الهبوط على كومة من الحجارة والهبوط على كرسي وثير. . !
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
#الهبوط على #كومة من #الحجارة و #الهبوط على #كرسي_وثير. . !
#موسى_العدوان
في أوائل عقد الثمانينات الماضي، كنت قائدا للقوات الخاصة في القوات المسلحة الأردنية. وطَلَبَتْ مني القيادة العامة، تدريب أفراد لواء الحرس الملكي، على القفز بالمظلات. كانت الغاية من هذا التدريب زيادة اللياقة البدنية، وتعزيز الثقة بالنفس، وغرس الإقْدام لدى المتدربين.
فوضعت برنامجا تدريبيا يحقق تلك الغاية، ابتداء من صيف عام 1982. كان القفز تم بمظلات ( T 10 ) من خلال طائرة ( 130)، حيث تقلع من مطار ماركا العسكري، وتُسقط حمولتها من المتدربين بالمظلات، فوق منطقة الإنزال في منطقة الطنيب إلى الجنوب من عمان، ومن ارتفاعات تتراوح بين 800 – 1000 متر.
في صباح أحد أيام شهر تموز في ذلك العام، كان الطقس قائظا والريح ساكنة بلا أي نسمة هواء، فتوجهت إلى مطار ماركا لأتابع عملية قفز المتدربين الجدد صغار السن. وهناك قررت أن أشاركهم القفز وأن أكون في مقدمتهم، تشجيعا لهم في ممارسة هذا النشاط العسكري الميداني. فارتديت مظلة القفز الرئيسية على الظهر ومظلة الاحتياط على الصدر، وصعدت إلى الطائرة التي كانت تُقلّ 40 جنديا متدربا مستعدون للقفز، وأخذت مكاني في المقدمة.
مقالات ذات صلةأقلعت الطائرة بحمولتها متجهة نحو منطقة الإنزال المحددة، والتي لا يستغرق الوصول إليها أكثر من 30 دقيقة طيران. وقبل الوصول بمسافة قصيرة، أعطاني مسؤول القفز ( Jump Master) شارة الاستعداد، والوقوف على باب الطائرة تمهيدا لعملية القفز. أخذت الطائرة تدور بصورة دائرية محلّقة فوق المنطقة، كي تأخذ مدخلها المناسب إلى منطقة الإنزال ( D Z ).
بعد لحظات أعطاني المقفّز شارة القفز، فقفزت من الطائرة وانفتحت المظلة الرئيسية، لأصبح معلّقا في الهواء ومنفصلا عن الطائرة. نظرت فوقي فلم أجد أحدا من القافزين يتبعني، ثم نظرت تحتي إلى الأرض، فشاهدت منازل سكان القرية، وعرفت عندها بأن المقفّز قد أخطأ في إعطائي شارة القفز، بعيدا عن منطقة الإنزال المحددة. وتوقعت أنني سأهبط فوق المنازل، بما فيها من أعمدة وأسلاك كهربائية وعوائق أخرى.
هنا أصبحت مشكلتي الحرجة، كيف يمكن أن أتجنب هذا الهبوط الخطر فوق الأعمدة والعوائق الأخرى؟ فأخذت أحرك ساقي وأسحب حبال المظلة من الجهة المعاكسة لاتجاه الريح المفترض، لعلّه يدفع المظلة بي بعيدا عن الخطر. ولأن الهواء كان ساكنا في صباح ذلك اليوم، لم تستجب المظلة لعملية سحب الحبال، بل أخذت تُطْبقُ على بعضها، فتزداد سرعتي في الهبوط، الأمر الذي سيزيد من قوة ارتطامي بالأرض.
ورغم محاولاتي المتكررة للابتعاد عن المنازل، إلاّ أنها كانت كمحاولة المستجير من الرمضاء بالنار، إذ سقطْتُ بقوة على كومة حجارة كبيرة، كانت مكدّسة قريبا من تلك المنازل. فهرع إليّ عدد من الضباط والجنود الذين كانوا قريبين من الموقع، ليتأكدوا من سلامتي. ولكنني نهضت سريعا وطمأنتهم بأنني بخير، رغم الألم الذي كنت أشعر به.
راجعت الطبيب في اليوم التالي، وبعد الفحص تبين أن لا كسور في عظامي، بل بعض الرضوض في جمسي، فوصف لي الطبيب بعض المسكنات لتخفيف الألم. إلا ّ أنني أمضيت ما يقارب ثلاثة أشهر، لا أستطيع خلالها الجلوس على كرسي السيارة إلاّ بصعوبة. وتسبب لي ذلك الهبوط الخشن، دسكا في العمود الفقري، اضطرني لإجراء عملية جراحية في وقت لاحق.
وحين تأملت بما يجري حولي من هبو ط لبعض المحظيين، على الوزارات والوظائف العليا في هذه الأيام، تساءلت : لماذا أهبط أنا بالمظلة على كومة حجارة مؤلمة ترسلني إلى الطبيب، بينما يهبط غيري بمظلة مفترضة، على كرسي الوظيفة الوثير بسلام ؟ فكان جواب الخبراء : أن الهابطين على كرسي الوظيفة دون عناء، إنما يستخدمون مظلة خاصة، باركتها ونسجتْ خيوطها أنامل حاجّة تقيّة ورعة . . !
التاريخ : 7 / 12 / 2024
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: كومة الحجارة الهبوط موسى العدوان منطقة الإنزال الهبوط على على کرسی
إقرأ أيضاً:
البطولة: المغرب التطواني ينعش آماله في تجنب الهبوط المباشر والسوالم ينحدر إلى المركز ما قبل الأخير
أنعش المغرب التطواني آماله في تجنب الهبوط المباشر للقسم الثاني، بانتصاره على نهضة الزمامرة بثلاثية نظيفة، في المباراة التي جرت أطوارها اليوم الأحد، على أرضية ملعب سانية الرمل بتطوان، لحساب الجولة 28 من البطولة الاحترافية في قسمها الأول.
وفشل الفريقان في ترجمة الفرص التي أتيحت لهما إلى أهداف، جراء غياب النجاعة الهجومية، علما أن المغرب التطواني يبحث عن الانتصار، لمواصلة بحثه عن تجنب الهبوط المباشر، بينما يتطلع نهضة الزمامرة إلى كسب النقاط الثلاث، بغية المنافسة على المركز الثالث المؤهل لكأس الكونفدرالية الإفريقية، وفي الوقت الذي كان الشوط الأول يتجه للنهاية، تمكنت الحمامة البيضاء من افتتاح التهديف بفضل محمد الناهيري، إلا أن الحكم ألغاه بعد العودة لتقنية الفيديو المساعد « الڤار »، لتنتهي بذلك الجولة الأولى كما بدأت على وقع البياض.
وبعد العديد من المحاولات الفاشلة من قبل الطرفين خلال أطوار الجولة الثانية، تمكن المغرب التطواني من افتتاح التهديف في الدقيقة 60 عن طريق اللاعب أيوب لكحل، ليتكفل حمزة درعي بإضافة الهدف الثاني بعد دقيقتين، لتستمر الأمور بعد ذلك في شد وجذب بين الفريقين دون أي جديد يذكر من ناحية عداد النتيجة، وفي الوقت الذي كان الحكم يستعد لإنهاء اللقاء أضاف المغرب التطواني الهدف الثالث في الوقت بدل الضائع عن طريق حمزة الدرعي،
لتنتهي بذلك المباراة بانتصار أبناء الدريدب بثلاثية نظيفة.
وفي مباراة أخرى جرت في التوقيت ذاته، على أرضية ملعب الحسن الثاني بفاس، لحساب الجولة 28 من البطولة الاحترافية في قسمها الأول، تمكن المغرب الفاسي من الانتصار بهدفين نظيفين على الشباب الرياضي السالمي.
وانتهى الشوط الأول كما بدأ على وقع البياض، بعدما فشل الفريقان في ترجمة الفرص التي أتيحت لهما إلى أهداف، نتيجة غياب النجاعة الهجومية، وتسرع وقلة تركيز اللاعبين في اللمسة الأخيرة عند الوصول إلى مربع العمليات، سواء في التسديد أو التمرير، ليتأجل الحسم في هوية المنتصر إلى غاية الجولة الثانية.
وكانت الجولة الثانية مختلفة تماما عن سابقتها، بعدما تمكن المغرب الفاسي من افتتاح التهديف في الدقيقة 52 بفضل اللاعب الحبيب بريجة، لتستمر الأمور بعد ذلك في شد وجذب بين الفريقين دون أي جديد يذكر من ناحية عداد النتيجة، وفي الوقت الذي كان الحكم يستعد لإنهاء اللقاء، أضاف المغرب الفاسي الهدف الثاني في الوقت بدل الضائع عن طريق محمد البدوي،
لتنتهي بذلك المباراة بانتصار الفريق الأصفر بهدفين نظيفين، عقد من خلاله مأمورية الشباب الرياضي السالمي في أسفل الترتيب.
وفيما يلي نتائج مباريات الجولة 28 كاملة:
الوداد الرياضي 2 # 1 الجيش الملكي
حسنية أكادير 2 # 3 أولمبيك آسفي
شباب المحمدية 1 # 2 اتحاد طنجة
النادي المكناسي 0 # 4 نهضة بركان
الدفاع الجديدي 0 # 5 الفتح الرياضي
المغرب الفاسي 2 # 0 شباب السوالم
المغرب التطواني 3 # 0 نهضة الزمامرة
اتحاد تواركة 0 # 0 الرجاء الرياضي
وفيما يلي الترتيب النهائي بعد إجراء جميع مباريات الجولة 28:
1- نهضة بركان: 64 نقطة « حامل اللقب »
2- الجيش الملكي: 51 نقطة
3 – الوداد الرياضي: 48 نقطة
4- الفتح الرياضي: 47 نقطة
5- المغرب الفاسي: 45 نقطة
6 – نهضة الزمامرة: 44 نقطة
7- الرجاء الرياضي: 42 نقطة
8- أولمبيك آسفي: 42 نقطة
9- الدفاع الجديدي: 39 نقطة
10- النادي المكناسي : 36 نقطة
11- اتحاد تواركة: 35 نقطة
12- اتحاد طنجة : 34 نقطة
13- حسنية أكادير: 29 نقطة
14 – المغرب التطواني: 23 نقطة
15- شباب السوالم: 22 نقطة
⬇ 16- شباب المحمدية: 4 نقاط « نزل للقسم الثاني »