النجوم المغناطيسية هي أقوى مغناطيس في الكون، ويمكن العثور على تلك النجوم الميتة شديدة الكثافة ذات المجالات المغناطيسية فائقة القوة في جميع أنحاء مجرتنا، لكن علماء الفلك لا يعرفون بالضبط كيف تتشكل.

الآن، وباستخدام تلسكوبات متعددة حول العالم، بما في ذلك مرافق المرصد الأوروبي الجنوبي؛ اكتشف الباحثون نجما حيًّا من المحتمل أن يصبح نجما مغناطيسيا، ويمثل ذلك اكتشاف نوع جديد من الأجسام الفلكية (نجوم هيليوم مغناطيسية ضخمة)، ويلقي الضوء على أصل النجوم المغناطيسية.

لغز 100 عام

ورغم أنه تمت ملاحظته لأكثر من 100 عام، فإن الطبيعة الغامضة للنجم "إتش دي 45166" لا يمكن تفسيرها بسهولة من خلال النماذج التقليدية، ولم يُعرف الكثير عنه بخلاف حقيقة أنه نجم غني بالهيليوم، وهو أكبر بضع مرات من شمسنا.

يقول تومر شنار، المؤلف الرئيسي لدراسة عن هذا الجسم نُشرت في مجلة "ساينس"، وعالم الفلك في جامعة أمستردام بهولندا "لقد أصبح هذا النجم نوعا من الهوس بالنسبة لي". وتقول جوليا بونشتاينر المؤلفة المشاركة "أشير أنا وتومر إليه باسم نجم الزومبي".

وكما جاء في البيان الصحفي المنشور على موقع المرصد الأوروبي الجنوبي في 17 أغسطس/آب الجاري، فإنه بعد دراسة النجوم المماثلة الغنية بالهيليوم من قبل، اعتقد شنار أن الحقول المغناطيسية يمكن أن تكشف عن غموض النجم "إتش دي 45166".

ومن المعروف أن الحقول المغناطيسية تؤثر على سلوك النجوم، ويمكن أن تفسر سبب فشل النماذج التقليدية في وصف "نجم الزومبي" الذي يقع على بعد نحو 3 آلاف سنة ضوئية في كوكبة وحيد القرن.

شنار وفريقه بدؤوا دراسة النجم باستخدام مرافق متعددة حول العالم (المرصد الأوروبي الجنوبي) مرافق متعددة حول العالم

شرع شنار وفريقه في دراسة النجم باستخدام مرافق متعددة حول العالم، وأجريت الملاحظات الرئيسية في فبراير/شباط 2022 باستخدام أداة يمكنها اكتشاف المجالات المغناطيسية وقياسها، واعتمد الفريق أيضا على بيانات الأرشيف الرئيسية المأخوذة باستخدام جهاز الطيف البصري واسع النطاق في مرصد "لا سيلا" التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي في تشيلي.

بمجرد دخول الملاحظات، طلب شنار من المؤلف المشارك غريغ ويد (خبير المجالات المغناطيسية في النجوم بالكلية العسكرية الملكية في كندا) فحص البيانات.

وجد فريق شنار أن للنجم مجالا مغناطيسيا قويا بشكل لا يُصدق، يبلغ 43 ألف غاوس (الغاوس وحدة قياس المغناطيسية الكهربية) مما يجعله أكثر النجوم كتلة مغناطيسية تم اكتشافها حتى الآن.

وشرح المؤلف المشارك بابلو مارشانت (عالم الفلك في معهد جامعة لوفن لعلم الفلك في بلجيكا) أن سطح نجم الهليوم بأكمله يحتوي على مجال مغناطيسي أقوى بما يقرب من 100 ألف مرة من مجال الأرض".

أقوى مغناطيس في الكون

تشير هذه الملاحظة إلى اكتشاف أول نجم هيليوم مغناطيسي ضخم للغاية، ويقول شنار "من المثير اكتشاف نوع جديد من الأجسام الفلكية، خاصة عندما يكون مختبئا على مرأى من الجميع".

علاوة على ذلك، فإنه يوفر أدلة على أصل النجوم المغناطيسية، وهي نجوم ميتة متراصة مع حقول مغناطيسية أقوى بمليار مرة على الأقل من تلك الموجودة في "نجم الزومبي". وتشير حسابات الفريق إلى أن هذا النجم سينهي حياته كنجم مغناطيسي. فعندما ينهار تحت جاذبيته، فإن مجاله المغناطيسي سيقوى، وسيصبح النجم في النهاية نواة مضغوطة للغاية مع مجال مغناطيسي يبلغ نحو 100 تريليون غاوس؛ أقوى نوع من المغناطيس في الكون.

واكتشف شنار وفريقه أيضا أن النجم له كتلة أصغر مما تم الإبلاغ عنه سابقا (نحو ضعف كتلة الشمس)، وأن زوجها النجمي يدور على مسافة أكبر بكثير مما كان يعتقد من قبل.

علاوة على ذلك، تشير أبحاث الفريق إلى أن النجم "إتش دي 45166" تشكل من خلال اندماج نجمين أصغر غنيين بالهيليوم، وقالت بودنشتاينر إن "النتائج التي توصلنا إليها تعيد تشكيل فهمنا تمامًا لنجم الزومبي".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

دراسة حديثة تكشف أربعة أنماط جينية فرعية للتوحد وتفتح آفاق الطب الدقيق

في اختراق علمي جديد، كشفت دراسة نُشرت في مجلة Nature Genetics عن تحديد أربعة أنماط جينية فرعية مميزة لاضطراب طيف التوحد، لكل منها خصائص طبية وسلوكية ووراثية فريدة، مما يمهّد الطريق نحو علاجات أكثر دقة وفعالية.

وأجريت الدراسة من قبل مركز فلاتيرون للبيولوجيا الحاسوبية بالتعاون مع مؤسسات بحثية أمريكية، اعتمادًا على بيانات مشروع (SPARK)، الذي يُعدّ أكبر قاعدة بيانات حول التوحد، وشمل أكثر من 5000 طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 4 و18 سنة.

وقد تم تحديد أربع مجموعات فرعية للتوحد:

التوحد المصحوب بتأخر في النمو

التحديات السلوكية الشديدة

التحديات المعتدلة

النوع واسع التأثر

وارتبط كل نمط فرعي بمسارات بيولوجية ناتجة عن طفرات جينية محددة، مع فروق في توقيت تفعيل هذه الجينات، ما يمنح تصورًا أكثر دقة حول تعقيد الاضطراب. واعتمد الباحثون مقاربة شاملة تركز على التنوع الفردي في سمات المصابين، بعيدًا عن التصنيفات التقليدية.

وأكدت نتائج الدراسة أن التوحد ليس اضطرابًا موحدًا، بل مجموعة من الحالات البيولوجية المختلفة، وهو ما يفتح المجال أمام تطوير تدخلات علاجية مخصصة حسب النمط الجيني لكل حالة.

مقالات مشابهة

  • إبتكار روبوت يكافح الآفات الزراعية باستخدام الذكاء الاصطناعي| تفاصيل
  • دراسة حديثة تكشف أربعة أنماط جينية فرعية للتوحد وتفتح آفاق الطب الدقيق
  • دراسة تكشف مشروع الشرق الأوسط الجديد في رؤية ترامب ونتنياهو
  • دراسة تكشف تورط الجزائر في تقويض أمن تونس وفي رعاية الارهاب 
  • الذكاء الاصطناعي والمبرمجون.. دراسة تكشف "نتائج صادمة"
  • دراسة تكشف العلاقة بين الحالة الاجتماعية والوزن.. هل يهدد الزواج رشاقة الرجال؟
  • النووي الإيراني.. دراسة تكشف دوافع الغليان الإسرائيلي ومآلات التصعيد
  • إلهام الفضالة تكشف عن موقفها من دراسة بناتها بالخارج.. فيديو
  • لماذا يموت الرجال أبكر من النساء؟: دراسة عالمية تكشف السبب الصادم
  • دراسة تكشف فوائد حليب الإبل لمرضى الربو التحسسي