عقار جديد يبشر بإمكانية استعادة الرؤية لدى الأشخاص الذين يعانون من تلف الأعصاب
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
كشفت دراسة أميركية حديثة عن علاج جديد يمنح الأمل في علاج مشاكل الرؤية لدى مرضى التصلب المتعدد وغيره من الحالات التي تؤثر على الأعصاب.
وأجرى الدراسة باحثون من جامعة كولورادو أنشوتز في الولايات المتحدة، ونُشرت في 16 يناير/كانون الثاني الجاري في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز (Nature Communications)، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
يعمل العقار الجديد الذي يحمل اسم LL-341070 على تعزيز قدرة الدماغ على إصلاح الميالين التالف في الخلايا العصبية.
والميالين هي طبقة عازلة تتكون من بروتين ومواد دهنية، تشكل غمدا حول الألياف العصبية، بما في ذلك تلك الموجودة في الدماغ والحبل الشوكي، كما يعرفها موقع "ميدلاين بلس".
تلف الميالينيعد تلف الميالين من السمات المميزة لبعض الأمراض العصبية منها مرض التصلب المتعدد، كما أن طبقة الميالين تتعرض للتأكل كنتيجة طبيعية للتقدم في العمر، مما يسبب غالبا فقدان الرؤية وبعض المهارات الحركية والتدهور المعرفي.
وقد أظهرت هذه الدراسة التي ركزت على أثر تلف الميالين على الرؤية أن الدماغ يستطيع إعادة إصلاح نفسه عند تلف هذه الطبقة، إلا أن هذه العملية تكون بطيئة جدا وغير فعالة.
ووجد الباحثون أن استخدام العلاج الجديد سرّع من عملية الإصلاح بشكل كبير، ولاحظوا تحسنا في وظائف الدماغ المرتبطة بالرؤية لدى الفئران التي أجريت عليها الدراسة رغم تعرض أدمغتها لضرر بالغ من قبل.
إعلان
يقول الدكتور إيثان هيوز أحد الباحثين المشاركين في الدراسة، والأستاذ المساعد في قسم علم الأحياء الخلوية في كلية الطب بجامعة كولورادو "يقربنا هذا البحث من عالم جديد يمتلك فيه الدماغ القدرة على شفاء نفسه، ونأمل من خلال الاستفادة من هذه الإمكانات الجديدة أن نستطيع تقديم المساعدة للأشخاص المصابين بالأمراض العصبية المختلفة مثل التصلب العصبي المتعدد عن طريق إصلاح بعض الأضرار المحتملة من هذه الأمراض، مما يمنح هؤلاء الأشخاص الفرصة لاستعادة بصرهم ووظائفهم الإدراكية".
وقد اكتشف الباحثون أن هذا العلاج يعمل بشكل أكثر فعالية عندما يتعرض المريض لحالة من الضرر الشديد، الأمر الذي يسلط الضوء على أهمية التدخل الطبي حتى في حالات الإصابة الشديدة. وقد أثبت البحث أن الإصلاح الجزئي للميالين يحسّن كثيرا وظائف الدماغ المرتبطة بالرؤية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
تيم هاورد.. من الاضطرابات العصبية إلى كتابة التاريخ في كأس العالم
في بلد لا تُعَد كرة القدم فيه اللعبة الشعبية الأولى، صنع حارس المرمى الأميركي تيم هوارد التاريخ، وتحوّل إلى حالة خاصة في عالم الساحرة المستديرة على مستوى البلاد.
لحظة واحدة فقط في صيف 2014، كانت كافية ليكتب هوارد اسمه في سجلات كأس العالم، بعدما تصدى ببسالة لـ15 تسديدة من المنتخب البلجيكي، ليصنع رقما قياسيا ويثير إعجاب العالم أجمع.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2المكافآت المالية لفرق "البريميرليغ" بعد الترتيب النهائيlist 2 of 2رونالدو يكشف عن الدوري الأصعب في تسجيل الأهدافend of listوُلد تيموثي ماثيو هوارد في 6 مارس/آذار 1979 في بلدة نورث برونزويك بولاية نيو جيرسي، حيث نشأ فتى مُفرط النشاط في شقة صغيرة، يعاني من متلازمة توريت التي جعلت من الجلوس ساكنا تحديا يوميا، ومن الأصوات والضوضاء معركة عصبية مستمرة.
View this post on InstagramA post shared by Tim Howard (@timhow1)
في عمر 6 سنوات وبينما كان أقرانه يلعبون ويضحكون دون قيود، كان هوارد يكافح لاحتواء حركاته اللاإرادية وتشنجاته العصبية، بدعم أم صلبة تعمل ليلا ونهارا لتوفير الحد الأدنى من العيش له ولأخيه.
لكن خلف تلك العوائق الصحية والاجتماعية، وُلد شغفٌ بكرة القدم، وتحديدا بحراسة المرمى، رغم أنه لم يكن خياره الأول في البداية، إذ كان يُفضّل الركض وتسجيل الأهداف، لكنه سرعان ما أدرك أن قدره يقبع في المرمى.
إعلانوبينما يرى البعض أن حراسة المرمى تعني الوقوف في الظل، رأى هوارد فيها تحديا يُعيد له السيطرة على ما عجز جسده عن التحكم به خارج الملعب. على الرغم من ظروفه الصعبة، شق هوارد طريقه إلى برنامج التطوير الأولمبي، وتجاوز التوقعات في كل محطة.
في عام 2003، خطا أولى خطواته في أوروبا عندما وقّع مع مانشستر يونايتد، ليُصبح من أوائل حراس المرمى الأميركيين الذين يرتدون قميص نادٍ إنجليزي كبير.
وبينما شكّك البعض في قدرته، خاصة بعد أن وصفته إحدى الصحف بـ"الحارس المعاق"، أصرّ هوارد على إثبات نفسه، مجسدا روح المثابرة التي نشأ عليها منذ الصغر.
لكن ذروة تألقه جاءت في مونديال 2014 بالبرازيل، عندما وقف سدا منيعا أمام منتخب بلجيكا، متصديا لـ15 تسديدة في أداء بطولي حطم الأرقام القياسية، وجعل من اسمه رمزا للصلابة الذهنية والبدنية.
كان ذلك اليوم بمثابة رسالة للعالم أن الإعاقة لا تُقاس بتشنج في الجسد، بل بالعجز عن الحلم.
اعتزل هوارد كرة القدم في عام 2019، وهو في قمة مستواه، بعد مسيرة امتدت من أحياء نيوجيرسي إلى ملاعب كأس العالم، لكن إرثه الحقيقي لا يتمثل فقط في عدد المباريات أو الألقاب، بل في كونه مصدر إلهام لكل طفل يعاني من اضطراب أو يُقال له "لن تستطيع".
لقد أثبت تيم هوارد أن الصعوبات قد تُقيّد الجسد، لكنها لا تقف عثرة أمام تحقيق الطموحات.