اعتقال مواطن بسبب مداخلة على فضائية الجزيرة
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
وسط انتقادات واسعة، اعتقلت السلطات في النيل الأزرق المواطن سيف محمود بالخطأ بسبب تطابق أسماء، على خلفية تصريحات تلفزيونية حول معاناة النازحين، التي وصفها بالكارثية. تحدث سيف النصر عن الأوضاع الإنسانية المأساوية التي يعيشها أكثر من 100 ألف نازح، مشيرًا إلى غياب الإغاثة والمساعدات عنهم. كما وجّه رسالة إلى البرهان مطالبًا بوقف الحرب، محمّلًا الحكومة مسؤولية ما يحدث.
.
التغيير: الدمازين: كمبالا
في خطوة أثارت موجة واسعة من الانتقادات، أقدمت خلية أمنية بولاية النيل الأزرق يوم الأحد على اعتقال المواطن سيف محمود، المعروف بـ(ود زبيدة)، بزعم تواصله مع قناة الجزيرة مباشر خلال برنامج للإعلامي أحمد طه، حيث وجه انتقادات للسلطات وكشف عن معاناة النازحين. وقد أُفرج عنه لاحقًا يوم الاثنين.
وبحسب مصادر محلية، تم استدعاء سيف محمود لمواجهة اتهامات تتعلق بمشاركته في مقابلة تلفزيونية بثتها قناة الجزيرة مباشر مع شخص يدعى سيف النصر من منطقة الدمازين بإقليم النيل الأزرق. وخلال المقابلة، انتقد المتحدث أداء السلطات الأمنية والعسكرية، مسلطًا الضوء على التدهور الحاد في الأوضاع الإنسانية بالمنطقة.
وبعد تصاعد الضغوط المجتمعية والانتقادات الواسعة، أُفرج عن سيف محمود. وشهدت الحادثة حملة تضامن واسعة قادها نشطاء وإعلاميون تحت وسم #الحرية_حق، دعوا من خلالها إلى محاسبة المسؤولين عن الاعتقال التعسفي. كما طالبوا بتركيز الأولويات الأمنية على مواجهة الأزمات المتفاقمة في إقليم النيل الأزرق.
ووفقًا لما أفاد به أصدقاء المعتقل وعدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، كشفت التحقيقات أن سيف محمود لم يكن هو الشخص المتحدث في المداخلة التلفزيونية، وأن الأمر كان مجرد تشابه أسماء. ورغم الإفراج عنه، أكد أصدقاؤه تعرضه لمعاملة مهينة خلال فترة احتجازه.
حديث سيف النصر عن معاناة النازحينفي مقابلة مع قناة الجزيرة مباشر، وصف سيف النصر، أحد سكان النيل الأزرق، الأوضاع الإنسانية في المنطقة بأنها “كارثية”، مشيرًا إلى معاناة أكثر من 100 ألف نازح. وقال: “نعيش أوضاعًا قاسية للغاية. النازحون بلا مأوى، ولا غذاء، ولا دواء. الناس يفترشون العراء، والأوضاع تزداد سوءًا يومًا بعد يوم. حتى من يمتلك المال يعجز عن الوصول إليه بسبب أزمة السيولة البنكية المستمرة.”
وأشار سيف النصر إلى أن المساعدات الإغاثية المعلن عنها لم تصل إلى النازحين، موضحًا: “كل ما يُقال عن وصول الإغاثة والمنظمات لا نراه على أرض الواقع. الحكومة والمنظمات الدولية غائبتان تمامًا، ولا أحد يتحمل مسؤولية هؤلاء الضحايا”. وأضاف: “هناك أشخاص لا يستطيعون توفير وجبة واحدة يوميًا، بينما يفتك البرد والأمراض بالباقين”.
رسالة إلى البرهان: أوقفوا الحربوجّه سيف النصر رسالة مباشرة إلى رئيس مجلس السيادة، قائلاً: “رسالتي للبرهان: أوقفوا الحرب فورًا. نحن كشعب لم نفوض أحدًا لخوض هذه الحرب، ولا نريد استمرارها”. وأكد أن البرهان يتحمل مسؤولية إيقاف الحرب، مضيفًا: “انتصارات الجيش في الخرطوم أو السيطرة على مناطق أخرى لا تعنينا، لأن بعض المناطق بالنيل الأزرق ودارفور ما زالت تحت سيطرة الدعم السريع.”
واختتم سيف النصر حديثه برسالة ملحة إلى الحكومة والمنظمات الإنسانية، قائلاً: “نحن بحاجة إلى تدخل عاجل لإنقاذ حياة النازحين. الناس هنا بحاجة ماسة إلى الغذاء، والدواء، والمأوى.” وأضاف لمقدم البرنامج: “إذا كانت الشبكة تسمح، كنت سأعرض لكم الواقع المأساوي عبر مكالمة فيديو من داخل معسكرات النازحين لتشاهدوا بأنفسكم حجم المعاناة.”
الوسومالجرائم والانتهاكات الجزيرة مباشر الدمازين حرب الجيش والدعم السريع ولاية النيل الأزرقالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجرائم والانتهاكات الجزيرة مباشر الدمازين حرب الجيش والدعم السريع ولاية النيل الأزرق الجزیرة مباشر النیل الأزرق سیف النصر سیف محمود
إقرأ أيضاً:
موسكو تشدد الإجراءات قبل يوم النصر... هل تخاطر أوكرانيا بهجوم جديد رغم التهديدات المتبادلة؟
يُعد "عيد النصر" أبرز عطلة عامة لبوتين، لكن للمرة الرابعة يقام العرض من دون ضيوف كبار وتحت حراسة مشددة، في ظل مخاوف روسية من هجمات أوكرانية محتملة تستهدف قلب موسكو خلال المناسبة. اعلان
في تصعيد جديد للتوترات السياسية بين كييف وموسكو، حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن بلاده لا تستطيع ضمان سلامة المسؤولين الأجانب الذين يخططون لحضور العرض العسكري الروسي المقرر في موسكو يوم الجمعة، بمناسبة "يوم النصر".
وقال زيلينسكي في تصريحات له يوم السبت: "موقفنا واضح وبسيط لجميع الدول التي تعتزم السفر إلى روسيا في 9 مايو/أيار: لا يمكننا تحمّل أي مسؤولية عمّا قد يحدث على الأراضي الروسية". وأضاف: "السلامة مسؤوليتهم، ولن نقدّم أي ضمانات، لأننا لا نعرف ما الذي قد تُقدِم عليه روسيا خلال هذه الفترة".
وقد أثارت تصريحات زيلينسكي موجة من الانتقادات، خاصة من سلوفاكيا، حيث رد رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو، المعروف بقربه من موسكو، على تلك التحذيرات بقوله: "أرفض مثل هذه التهديدات بذريعة المخاوف الأمنية. إن سلامة المشاركين مسؤولية داخلية تخص روسيا، وإذا كان السيد زيلينسكي يعتقد أن تهديداته ستثني الوفود الأجنبية عن المشاركة، فهو مخطئ تمامًا".
ورغم أن فيكو لم يؤكد حتى الآن مشاركته في العرض العسكري، فإن غيابه عن عدد من الفعاليات الرسمية في الآونة الأخيرة، بما فيها احتفالات عيد العمال، أثار تكهنات حول احتمال عدم ظهوره في موسكو أيضًا.
وفي سياق متصل، طرأت مستجدات على جدول زيارة الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، الذي كان من المقرر أن يحضر العرض العسكري إلى جانب فيكو؛ إذ اضطر لقطع زيارته إلى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بعد إصابته بوعكة صحية، ليعود إلى بلغراد حيث أُدخل المستشفى لفترة وجيزة.
وتجدر الإشارة إلى أن فيكو وفوتشيتش كانا الزعيمين الأوروبيين الوحيدين اللذين أعلنا رسميًا عن نيتهما حضور العرض العسكري الروسي. وقد قوبل هذا الإعلان بانتقادات شديدة من الاتحاد الأوروبي، حيث أعربت بروكسل عن رفضها الواضح للمشاركة، مشيرةً إلى أن هذه الزيارة قد تمثل انتهاكًا لمعايير الانضمام إلى الاتحاد، وتلحق الضرر بمسار مفاوضات انضمام صربيا إلى التكتل الأوروبي المكوَّن من 27 دولة.
ورغم الغياب المحتمل لبعض القادة الأوروبيين عن المناسبة، إلا أن الضيف الأبرز الذي سيحضر الفعالية هو أقرب حلفاء موسكو.
فقد أعلن الكرملين يوم الأحد أن الرئيس الصيني شي جين بينغ سيقوم بزيارة رسمية إلى روسيا في الفترة الممتدة من 7 إلى 10 مايو، للمشاركة في احتفالات الذكرى الثمانين لهزيمة ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، في خطوة تُبرز عمق الشراكة الاستراتيجية بين موسكو وبكين في ظل تصاعد العزلة الغربية على روسيا.
هل سيكون عرض "يوم النصر" آمنًا وسط التحذيرات الأوكرانية؟وفي ظل تصاعد التوترات بين موسكو وكييف، يطرح سؤال جوهري نفسه: إلى أي مدى سيكون العرض العسكري الروسي بمناسبة "يوم النصر" آمنًا في ظل التصعيد الميداني والتحذيرات الأمنية؟
فقد كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن روسيا اقترحت وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار مع أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام، من 7 إلى 9 مايو/أيار، بالتزامن مع احتفالات النصر. غير أن كييف رفضت المقترح بشكل قاطع، حيث وصفه زيلينسكي بأنه "عرض مسرحي" يهدف فقط إلى تخفيف عزلة موسكو الدولية وتهيئة الأجواء للاحتفالات.
وأكد زيلينسكي أن هذا الاقتراح لا يمثل محاولة جادة لإنهاء الحرب، مجددًا دعم بلاده لمبادرة تدعمها الولايات المتحدة تدعو إلى وقف غير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يومًا. كما أشار إلى أن موسكو لطالما انتهكت الهدن القصيرة، مما يجعل أي التزام منها محل شك، وقال: "إنهم يواصلون القتل حتى 7 مايو، يتوقفون لبضعة أيام مريحة، ثم يستأنفون الهجمات في 11 من الشهر ذاته".
وفي سياق متصل، ومع اقتراب موعد العرض، شهدت موسكو تصعيدًا ميدانيًا جديدًا. ففي الساعات الأولى من صباح الاثنين، أعلنت السلطات الروسية عن اعتراض أربع طائرات مسيّرة أوكرانية اقتربت من العاصمة. ورغم عدم وقوع إصابات أو أضرار تُذكر، بحسب ما أعلنه عمدة المدينة سيرجي سوبيانين على تطبيق تيليغرام، فإن الحدث يعكس تزايد التهديدات الأمنية.
وتأتي هذه الحادثة بعد أقل من شهرين على أكبر هجوم بطائرات بدون طيار تتعرض له موسكو، حين أعلنت الدفاعات الجوية الروسية عن إسقاط أكثر من 70 طائرة مسيّرة في منتصف مارس/آذار، في عملية وصفت بأنها الأكثر كثافة منذ بدء الحرب.
وبحسب زيلينسكي، فإن الطائرات المسيّرة الأوكرانية باتت قادرة على الوصول إلى أهداف في عمق الأراضي الروسية، بمدى يصل إلى 3,000 كيلومتر. وتستخدم كييف هذه المسيّرات بعيدة المدى لاستهداف بنية روسيا التحتية العسكرية، بما في ذلك المطارات، ومصافي النفط، والمستودعات، ومراكز الخدمات اللوجستية.
في ظل هذه المعطيات، تبدو موسكو مقبلة على احتفالات غير معتادة بيوم النصر، إذ تتقاطع الأجواء الاحتفالية الرسمية مع أجواء حرب مفتوحة واحتمالات أمنية معقّدة، لتبقى الأنظار شاخصة نحو العاصمة الروسية خلال الأيام القليلة المقبلة.
وفي مؤشر على تنامي التهديدات الأمنية، أعلنت روسيا إلغاء عرض "يوم النصر" العسكري في مدينة سيفاستوبول الساحلية الواقعة في شبه جزيرة القرم المحتلة. وأوضح حاكم المدينة أن القرار اتُّخذ بسبب "مخاطر تتعلق بالسلامة"، في وقت تشهد فيه المنطقة تزايدًا في الهجمات الأوكرانية البحرية.
ويأتي هذا الإعلان عقب تقارير عن هجوم نفذته طائرة مسيّرة بحرية أوكرانية، يُعتقد أنها دمرت مقاتلة روسية من طراز "سو-30" قرب ميناء نوفوروسيسك، يوم الجمعة الماضي. وقد وصفت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية العملية بأنها "غير مسبوقة"، باعتبارها أول مرة يتم فيها إسقاط طائرة مقاتلة بواسطة طائرة بحرية بدون طيار.
وهذا الإلغاء هو الثالث على التوالي لعرض سيفاستوبول العسكري، إذ كانت آخر مرة نُظّم فيها العرض في عام 2022، بعد وقت قصير من بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.
رمزية "يوم النصر" في عهد بوتين: من مناسبة وطنية إلى أداة دعائيةولم تعد احتفالات 9 مايو/ أيار مجرد ذكرى للنصر على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، بل تحوّلت، في عهد بوتين، إلى حدث وطني بالغ الرمزية واستعراض ضخم للقوة العسكرية الروسية.
ومنذ بدء الحرب على أوكرانيا عام 2022، ازدادت رمزية هذه المناسبة، إذ عمد الكرملين إلى توظيف شعارات الحرب العالمية الثانية وتاريخها لصالح روايته الرسمية بشأن الغزو. فشعارات مثل "سنكررها مجددًا" –في إشارة إلى النصر السوفيتي– أصبحت شائعة على ملابس الجنود الروس في أوكرانيا، كما انتشر استخدام "شريط القديس جورج" باللونين البرتقالي والأسود، وهو رمز تقليدي للنصر السوفيتي، وأصبح شعارًا للغزو الروسي ومؤيديه.
ولم يقتصر الأمر على الرموز البصرية، بل تجاوز إلى اللغة والخطاب السياسي. فروسيا تسوّق غزوها لأوكرانيا على أنه "عملية عسكرية خاصة"، وهي التسمية التي تعكس محاولة لمضاهاة مصطلح "الحرب الوطنية العظمى" الذي يُستخدم للإشارة إلى الحرب العالمية الثانية داخل روسيا.
وقد دأب بوتين على الترويج لفكرة أن "الشعب السوفيتي قاتل بمفرده" في تلك الحرب، متجاهلًا مساهمات الحلفاء. كما برّر غزوه لأوكرانيا بمزاعم "نزع السلاح" و"محاربة الفاشية"، وهي حجج لم تُدعّم بأي أدلة دامغة حتى اليوم.
هذا الاستخدام المفرط والتوظيف السياسي لـ"يوم النصر" أصبح له مصطلح خاص في اللغة الروسية: "بوبيدوبيسي"، وهي كلمة تحمل دلالة سلبية وتعني الهوس المبالغ فيه بالاحتفال بالنصر، إلى درجة الابتذال والاستغلال.
في المقابل، سعت أوكرانيا إلى النأي بنفسها عن رمزية الحقبة السوفيتية وتواريخها، حيث وقع زيلينسكي قانونًا في عام 2023 ينقل إحياء ذكرى الحرب العالمية الثانية إلى يوم 8 مايو/ أيار، تماشيًا مع معظم الدول الأوروبية، في خطوة تعكس قطيعة رمزية مع سرديات موسكو وتأكيدًا على انتماء أوكرانيا للفضاء الأوروبي.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة