ننشر حقيقة مقطع فيديو لعريس ألقى أموالاً على العروسة في حفل زفافه
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لعريس يرتدي زي خليجي، وهو يلقي أموالًا على عروسه أثناء حفل زفافهم في إحدى قاعات الافراح، وقيام عدد من المدعوين في حفل الزفاف بالتقاط تلك الأموال من الأرض، وهو الأمر الذي قوبل باحتجاج على نطاق واسع من المتابعين، واعتبروه يمثل إهانة لهم.
وأوضح السيد الجفني خال العروس للوفد، ملابسات مقطع الفيديو المتداول الذي أثار غضب المصريين، مؤكدا أن العريس من أب سعودي وأم مصرية، وقضى في مصر ووالدته واشقائه أكثر ما قضى في السعودية، مؤكدا أن شقيقاته متزوجات في قرى مركزي بلبيس وصان الحجر بمحافظة الشرقية، مما يدل على أن الزواج ليس بالمفهوم المتعارف عليه بالنسبة لزواج المصريات من الخليجين.
وأشار إلى أن حفل الزفاف أقيم بقاعة زفاف بمدينة أبو كبير، وأن العروس حاصلة على بكالوريوس التربية والعريس يعمل في دولته الأم السعودية، وأن ناشر مقطع الفيديو الذي أثار ردود الأفعال الغاضبة؛ تم اجتزاءه واستقطاعه من سياقه الطبيعي وهو فرح العروسين، مؤكدا أن المبلغ الذي ألقاه العريس لم يتعدى الـ 4000 جنيه مصري، وأن السيارة التي كان تقل العروسين كانت بالإيجار، وأن الأمر ليس كما سوق إليه، خاصة وأن العريس عبر عن فرحته بطريقته الخاصة، وذلك من أجل إدخال البهجة والسرور على عروسه التي طلبت منه ارتداء الزي الخليجي كنوع من التغيير.
ولفت الجفني، إلى أن ما حدث كان مفاجئ للجميع، وكان هناك معاتبة للعريس على ما فعل إلا أن ردود الأفعال كان مبالغ فيها، خاصة وأن خالته توجهت إليه لمعاتبته على إلقاء الفلوس على عروسه، وهو قام باحتضانها كنوع من ارضاءها، منوها أن ما شاهده من ردود أفعال تعليقا على الفيديو المتداول يعتبر تدخل في حياتهم وشئونهم الخاصة.
وذكر خال العروس، أنه كان من المقرر أن يقضي العروسين أسبوعا كاملا في أحد الفنادق بالقاهرة بعد ليلة زفافهم أمس، إلا أن ردود الأفعال الغاصبة بعد انتشار مقطع الفيديو ذلك؛،
دفعهم لقطع اسبوع العسل والعودة مساء اليوم إلى منزلهم بأبو كبير، لتدارس كيفية تدارك الأمر ومحاولة إرضاء الغاضبين من أهلهم والمصريين، ومحاولة إيصال الصورة كاملة لما حدث في حفل الزفاف.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حفل زفاف السعودية التواصل الاجتماعى بكالوريوس التربية
إقرأ أيضاً:
يوم التحرير الذي يعرّي حقيقة المواقف اليوم
يأتي الثلاثون من نوفمبر من كُـلّ عام ليعيد إلى الواجهة واحدًا من أعظم أَيَّـام اليمنيين؛ اليوم الذي غادر فيه آخر جندي بريطاني أرض عدن عام 1967م، معلنًا انتهاء 129 عامًا من الاحتلال الذي حاول أن يطمس هُوية اليمن وشعبه.. كان ذلك اليوم أكثر من مُجَـرّد حدث سياسي، بل كان لحظة ميلاد جديد لإرادَة شعبيّة لا تُقهر، وإعلانًا واضحًا بأن اليمنيين قادرون على طرد أي قوة غازية مهما امتلكت من عتاد ونفوذ.
لقد خرج المحتلّ البريطاني تحت ضربات مقاومة حقيقية، دفعت ثمن الحرية من دمائها وعرقها ومعاناتها، وظل ذلك الحدث علامة مضيئة في تاريخ اليمن الحديث.
لكن استمرار هذه الذكرى في الوجدان اليمني يضعنا أمام سؤال ملحّ: هل بقي معنى الاستقلال حيًّا في واقعنا؟ أم أن ما يحدث اليوم يعيد إنتاج الاحتلال بطريقة جديدة، وبأدوات محلية هذه المرة؟ فعلى الرغم من أن اليمن طرد المستعمر القديم قبل 57 عامًا، إلا أننا اليوم نشاهد أطرافا تحتفل بطرد الاستعمار البريطاني بينما تقدم نفسها تحت راية قوى استعمارية جديدة، تقصف اليمنيين وتمزق الأرض، وتعيد تشكيل الخريطة وفقًا لأطماع دولية مكشوفة.
تقدم ما تسمى بـ”حكومة الفنادق” نموذجًا فجًّا لهذا التناقض، فهي تحتفل بذكرى إخراج المحتلّ البريطاني، لكنها في الواقع تعمل داخل مشروع يقوده التحالف السعوديّ الإماراتي، بتنسيق مباشر مع بريطانيا وأمريكا وكَيان الاحتلال.
هذا التحالف الذي يسيطر على الجزر والموانئ والمنافذ البحرية، يفرض حصارًا خانقًا على اليمنيين، ويستخدم هذه الحكومة كذراع سياسية تمنح الغطاء لوجوده.
والمفارقة أن بعض من ينتمون لهذه الحكومة كان لهم تاريخ أَو انتماء لخطوط تحرّرية في الماضي، لكنهم اليوم يقفون في الضفة الأُخرى، يقاتلون أبناء وطنهم ويبرّرون العدوان المُستمرّ، في سقوط تاريخي لا يمكن تبريره بشعارات الشرعية ولا بمبرّرات التحالفات السياسية.
في الوقت نفسه، تقف صنعاء – حكومة البناء والتغيير ومعها القوات المسلحة اليمنية – لتجسد الامتداد الحقيقي لروح 30 نوفمبر.
فبرغم الحصار والعدوان والمؤامرات، تواصل صنعاء الدفاع عن السيادة الوطنية وترفض أي شكل من أشكال الوصاية أَو التبعية للخارج.
إن موقف صنعاء اليوم ليس مُجَـرّد موقف سياسي، بل هو موقف وطني يعيد إلى الأذهان جوهر معركة التحرير التي خاضها الأجداد.
وما تقوم به القوات المسلحة اليمنية في مواجهة العدوان هو استمرار طبيعي لذلك النضال، وتأكيد على أن إرث الحرية لم ينتهِ، وأن اليمن لا يزال قادرًا على حماية قراره ومصالحه.
الاستقلال ليس ذكرى تُرفع فيها الأعلام، ولا مناسبة تُلقى فيها الخطب، بل هو التزام وموقف وخيار وطني لا يقبل التجزئة.
فمن يرفض الاحتلال اليوم ويسعى لحماية سيادة اليمن هو الامتداد الحقيقي لشهداء 30 نوفمبر.
أما من يقف مع القوى التي تحتل الجزر وتقصف المدن وتفرض حصارًا على شعب كامل، فلا يمكنه، مهما رفع الشعارات، أن يكون جزءًا من إرث التحرير.
إن من يقاتلون تحت راية قوى أجنبية لا يختلفون في جوهر فعلهم عن أُولئك الذين وقفوا يومًا إلى جانب المستعمر القديم، ولو تبدَّلت الأسماء وتغيرت الشعارات.
إن ذكرى الثلاثين من نوفمبر تكشف اليوم حقيقة كُـلّ طرف: من يقف مع اليمن ومن يقف ضده، من يرفض الوصاية ومن يستجديها، من يرفض الاحتلال ومن يعمل على إدخَاله مجدّدًا.
واليمنيون يعرفون جيِّدًا أن الاحتلال لا يرحل إلا حين يجد شعبًا ثابتًا في مواجهته، وأن الخيانة مهما تم تزيينها تبقى خيانة.
واليوم، يثبت التاريخ أن من يحتفلون بالاستقلال في الخارج هم أنفسهم من يفرطون بما تحقّق في الداخل، بينما الذين يصمدون داخل اليمن ويحملون عبء الدفاع عنه هم الامتداد الواقعي لأُولئك الذين أجبروا بريطانيا على الرحيل قبل أكثر من نصف قرن.
ويبقى 30 نوفمبر مرآة حقيقية تعكس مواقف الجميع، بعيدًا عن الشعارات والاحتفالات المصطنعة، وهو مناسبة تجعل اليمنيين يتساءلون بوضوح: هل نحن مع الذين ضحوا لطرد المستعمر؟ أم مع الذين يمهدون الطريق لعودة استعمار جديد؟