إيران تبدأ العمل على تصنيع قمريْن صناعيين جديدين
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
بدأت وكالة الفضاء الإيرانية العمل على تصميم قمرين صناعيين جديدين وهما Pars-2 و Pars-3 .
أفادت بذلك وكالة Tashim الإيرانية نقلا عن رئيس الوكالة حسن سلاري. وقال سلاري إن هذين القمرين يخصصان لاستشعار الأرض عن بعد.
إقرأ المزيديذكر أن الأخصائيين الإيرانيين سبق لهم أن كشفوا عن نموذجيْن للقمريْن الصناعيين الجديدين Nahid-2 وTolo-3 حيث يعتبر Nahid-2 قمرا للاتصالات، وسيبلغ عمره عامين، وسيتم إطلاقه إلى ارتفاع 500 كيلومتر، أما Nahid-2 فسيصبح أكبر وأثقل قمر صناعي تم إنشاؤه في إيران.
يذكر أن إيران بدأت في تحقيق برنامجها الفضائي عام 2004 ، وهي من بين دول العالم التسع التي تنتج الأقمار الصناعية إلى جانب روسيا والولايات المتحدة. وانضمت إيران إلى لجنة الأمم المتحدة الخاصة باستخدام الفضاء الكوني لأغراض سلمية والتي تم تشكيلها عام 1959.
المصدر: تاس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا الاقمار الصناعية
إقرأ أيضاً:
مسؤولية الكلمة في زمن الفضاء الرقمي
صالح بن سعيد الحمداني
في عالم اليوم حيث تزدحم الصفحات والمقالات والمدونات بالآلاف من الكلمات يوميًا يصبح اختيار ما نقرأ وما نثق به تحديًا حقيقيًا، فبينما نجد أقلامًا تقدم القليل من الحروف، لكنها تحتوي على معانٍ جليلة وتأملات عميقة، هناك أيضًا أقلام تطبق ما يمكن أن نصفه بمبدأ "خالف تُعرف"، دون أن تضيف قيمة حقيقية ولكنها أحيانًا على حساب وضوح الفكرة ومصلحة القارئ، فكم من مرة قرأنا مقالات أو أطروحات أبدع كاتبها في جمع كلمات بلا مضمون حقيقي وجعل القارئ يُرهق ذهنه في محاولة لفهم ما لا معنى له؟ إنه شعور محبط ومؤلم خصوصًا حين نعرف أنَّ هذا الكاتب قد تلقى علمًا ودرسًا ولم يستثمره في إثراء الآخرين.
الأقلام الراقية هي التي تدرك أن الكلمة ليست مجرد حروف متتابعة وإنما أداة تأثير ومسؤولية، الكاتب المبدع يكتب بما يجعل القارئ يتوقف عند كل جملة يستخلص منها فائدة ويعيد التفكير فيها مرات ومرات، ففي هذه الحالة ليس المهم طول المقال أو حجم الورق بل قوة المعنى ووضوح الرؤية، فالقراءة مع هذه الأقلام تجربة فريدة، فالقارئ يبحر في حروفها كما يبحر في بحر هادئ يجد لكل كلمة مكانها ولكل فكرة عمقها ويخرج منها بثروة معرفية ولو كان الفهم بسيطًا أو محدودًا بحسب ثقافته وخبرته، فمثل هذه الأقلام تجعل من كل حرف قيمة وتزرع في القارئ إحساسًا بالاحترام للكلمة وأهمية التعبير الهادف.
على الجانب الآخر توجد الأقلام التي تعتمد أسلوب الإثارة لمجرد الظهور أو التجاوب مع العاصفة الرقمية دون محتوى حقيقي، فهذه الأقلام تكتب أحيانًا لتُحدث الجدل أو لتميز نفسها عن الآخرين بخلافات سطحية، أو لتعطي انطباعًا بالمعرفة دون أي جوهر، وتكون النتيجة؟ فقدان الثقة في كثير من المنشورات وضياع الوقت والطاقة لدى القارئ وتشويش على أولئك الذين يسعون للمعرفة الحقيقية، وللأسف في الفضاء الرقمي المفتوح، يجد مثل هذا المحتوى جمهورًا يزداد من خلال التفاعل السطحي ما يمنح كاتبًا غير مسؤول منصة أكبر مما يستحق.
كمتابع، يكون للقارئ دور مُهم لا يكفي أن يكون ناقدًا وإنما يجب أن يكون واعيًا ومسؤولًا في اختياره لمن يتابع ومن ينشر له، ومتابعة الأقلام التي تعتمد الإثارة دون محتوى حقيقي أو نشر مقالات ضعيفة يعني تعزيز عجز الثقافة الرقمية وإعطاء المساحة لمن لا يستحقها، وهنا تظهر أهمية وعي المتابعين الذين يمكنهم دعم الأقلام الراقية والمساهمة في نشر المعرفة الحقيقية بعيدًا عن الإثارة السطحية أو الجدل المفتعل، وإن كل متابعة وكل إعادة نشر وكل إعجاب، كلها إشارات تعزز أو تضعف مكانة الكاتب في المجتمع الرقمي، المجتمعات التي تحتفي بالقيم الحقيقية للأقلام والتي تميز بين المعرفة الصادقة والسطحية تبني قاعدة ثقافية قوية، فالكاتب الذي يكتب بحكمة ووعي لا يكتفي بإثراء قارئ واحد وإنما يسهم في نشر ثقافة النقد البناء والفكر المستقل ويحفز الآخرين على الكتابة بجدية ومسؤولية، فمثل هذه الأقلام تتحول إلى مرجعية والمجتمع الذي يحتضنها يصبح أكثر وعيًا، وأكثر قدرة على التمييز بين المضمون الحقيقي والمحتوى المُضلل ويصنع بيئة محفزة على الابتكار والبحث العلمي والأدبي الحقيقي.
ومن المهم أن نعترف بأنَّ لكل منَّا دورًا سواء ككاتب أو قارئ أو ناشر، فالقلم مسؤول والكلمة لها وزنها، في المقابل القارئ مسؤول عن اختياره لمن يتابع وعن دعمه للأقلام الراقية وعن رفض الانتشار لما يضر الثقافة والمجتمع، وإن متابعة الأقلام التي تعتمد "خالف تُعرف" دون مضمون حقيقي أو حتى نشر محتواها هي بمثابة دعم لضعف الفكر وإعاقة لنمو المجتمع، ومن ناحية أخرى دعم الأقلام الراقية استثمار في الثقافة والمعرفة والوعي الجمعي، وإني كقارئ متابع يمكنني القول لن نختصر الطريق إلا بالتمييز بين الصادق والمضلل بين الجوهر والمظهر، بين من يضيف قيمة حقيقية وبين من يستهلك وقتنا بلا فائدة، هذه مسؤوليتنا وهذه قيمتنا في زمن يزدحم فيه العالم بالكلمات، لكن قليل منها ما يحمل معنى حقيقيًا.
رابط مختصر