مرتضى الجرموزي
ويسألونك عن الملثمين، أبطال الأنفاق وأبطال غزة وأساطير العالم، فقل واثقًا بالله إنهم فتية آمنوا بربهم وازدادوا هدى، وزادهم الله هدى وآتاهم الله تقواهم وأمدهم بنصره وأعانهم بتوفيقه.
لله وفي سبيلة ونصرة للمستضعفين في غزة وفلسطين، ودفاعًا عن الأُمَّــة والعروبة والإنسانية، خرجوا جهادًا لا بطرًا ولا رئاء الناس وإنما كان خروجهم لله وفي سبيله؛ لإحقاق حق سُلب، ودفع عدوان، ورفع شر وقع بهم وبالأمة، أمام أعتى وألدّ خصم وعدو للأُمَّـة، من شخصّهم الله سبحانه وتعالى، بأنهم لا يرقبون في مؤمن إلًّا ولا ذمة، ومن يعظون أناملهم من الغيظ والحقد والكراهية للأُمَّـة المسلمة، ومن يفسدون في الأرض ويسعون لإفسادها في مختلف المجالات، ويريدون أن تضل الأُمَّــة سبيل الهدى والرشاد على صراط الله المستقيم.
يهُود هم أشر وأمكر خلق الله بحقدهم، بخبث نواياهم، من يريدون لنا أن نكفر، ولا يزالون يقاتلوا الأُمَّــة حتى يردوّنها عن الدين حسدًا من عند أنفسهم.
في مواجهة هؤلاء وهم من يمثلون كُـلّ الكفر برز لهم فتية غزة وفلسطين أبطال الكتائب والمخيمات وأبطال السرايا والجهاد وألوية الناصر وأبو مصطفى وغيرهم من عوام المجاهدين في غزة، نُبلاء المجد وصنّاع التاريخ، ثلة من المؤمنين وثلة من خلّص الأُمَّــة، ذابوا في مسيرة الجهاد، وذادوا عن الحرمات والكرامات، ومعهم حزب الله كرأس حربة وخط أمامي لمقارعة طغيان وعربدة واحتلال الصهيونية فقط، هؤلاء الصادقين من أنبروا وكانوا في طليعة شرفاء الأُمَّــة وإلى جانبهم جبهات الإسناد في العراق واليمن وإيران، بينما تقيّدت شعوب وجيوش وأنظمة الأُمَّــة لخنوعها وإذلالها خشيةً من الكيان الإسرائيلي أَو مسارعة فيه وولاء له على حساب قضايا الأُمَّــة وأهمها قضية فلسطين ومظلومية أبناء غزة.
اليوم وبعد ما يزيد عن خمسة عشر شهرًا من العدوان الصهيوني على قطاع غزة، ومع توقيع اتّفاق وقف إطلاق النار انتصر الحق وانتصرت الإرادَة المجاهدة والصلبة والعزيمة الإيمَـانية الحقة والصابرة.
انتصرت غزة وانتصر معها اليمن وحزب الله والمقاومة العراقية والمواقف الإيرانية الداعمة والممولة لحركات وفصائل الجهاد والمقاومة في غزة وكامل فلسطين.
وبوقف العدوان يضن قاصري الوعي وعديمي البصير أنه بمثابة الانتصار للعدو الصهيوني، وكذلك يعتقد المرتزِقة وأدوات التطبيع والخيانة أنه جاء نتائج وساطة مصر وقطر.
ليدرك هؤلاء وغيرهم أن العدوّ الصهيوني اليوم وقع على وقف الحرب مذعنًا صاغرًا ذليلًا تجرّع ويلات العذاب والموت ألوانًا، لما يزيد عن عام وأربعة شهور بفعل الضربات المسددة للمجاهدين في غزة وجبهات الإسناد، التي كان لها تأثير في انتصار وقف إطلاق النار، ولنا أن نستذكر كلمة الشهيد القائد السيد حسن نصر الله، عندما قال إن غزة ستنتصر ويُمنع أن تسقط غزة.
وكلمة ووعد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، لأبناء غزة، لستم وحدكم الله معكم، ونحن معكم ومعكم حتى النصر.
فما كان من عمليات وفاعلية جبهات الإسناد اليمن إلى لبنان والعراق وإيران والتنكيل الذي تعرض العدوّ في قطاع غزة كانت سببًا في هرولته للاتّفاق.
ولولا الضربات تلك والعمليات البطولية على الأرض والاستهداف والتنكيل لما رضخ العدوّ اليوم، وهو الذي أرعد وأبرق وهدّد وتوعد بعدم وقف الحرب إلا في حالة أُفرج عن الأسرى وسلّم المجاهدين أسلحتهم ورفعوا راية الاستسلام أَو إنهاء وإبادة حركات وفصائل الجهاد والمقاومة في غزة.
لكنه اليوم فشل فشلًا ذريعًا ولم يحقّق انتصارًا حتى وهو من قتل عشرات الآلاف ودمّـر وأباد وجرف وأحرق غزة الشجر والبشر والحجر، وهو يدرك أن استهداف المدنيين وإثخان القتل والجريمة بحقهم ليس الانتصار؛ لهذاء فقد فشل في تحقيق أهداف الحرب المعلنة والمخفية ووصل لقناعة باستحالة انتصاره العسكري.
ليوافق على وقف إطلاق النار مرغماً بفضل ثبات المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني والدور الكبير لجبهات محور الجهاد والإسناد، لا سِـيَّـما في لبنان واليمن والعراق، والذين كان لهم دور كبير في معركة طوفان الأقصى، والتي بفضل الله جرف العدوّ الإسرائيلي وحطّم أحلامه وكبرياءه، وأفشل مشروع التطبيع الواسع والشرق الأوسط الجديد وغيّر المعادلات على الأرض.
وبالعودة للحديث عن المواجهات الميدانية في محاور قطاع غزة فقد كان مجاهدو حركات الفصائل المقاومة في الموعد رجال مع الله بصدق الولاء ووفاء الرجال الصادقة المجاهدة الناحرة والمنكلة بقطعان الصهيونية في كُـلّ زوايا بلدات ومدن وقرى ووديان وشعاب وسواحل غزة، يذودون ببسالة، يقدّمون أروع التضحيات وأبلغ المواقف الإيمَـانية الجهادية.
انتصرت غزة وهُزم الاحتلال، وانهزم معه عالم البغي والاستكبار وأدوات التطبيع والخيانة والصامتين والشامتين، وأحق الله الحق وأُركس أهل الضلال والباطل والإضلال.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
رئيس مجلس الشورى: الوحدة اليمنية قيمة روحية ودينية.. ويحييها الشعب اليمني هذا العام وهو يخوض معركة “الجهاد المقدس والفتح الموعود”
رفع رئيس مجلس الشورى محمد حسين العيدروس، برقية تهنئة إلى قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وفخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، بمناسبة العيد الوطني الـ 35 للجمهورية اليمنية 22 مايو.
وعبّر العيدروس عن أحر التهاني والتبريكات باسمه ونيابة عن هيئة رئاسة وأعضاء مجلس الشورى وأمانته العامة، لقائد الثورة ورئيس وأعضاء المجلس السياسي ورؤساء مجالس النواب والوزراء والقضاء الأعلى، ومن خلالهم إلى أبطال القوات المسلحة والأمن وكافة أبناء الشعب اليمني بهذه المناسبة الوطنية.
وأكد أن الوحدة اليمنية مثلت مكسبا وطنيا لكل الأجيال اليمنية ولم تكن في يوم من الأيام ملكا لأفراد أو جماعات أو أحزاب وإنما هي إرادة شعب حر رفض التشطير والانقسام وناضل من أجل وحدة الوطن اليمني الكبير.. مشيرا إلى أن الوحدة راسخة في وجدان الإنسان اليمني ولن تؤثر فيها المشاريع العدائية الاستعمارية التي سعت في الماضي وتسعى اليوم من أجل تقسيم الوطن بتواطؤ من أصحاب المشاريع الضيقة.
ودعا إلى تعزيز وحدة الصف والوقوف إلى جانب القيادة الثورية والسياسية لمواجهة المشاريع التمزيقية الهادفة إلى إضعاف اليمن وتدمير مقدرات الشعب اليمني ونهب ثرواته.
وأوضح رئيس مجلس الشورى أن الوحدة اليمنية قيمة روحية ودينية ما جعل منها مصدر عزة ورقي وسلام ومجد للشعب اليمني، وحبل نجاته من كل الأخطار كونها استمدت وجودها من وعي الشعب.. مشددا على أن الشعب اليمني الذي قدّم التضحيات الجسام للانتصار لخياراته الوطنية وقضاياه المصيرية لن يقبل إلا أن يرى اليمن حراً كريماً موحداً بعيدا من كل ما يهدد وحدة أراضيه ونسيجه الاجتماعي.
وبيّن أن هذه المناسبة الوطنية تحل على الشعب اليمني وهو يخوض معركة “الجهاد المقدس والفتح الموعود” ضد أمريكا وإسرائيل وأعوانهم في المنطقة المتكالبين على الشعب اليمني نتيجة مواقفه المشرفة في نصرة الشعب الفلسطيني.
وجدد مباركة وتأييد العمليات النوعية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفرض الحظر الجوي والبحري على مطار اللد وميناء حيفا حتى يوقف الكيان الصهيوني عدوانه على غزة ويسمح بدخول الغذاء والدواء للمحاصرين في القطاع.. سائلا المولـى العلي القدير أن يُعيد هذه المناسبة الوطنية على الشعب اليمني بالخير والأمن والأمان، وقد تحقق له وللشعب الفلسطيني النصر والفتح المبين.