موقع 24:
2025-12-14@18:23:49 GMT

تقرير: أوروبا تشهد حرباً واسعة رغم إنكار القادة

تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT

تقرير: أوروبا تشهد حرباً واسعة رغم إنكار القادة

سلّط فيليبس بايسون أوبراين، مؤرخ وأستاذ الدراسات الاستراتيجية في جامعة سانت أندروز في اسكتلندا، الضوء على الحرب واسعة النطاق التي تشنها روسيا بالفعل ضد أوروبا، في ظل تردد القادة الأوروبيين في الاعتراف بذلك، مؤكداً ضرورة أن يتخلى الأوروبيون عن التعبيرات الدبلوماسية، ومواجهة حجم التهديد الذي يشكله عدوان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

التطورات تثبت نية روسيا قلب النظام الأوروبي وتوسيع نطاق الصراع



استخدمت روسيا الصواريخ والطائرات دون طيار لاستهداف البنية الأساسية الحيوية في أوكرانيا على مدار السنوات الثلاث الماضية، بما في ذلك محطات الطاقة والسدود وخطوط الطاقة. وفي حين يُعترف على نطاق واسع بهذه الهجمات باعتبارها أعمال حرب، يصفها بوتين بشكل ملطف بأنها جزء من "عملية عسكرية خاصة".
ومع ذلك، تُوصَف الحملات السرية التي تشنها روسيا - خارج أوكرانيا - في جميع أنحاء أوروبا بأقل من حجمها الحقيقي على لسان القادة الغربيين، الذين يتجنبون اعتبارها أعمال حرب.

"إستلينك 2"


وقال الكاتب في مقاله بموقع مجلة "أتلانتيك" الأمريكية : من الأمثلة الحديثة على ذلك تخريب كابل الطاقة البحري "إستلينك 2"، الذي يربط بين إستونيا وفنلندا، وكلاهما عضو في حلف الناتو والاتحاد الأوروبي. وربط المحققون الفنلنديون الهجوم بناقلة النفط الروسية "إيغل إس"، التي كانت تحمل معدات مراقبة متقدمة وسحبت مرساتها عمداً عبر قاع بحر البلطيق لقطع الخط.
ورغم هذه الأدلة، امتنع مسؤولو الاتحاد الأوروبي عن وصف روسيا صراحةً بالجاني، ووصفوا الحادث بأنه مجرد جزء من نمط من "الأعمال المتعمدة والمنسقة". ويمتد هذا التردد في مواجهة روسيا إلى حوادث أخرى، بما في ذلك التخريب في مصانع الذخيرة والسكك الحديدية والبنية الأساسية المدنية.

 

 

A wider war with Russia has already started in Europe, it's time to stop ignoring it. https://t.co/xfqTOKJ72c

— Anonymous (@YourAnonCentral) January 14, 2025


وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على الأفراد والكيانات الروسية المتورطة في هذه الهجمات، لكنه امتنع عن وصفها بأعمال حرب، واختار بدلاً من ذلك مصطلحات مثل "الأعمال الخبيثة" و"الجهود المزعزعة للاستقرار".


مخاطر التعبيرات الملطفة


وانتقد الكاتب اللغة التي يستخدمها القادة الأوروبيون لوصف العدوان الروسي، ويرى أنها تعمل على إدامة ثقافة الإنكار. فمن خلال استخدام مصطلحات مثل "الحرب الهجينة" أو "الأعمال المزعزعة للاستقرار"، يقلل القادة من خطورة الموقف.
وهذا يعكس خطاب بوتين نفسه، حيث يتجنب الاعتراف بحملته الوحشية ضد أوكرانيا. وينبع الإحجام عن وصف تصرفات روسيا بالحرب لعوامل عدة منها الخوف من الالتزامات المترتبة على ذلك، مثل الرد العسكري.

 

A Wider War Has Already Started in Europe - The Atlantic https://t.co/kvyVceVJu4

— toomas ilves, ex-verif (@IlvesToomas) January 13, 2025


وأوضح الكاتب أن الاعتراف بهذه الأفعال باعتبارها حرباً لا يفرض بالضرورة الانتقام الفوري. بل إنه بدلاً من ذلك يجبر القادة الأوروبيين على وضع استراتيجيات متماسكة للدفاع والردع. والاعتراف الواضح بالتهديد من شأنه أن يحفز أوروبا على التحرك، وخاصة مع مواجهة القارة لعدم اليقين المتزايد بشأن موثوقية الولايات المتحدة كقوة حماية.


حرب بوتين العالمية


وأضاف الكاتب أن حملات التخريب في مختلف أنحاء أوروبا تشكل جزءاً من استراتيجية أوسع نطاقاً ينتهجها بوتين لزعزعة استقرار القارة، وتحدي سيادتها لتقويض الوحدة والأمن الأوروبيين، على سبيل المثال، صعّد نظام بوتين أنشطته إلى ما هو أبعد من العمليات السرية كما يلي:
1. القوات الكورية الشمالية في أوروبا: تشير التقارير إلى أن القوات الكورية الشمالية نُقلت إلى الأراضي الأوروبية للقتال إلى جانب القوات الروسية.
2. التخريب عبر عدة قطاعات: تستهدف عمليات روسيا مجموعة واسعة من البنية التحتية الاستراتيجية والمدنية بدءاً من الهجمات على الكابلات البحرية إلى الطرود التي تشتعل فيها النيران في شركات الشحن الجوي.
3. الحروب بالوكالة والتحالفات الاستراتيجية: تعمل تحالفات موسكو مع الأنظمة الاستبدادية على تعقيد المشهد الأمني في أوروبا.
ويزعم أوبراين أن هذه التطورات تثبت نية روسيا قلب النظام الأوروبي وتوسيع نطاق الصراع.


الاعتماد على أمريكا


قوبل التهديد المتنامي الروسي برضى من جانب أوروبا، نتيجة عقود من الاعتماد على الولايات المتحدة في تحقيق الأمن. فمنذ الحرب الباردة، نظرت الدول الأوروبية إلى الحرب باعتبارها مسؤولية أمريكية في المقام الأول، فوفرت دعماً عسكرياً محدوداً في حين استعانت بواشنطن في القيادة الاستراتيجية.
إن موقف الولايات المتحدة، كما يحذر أوبراين، لم يعد قابلاً للاستمرار. ومع إعراب الرئيس المنتخب دونالد ترامب عن ازدرائه للحلفاء الأوروبيين والإشارة إلى التراجع عن الدور التقليدي لأمريكا كحامية لأوروبا، تواجه القارة حاجة ملحة لتولي مسؤولية دفاعها.
ويؤكد خطاب ترامب وسياساته على هشاشة العلاقات عبر الأطلسي، مما يدفع أوروبا إلى إعادة تقييم وضعها الأمني.


إمكانات أوروبا غير المستغلة


وتابع الكاتب: رغم اعتمادها التاريخي على الولايات المتحدة، تمتلك أوروبا الموارد والقدرات اللازمة للدفاع عن نفسها. ويمثل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والديمقراطيات الأخرى في المنطقة مجتمعة حوالي خمس الناتج المحلي الإجمالي العالمي ويبلغ عدد سكانها حوالي نصف مليار نسمة. وتحتفظ الدول الأوروبية بقوات عسكرية متقدمة ومجهزة بتكنولوجيا متطورة.
ورأى الكاتب أن عدوان بوتين ولامبالاة ترامب فرصة لأوروبا لتأكيد استقلالها في الدفاع، مشيراً إلى أن الخطوة الأولى في هذه العملية تتلخص في الاعتراف بالواقع؛ بمعنى أن روسيا تشن حرباً ضد أوروبا. ومن خلال تأطير الصراع بدقة، يستطيع القادة الأوروبيون أن يركزوا جهودهم على تعزيز الأمن الإقليمي والمرونة.


خطوات نحو دفاع أقوى


ودعا الكاتب إلى اتخاذ عدة تدابير لمواجهة العدوان الروسي بفعالية: أولاً؛ الوحدة الاستراتيجية: يتعين على الدول الأوروبية إعطاء الأولوية للتعاون لمعالجة التهديدات المشتركة، والانتقال إلى ما هو أبعد من الاستجابات المجزأة.
ثانياً؛ الاستثمار في الدفاع: إن زيادة التمويل للقدرات العسكرية وحماية البنية الأساسية والأمن السيبراني أمر ضروري.
ثالثاً؛ التواصل الواضح: يتعين على القادة التخلي عن التعبيرات الملطفة وتوضيح الطبيعة الحقيقية للصراع لشعوبهم، وتعزيز الوعي العام والدعم. إن الاعتراف بأن أوروبا في حالة حرب مع الحملات السرية التي تشنها روسيا من شأنه أن يزيد من التركيز على الأهداف الأمنية طويلة الأجل، ويعزز التزام القارة بالاعتماد على الذات.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

بلجيكا تطالب دول الاتحاد الأوروبي بإلغاء اتفاقيات الاستثمار مع روسيا

قال موقع Euractiv، نقلا عن وثائق اطلع عليها، إن بلجيكا تطالب دول الاتحاد الأوروبي بإلغاء اتفاقيات الاستثمار مع روسيا مقابل الموافقة على مصادرة الأصول الروسية المجمدة.

وأشار الموقع إلى أن بلجيكا تطالب بضمانات من دول الاتحاد الأوروبي مقابل مصادرة الأصول الروسية المجمدة لمساعدة نظام كييف.

ووفقًا للمعلومات المتوفرة لدى الموقع، في سلسلة التعديلات على المسودة القانونية للمفوضية الأوروبية، التي أُرسلت لأول مرة إلى سفراء الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي، تشير بلجيكا إلى أن الضمانات الخاصة بتوفير الأصول الروسية المجمدة لمساعدة كييف يجب أن تكون "مستقلة وذاتية" بحيث تظل سارية حتى لو تم إعلان إلغاء سريان القرض المقدم لأوكرانيا واعتباره غير صالح.

وأورد الموقع: "وتشمل المطالب الرئيسية الأخرى التي قدمتها بلجيكا أن تغطي دول الاتحاد الأوروبي أي تكاليف دعاوى قانونية محتملة قد ترفعها موسكو ضد أي دولة عضو (في الاتحاد)، وألا تدخل دول الاتحاد الأوروبي في اتفاقيات استثمار جديدة مع روسيا وأن تلغي الاتفاقيات القائمة، فضلا عن مجموعة من التدابير الأخرى لحماية بلجيكا من الإجراءات الانتقامية المتوقعة من موسكو".

تسعى المفوضية الأوروبية للحصول على موافقة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على استخدام الأصول السيادية الروسية لصالح نظام كييف. وبحث موضوع استخدام مبلغ يتراوح بين 185 مليار يورو و210 مليارات يورو كقرض، يُشترط على أوكرانيا سداده بعد انتهاء النزاع  وطبعا في حال قيام موسكو بدفع تعويضات عن الأضرار المادية.

في غضون ذلك، نوهت وزارة الخارجية الروسية بأن فكرة الاتحاد الأوروبي بشأن دفع روسيا تعويضات لأوكرانيا بعيدة كل البعد عن الواقع، واتهمت الوزارة  قيادة الاتحاد الأوروبي بممارسة سرقة الأصول الروسية.

وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، سابقا إلى أن موسكو تُعدّ حزمة من الإجراءات الانتقامية في حال مصادرة الأصول الروسية المجمدة في الاتحاد الأوروبي.

مقالات مشابهة

  • روسيا تتوعد بعواقب وخيمة بعد تجميد الأصول في الاتحاد الأوروبي
  • كيف سترد روسيا على قرار الاتحاد الأوروبي استخدام أصولها السيادية؟
  • سياسي: خطة المفوضية الأوروبية تجاه أموال روسيا المجمدة تهدد الاقتصاد الأوروبي
  • تقرير: 2025 عام مالي معقد في الاتحاد الأوروبي بسبب اتساع العجز
  • بلجيكا تطالب دول الاتحاد الأوروبي بإلغاء اتفاقيات الاستثمار مع روسيا
  • 2025.. عام مالي معقد في الاتحاد الأوروبي بسبب اتساع العجز
  • بوتين: التجارة بين روسيا وإيران تسجل نموا مستمرا
  • بوتين: التجارة بين روسيا وإيران تسجل نموا
  • بوتين: العلاقات بين روسيا وإيران تتطور بشكل إيجابي
  • هجوم مُركّز من التيّار على وزير الطاقة