ذي كريدل: التطبيع السعودي الإسرائيلي يهدد بـ انقسام إقليمي وسيُنظر إليه كـ خيانة للولاية الدينية للمملكة
تاريخ النشر: 27th, October 2025 GMT
أشار التقرير إلى تصريح سابق للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يعبر فيه عن أمله في انضمام السعودية، مؤكداً أن ذلك سيجعل "الجميع ينضم"، وهو ما يهدف إلى إحياء مساعي واشنطن للتطبيع وترسيخ مكانة الرياض كـ "قلب" للتحالف الإقليمي الأمريكي الإسرائيلي.
ذكر التقرير أن المحادثات بين الرياض وتل أبيب، بوساطة أمريكية، كانت تقترب من انفراجة قبل حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة.
وأوضح التقرير انه " في الأشهر التي سبقت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة، كانت المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين الرياض وتل أبيب تقترب من تحقيق انفراجة و سعت السعودية إلى الحصول على ضمانات أمنية أمريكية، والوصول إلى أنظمة أسلحة متطورة، ودعم طموحاتها النووية المدنية. ورأى الجانب الإسرائيلي، المتعطش للشرعية الإقليمية، في الرياض فرصة تاريخية، لكن عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول 2023، والقصف العشوائي الذي شنته تل أبيب على غزة، أدى إلى عرقلة العملية برمتها. واضطر المسؤولون السعوديون إلى التراجع في مواجهة الغضب الشعبي العارم في جميع أنحاء العالم الإسلامي".
يرى التقرير أن تجدد ثقة ترامب تشير إلى أن الإطار الذي وضع قبل الحرب لم يُتخلَّ عنه، بل "تم تأجيله فقط"، في انتظار مناخ سياسي أكثر ملاءمة.
شدد التقرير على أن ثقل السعودية الرمزي ينبع من كونها راعية لأقدس موقعين في الإسلام، وثروتها النفطية الهائلة، ونفوذها الاقتصادي، وقيادتها السياسية للتيار العربي والإسلامي.
إذا طبّعت المملكة، يتوقع التقرير حدوث تأثير الدومينو في الدول العربية والإسلامية، مما سيشكل "الجائزة الإقليمية النهائية" لإسرائيل، ويعزز كتلة بقيادة أمريكية تهدف إلى احتواء إيران والصين.
وجاء في التقرير":السعودية ليست مجرد دولة عربية أخرى، إن ثقلها الرمزي ينبع من مزيج فريد من نوعه: رعاية أقدس موقعين في الإسلام، وثروة نفطية هائلة ونفوذ اقتصادي، وقيادة سياسية كبيرة للتيار العربي والإسلامي السائد، واذا إذا قامت المملكة بتطبيع العلاقات مع تل أبيب، فقد يتبع ذلك تأثير الدومينو في جميع أنحاء الدول العربية والإسلامية. بالنسبة لإسرائيل، سيكون هذا هو الجائزة الإقليمية النهائية و بالنسبة لواشنطن، سيعزز ذلك كتلة بقيادة أمريكية من البحر الأبيض المتوسط إلى الخليج ، تهدف بشكل مباشر إلى احتواء كلا من إيران والصين".
وأشار التقرير الى ان " التطبيع ليس خاليًا من المخاطر. بل على العكس، فإن نجاحه بحد ذاته قد يزعزع استقرار المنطقة، ذلك ان أي اتفاق سعودي إسرائيلي يتجاهل الحقوق الفلسطينية سيُنظر إليه على أنه خيانة للولاية الدينية للمملكة ودورها القيادي. لقد أعادت الكارثة في غزة إحياء التضامن الإسلامي، وأي تحالف سعودي مع تل أبيب بينما يعاني الفلسطينيون من الحصار والقصف قد يحطم شرعية المملكة في العالم الإسلامي الأوسع".
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
التوسع الاستيطاني الإسرائيلي يهدد الأراضي الزراعية في الأغوار ومحيط القدس
شهدت مناطق متعددة في الضفة الغربية، خلال الأسبوعين الأخيرين، تصعيدا ملحوظا في اعتداءات المستعمرين الإسرائيليين على المزارعين الفلسطينيين، وسط استمرار التوسع الاستيطاني وعمليات الاستيلاء على الأراضي الزراعية.
وقد أسفرت هذه الاعتداءات عن إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق وحروق، وتدمير ممتلكات وأشجار زيتون، إلى جانب عرقلة وصول المزارعين إلى أراضيهم، فيما رافق هذه الهجمات تواطؤ واضح من قوات الاحتلال، مما يعكس استمرار سياسة الضغوط والتهجير في مختلف المحافظات.
أصيب عدد من المزارعين، السبت، بحالات اختناق وحروق جراء رشهم بغاز الفلفل من قبل مستعمرين في بلدة كفر مالك شرق رام الله. وأفاد الناشط جهاد القاق بأن المستعمرين هاجموا المزارعين رفقة متضامنين أجانب ووفد من هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في منطقة "المناطير"، ومنعوهم من الوصول إلى أراضيهم، ما أدى إلى وقوع حالات اختناق وحروق. كما اندلع عراك بالأيادي بين المستعمرين والمزارعين والوفود التي حاولت التصدي لهذه الاعتداءات المتكررة.
وتعرض المزارعون في كفر مالك الجمعة لهجوم مماثل، حيث منعتهم مجموعات المستعمرين من الوصول إلى أراضيهم، فيما وثقت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان تنفيذ 158 اعتداءً ضد قاطفي الزيتون منذ بداية الموسم الحالي، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي 17 منها، والمستعمرون 141 اعتداء.
وفي سياق متصل، أشار تقرير أصدره المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان إلى أن سلطات الاحتلال بصدد تنفيذ مخططات استعمارية جديدة للاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي في الأغوار ومحيط مدينة القدس.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وذكر التقرير أن سلطات الاحتلال ناقشت الأسبوع الماضي خططا لبناء 248 وحدة استيطانية في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية، بما في ذلك 102 وحدة في مستعمرة "روتيم" شمال غور الأردن، و14 وحدة في "جفعات زئيف"، و4 وحدات في "شيلو"، و138 وحدة في مستعمرة "إيلي".
كما أعلنت سلطات الاحتلال عن الاستيلاء على أكثر من 70 دونما من أراضي قرى قريوت واللبن الشرقية والساوية لصالح إقامة منطقة عازلة حول مستوطنة "عيلي".
وأضاف التقرير أن "المجلس الأعلى للتخطيط" التابع للاحتلال يعقد اجتماعات أسبوعية منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2024 للمضي قدما في مشاريع الإسكان بالمستعمرات، ما أدى حتى الآن إلى إقرار بناء 26 ألف و78 وحدة استيطانية منذ بداية العام الجاري، وهو رقم قياسي غير مسبوق.
وأكد التقرير أن الحكومة الإسرائيلية تسعى من خلال هذه الخطوات إلى تطبيع عملية البناء في المستعمرات وتقليل الانتقادات الدولية، بما يشمل تفعيل قرارات قديمة للاستيلاء على مئات الدونمات في قرية قلنديا شمال القدس.
وفي الأغوار الشمالية، كشف التقرير عن قيام المستعمرين بتسييج أكثر من أربعة آلاف دونم من الأراضي الزراعية المملوكة رسميا لحوالي 40 عائلة فلسطينية، مستغلين الانشغال الدولي بما يجري في قطاع غزة وإغلاق الطرق والبوابات في المنطقة من قبل قوات الاحتلال. وقد أدى هذا السطو إلى حرمان الأهالي من الوصول إلى أراضيهم الزراعية عالية الخصوبة.
كما شهدت محافظة الخليل سلسلة من الاعتداءات، شملت تدمير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في بلدة بيت أمر وتجريف أراض في منطقة بئر عركة شمال غرب الخليل، وامتدت الهجمات لتشمل قرى مثل أم الخير، حيث صعد المستعمرون اعتداءاتهم على المواطنين في موسم قطف الزيتون، بالتعاون مع قوات الاحتلال، مستهدفين المزارعين بالرصاص والضرب وسرقة المحاصيل الزراعية.
وسجل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) 71 هجوما من قبل المستعمرين على 27 قرية في الضفة الغربية خلال الفترة بين 7 و13 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، نصفها مرتبط بموسم قطف الزيتون، شملت اعتداءات على المزارعين، سرقة المحاصيل والمعدات الزراعية، وتخريب أشجار الزيتون.
كما وثقت انتهاكات متواصلة خلال الفترة بين 14 و22 تشرين الأول/أكتوبر الجاري٬ شملت 78 اعتداء، بينها 23 هجوما على قاطفي الزيتون و10 حالات اقتحام أراض بالمواشي، و10 اعتداءات على أشجار الزيتون، وحرق عشر مركبات وورش لتصليح المركبات، إضافة إلى هدم خمسة منازل ومزرعة وبركسين.
وبالتفصيل، شهدت محافظة القدس اعتداءات على تجمع خلة السدرة شرق مخماس، وإغلاق الطريق الموصل إليه وقطع خطوط المياه. كما هدمت بلدية الاحتلال بركسين في حي وادي قدوم بسلوان، وأجبرت المواطن ناصر يوسف أبو رميلة على هدم منزله بنفسه في الطور بذريعة البناء دون ترخيص. وفي بلدة الزعيم، تم تدمير مزرعة المواطن فاروق مصطفى وجرفت سياج الأرض البالغة 8 دونمات.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وفي الخليل، تواصل الاعتداء على الأراضي الزراعية والمزروعات، بما في ذلك اقتلاع أشجار الزيتون، وتدمير خزان مياه لسقي الأشجار في قرية الزويدين، وحرق خيام غير مأهولة في واد الجوايا بمسافر يطا، وتدمير السياجات والمزروعات في قرية سوسيا وبيت أمر وسعير.
وفي بيت لحم، أضرم مستعمرون النار بعدد من المركبات في قرية الجبعة، وتسببوا بأضرار جسيمة للمزروعات. أما في رام الله، فأصيب مواطنون ومتضامن أجنبي في ترمسعيا وسلواد ودير عمار، كما تعرض قاطفو الزيتون في كوبر والمغير لدخول الجيش والمستعمرين والاعتداء عليهم.
وفي نابلس، أصيب مواطنون بحالات اختناق وجروح نتيجة اعتداء المستعمرين في بلدات وقرى قصرة وقبلان وعقربا وسالم وسبسطية وروجيب، واحتجزت قوات الاحتلال عشرات المركبات ومنعت المزارعين من الوصول إلى أراضيهم في خربة يانون وقرية برقة.
وفي طولكرم، اقتحم مستعمر مسلح سهل رامين شرق المدينة واحتجز مزارعين ومتضامنين أثناء قطف الزيتون، بينما أصيب مزارع في جنين بعد تعرضه لإطلاق نار من قوات الاحتلال.
وفي الأغوار، هاجم مستعمرون منزل المواطن ضيف الله الفقير في قرية العقبة شرق طوباس، واعتدوا على أفراد العائلة، إضافة إلى حرث أراض زراعية وتخريب شبكة مياه للري.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)