الثورة نت:
2025-05-10@17:21:10 GMT

جمعة رجب وزمن العجب

تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT

جمعة رجب وزمن العجب

 

 

في أول جمعة من شهر رجب الأصب يحتفل اليمنيون بعيد رجب ، وهو تقليد سنوي إحياء لذكرى دخولهم الإسلام عقب استجابتهم الطوعية السلمية لدعوة الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم التي حملها الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، حيث تطغى مظاهر الفرح والسرور على محيا الأطفال وهم يرتدون الملابس الجديدة وتسود الأجواء الحميمية في القرى والأحياء من خلال الزيارات المتبادلة بين الأهالي وصلة الأرحام ، علاوة على المناشط والفعاليات الثقافية والدينية التي تقام على هامش الاحتفال بهذه المناسبة الدينية ذات الخصوصية اليمنية .


حيث شكل اليمنيون الأوائل النصرة والمدد للرسول الأعظم وللدين الإسلامي من خلال إسهاماتهم في نشر الدعوة الإسلامية في أرجاء المعمورة ، حيث كان لهم قصب السبق في نصرة و مساندة دين الله ، وسطروا الملاحم البطولية دفاعا عنه وذوداً عن حماه ، في مقارعة قوى الإجرام والكفر والطاغوت المتمثلة في كفار قريش واليهود والروم والفرس الذين حاولوا وأد رسالة الإسلام في مهدها بشتى السبل والوسائل، ولكن الله أحبط أعمالهم وأفشل مؤامراتهم ، وكان ناصراً ومعيناً لرسوله ولدينه ولعباده المؤمنين ، ويسجل التاريخ الإسلامي في أنصع صفحاته تلكم المآثر والمواقف البطولية الخالدة التي سطرها الأنصار من الأوس والخزرج في نصرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإعلاء راية الإسلام في زمن الجاهلية الأولى .
واليوم هاهم أحفاد الأنصار يواصلون ذات المسار ويسيرون في ذات الاتجاه والطريق الذي سلكه أجدادهم الأنصار في مواجهة جاهلية اليوم التي لا تقل خطورة عن جاهلية الأمس ، الجاهلية التي تقودها أمريكا وبريطانيا وإسرائيل والسعودية والإمارات في محاولة منهم في القضاء على المجاهدين في غزة ولبنان واليمن والعراق وفي بقية البلدان المناهضة للمشروع الأمريكو صهيوني الذي يستهدف المنطقة العربية ، وهاهو التاريخ يعيد نفسه من جديد حاكياً عن إجرام وتوحش وغدر وخيانة اليهود الصهاينة وهم يشنون حرب الإبادة الشاملة بحق إخواننا في قطاع غزة على مدى أكثر من خمسة عشر شهراً على مرأى ومسمع العالم وفي مقدمتهم أدعياء العروبة والإسلام .
وها هم أحفاد الأنصار يواصلون نصرة دين الله من خلال مشاركتهم الإيمانية في دعم وإسناد إخواننا في قطاع غزة والذين يتعرضون لأبشع جريمة حرب وإبادة جماعية في التاريخ الحديث والمعاصر من خلال خوضهم معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس دعماً وإسناداً لغزة العزة ، والتي نجحوا من خلالها في توجيه ضربات موجعة للكيان الإسرائيلي من خلال استهداف عمقه الاستراتيجي وفرض الحصار البحري عليه من جهة باب المندب كردة فعل على عدوانه وحصاره لغزة ، وهاهي الصواريخ اليمنية الفرط صوتيه ، والصواريخ البالستية المجنحة طويلة المدى ، والطائرات اليمنية المسيّرة التي تمثل فخر التصنيع العسكري اليمني تواصل نصرتها لدين الله والمستضعفين من أبناء فلسطين والذي تمارس في حقهم أبشع وأقذر صور جرائم الإبادة الجماعية ، والتي لن تتوقف إلا بتوقف العدوان وإنهاء الحصار على قطاع غزة ، ولا يمكن القبول بأي حلول أو معالجات بدون تحقيق ذلك .
وفي عيد جمعة رجب لهذا العام التي ينكر بعض شذاذ الأفاق على اليمنيين الاحتفاء بها ، يجدد اليمنيون عمق ارتباطهم برسول الله ، وتمسكهم بدين الله ، وسيرهم على هدي رسوله ، وتعاليم وأحكام كتابه الكريم الذي لا يزيغ من تمسك به ، ولا يضل من اهتدى بهديه ، ولا يشقى من عمل بمقتضى أحكامه وأوامره ونواهيه ، وأكدوا على عظمة وأهمية هذه المناسبة وما تمثله بالنسبة لهم خصوصاً وهم يخوضون معركة الفرقان في مشهدها الآني اليوم ضد طواغيت وكفار عصرهم بقيادة الشيطان الأكبر وربيبتها إسرائيل وبقية قوى التحالف الإجرامي الوحشي العدواني غير المسبوق ، هذه المعركة التي تخوضها بلادنا بالنيابة عن الأمة العربية والإسلامية الخانعة الخاضعة التي تتفرج على إخوان لهم يبادون بصواريخ وأسلحة أمريكا التي تزود بها الكيان الإسرائيلي ليجربها على أطفال ونساء غزة بكل جرأة ووقاحة وقلة حياء .
معركة الأنصار ، التي يخوضونها مع المجرمين والكفار ، مدعاة للاعتزاز والافتخار لكل اليمنيين الشرفاء الأحرار ، فهي معركة ترضي الله الكريم ورسوله، معركة تشرئب لها الأعناق ، لأنها استجابة لله ولرسوله ، ونصرة لعباده المستضعفين ، المعركة التي دخلناها بكل ثقة وإيمان بنصر الله وعونه وتوفيقه وتأييده ، بعد أن استنصرنا أطفال ونساء غزة ، وألزمونا الحجة أمام الله ، فكانت استجابتنا العملية لهذه الدعوة الإلهية مميزة تميز التاريخ والمواقف اليمنية منذ بزوغ فجر الإسلام وحتى يومنا هذا ، ولا غرابة في ذلك على شعب الأنصار ، ويمن الحكمة والإيمان .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

شجرة الخيزران وحبل الله وزوال الظالمين

#سواليف

#شجرة_الخيزران و #حبل_الله و #زوال_الظالمين

#الشيخ_كمال_الخطيب


????شجرة الخيزران
✍️لقد ورد ذكر الشجر والأشجار في القرآن الكريم في آيات كثيرة وسور عديدة كقول الله سبحانه: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} آية 24 سورة إبراهيم، وقوله سبحانه: {لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} آية 18 سورة الفتح، وقوله سبحانه: {يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ} آية 35 سورة النور، وقوله سبحانه: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} آية 6 سورة الرحمن.
✍️ومع اختلاف أسماء وأنواع وفوائد وثمار وورق هذه الأشجار التي هي بملايين أنواعها والتي خلقها إلٰه واحد سبحانه، إلا أن شجرة منها فيها من الغرابة والدهشة ما فيها، إنها شجرة الخيزران عمومًا وشجرة الخيزران الصينية خصوصًا.
✍️إن كثيرًا من النباتات ما أن تضع بذرتها في الأرض وإذا بها تنمو بعد أيام أو أسابيع ثم تكبر وتكبر وتأكل من ثمرها بعد أسابيع. وإن أشجارًا قد تأكل من ثمرها بعد سنة من زرعها، لكن شجرة الخيزران الصينية فما أن تضع بذرتها أو فسيلتها في الأرض، فإنها بعد أسابيع تخرج برعمًا صغيرًا ثم يتوقف هذا البرعم عن النموّ. تمرّ أيام وأسابيع والفلاح يسقي الماء ويزيل الحشائش بالمبيدات والبرعم على حاله، وتمّر سنة وسنتان ولا تغيير، ومن ليس له خبرة فإنه حتمًا سيقرر اجتثاثها من الأرض لأن كل التعب عليها بلا فائدة فهي متوقفة عن النموّ.
✍️تمرّ خمس سنوات متواصلة والبرعم على حاله، وإذا بها تأتي المفاجأة في السنة الخامسة حيث يبدأ البرعم بالنموّ ثلاثة أقدام يعني مترًا واحدًا كل يوم، ليصل ارتفاعها خلال شهر واحد إلى ثلاثين مترًا ويزيد، لماذا وأين يكمن السر؟ لأن شجرة الخيزران تكون خلال هذه السنوات تضرب جذورها في الأرض عميقًا فتنمو الجذور إلى أسفل استعدادًا لتكون قادرة على مواجهة الريح والعواصف الهوجاء لما تبرعم وتورق ويرتفع ساقها عاليًا فلا تقتلعها الرياح والعواصف.
???? #شجرة_الإسلام
✍️وإنها كلمة التوحيد وإنه الإسلام الذي شبّهه الله بأنه ضارب جذوره في أعماق الأرض مثل شجرة النخيل بينما ساقه شاهق في السماء عصيّ على العواصف والرياح {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} آية 24 سورة إبراهيم.
✍️إنه الإسلام الذي يحاول الأقزام والصغار من أبنائه وأعدائه أن يتطاولوا عليه وأن يستهدفوه في محاولة لاقتلاعه واستئصاله والقضاء عليه. إنهم عبثًا يحاولون لأن جذور الإسلام ضاربة عميقًا في وجدان القلوب أبناء الأمة. إنه الإسلام كما قال ووصفه الخطيب الإدريسي: “إذا حاربوه اشتد وإذا تركوه امتد”. نعم إنهم الأعداء الأغبياء إذا حاربوا الإسلام فإنه يزداد صلابة وقوة، لأنه مثل تلك الشجرة في حوارها مع ذلك الظالم الذي ظنّ أنه يستطيع اقتلاعها والقضاء عليها، كما وصف ذلك الحوار الشاعر أحمد مطر في أبياته الرائعة:
قطفوا الزهرة، قالت: من ورائي برعم سيثور
قطعوا البرعم قالت: غيره ينبض في رحم الجذور
قلعوا الجذر من التربة، قالت: من أجل هذا اليوم خبأت البذور
✍️إنه الإسلام فرح أعداؤه أنهم انتصروا على أبنائه في الأندلس وأخرجوهم من هناك بعد حكم ثمانية قرون ظانين أن شمس الإسلام قد غابت إلى الأبد، ولكنهم ما لبثوا أن سمعوا ورأوا كيف ترفرف رايات الإسلام على عاصمة الدولة البيزنطية وتحويلها إلى إسطنبول وبداية وصول المسلمين العثمانيين إلى قلب أوروبا من جهة الشرق بعد أن كانوا قد أخرجوا من جهة الغرب.
✍️وإنه الإسلام الذي فرح أعداؤه بإسقاط الدولة العثمانية التي أذلّت كبرياء أوروبا وألغوا الخلافة الإسلامية في العام 1923، وظنّوا أن شمس الإسلام قد غابت إلى الأبد، ولكنهم ما لبثوا بعد خمس سنوات وتحديدًا في العام 1928 أن تظهر جماعة الإخوان المسلمين في مصر، والتي ما لبثت أن وصل خيرها وإشعاع أنوارها إلى كل العالم الإسلامي بل إلى أرجاء المعمورة كلها، لتكون نواة وشجرة الصحوة الإسلامية العالمية المباركة.

لقد سئل الإمام الشافعي رحمه الله: “كيف نعرف أهل الحق في زمن الفتن؟ قال: اتبع سهام الباطل فإنها ترشدك إليهم”.
✍️وإنه الإسلام ظنّ أعداؤه وعملاؤهم من أبنائه أنهم قد ضربوا ضربتهم القاصمة بإفشال ثورات الربيع العربي في العام 2011 عبر التآمر والإجهاض على هذه الثورات، ولكنهم سيرون بأم أعينهم أن مكرهم سيبور، وأن إرهاصات وبشائر إعصار إسلامي قادم سيطيح بكل هذه العكاكيز من أنظمة الخيانة والفساد والظلم، وما تآمرهم على غزة وحصارها وتجويعها إلا صورة من صور قطع أي برعم يمكن أن ينمو على هذه الشجرة.
✍️ما أكثرها الإرهاصات والبشائر التي تري الدنيا كلها أن الإسلام قادم، وأن صولته وجولته آتية، وأن الصبيان الذين يحملون فؤوسًا بها يحاولون اجتثاثه فإنهم عبثًا يحاولون. إنه الإسلام مثل شجرة الخيزران يظن أعداؤه الأغبياء أن ذلك البرعم الصغير لا حياة فيه وأنه توقف عن النموّ، وأن الاسلام قد شيّع إلى مثواه الأخير، ولا يستيقظ هؤلاء من غفلتهم وغبائهم إلا وقد انتصب الإسلام مثل ساق شجرة الخيزران بل مثل المارد الذي راح يتململ ليفرّوا أمامه مثل الأقزام بل مثل الفئران إلى جحورهم وهم يعضّون أصابع الندم، ولكن ولات حين ندامة.
???? اعتصموا بحبل الله واقطعوا حبال الناس
✍️نحن في زمان لم يعد يخفى على عاقل أن حربًا دينية عقائدية سافرة يخوضها أعداء الأمة على أبنائها، وإن كان من بين أبناء الأمة عاقّون وأشقياء ارتضوا أن يحملوا خناجر سامة غادرة يطعنون فيها أمهم أمة الإسلام في الصدر وفي الظهر.
✍️ومع الإعداد والأخذ بالأسباب في مواجهة قوى الشرّ، كثيرة هي الأسماء متعددة الرايات، لكنها الحاجة الأكثر لصدق العلاقة مع الله تعالى والاعتماد عليه والاعتصام بحبله، لأن اعتمادنا على الله بحق وصدق، فإنه الاعتماد على القوة العظمى التي تصغر أمامها قوة الأقزام. إننا مطالبون بإخلاء قلوبنا من كل ثقة بالعباد لملئها وليحلّ محلها الاعتماد والتوكل على الله وحده. وإننا مطالبون بأن نقطع الحبال مع كل الناس لنجعل الحبل الوحيد الذي نمسك به ونعتصم به هو حبل الله سبحانه، خاصة وأنه لا خيار للعبد إلا بحبلين اثنين، حبل الله وحبل الناس {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ} آية 112 سورة البقرة. وإنه ضعف الإيمان وقلة اليقين أن يعتصم المسلم بحبل الناس الذي هو مثل خيط العنكبوت بل أضعف ويترك حبل الله القوي المتين.
✍️ فها هو نبي الله إبراهيم في اللحظة الحرجة والحاسمة وقد قيّده قومه ووضعوه في المنجنيق ليلقوه في النار، فإنه قطع كل الحبال مع الناس، فلم يتودد ولم يتوسّل ولم يساوم على عقيدته، وإبقاء اعتصامه وتمسكه بحبل الله وحده وهو يقول: “حسبنا الله ونعم الوكيل”.
وهكذا فعل عليه السلام يوم أمره ربه سبحانه أن يذهب بزوجته هاجر وابنه إسماعيل إلى صحراء قاحلة ويتركهما هناك ليس معهما إلا بعض ماء وغذاء، فإنه عليه السلام امتثل لأمر ربه سبحانه وقطع الحبال والآمال من أهل الأرض واتصل بحبل الله وحده {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} آية 37 سورة إبراهيم.
✍️ومثل إبراهيم فإنها زوجته المؤمنة هاجر يوم تركها إبراهيم ورجع فنادته قائلة: آالله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذن لن يضيعنا. إنها قطعت حبالها مع كل من هو سوى الله حتى من زوجها إبراهيم، وأمسكت بحبل الله وحده.
✍️ومثل هاجر المؤمنة أم إسماعيل، فإنها أم موسى عليه السلام يوم كانت بين خيارين اثنين، إما سكين فرعون يفصل رأس طفلها عن جسده وإما أن تمتثل أمر الله بإلقائه في البحر وهناك ستكون نجاته وسلامته، وهكذا فعلت وقد اختارت حبل الله وأمر الله ونِعم ما اختارت. إنه حبّ الله الذي من أمسك به واعتصم به فإنه يكون قد أمسك بحبل الله المتين وآوى إلى ركنه الشديد، مثلما قال وآوى لوط عليه السلام لما خذله قومه بل خذلوه {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ} آية 80 سورة هود. وما أجمل وأصدق ما قال الشاعر:
واشدد يديك بحبل الله معتصمًا فإنه الركن إن خانتك أركان
من يتق الله يحمد في عواقبه ويكفيه شرّ من عزّوا ومن هانوا
✍️نعم إذا اعتصمت بحبل الله سيحقق الله لك ما كان يظنّ أنه مستحيل، كما قال الشاعر الآخر:
سيفتح الله بابًا كنت تحسبه من شدة اليأس لم يُخلق بمفتاح
???? ويل لك أيها الظالم
✍️لما رجع جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه من هجرته إلى الحبشة قال له ﷺ: “ما أعجب شيء رأيت؟ قال: رأيت امرأة على رأسها مقتل -سلة من القش- وهي بلغتنا الشعبية قبعة فيها طعام، فمرّ فارس يركض فأذراه -أوقعه على الأرض- فجعلت المرأة تجمع طعامها وتقول: ويل لك يوم يضع الملك كرسيه فيأخذ للمظلوم من الظالم، أي ويل لك من يوم الحساب بين يديّ الله رب العالمين، فقال النبي ﷺ تصديقًا لما قالت المرأة: لا قدّست أمة لا يأخذ لضعيفها من شديدها وهو غير متعتع”.
✍️ فإذا كان هذا حال من كان عندها طعام فأراد متجبّر ظلوم أن يتسلى بها وهو يركب مزهوًا على فرسه بينما هي تمشي على قدميها وتحمل سلة القش فيها طعام أولادها فأسقط السلة والطعام عن رأسها فتناثر أرضًا، فكيف يكون حال من منع الطعام والشراب والدواء من أن يصل إلى أبناء شعبنا في غزة وقد حاصرهم برًا وبحرًا وجوًا، وقد أخذ منهم الجوع كل مأخذ، فأكلوا ورق الشجر وشربوا الماء الملوث، ومن لم تقتله قذائف دبابات جيش إسرائيل وصواريخ الطائرات فإنه مات من الجوع والمرض. فويل ثم ويل ثم ويل له، والويل كذلك لمن كان شريكًا في الحصار من العرب والمسلمين الجيران الذين لو أرادوا كسر الحصار لكسروه. إنه السيسي المجرم عدو الله الذي تصطف آلاف الشاحنات على الجانب المصري لمعبر رفح، لكنه يمنع إدخالها ليكون شريكًا في الحصار والموت جوعًا لأهل غزة المظلومين.
✍️ قال الإمام الشافعي: “إنها آية في القرآن هي سهم في قلب الظالم وبلسم على قلب المظلوم، قالوا وما هي؟ قال: قوله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} آية 64 سورة مريم”. وقال مصطفى الرافعي: “إن دموع المظلومين هي في أعينهم دموع ولكنها في يد الله صواعق يضرب بها الظالم”. ويقول الأستاذ حسان شمسي باشا: “فإذا كان هذا حال دموع المظلومين فكيف بدمائهم وأرواحهم؟”، وكيف بمن دمّر الظالم بيوتهم وانتهك حرماتهم وأهدر إنسانيتهم؟ وكيف وكيف.
✍️ فهل يصدق عاقل أن هذه الحياة ستنتهي دورتها بأن يموت المظلوم مظلومًا متحسرًا مقهورًا ويرحل عنها، وكذلك يرحل الظالم منتشيًا ملوثة يديه بدماء الأبرياء وتنتهي الحكاية من غير حساب ولا قصاص، معاذ الله!!!
يا من مددتم إلى الرحمن أيديكم لقد وقفتم بمن لا يغلق البابا
ستبلغون أمانيكم بقدرته هذا هو الله من ناداه ما خابا
????اللهم إنا مغلوبون، اللهم إنا مظلومون، اللهم إنّا على بابك فخذ لنا حقنا ممن ظلمنا وبغى علينا يا رب العالمين.
نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.
رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

مقالات ذات صلة وفقاً لأدقّ التوقّعات .. ( 4.8 ) دنانير زيادة التضخم لمتقاعدي الضمان 2025/05/09

مقالات مشابهة

  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • فوائد حسن معاملة الآخرين في الإسلام.. علي جمعة يكشف عنها
  • ماذا يحب الله تعالى ؟.. علي جمعة يجيب
  • علي جمعة: الإسلام يدعو دائما لحسن معاملة الآخرين
  • “المجاهدين” تشيد بـالعملية التي نفذتها القوات اليمنية على عمق الكيان
  • رويترز : طائرات اليمنية التي استهدفتها إسرائيل لم يكن مؤمناً عليها 
  • شجرة الخيزران وحبل الله وزوال الظالمين
  • وكالة.. طائرات اليمنية التي دمرتها ضربة إسرائيلية لم يكن مؤمنا عليها
  • محمد الفرح: عودتنا للقرآن سر الصمود والتميز في معركة الأمة
  • علي جمعة يكشف عن آداب إفشاء السلام وسلوكياته