عربي21:
2025-10-18@20:29:20 GMT

أمد الكارثة الحاصلة في اليمن!

تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT

الخلل الكبير الذي يؤجل اندلاع ثورة مستحقة في شمال اليمن ضد الجماعة التي اغتصبت الحكم بالقوة، وتقود البلاد إلى المزيد من الفقر والانقسامات والتخلف، يعود إلى اعتياد المجتمع على غياب الدولة أو عدم مراهنته على ما يمكن أن تفعله من أجله، وما يمكن أن تمثله بالنسبة لكينونته ووجوده ومستقبله.

نحن نعيش في مجتمع ما قبل الدولة وما قبل الثقة بأهميتها وضرورتها، ولذلك وجدت "الجماعة الانتقامية" سهولة في السيطرة على جزء كبير من البلد وعملت باسترخاء ووقاحة على مصادرته ونهبه، وهي تعرف أن المجتمع لم يكن يعوّل على السلطات السابقة كلها.



ورغم أن البدائل البدائية التي يوفرها المجتمع اليمني لنفسه تساعده في الحفاظ على التكافل والأمن، وعلى وجوده واستدامة كيانه كمجتمع، إلا أن استمرار عدم الاحتياج للدولة وتسليم الأمر في كل العهود والمراحل لـ"الحاصل" هو البلاء والكارثة الحقيقية.

شعب يعيش موظفوه من دون مرتبات، لا بد أنه شعب ما قبل الدولة بامتياز، وهنا يكمن الخلل الذي يستدعي من جميع اليمنيين أن يلتفتوا إلى حاجتهم للدولة العادلة والنظام الحديث والجمهورية التي تكفل لهم الكرامة والمساواة والعدالة، وتوفر لهم الحقوق التي تتمتع بها الشعوب الأخرى.

أما الاستمرار في عدم التعويل على الدولة واعتبارها كيانا مستقلا عن المجتمع فإنه يطيل أمد الكارثة الحاصلة، ولن تقوم لليمنيين قائمة ما لم يؤمنوا أن الدولة دولتهم جميعا، وأن لهم الحق في استعادة النظام الحديث على أنقاض أسوأ جماعة تخريب ونهب عرفها التاريخ القريب لبلدهم.

فلا تعتبوا على بقية الجهات في جنوب وشرق وغرب اليمن إذا بحث أهلها لأنفسهم عن حلول تقيهم وباء الجماعة التي لا تشبع من النهب والظلم، ولن تشبع أو ينتهي عصرها الأسود الكئيب إلا إذا شعر كل يمني أنه معني بدولته، وأن له الحق في أن تكون دولة حديثة تمثل الشعب، وتتطلع إلى مستقبل أبنائه بدلاً من النظر إلى الماضي والتعلق بالخرافات أو الدوران حول أشخاص لئام وجهلة يتاجرون بالدين والمذهب، ويجعلون منه سلاحا فتاكا يُشهرونه ضد المجتمع الذي يتحمل أذاهم وخبثهم منذ سنوات، ويصرون على أن يحكموه بالقهر والذل والجوع، وأن يعيدوه إلى عهود بائدة وملعونة بكل رموزها، وملعون كل من يحن إليها، وإلى ما كان فيها من عبودية وتخلف وتجهيل ممنهج.

إن علاج اليمني الوحيد اليوم يكمن في التعويل على بناء دولة تحميه، وتعزّه وتحافظ على كرامته، وإذا كانت هذه الدولة مغيبة أو مختطفة فعليه أن يستعيدها، وأن لا يسمح بتكرار ما حدث ويحدث، لأن الدولة لا تكون لجماعة، ولا لخرافة يستعبدون بها غالبية الشعب، بل إنها لا تكون إلا معبّرة عن مجتمعها وممثلة لمصالحه وحارسة لآماله وفاتحة لسبل الرقي والتطور والتنمية والرخاء.

فاستعيدوا دولتكم ترحمكم وتعزكم وتشمخ بكم وتشمخون بها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات اليمن الكرامة اليمن الحوثيين الطائفية التغيير الكرامة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ندوات توعوية موسعة لمكافحة الفساد بكليتي الحقوق والعلاج الطبيعي بجامعة قنا

نظمت جامعة قنا سلسلة من الندوات التوعوية الهادفة إلى ترسيخ قيم النزاهة ومبادئ الشفافية، وتوعية طلابها ومنتسبيها بمخاطر الفساد وسبل مكافحته، وذلك في ضوء الدور الريادي الذي تضطلع به الجامعة في دعم قضايا المجتمع، وتحت رعاية الدكتور أحمد عكاوي، رئيس الجامعة، و الدكتور محمد سعيد، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة

وفي هذا السياق، عقدت كلية الحقوق ندوة توعوية موسعة بعنوان "مكافحة الفساد مسؤولية وطنية"، بحضور الدكتور عبد الباري حمدان سليمان، عميد الكلية، والدكتور عباس مصطفى عباس، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، وعبد الرازق فرغلي، أمين الكلية، وبمشاركة فاعلة من الدكتورة بدرية حسن علي، وكيل كلية التربية النوعية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، التي قدّمت محاضرة وافية تناولت فيها تعريف الفساد وأبرز أنواعه، وأسبابه الاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى الوسائل الفاعلة لمجابهته، مستعرضة جهود الدولة وأجهزتها الرقابية، وعلى رأسها هيئة الرقابة الإدارية، في محاصرة هذه الظاهرة، إلى جانب توضيح الإطار المؤسسي المصري لمكافحة الفساد، واستراتيجية الدولة في هذا الشأن.

واستضافت كلية العلاج الطبيعي بدورها ندوة مماثلة حول مكافحة الفساد، بحضور الدكتور محمود الشاذلي محمود، عميد الكلية، والأستاذة إيمان حلمي فكري، أمين الكلية، وبمشاركة فعالة من الدكتور رأفت شيبت الحمد، وكيل كلية الزراعة لشئون التعليم والطلاب، الذي ألقى محاضرة توعوية تناول خلالها الأبعاد المختلفة للفساد، وأثره السلبي على التنمية المستدامة، مع عرض مفصل لآليات التصدي له، وجهود الدولة المصرية في بناء منظومة متكاملة للشفافية والمساءلة.

أكد أحمد بسام القاضي، مدير إدارة المؤتمرات بالجامعة، أن هذه الندوات تأتي ضمن سلسلة متكاملة من الفعاليات التوعوية التي تنظمها جامعة قنا بمختلف كلياتها، إيمانا منها بأهمية التعليم والتوعية كأدوات لبناء المجتمعات

مقالات مشابهة

  • الرئاسي يؤكد المضي في الإصلاحات وتعزيز عزلة الحوثيين
  • أسبيدس: تحذر من خطر انفجار إضافي للسفينة "فالكون" التي تعرضت لحادث قبالة سواحل اليمن
  • الحكومة: اتهامات زعيم الحوثيين للموظفين الأمميين بالتجسس خطيرة ومحاولة لعزل اليمن عن المجتمع الدولي
  • ياسر جلال: الرئيس السيسي لا يخاف أحدًا.. والشعب واعٍٍ ومدرك حجم التحديات التي تواجه الدولة
  • من هي الدولة التي تتصدر قائمة أفضل الوجهات السياحية في 2025؟
  • خطورة أداء العبادات التي تتضمن المشقة على الكبار والمرضى
  • أستاذة علم اجتماع: وحدة المصريين أقوى من الفتن.. ومحاولات التقسيم فشلت عبر التاريخ
  • ندوات توعوية موسعة لمكافحة الفساد بكليتي الحقوق والعلاج الطبيعي بجامعة قنا
  • جائزة أبوظبي تختتم حملة الخير في كل مكان
  • برعاية أحمد بن محمد.. «ملتقى الأمين 2025» يناقش تعزيز منظومة «الأمن المجتمعي»