عبر الدكتور نظير محمد عيّاد- مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في بداية كلمته خلال مسابقة بورسعيد الدولية للقرآن الكريم عن خالص تحيَّته وتقديره لمن كان سببًا في هذا اللقاء المبارك ومع هذا الجمع المبارك والحدث المبارك، وخصَّ بالذكر بشكل عام أسرة محافظة بورسعيد بشكل عام، وبشكل خاص اللواء محب حبشي -محافظ بورسعيد- .


وأشار إلى أن الله تعالى أيد رسله بالمعجزات الباهرات والآيات البينات التي تدل على صدق نبوتهم ورسالتهم، وكانت معجزة كل نبي من جنس ما اشتهر به قومه، فلما جاءت رسالة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وخاتم النبيين كانت رسالة عامة وخاتمة فكانت معجزتها خالدة باقية بخلود وبقاء رسالته صلى الله عليه وسلم ألا وهي القرآن الكريم.
وقال : لقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم معجزات حسية عديدة كغيره من إخوانه الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ومع ذلك كان لا بد لهذه الرسالة من معجزة تلائم طبيعتهم، فتتعدد وجوه إعجازها لتقيم الحجة على الخلق كافة وتستمر وتتجدد على مر الأيام لتظل شاهدة على الأجيال المتلاحقة بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم وربانية رسالته.
 

وأكد المفتي أن القرآن الكريم هو المعجزة الكبرى الدائمة للمصطفى صلى الله عليه وسلم لم يكن معجزة حسية كمعجزات غيره من الأنبياء من قبله؛ لأن المعجزة المادية لا تؤدي هذا الدور ولا تصلح لهذه المهمة، وإنما كانت معجزته معنوية خالدة؛ فقال صلى الله عليه وسلم: "ما من الأنبياء من نبي، إلا وقد أعطى من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة".

وبين اختصاص القرآن الكريم وتفرده بأمور عديدة دون غيره من المعجزات، ومن هذه الأمور أنه معجزة عقلية جاءت موافقة لطور الكمال البشري ونضوج الإدراك العقلي والعلمي الذي وافق عصر النبوة وما تلاه، كما أنه حجة على كل من بلغته آیات هذا القرآن ووعى ما جاء فيه من دعوة إلى الله، فهو رسول في الناس إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، كما اختص بتعهد الله تعالى بحفظه وصيانته من التحريف والتغيير والتبديل قال تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9].. ثم هو بعد كل ذلك مهيمن ومتضمن لما في الكتب السابقة من دون أن تتصادم حقائقه مع عقل صحيح ولا علم ثابت بيقين. 

ثم انتقل إلى بيان أن القرآن الكريم قد أولى عناية كبرى بكل ما من شأنه تحقيق مصالح البشر؛ فسن ما يحفظ على البرية كلياتها الخمس: نفسها، ودينها، وعقلها، وعرضها، ومالها، كما جاء بأمهات الفضائل وجوامع الأخلاق والآداب، وقرر المسؤولية الفردية ومسؤولية المجتمع كذلك، ومع أن القرآن قد أقر سنة التعدد والاختلاف بين الناس لكنه دعاهم للتعارف والتعاون فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: ١٣].

وأشار المفتي إلى أن القرآن الكريم قد حرر المرأة، وأعاد لها ما صادرته عليها أنظمة المجتمعات في ذلكم الوقت من حقوق لا يتسع المقام لتعدادها وبيانها، وجاء بفلسفة جديدة تقوم على العدل والمساواة والشورى والاحترام، كما وجه العباد إلى كل خير، فأمرهم بأحسن الأخلاق، وأرشدهم إلى أقوم القيم، وأفضل المبادئ.

وأكد استحسانه لما فعلته محافظة بورسعيد عندما حرصت على إقامة مسابقة للقرآن الكريم تذكيرًا بفضله، وتأكيدًا على واجب الأمة نحوه، وتنبيها على خطورة هجره، وقبح الإعراض عنه، الأمر الذي يؤكد على أهمية التنافس في حفظه، والتسابق في القيام بأمره، والعمل بما فيه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء مفتي الجمهورية القرآن الكريم جناح دار الإفتاء المزيد صلى الله علیه وسلم القرآن الکریم أن القرآن

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: مؤسسات الدولة عليها العمل في إطار خطة موحدة لتحصين عقول الشباب

أكد أ.د نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم ، أهمية تحصين المجتمع من الخطر الفكري الذي يحاول ان يفتك بعقول شبابنا، ليصرفهم عن دورهم الحقيقي في بناء المجتمع، مبينا أن تكاتف مؤسسات الدولة ضرورة ملحة لمواجهة هذا الخطر الفكر، الذي أودى بكثير من المجتمعات وعصف بها في مهب الريح.

جاء ذلك خلال مشاركة فضيلته في فعاليات انطلاق معسكر صحح مفاهيمك" الذي ينظمه اتحاد "بشبابها"، وذلك بأكاديمية الأوقاف الدولية.

وأشار مفتي الجمهورية إلى أن الشباب هم عماد المستقبل لأي مجتمع يسعى للتقدم، والاهتمام بتنمية وعيهم وتوجيه طاقاتهم نحو البناء والإصلاح هو واجب وطني ومسؤولية جماعية، لأننا نعيش في عصر تتسارع فيه المتغيرات وتتزايد فيه التحديات، مما يستلزم يقظة ووعيا دائمين، والشباب بحيويتهم وقدرتهم على استيعاب المستجدات، هم الأقدر على قيادة قاطرة التقدم المجتمعي ومواجهة تحدياته، مما يتطلب منا تصحيح المفاهيم الخاطئة ومواجهة الأفكار الهدامة التي تستهدف عقول شبابنا.

وطالب مفتي الجمهورية، جميع مؤسسات الدولة، أن تعمل في إطار خطة موحدة من أجل تحقيق هذا الهدف السامي، وهو تحصين عقول شبابنا من كل الأخطار الفكرية التي تحاول أن تنال من عقولهم، لأن الخطاب المجتمعي الموجه إلى الشباب يجب أن يكون مصدره معروفا ومتوازنا، وبدون تكاتف جميع المؤسسات لا يمكن أن نحقق هذا الهدف، مشيرًا إلى أن التهاون في كل ما يقدم للشباب، يعود بنتائج عكسية على المجتمع.

وفي ختام كلمته قال فضيلة مفتي الجمهورية، إن تقدم أي مجتمع مرتبط بمدى استثمارها في الشباب، لأن بناء المجتمعات يبدأ بالشباب، وهو ما يتطلب منا مزيدا من الجهد والخطط والبرامج والأنشطة المعنية بإعداد جيل قادر مواجهة التحديات من أجل مستقبل أفضل لوطننا ولأمتنا

جدير بالذكر أن افتتاح معسكر "صحح مفاهيمك"، جاء بحضور أ. د أسامه الأزهري وزير الأوقاف، وأ. د أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والمستشار، محمود فوزي، وزير المجالس النيابية، للتنسيق لإطلاق حملة وطنية موسعة لتصحيح المفاهيم المغلوطة ومواجهة الأفكار الهدامة، بالتعاون مع المؤسسات الدينية والفكرية.

طباعة شارك مفتي الجمهورية معسكر صحح مفاهيمك المفتي

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية يهنئ وزير المالية لفوزه بجائزة «أفضل وزير مالية في إفريقيا»
  • مفتي الجمهورية ناعيا رفعت العوضي: أحد أبرز رجالات الاقتصاد الإسلامي
  • الأوقاف تعلن فتح باب التقديم لمراكز إعداد محفظي القرآن الكريم.. رابط التسجيل
  • الأوقاف: فتح باب التقديم لمراكز إعداد محفظي القرآن الكريم
  • مدير شؤون القرآن بالأزهر: آية لا تحزن إن الله معنا ليست مواساة بل ثقة مطلقة بالله
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • مفتي الجمهورية يؤكد أهمية تحصين الشباب من الفكر المتطرف
  • مفتي الجمهورية: مؤسسات الدولة عليها العمل في إطار خطة موحدة لتحصين عقول الشباب
  • 170 متسابقة في تلاوة وحفظ القرآن الكريم بيوم الهمة في حلب
  • وكيل الأزهر يتفقد رواق القرآن الكريم بالجامع الأزهر