أقدم ورشة لصناعة مجسمات السفن والماكيتات بالأنفوشي في الإسكندرية ( فيديو )
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
تغلق السفن أشرعتها وترسو على شاطئ الأنفوشي في بحري بالإسكندرية، وبين حبيبات الرمال البيضاء، تكمن ورشة صغيرة تطل على مياه البحر، على بابها الصغير ستائر مصنوعة من الأصداف والقواقع البحرية وفي أحشائها مشغولاتٍ يدوية لتحفٍ ذات طابع بحري، يدخل رجل في العقد السابع من عمره وقد أكل الشيب فروة رأسه ولحيته، و طوي أكمام قميصه، وأخذ لوح من الخشب ليقطعه وينحته على شكل سفينة، ثم يمسح عليه بورق السنفرة ليصبح أملسًا وجاهزًا لتشرب الطلاء ذو اللون البني، وبعدها يشرع في تركيب الشبابيك والأشرعة، ليخرج نموذج مصغر يحاكي القوارب والمراكب والسفن، الحج رضا أبو شنب يحكي تفاصيل تلك المهنة التي تخطت قرن وهي إرثه أبًا عن جد.
وقال "أبو شنب"، أن عائلته أقدم من اشتهر بمهنة صناعة السفن بمنطقة الأنفوشي بالإسكندرية، وأسس جده ورشة مختصة للسفن البحرية الكبيرة والتي كانت تصنع لجميع المدن الساحلية المصرية، وبدأ والده بتوسيع نشاطهم وقرر أن لاتتوقف على ذلك الجانب فقط، واتجه إلى صناعة الديكور من الطبيعة البحرية، وشرع في تصنيع المجسمات والماكيتات متعددت الأحجام والأنواع والأشكال من مراكب صيد، والدنجل، والسفن البدائية القديمة.
وأضاف أبو شنب، أنه بدأ العمل منذ المرحلة الإعدادية، وقرر أخذ تلك المهنة من ناحية مختلفة، واتجه إلى استغلال البيئة البحرية والتي أوحت له بالفكرة، عن طريق استخدام الأصداف والقواقع ونجوم البحر، بالإضافة إلى ادخال بعض شخصيات الأساطير والحكايات الشهيرة، كعروس البحر والقراصنة، وصناعة الموكيتات، وهي مجسمات للسفن والقوارب والمراكب البحرية بمختلف أنواعها وأحجامها وأشكالها، وتخصص في صناعة وتشكيل مختلف أنواع التحف البحرية.
وتابع أبو شنب، أن حياة البحر واسعة وتفاصيلة دقيقة جدًا، وأوحت له بالعديد من الأفكار، فمثلاً فكرة الورشة تحاكي شكل السفينة من الداخل من حيث الإضاءة والديكورات والنوافذ، والسلم وشكل الأرفف والجدران، وأن صناعة السفن مهنة دقيقة كثيرة التفاصيل، وتمر بعدة مراحل، وتبدأ بمرحلة تجميع الأخشاب، وأخذ المقاسات، ثم تقطع بحسب الشكل والحجم المطلوب للمجسم، وتأتي بعد ذلك مرحلة السنفرة لإزالة الأجزاء الخشنة ليصبح الماكيت جاهز للطلاء باللون البني ليبرز شكل وملامح الخشب، ثم تركه ليجف، وتركيب النوافذ والأشرعة والسلالم ليصبح الموكيت جاهزًا.
وأوضح أبو شنب، أن المدة المستغرقة لصناعة الموكيت تختلف حسب حجمه، فمثلاً الماكيتات الصغيرة تأخذ يوم، والمتوسطة يومين، أما الكبيرة قد تصل إلى اسبوع، وبالنسبة لتفاصيل المجسم فقد تأخذ وقتًا أكثر من المتوقع، فالسفينة ذات الشراع الواحد، غير ذات الشراعين والثلاثة أشرعة، والدنجل، وأن العمل اليدوي له مذاق خاص عن الصناعات الألية، فكل قطعة لها قصة وحكاية، وأنه يصنع كل قطعة بشغف كبير ويضع فيها كل جهده ليخرج عمل فني فريد من نوعه.
وأضاف أبو شنب، أن المهنة بالنسبة له هواية وشغف، وأن كل قطعة تخرج من تحت يداه، يضع فيها كل جهده وشغفه، ساعيًا أن ينهيها على أكمل وجه، لتصبح تحفة فنية، وليست مجرد زينة تضاف للديكور، وإنما لتضيف المكان الموجود فيه روحًا فريدة، بكل تفصيلة فيها بدايةً من شكل الخشب إلى الشراع.
وأكد أبو شنب، على أهمية المهن اليدوية، وأنها عامل جذب قوي للسياح، حيث يهتم جميع السائحين من شتى أنحاء العالم بهذا النوع من الأعمال، وأنهم يقدرون الأشغال والحرف اليدوية، لما لها من تفاصيل ودقة في إخراج منتج ذو طابع مختلف، أخذ من روح المكان والعامل وعاش معه تفاصيل يومه، وأن تلك المجسمات تلقى إقبالاً كبير من السياح على المستوى العربي والأوروبي، وبالإضافة إلى الزوار المصريين.
لمشاهدة الفيديو اضغط على
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أقدم ورشة المرأ الكب ونجوم والمتوسط ذات طابع ميا صناعة مجسمات
إقرأ أيضاً:
انتخاب الجزائر لعضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للغاز
أعلنت الجمعية الجزائرية لصناعة الغاز، عن انتخاب الجزائر لعضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للغاز.
وجاء هذا بمناسبة انعقاد الدورة التاسعة والعشرين للمؤتمر العالمي للغاز، الذي نظمه الاتحاد الدولي للغاز في بكين، بالصين. وذلك في الفترة الممتدة من 19 إلى 23 ماي 2025.
وحسب بيان سوناطراك سيمثل الدكتور جيلالي بن محمد، عضو مكتب الجمعية الجزائرية لصناعة الغاز ومدير التخطيط والدراسات والأداء على مستوى نشاط التمييع والفصل بالمجمع ، الجزائر كعضو في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للغاز، وذلك للفترة الثلاثية 2025-2028، التي انتقلت رئاستها إلى إيطاليا.
وتُعد هذه الهيئة في صلب القيادة الاستراتيجية للاتحاد، حيث تشرف على جميع أعمال لجان الاتحاد، وتوجه أولويات المرحلة الثلاثية، وتواكب التحولات الكبرى في قطاع الغاز على المستوى العالمي.
ويكرّس هذا الإنتخاب الاعتراف بمسار الجمعية الجزائرية لصناعة الغاز وخبرتها المؤكدة في خدمة تطوير قطاع الغاز، سواء على المستوى الوطني أوالدولي.
كما يندرج هذا الانتخاب أيضا ضمن الديناميكية الجديدة التي تقودها الجمعية من أجل حوكمة منفتحة، وحوار مُعزّز مع مختلف الأطراف الفاعلة، ومن أجل تموقع استراتيجي للجزائر في المحافل الطاقوية العالمية.
وأشار البيان إلى أن الجمعية الجزائرية لصناعة الغاز قد ترأست، خلال الثلاث فترات الثلاثية الماضية، لجنة الاستراتيجية والاستشراف، وهي أهم لجنة في الاتحاد، بالإضافة إلى رئاستها للجنة أسواق الغاز، ولجنة الغاز الطبيعي المسال.
ويذكر البيان ، ان الجمعية الجزائرية لصناعة الغاز هي جمعية وطنية ذات طابع علمي وتقني، يرأسها رشيد حشيشي، الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك.
كما أنها تأسست سنة 1993 من قبل سوناطراك وسونلغاز بهدف إنشاء فضاء للتفكير وتوحيد الكفاءات الوطنية من أجل النهوض بالصناعة الجزائرية للغاز وتطويرها على الصعيدين الوطني والدولي.