عربي21:
2025-06-06@01:55:53 GMT

الأهداف الجديدة للصعود الإسلامي

تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT

برغم الرسائل العديدة التي أرسلتها شعوب المنطقة في "تحرير أفغانستان" و"طوفان الأقصى" و"انتصار الثورة السورية"، والتي تمحورت حول التذرع بالهوية واللوذ بالحضارة الإسلامية ورفض الوضعية المهينة التي فرضت عليها منذ الحرب العالمية الأولى، والتي حاولت مقاومتها عبر انتفاضات شعبية متواصلة لم تتوقف طوال القرن وحتى اليوم؛ هذه الانتفاضات تمثل في أحد أبعادها رد الفعل الإسلامي، في مواجهة التحديات والمخاطر التي يجري تلغيم المنطقة بها، والتي جرت عمليات زراعتها وتكريسها خلال قرن كامل، وكان آخرها التآمر والتواطؤ على شعوب الربيع العربي، التي ثارت ضد جلاديها وكانت تطمح للحرية وتتطلع إلى حياة كريمة ككل شعوب العالم، ففوجئت بثورات مضادة مدعومة بشكل غربي مطلق، تناصبها العداء وتنقض على ثوراتها.



والأدهى أن تقف هذا الثورات المضادة ليس لتكريس الاستبداد فحسب، بل وقفت أيضا بشكل مطلق داعمة للاحتلال الصهيوني وللإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني؛ فلذة أكباد العرب والمسلمين ومركز اهتمامهم، حيث كان "طوفان الأقصى" هو رد الفعل الإسلامي الجديد، الرافض لاستعمار المنطقة واحتلال ارادتها، فضلا عن إعلانه الرفض لكل أشكال النفوذ الأجنبي، المناقض لمصالح شعوبنا ونهضة بلادنا.

هذا الحضور التصاعدي للإسلام في كل جنبات وأركان المنطقة، يجب أن يُستثمر لصالح الأمة وكل قضاياها الحية والمصيرية، وهو ما يوجب على الحركات الإسلامية، الكتلة الأهم في هذا المجال، أن تعمل على إعادة تموضعها، وإعادة توجيه بوصلتها، لتواكب بوصلة الأمة، وتقف على طريق تطلعاتها، وتنطلق في المسارات الحية التي خلقتها، والمساحات الجديدة التي أوجدتها.

وكما تناولنا من قبل "مظاهر الصعود الإسلامي" وأسبابه، وعالجنا أيضا "أهم ملامح الخطاب الجديد" الذي يجب أن يتبناه، فإن الواجب يقتضي الإشارة إلى أهم "الأهداف والأولويات والتحالفات"، وهو ما سنحاول أن نعالجه في هذا المقال، علما بأن الأهداف إضافة إلى الخطاب والتحالفات الجديدة تشكل أهم جوانب الرؤية الجديدة.

- وفي هذا الإطار فإن الأهداف الجديدة لمشروع استئناف الحضارة الإسلامية، وفق السياق الحالي، يجب أن تركز على تكثيف شرعية "المقاومة" و"الثورات الشعبية"، فضلا عن تعظيم قيم العدالة والتنمية المستدامة، واستعادة ثقة الشعوب بالمستقبل الإسلامي، وتوسيع دائرة التحالفات الإقليمية والدولية. فالمشروع الإسلامي يجب أن يستند إلى رؤية متجددة تعيد صياغة الحراك الإسلامي كقوة قيادية حضارية تعالج تحديات الأمة، وتعمل على بناء مستقبل أكثر عدلا وكرامة

- ضرورة تكريس مشروعية المقاومة كركيزة أساسية للمشروع الحضاري، بعد إعادة تعريف المقاومة كنهج شامل، وذلك من خلال تقديمها كركن من أركان المشروع الحضاري، الذي يجمع بين التحرير والتنمية، وإبراز المقاومة الفلسطينية كنموذج ملهم للصمود والكرامة الإسلامية، وتعزيز الدعم الشعبي والإقليمي اللازم لاستمرار زخمها، والعمل على توسيع دائرة المؤيدين من خلال التوعية بأهدافها ودورها في الدفاع عن كرامة الأمة والانسانية، وليس فلسطين وحدها.

- لا بد من العمل على جعل القضية الفلسطينية محور المشروع الحضاري، وذلك من خلال توحيد الجهود حول فلسطين، وتحويل القضية الفلسطينية إلى رمز جامع للأمة الإسلامية، وتدعيم الرواية الفلسطينية في مواجهة الدعاية الصهيونية، وتوسيع التحالفات لدعم فلسطين، والعمل مع الدول والحركات الداعمة للقضية الفلسطينية لتنشيط وتدعيم التأثير الإقليمي والدولي.

- لا بد من التأكيد على أن "الثورات الشعبية" هي التعبير الفصيح عن قيمنا وحضارتنا، وهي التحدي الحقيقي المكافئ لكل أشكال الطغيان كما الاستعمار والنفوذ الأجنبي، الذي يحتل بلادنا ويتخلل كل مسام جسدها، وهو ما عبرت عنه خلال ثورات عديدة على مدى القرن، بل ولا زالت تداعيات ثوراتها الأخيرة ماثلة تأخذ يوميا زخما جديدا.

- ضرورة استعادة "الثقة الشعبية" وترميم الفجوة بين الشعوب والحركات الإسلامية، فضلا عن تجديد وتطوير العلاقة مع الشعوب، والعمل على الاشتباك مع مصالحها من خلال مشاريع تعبر عن تطلعاتها وتستجيب لمشكلاتها، كما استعادة ثقة المواطنين من خلال الشفافية والالتزام بخدمتهم، ومعالجة الأخطاء في مسيرة هذه العلاقة، من خلال مراجعة نقدية للتجارب السابقة، وخاصة تجارب الحكم والعمل المجتمعي، لتجنب الأخطاء المستقبلية.

- العمل على تنمية القوة الذاتية للأمة العربية والإسلامية، والتأكيد على ضرورة بناء اقتصاد مستقل، ودعم المشاريع الاقتصادية التي تقلل من الاعتماد على القوى الخارجية، والاستثمار في الصناعات المحلية وريادة الأعمال، وإحياء البحث العلمي، وتشجيع التعليم والابتكار كمحركات للنهضة الإسلامية، وإنشاء مراكز أبحاث تهدف إلى تقديم حلول عملية للتحديات التي تواجه الأمة.

- دعم الوحدة والتكامل بين الشعوب، وبناء تحالفات تشمل كل مكونات الأمة الحية، وتقوية العلاقات بين الحركات الإسلامية عبر حوار بناء وتنسيق مشترك، وتجنب الانقسامات التي تؤثر على فاعلية العمل الإسلامي، وإطلاق مشاريع موحدة، وتنفيذ مشاريع عمل حول أهداف مشتركة مثل التعليم، التنمية، ودعم المقاومة، والعمل على تصحيح صورة الحركات الإسلامية، التي تتعرض لحملات تشويه منظم، وتقديمها كبديل سياسي يركز على التنمية وحل الأزمات.

- مواجهة "الهيمنة الغربية" والصهيونية، وفضح الجرائم والاختراقات الصهيونية لعالمنا العربي والإسلامي، وإعداد تقارير توثق انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وتسويقها في المحافل الدولية، وتكثيف خطاب الاستقلال الوطني والتخلص من التبعية، والتركيز على بناء مجتمعات عربية وإسلامية حرة مستقلة سياسيا واقتصاديا عن الهيمنة الغربية.

- الاستثمار في "الشباب" كقوة دافعة للمشروع الحضاري، والعمل على تأهيله للقيادة، وإنشاء برامج تدريبية تهدف إلى إعداد الشباب لتحمل المسؤوليات السياسية والاجتماعية، وتمكينه من المشاركة الفعالة في صنع القرار داخل الحركات الإسلامية، وتركيز الخطاب الإسلامي على قضايا الشباب، والتعامل المستمر مع مشكلاته مثل البطالة وضعف التعليم، وذلك من خلال برامج مبتكرة.

- كما أصبح من الأهمية بمكان للشعوب المتطلعة للحرية والحركات الساعية للتغيير أن تعمل على اعداد "رجال دولة"، يستطيعون تحويل الأهداف التغييرية إلى سياسات عملية، فلم يعد هناك شك في أن النجاح في التغيير ليس له قيمه ما لم يُتوج ببناء يعبر عن أهداف التغيير وتطلعات الشعوب، وإلا كنا كمن يحرث في الماء أو يقفز في الهواء.

إطلاق مشاريع دعوية وتربوية تكرس "الهوية الإسلامية"، وذلك من خلال إحياء العمل الدعوي، وتكثيف قيم العدالة، والحرية، والتكافل الاجتماعي، وتنظيم حملات تستهدف إعادة بناء الوعي الإسلامي بالمشروع الحضاري، وتطوير المناهج التربوية، وتصميم مناهج تركز على بناء الشخصية الإسلامية المتوازنة، وتعزيز قيم العمل الجماعي والمسؤولية الاجتماعية.

- تقديم نموذج عملي "للحكم الرشيد والتنمية المستدامة"، واطلاق الحريات واستعادة الكرامة، وبناء المجتمعات المتضررة من خلال إطلاق مشاريع تعالج مشكلات الفقر، والبطالة، وضعف التعليم في الدول العربية والإسلامية، وتقديم نموذج تنموي مستدام يعكس القيم الإسلامية في العدالة والتكافل الاجتماعي.

- تنمية وتطوير "التحالفات" لدعم القضايا الإسلامية، وذلك من خلال بناء علاقات استراتيجية، وتكثيف التعاون مع الدول الداعمة لقضايانا ولا سيما القضية الفلسطينية، وإقامة شراكات مع الدول المناهضة للصهيونية، وتوسيع الحضور الإسلامي في المحافل الدولية، والعمل على وصول الصوت الإسلامي للمنظمات الدولية ليكون صوت الأمة حاضرا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الصعود المقاومة الهوية مقاومة اسلامي هوية صعود مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحرکات الإسلامیة وذلک من خلال والعمل على العمل على یجب أن

إقرأ أيضاً:

أبرز الهواتف التي لا تدعم تقنية 5g في مصر.. هل ظهرت العلامة الجديدة على موبايلك؟

يقدم الجيل الخامس للاتصالات 5G سرعات إنترنت أعلى ودعم عدد أكبر من الأجهزة الذكية، ولكن هواتف الجيل الخامس للاتصالات حتى الآن لم تحقق انتشارا عالميًا وما زال عدد مستخدميها محدودا للغاية، ومن المفترض انتشارها بشكل مكثف خلال 3 أو 4 سنوات.

الهواتف التي تدعم 5G بدأت تغزو الأسواق المصرية

في السنوات الأخيرة، شهدت مصر تطورًا ملحوظًا في مجال الاتصالات، حيث بدأت الهواتف التي تدعم تقنية الجيل الخامس 5G في الانتشار بشكل واسع. هذه التقنية الجديدة تعد بمثابة نقلة نوعية في عالم الاتصالات، حيث توفر سرعات إنترنت فائقة وتجربة استخدام محسنة بشكل كبير.

ما هي تقنية 5G؟

تقنية 5G هي الجيل الخامس من شبكات الهواتف المحمولة، وتتميز بسرعات نقل بيانات أعلى بكثير من الأجيال السابقة. يمكن أن تصل سرعات 5G إلى 10 جيجابت في الثانية، مما يجعلها مثالية لتطبيقات مثل البث المباشر للألعاب، وتحميل الملفات الكبيرة في ثوانٍ معدودة، والتفاعل مع التطبيقات التي تتطلب استجابة فورية.

مميزات الهواتف التي تدعم 5G

وتتمثل مميزات الهواتف التي تدعم 5G، فيما يلي:

- سرعة الإنترنت: الهواتف التي تدعم 5G توفر سرعات إنترنت عالية، مما يسهل تحميل المحتوى ومشاهدة الفيديوهات بجودة عالية دون انقطاع.

- زمن استجابة أقل: مع 5G، يكون زمن الاستجابة أقل بكثير، مما يعني أن التطبيقات والألعاب ستعمل بشكل أسرع وأكثر سلاسة.

- تعدد الاستخدامات: يمكن استخدام 5G في مجموعة متنوعة من التطبيقات، من الواقع الافتراضي إلى إنترنت الأشياء، مما يفتح آفاق جديدة للتكنولوجيا.

أهم الهواتف المتاحة في السوق المصري

مع تزايد الطلب على الهواتف التي تدعم 5G، بدأت العديد من الشركات في إطلاق موديلات جديدة، وتتمثل أبرز الهواتف المتاحة في السوق المصري، فيما يلي:

هواتف الجيل الخامس

1) آيفون 15

يعتبر آيفون 15 من أحدث الإصدارات التي تدعم 5G، ويتميز بتصميم أنيق وأداء قوي.

2) سامسونج Galaxy A14 5G

يعد Galaxy A14 5G خيارًا مميزًا للمستخدمين الذين يبحثون عن هاتف بسعر معقول. يأتي بمواصفات جيدة وسعر مناسب.

3) هواتف Vivo

تقدم Vivo مجموعة متنوعة من الهواتف التي تدعم 5G، مثل Vivo V29 وVivo Y58، والتي تتميز بأداء جيد وكاميرات متطورة.

هل هاتفك يدعم 5G؟

إذا كنت تتساءل عما إذا كان هاتفك يدعم تقنية 5G، يمكنك التحقق من مواصفات الجهاز. معظم الهواتف الحديثة التي تم إصدارها في السنوات الأخيرة تدعم هذه التقنية، ولكن من المهم التأكد من ذلك قبل اتخاذ قرار الشراء.

أسعار الهواتف التي تدعم 5G في مصر

تتفاوت أسعار الهواتف التي تدعم 5G في السوق المصري، حيث يمكن العثور على خيارات بأسعار تبدأ من 7850 جنيهًا مصريًا. هذا يجعل من السهل على المستخدمين الحصول على تجربة 5G دون الحاجة لدفع مبالغ ضخمة.

تحديات استخدام 5G في مصر

على الرغم من المميزات العديدة لتقنية 5G، إلا أن هناك بعض التحديات التي قد تواجه المستخدمين في مصر:

- توافر الشبكة: ليست جميع المناطق في مصر مغطاة بشبكة 5G بعد، مما قد يؤثر على تجربة المستخدم.

- أسعار الهواتف: رغم وجود خيارات رخيصة، إلا أن بعض الهواتف التي تدعم 5G قد تكون مرتفعة السعر.

- التوافق مع الشبكات: يجب التأكد من أن الهاتف متوافق مع الشبكات المحلية لضمان الحصول على أفضل أداء.

مستقبل 5G في مصر

من المتوقع أن تستمر تقنية 5G في الانتشار في مصر، مع زيادة عدد الهواتف التي تدعمها وتوسع الشبكات. هذا سيفتح المجال لمزيد من الابتكارات في مجالات مثل التعليم عن بُعد، والرعاية الصحية، والترفيه.

اقرأ أيضاًسعر ومواصفات هاتف Oppo Find N5 في السوق المصري

سعر ومواصفات هاتف هونر X7b الجديد

تعرف على سعر ومواصفات هاتف OPPO A5x 5G

مقالات مشابهة

  • اليد التي تُدافع عن شرف الأمة لا تُدان
  • إسرائيل تكشف طبيعة الأهداف التي تهاجمها في لبنان
  • السيد القائد يهنئ الأمة الإسلامية بعيد الأضحى ويحمّل الأنظمة المتواطئة مسؤولية الجرائم بحق غزة
  • قائد الثورة يهنئ الأمة الإسلامية وفي المقدمة الشعب الفلسطيني بحلول عيد الأضحى
  • وزير دفاع ألمانيا: نحتاج تجنيد ما بين 50 و60 ألف جندي إضافي لتحقيق الأهداف الجديدة للنيتو
  • أسرة “صراحة نيوز” تهنئ الأمة الإسلامية بحلول عيد الأضحى المبارك
  • مفتي الجمهورية يهنئ الرئيس السيسي والأمة الإسلامية بعيد الأضحى
  • شيخ الأزهر يهنئ الأمة الإسلامية بعيد الأضحى ويطالب المجتمع الدولي بوقف فوري للعدوان على غزة
  • أبرز الهواتف التي لا تدعم تقنية 5g في مصر.. هل ظهرت العلامة الجديدة على موبايلك؟
  • كارنيغي: ما الأهداف التي تسعى روسيا إلى تحقيقها من الصراع في اليمن؟ (ترجمة خاصة)