فيدان: سنرد عسكريا إذا استمرت تهديدات المقاتلين الأكراد بشمال شرق سوريا
تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT
صرح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان -اليوم الجمعة- أن الولايات المتحدة هي المحاور الوحيد لتركيا بشأن التطورات في شمال شرق سوريا، محذرا من أن أنقرة ستتحرك عسكريا ضد المقاتلين الأكراد في المنطقة إذا لزم الأمر.
وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده وزير الخارجية في العاصمة التركية أنقرة، حيث تناول التطورات الأخيرة في سوريا والموقف التركي من الأطراف الفاعلة في المنطقة.
ولفت فيدان إلى أن "الولايات المتحدة هي محاورنا الوحيد… بصراحة، لا نولي اعتبارا لدول تحاول أن تخدم مصالحها الخاصة في سوريا من خلال التلطي وراء قوة الولايات المتحدة"، في تلميح واضح إلى فرنسا. وأضاف أن تركيا لديها "القدرة والعزم" للقضاء على جميع التهديدات الأمنية التي تواجهها، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني على وجه التحديد.
ونوه فيدان إلى أن تركيا لن تتعايش مع التهديدات التي تشكلها الجماعات الكردية في سوريا، قائلا "قلنا مرارا إنه لا يمكننا التعايش مع هكذا تهديد، فإما أن تتخذ أطراف خطوات بحقه أو نحن سنفعل ما يلزم". وأكمل أن "نهاية الطريق باتت قريبة لحزب العمال الكردستاني وامتداداته في سوريا".
كما شدد الوزير على أن تركيا تدعم خروج المقاتلين الأكراد من وحدات حماية الشعب واندماجهم في الهيكل السوري الجديد، موضحا أنه يجب منح الإدارة السورية الجديدة "فرصة لمعالجة وجود وحدات حماية الشعب الكردية في البلاد".
إعلان مستقبل القواعد الروسيةوفقا لفيدان، فإن تركيا ستتابع ما سيحدث للقواعد الروسية في سوريا، إذ إن ”معظم الطائرات والسفن غادرت القواعد بالفعل“. وأوضح أن روسيا "اتخذت قرارا عقلانيا للغاية بوقف دعم الأسد في سوريا، وكان بوسعها استخدام قدراتها العسكرية".
وفي السياق ذاته، تحدث فيدان عن عدم اهتمام تركيا بالدول التي تتخفى خلف الولايات المتحدة لتعزيز مصالحها في سوريا، في إشارة واضحة إلى فرنسا. وذكر أن "ما ينبغي لباريس فعله هو استعادة مقاتليها من سوريا". وقال أيضا إن تركيا تعتبر الولايات المتحدة محاورها الوحيد في شمال شرق سوريا، معربا عن اعتقاده بأنه ”لن تكون هناك مشاكل مع أميركا بشأن مكافحة الإرهاب في سوريا في الفترة المقبلة، وواشنطن تعرف موقف أنقرة“.
واختتم فيدان حديثه بالتأكيد على أن تركيا ليس لديها مطمع في أي جزء من الأراضي السورية، مشيرا إلى أنها تسعى فقط إلى إزالة التهديدات الأمنية التي تواجهها. وقال ”تركيا لديها القوة والقدرة، وقبل كل شيء التصميم على إزالة كل ما يهدد وجودها من جذوره“. وأعرب عن أمله في أن تسهم الجهود الدولية في تحقيق السلام والمصالحة في سوريا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة أن ترکیا فی سوریا
إقرأ أيضاً:
إدارة ترامب تجمّد كل قرارات اللجوء في الولايات المتحدة
واشنطن - صفا
أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجميد كلّ القرارات المتعلقة باللجوء في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى إجراءات أخرى تهدف إلى تشديد سياسة الهجرة، في ما وُصف أنّه نتيجة مباشرة للهجوم الذي وقع في واشنطن قبل يومَين وأسفر عن مقتل جندية من الحرس الوطني وإصابة جندي آخر بجروح خطرة.
وعقب الهجوم الذي أُوقف على أثره المواطن الأفغاني رحمن الله لاكانوال، البالغ من العمر 29 عاماً والذي وصل إلى الولايات المتحدة الأميركية في عام 2021، أعلن الرئيس الأميركي وعدد من المسؤولين الأميركيين تشديد جوانب مختلفة من سياسة الهجرة الأميركية، تلك السياسة التي راح ترامب يشدّدها منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي.
ومن المتوقّع أن تُوجَّه إلى المشتبه فيه تهمة القتل، وتعتزم النيابة العامة الفيدرالية المطالبة بعقوبة الإعدام بحقّه.
وأفاد مدير دائرة الهجرة جوزف إدلو، في تدوينة نشرها على موقع إكس، بأنّ دائرته علّقت "كلّ القرارات" المتعلقة بمنح اللجوء في الولايات المتحدة الأميركية وذلك "إلى حين إخضاع مختلف الأجانب لتدقيق أمني".
ويأتي قرار التجميد هذا بعد أقلّ من شهر من إعلان الحكومة الأميركية عزمها تخفيض منح اللجوء إلى نحو 7.500 شخص سنوياً، في مقابل نحو 100 ألف في عهد الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن.
بدورها، أعلنت وزارة الخارجية في إدارة ترامب تعليق إصدار التأشيرات لأيّ حامل جواز سفر أفغاني يتقدّم بطلب لدخول البلاد. وفي هذا الإطار، نشر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو تدوينة على منصة إكس كتب فيها "ليس للولايات المتحدة الأميركية أولوية أهمّ من حماية بلدنا وشعبنا".
وما زالت دوافع المشتبه فيه غير معروفة حتى الآن. وكان لاكانوال قد وصل إلى الولايات المتحدة الأميركية في عام 2021 بعدما خدم في صفوف الجيش الأميركي في أفغانستان، وفقاً لبيانات وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه). وكان يعيش مع عائلته في ولاية واشنطن شمال غربي البلاد قبل أن ينتقل إلى العاصمة.
ويوم الأربعاء الماضي، نفّذ لاكانوال في العاصمة هجوماً ضدّ مجموعة من الحرس الوطني، فأطلق النار على اثنَين من عناصره، كلاهما في العشرينيات من العمر، قبل أن يُعتقل. وقد صرّحت المدعية العامة الأميركية بام بوندي، أوّل من أمس الخميس، بأنّ "ما كان ينبغي لهذا الوحش أن يكون في بلادنا".
وتوفيت إحدى الضحيتَين، الجندية سارة بيكستروم البالغة من العمر 20 عاماً، في حين أنّ الجندي أندرو وولف البالغ من العمر 24 عاماً في حال حرجة على أثر إصابته. وبعد وقت قصير من إعلان وفاة بيكستروم، أكد ترامب أنّه سوف يمنع "الهجرة من كلّ دول العالم الثالث"، وذلك في تدوينة نشرها على "تروث سوشال".
إلى جانب ذلك، أعلنت إدارة ترامب عن "مراجعة شاملة ودقيقة" لتصاريح الإقامة الدائمة أو "البطاقة الخضراء" (غرين كاردز) الممنوحة لمواطني 19 دولة "تمثّل مصدراً للقلق"، من بينها أفغانستان وهايتي وإيران وفنزويلا.
وبعدما تواصلت وكالة فرانس برس، أمس الجمعة، مع دائرة الهجرة لمعرفة ما هي دول العالم الثالث المعنيّة بإعلان ترامب الأخير، أشار مسؤولون فيها إلى القائمة نفسها التي تضمّ 19 بلداً. ووفقاً للبيانات الرسمية، يتحدّر أكثر من 1.6 مليون أجنبي من حاملي تصاريح الإقامة الدائمة، أي ما يعادل 12% من المقيمين الدائمين، من إحدى الدول المعنيّة بالقرار، مع العلم أنّ عدد الأفغان وحدهم من بينهم يبلغ 116 ألفاً.
وكان المواطن الأفغاني رحمن الله لاكانوال قد وصل إلى الولايات المتحدة الأميركية بعد شهر من انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان في أغسطس/آب 2021، في عهد بايدن، وذلك في إطار عملية نُفّذت لمساعدة الأفغان الذين تعاونوا مع الأميركيين بعد عودة حركة طالبان إلى السلطة. يُذكر أنّ أكثر من 190 ألف أفغاني وصلوا إلى الولايات المتحدة الأميركية منذ سيطرة حركة طالبان على الحكم في كابول، وفقاً لبيانات وزارة الخارجية الأميركية.
وأفادت وسائل إعلام أميركية، أمس الجمعة، بأنّ لاكانوال انضمّ إلى "وحدات الصفر" التابعة للأجهزة الأفغانية المكلّفة بمهام كوماندوس ضدّ حركة طالبان وتنظيمَي القاعدة والدولة الإسلامية. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن أحد أصدقاء طفولته قوله إنّ لاكانوال "تأثّر نفسياً بدرجة كبيرة" بمهامه في تلك الوحدات.
في سياق متصل، قال رئيس منظمة "أفغان إيفك" غير الحكومية شون فان دايفر، في حديث إلى شبكة "سي إن إن" الأميركية، أمس الجمعة، إنّ "الأفغان (الذين دخلوا إلى البلاد في ذلك الحين) خضعوا لتدقيق أمني". وأوضحت المنظمة أنّ المشتبه فيه تقدّم بطلب لجوء خلال عهد بايدن، لكنّ طلبه حظي بالموافقة في عهد ترامب.