موقع 24:
2025-08-12@01:37:25 GMT

رحيل الرومي الشاعر الصوفي الشهير في مثل هذا اليوم

تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT

رحيل الرومي الشاعر الصوفي الشهير في مثل هذا اليوم

في مثل هذا اليوم 17 ديسمبر (كانون الأول) عام 1273م توفي الشاعر والفقيه الصوفي جلال الدين الرومي، وهو من مواليد 1207 وتعود أصوله للفارسية، وقد عاش في تركيا، وعرف بالرومي لأنه قضى حياته في بلخ بالأناضول أيام سيطرة الروم السلاجقة.

وعقب وفاة الرومي أسس ابنه "الطريقة المولوية" الصوفية التي تعرف بدراويشها ورقصهم الروحاني الدواري على أنغام وأشعار كتبها جلال الدين الرومي، ومن أشهر كتبه المثنوي المعاني، الذي اشتمل على قصائد فارسية بحدود ألف بيت يعتبرها النقاد من أجمل ما كتب في "العشق الإلهي والصوفي".


تعلم جلال الدين الفقه والعلوم الدينية من والده، ثم تأثر بالشيوخ أثناء إقامته في دمشق والأناضول وبغداد، ومنهم الترمذي، ومحي الدين بن عربي، وغيرهم.
وعندما توفى والده تولى إعطاء الدروس والموعظة للناس، ثم رحل إلى الشام طلبا للعلم والفقه، ثم رجع إلى قونيا وواصل تقديم الموعظة والإرشاد لاتباعه وتلاميذه فلقبوه بأسد المعرفة، ومولانا، وإمام الدين والشريعة، وسلطان العارفين لنبوغه الفكري والفقهي.
ربطته صداقة قوية مع أستاذه الروحي الشاعر الفارسي شمس الدين التبريزي الذي عاش معه سنين عديدة في بيت واحد، فتأثر به كثيرا وتحول إلى التصوف الفلسفي بعد تجربته بالعلوم الفقهية والشرعية.
تحث فلسفته الصوفية على التسامح ونبذ الطائفية، لذا حمل نعشه أشخاص من عدة ملل (فرس وأتراك وعرب وسلاجقة روم) إلى القبر جوار والده، وسمى أتباعه هذه الليلة "العرس" وما زالوا يحتفلون بها إلى اليوم.
ترجمت أشعاره وأفكاره إلى العربية على يد العديد من المترجمين والأدباء منهم الأديب عيسى العاكوب وقبله الشيخ الصاوي الشعلان ومحمد كفافي وحسين مجيب المصري ومحمد إقبال وغيرهم.
وعند وفاته كُتب على قبره "يا من تبحث عن مرقدنا شد الرحال.. قبرنا يا هذا في صدور العارفين من الرجال".
اهتم به الأمريكيون، خاصة عام 2007، بمناسبة مرور 800 عام على ميلاده، وبتلك المناسبة وزعت منظمة اليونسكو للثقافة والعلوم ميداليات باسم الرومي وأعلنت أن "أفكار وآمال الرومي تكون جزءا من أفكار وآمال اليونسكو".
ويتجسد مفهوم الدين بنظر الرومي أنه لا يكره الحياة ولا يخاف الفن ولا ينبذ الفرح، بل هو دين التضامن ضد دعوة الموت بكل أشكالها، دين ليس ضد الطبيعة البشرية بل يحتفي بالمسرة والمحبة ويهتم تطهير القلب من الحقد ويجعله مفتاحا لطهارة الإنسان، ويثق برحمة الخالق وبقدرته على مسامحة الخطائين.
وللرومي عدة أعمال منها: الرباعيات، ديوان الغزل، مجلدات المثنوي الستة، المجالس السبعة ورسائل المنبر
مثنويه المعاني: وهي قصائد باللغة الفارسية، والذي يسميه بعض المتصوفة بالكتاب المقدس الفارسي، ويعتبره كثيرون من أهم الكتب الصوفية الشعرية، ويذكر البعض أنه كتبه بالعربية.
الديوان الكبير أو ديوان شمس التبريزي؛ كتبه في ذكرى موت صاحبه العزيز وملهمه في طريق التصوف والشعر، ويشتمل على أكثر من 40 بيتا في الشعر و50 قصيدة نثرية.
الرباعيات: وهي منظومة أحصاها العالم الإيراني المعاصر بديع الزمان فوزانفر، كما وردت في طبعة إسطنبول، فوجد أنها تبلغ 1659 رباعية، أي 3318 بيتاً.
كتاب فيه ما فيه: وهو كتاب يحتوي على 71 محاضرة ألقاها الرومي على صحبه في مناسبات مختلفة، وهو من تجميع مريديه وليس من كتابته هو.
المجالس السبعة: وهو تجميع لمواعظ ومحاضرات ألقاها، عن القرآن والحديث الشريف. وتتضمن أشعار فريد الدين عطار وأشعار الرومي نفسه.
الرسائل: وهي رسائل كتبها بالفارسية والعربية إلى مريديه ومعارفه ورجال الدولة وهي تدل على اهتمام الرومي وانشغاله بمعارف مريديه.
أثرت مؤلفات جلال الدين الرومي تأثيرا كبيرا في الأدب الفارسي والتركي والعربي والأردي، كما أثر في التصوف، وتمت ترجمة العديد من مؤلفاته إلى اللغات العالمية المعاصرة ومن ضمنها اللغات الأوربية، كما غنى نجوم موسيقى بوب غربيون مثل مادونا ترجمات أشعار الرومي لتعظيمه قوة الحب، واعتقاده في الفائدة الروحية للموسيقى والرقص.
ومن تأثيره في الثقافة الحديثة والمعاصرة، أن واحدة من أبرز وأشهر الروايات الحديثة استمدت أحداثها من السيرة الذاتية للصوفي الشهير، وهي رواية (قواعد العشق الأربعون) للكاتبة التركية أليف شافاق، وتدور أحداث الرواية في خطين متوازيين أحدهما يدور حول علاقة الصداقة التي ربطت بين جلال الدين الرومي وشمس الدين التبريزي، كما تبرز الرواية جانباً من تعاليم وأفكار الرومي الصوفية، وقد صدرت الرواية في عام 2010م وحققت نجاحاً مدوياً حيث وصل عدد النسخ المبيعة منها في تركيا إلى أكثر من مليون نسخة، وفي الأعوام التالية تم ترجمة الرواية إلى العديد من اللغات الحية، وتصدرت الرواية قوائم الكتب الأكثر مبيعاً في معظم دول العالم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الرومي جلال الدین الرومی

إقرأ أيضاً:

"الأعشى الكبير" .. شاعر من "منفوحة" لُقب بشاعر الملوك

جسّد الشاعر الجاهلي ميمون بن قيس، المعروف بـ "الأعشى الكبير"، صورة الشاعر المتنقّل بصوته وكلمته، الذي أهدى الشعر العربي نضجه المبكر، وبصيرته المتفرّدة، وملامحه الغنائية التي تماهت مع الحكمة والوصف والغزل.

وُلد الأعشى في بلدة منفوحة -جنوب مدينة الرياض حاليًا- تقريبًا عام 570م، ونشأ في بيئة لغوية وثقافية غنية، تأثّر فيها بخاله الشاعر المسيّب بن علس، قبل أن يبدأ رحلاته إلى الحيرة واليمن والشام والبحرين، بحثًا عن المجد الأدبي.

ولقّب بـ "الأعشى" لضعف بصره، لكنه أبصر ببصيرته الشعرية ما عجزت عنه العيون، فكان شعره جزلًا سهلًا ممتنعًا، واضح المعنى، يجمع بين الغنائية الرقيقة، والواقعية الحيّة، وبلغ به تأثيره أن لقّبه العرب بـ "صنّاجة العرب" لعذوبة صوته حين ينشد شعره.

ومن أشهر أبياته التي تداولها الرواة:
ودّعْ هريرةَ إنّ الركبَ مرتحلُ
وهلْ تُطيقُ وداعًا أيّها الرجلُ
وقد روى كتاب "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني و"الشعراء" لابن قتيبة قصة الأعشى مع الملك النعمان بن المنذر، حين قصد بلاطه مادحًا فقال:
أرقتُ وما هذا السُهادُ المؤرِّقُ
وما بيَ من سُقمٍ وما بيَ معشَقُ
ولكن عوى الذئبُ فاستأنستُ بالذئبِ
إذا عوى وصوتُ إنسانٍ ففارَقُ
فأُعجب النعمان بشعره وأكرمه، لتتكرّس بذلك صورة الأعشى شاعرًا للملوك، وعده النقّاد من طبقة فحول الشعراء الجاهليين، إلى جانب "امرئ القيس، وزهير، والنابغة"، وهو من أشعر شعراء عصره.

وخلدت مؤلفات التراث ديوانه في كتب مثل "الأغاني"، و"العقد الفريد"، و"طبقات فحول الشعراء".

ويُورد "ديوان الأعشى الكبير"، في تحقيق الدكتور محمد حسين، نماذج من شعره حين تقدّم به السن، وامتاز شعره بالطابع القصصي، وصياغته التي اتّخذت في كثير من الأحيان طابع الحوار، بأسلوب لا يكاد يُضاهيه فيه إلا امرؤ القيس، جامعًا بين البنية السردية، والعاطفة الصادقة.

وشكلت شخصية الأعشى إحدى العلامات الراسخة في وجدان الثقافة العربية، وقد أعادت وزارة الثقافة إحياء إرثه، بتنظيم فعاليات ثقافية في حي منفوحة التاريخي بالرياض، شملت قراءات شعرية، وعروضًا فنية، وندوات أدبية، ضمن جهودها في إبراز الرموز الثقافية الوطنية، في إطار مستهدفات رؤية المملكة 2030.

وسيظل الأعشى، ابن منفوحة، رمزًا شعريًا خالدًا، لم تحجبه عيناه عن رؤية الجمال، فبصيرته كانت مرآة عصره، وكلماته ستبقى مصدر إلهام للشعراء والدارسين، بما فيها من جزالة وبلاغة، وعمق إنساني صادق.

أخبار السعوديةآخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • القصيدة..لغة الموت والحياة
  • شئون القدس: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الصحفيين ويمارس القتل لطمس الرواية الفلسطينية
  • رحيل الشاعر والناقد والباحث كريم الحنكي
  • "الأعشى الكبير" .. شاعر من "منفوحة" لُقب بشاعر الملوك
  • العودة إلى زمن (المصابيح الزرق) لحنّا مينه.. علامة مبكرة من روائع الرواية العربية الحديثة
  • رحيل شيخ التصوف المغربي.. جمال الدين بودشيش يترك أمانة الطريقة لابنه منير
  • طاقم قناة الإخبارية يتعرض لسرقة إحدى معداته في شارع أوكسفورد الشهير بلندن.. فيديو
  • «منهم رامز جلال ومجدى أبو عميرة».. نجوم الفن في عزاء الفنان سيد صادق
  • رامز جلال وأشرف زكي أبرز حضور عزاء سيد صادق .. صور
  • الروائية عزة بدر: الشاعر محمود درويش عبر عن قضية فلسطين