيف يمكن أن أتجنب هذا الهبوط الخطر فوق الأعمدة والعوائق الأخرى؟ فأخذت أحرك ساقي وأسحب حبال المظلة من الجهة المعاكسة لاتجاه الريح المفترض، لعلّه يدفع المظلة بي بعيدا عن الخطر. ولأن الهواء كان ساكنا في صباح ذلك اليوم، لم تستجب المظلة لعملية سحب الحبال، بل أخذت تُطْبقُ على بعضها، فتزداد سرعتي في الهبوط، الأمر الذي سيزيد من قوة ارتطامي بالأرض.

ورغم محاولاتي المتكررة للابتعاد عن المنازل، إلاّ أنها كانت كمحاولة المستجير من الرمضاء بالنار، إذ سقطْتُ بقوة على كومة حجارة كبيرة، كانت مكدّسة قريبا من تلك المنازل. فهرع إليّ عدد من الضباط والجنود الذين كانوا قريبين من الموقع، ليتأكدوا من سلامتي. ولكنني نهضت سريعا وطمأنتهم بأنني بخير، رغم الألم الذي كنت أشعر به.

راجعت الطبيب في اليوم التالي، وبعد الفحص تبين أن لا كسور في عظامي، بل بعض الرضوض في جمسي، فوصف لي الطبيب بعض المسكنات لتخفيف الألم. إلا ّ أنني أمضيت ما يقارب ثلاثة أشهر، لا أستطيع خلالها الجلوس على كرسي السيارة إلاّ بصعوبة. وتسبب لي ذلك الهبوط الخشن، دسكا في العمود الفقري، اضطرني لإجراء عملية جراحية في وقت لاحق.

وحين تأملت بما يجري حولي من هبو ط لبعض المحظيين، على الوزارات والوظائف العليا في هذه الأيام، تساءلت : لماذا أهبط أنا بالمظلة على كومة حجارة مؤلمة ترسلني إلى الطبيب، بينما يهبط غيري بمظلة مفترضة، على كرسي الوظيفة الوثير بسلام ؟ فكان جواب الخبراء : أن الهابطين على كرسي الوظيفة دون عناء، إنما يستخدمون مظلة خاصة، باركتها ونسجتْ خيوطها أنامل حاجّة تقيّة ورعة . . !

التاريخ : 7 / 12 / 2024

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: كومة الحجارة الهبوط موسى العدوان منطقة الإنزال الهبوط على على کرسی

إقرأ أيضاً:

بوتين يدلي باعتراف بشأن تحطم طائرة أذربيجان عام 2024

أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، أمام نظيره الأذربيجاني إلهام علييف بمسؤولية روسيا في تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية في أواخر العام 2024 إثر إصابتها بشظايا صواريخ أطلقت من دفاعات جوية.
وكانت الطائرة تقوم في 25 ديسمبر برحلة بين باكو عاصمة أذربيجان وغروزني عاصمة جمهورية الشيشان الروسية في القوقاز، عندما تحطمت في الجانب الآخر من بحر قزوين قرب أكتاو في كازاخستان، بعيدا من وجهتها الأصلية، مما أسفر عن مقتل 38 من أصل 67 شخصا كانوا يستقلونها.
واكتفى الرئيس الروسي حينها بتقديم اعتذارات والاعتراف بإطلاق نيران مضادة للطائرات يوم تحطم الطائرة، لكن بدون أن يقول إن ذلك أدى إلى الكارثة.
وأوضح بوتين، اليوم، أن الدفاعات الجوية الروسية كانت مفعلة يوم وقوع المأساة بسبب وجود طائرات أوكرانية مسيرة في سماء غروزني.
وقال، خلال لقاء مع علييف في دوشانبيه في طاجيكستان، إن "الصاروخين (الروسيين) اللذين أطلقا لم يصيبا الطائرة مباشرة ... لكنهما انفجرا ... على مسافة بضعة أمتار، حوالى عشرة أمتار".
وأضاف "لهذا السبب، تحطمت (الطائرة)، ولكن ليس بواسطة عناصر قتالية، بل بفعل شظايا صواريخ"، متعهدا أمام علييف بدفع تعويضات وإجراء تحقيق في القرارات التي اتخذها المتورطون.
من جانبه، شكر علييف بوتين على "متابعته لهذه القضية شخصيا"، مرحبا "بالتطور الإيجابي" في العلاقات بين موسكو وباكو.
واجتماع الخميس هو الأول بين بوتين وعلييف منذ تحطم الطائرة.

أخبار ذات صلة روسيا: الزخم الناتج عن لقاء بوتين وترامب «تبدد» بوتين يتوعد بـ"رد سريع" إذا "استفزت" أوروبا بلاده المصدر: آ ف ب

مقالات مشابهة

  • بوتين يدلي باعتراف بشأن تحطم طائرة أذربيجان عام 2024
  • صور من داخل الطائرة.. منتخب مصر يعود إلى القاهرة بعد التأهل لمونديال 2026
  • اليوم.. قمة نارية لسيدات العراق والأردن في غرب آسيا‏ للكرة الطائرة
  • نظام تحكيمي جديد في مونديال الطائرة الشاطئية
  • هكذا كانت الأجواء داخل قاعة المفاوضات وفي غزة (شاهد)
  • رئيس إنبي: إلغاء الهبوط كارثة.. ولن يتكرر هذا الموسم
  • «الأولمبياد الخاص» يجتاز ناميبيا في «مونديال الطائرة الموحدة»
  • سيدات العراق يتلقين أول خسارة في بطولة غرب آسيا للكرة الطائرة
  • إصابة خطيرة لعامل خلال محاولته القفز عن الجدار الفاصل ببلدة الرام
  • شهداء الحركة الرياضية .. الحلقة 326 (ريهام الخطيب)