مفتي الجمهورية: القرآن أولى عناية كبرى بما يحقق مصالح الناس
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
عبر الدكتور نظير محمد عيّاد- مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في بداية كلمته خلال مسابقة بورسعيد الدولية للقرآن الكريم عن خالص تحيَّته وتقديره لمن كان سببًا في هذا اللقاء المبارك ومع هذا الجمع المبارك والحدث المبارك، وخصَّ بالذكر بشكل عام أسرة محافظة بورسعيد بشكل عام، وبشكل خاص اللواء محب حبشي -محافظ بورسعيد- .
وأشار إلى أن الله تعالى أيد رسله بالمعجزات الباهرات والآيات البينات التي تدل على صدق نبوتهم ورسالتهم، وكانت معجزة كل نبي من جنس ما اشتهر به قومه، فلما جاءت رسالة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وخاتم النبيين كانت رسالة عامة وخاتمة فكانت معجزتها خالدة باقية بخلود وبقاء رسالته صلى الله عليه وسلم ألا وهي القرآن الكريم.
وقال : لقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم معجزات حسية عديدة كغيره من إخوانه الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ومع ذلك كان لا بد لهذه الرسالة من معجزة تلائم طبيعتهم، فتتعدد وجوه إعجازها لتقيم الحجة على الخلق كافة وتستمر وتتجدد على مر الأيام لتظل شاهدة على الأجيال المتلاحقة بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم وربانية رسالته.
وأكد المفتي أن القرآن الكريم هو المعجزة الكبرى الدائمة للمصطفى صلى الله عليه وسلم لم يكن معجزة حسية كمعجزات غيره من الأنبياء من قبله؛ لأن المعجزة المادية لا تؤدي هذا الدور ولا تصلح لهذه المهمة، وإنما كانت معجزته معنوية خالدة؛ فقال صلى الله عليه وسلم: "ما من الأنبياء من نبي، إلا وقد أعطى من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة".
وبين اختصاص القرآن الكريم وتفرده بأمور عديدة دون غيره من المعجزات، ومن هذه الأمور أنه معجزة عقلية جاءت موافقة لطور الكمال البشري ونضوج الإدراك العقلي والعلمي الذي وافق عصر النبوة وما تلاه، كما أنه حجة على كل من بلغته آیات هذا القرآن ووعى ما جاء فيه من دعوة إلى الله، فهو رسول في الناس إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، كما اختص بتعهد الله تعالى بحفظه وصيانته من التحريف والتغيير والتبديل قال تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9].. ثم هو بعد كل ذلك مهيمن ومتضمن لما في الكتب السابقة من دون أن تتصادم حقائقه مع عقل صحيح ولا علم ثابت بيقين.
ثم انتقل إلى بيان أن القرآن الكريم قد أولى عناية كبرى بكل ما من شأنه تحقيق مصالح البشر؛ فسن ما يحفظ على البرية كلياتها الخمس: نفسها، ودينها، وعقلها، وعرضها، ومالها، كما جاء بأمهات الفضائل وجوامع الأخلاق والآداب، وقرر المسؤولية الفردية ومسؤولية المجتمع كذلك، ومع أن القرآن قد أقر سنة التعدد والاختلاف بين الناس لكنه دعاهم للتعارف والتعاون فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: ١٣].
وأشار المفتي إلى أن القرآن الكريم قد حرر المرأة، وأعاد لها ما صادرته عليها أنظمة المجتمعات في ذلكم الوقت من حقوق لا يتسع المقام لتعدادها وبيانها، وجاء بفلسفة جديدة تقوم على العدل والمساواة والشورى والاحترام، كما وجه العباد إلى كل خير، فأمرهم بأحسن الأخلاق، وأرشدهم إلى أقوم القيم، وأفضل المبادئ.
وأكد استحسانه لما فعلته محافظة بورسعيد عندما حرصت على إقامة مسابقة للقرآن الكريم تذكيرًا بفضله، وتأكيدًا على واجب الأمة نحوه، وتنبيها على خطورة هجره، وقبح الإعراض عنه، الأمر الذي يؤكد على أهمية التنافس في حفظه، والتسابق في القيام بأمره، والعمل بما فيه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء مفتي الجمهورية القرآن الكريم جناح دار الإفتاء المزيد صلى الله علیه وسلم القرآن الکریم أن القرآن
إقرأ أيضاً:
أرض مقابل ربع جنيه.. رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق ينعى ابن الشيخ مصطفى اسماعيل بقصة مؤثرة
نعى رضا عبدالسلام، رئيس إذاعة القرآن الكريم رحيل الدكتور عاطف مصطفى إسماعيل، ابن الشيخ مصطفى إسماعيل، الملقب بـ"قارئ الملوك"، والذي رحل عن عالمنا أمس الاثنين.
وكتب رضا عبدالسلام على صفحته الشخصية بموقع فيسبوك: “المهندس عاطف مصطفي إسماعيل في رحمة الله، حكاية الربع جنيه، لم أر ابنا بارا بأبيه مثله حتى يظن من يراه كذلك يكاد لايصدق، فقد جمع كل ما لأبيه من تراث، وكان يقاتل من أجل أن تصل تلاوات أبيه إلى مسامع محبيه، كان جبرتي لتاريخ أبيه منذ كان هو طفلا وحكي لي كيف كانت معاملة أبيه الشديدة معه، ومع ذلك كان يحبه ويحترمه ويجله، وحكى لي كذلك علاقة والده بالقصر الملكي وصلته بقراء عصره وخاصة الشيخ محمد رفعت”.
وتابع: “المهندس عاطف مصطفى إسماعيل كان جوادا طيبا ودودا قريبا لكنه عند ورود سيرة أبيه كان شديد الفخر به والإشادة بأدائه الذي كان أستاذا في بيان مايتميز به صوته من إمكانات خاصة وأنه عاصرة فترة كبيرة من حياته”.
وأضاف: “وعلى الرغم من هجرته إلى ألمانيا فترة كبيرة من حياته إلا أنه ظل متمسكا بقيمه وأخلاقه وتزوج من ألمانية أسلمت وأصبحت عاشقة لمصر وأهلها”.
وتابع: “أما حكاية الربع جنيه فهي حكاية العطاء والإيثار من هذا الرجل الذي تعلم من والده الشيخ مصطفى إسماعيل هذا العطاء والإيثار والحكاية أنه بعد وفاة والده الشيخ مصطفى إسماعيل كان لقرابته أرض يزرعونها هذه الأرض ملك الشيخ فلما توفاه الله وكانت عدة أفدنة فاستعدوا لتسليم الأرض لابنه المهندس عاطف”.
وأكمل: " فجمعهم وقال لهم أعطوني ربع جنيه فعجبوا من الطلب وإذا به يكتب لهم عقد بيع لهذه الأرض جميعا لكل هؤلاء من قرابته مقابل الربع جنيه فكادوا لايصدقون وجاء ب " الربع جنيه “ ووضعه في صالة بيته المطل علي نيل الزمالك ليكون شهادة علي الإيثار والبذل وتطبيقا للآية التي أبدع في أدائها والده الشيخ مصطفي إسماعيل، والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه أسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته”.
وتشيع جنازة الدكتور عاطف مصطفى إسماعيل غدًا، الثلاثاء، في قرية ميت غزال بمحافظة الغربية، على أن تقام ليلة العزاء في دوار العائلة بميت غزال.
الشيخ مصطفى إسماعيليذكر أن الشيخ مصطفى إسماعيل توفي في يوم 26 من ديسمبر عام 1978م، ودفن في قرية ميت غزال بمركز السنطة بمحافظة الغربية؛ تاركًا خلفه ثروة كبيرة من التِّلاوات القرآنية الرائعة والمُتقنة.