توحيد مصرف ليبيا المركزي... خطوة نحو الحل السياسي أم مناورة في خضم الوضع الضبابي؟
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
نص: عمر التيس تابِع إعلان اقرأ المزيد
أنهى الفرقاء الليبيون الأحد انقساما دام تسع سنوات في مصرف ليبيا المركزي تسبب بانهيار قيمة الدينار الليبي.
وفي تأكيد لأهمية هذه الخطوة، رحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بإعلان التوحيد مؤكدة في بيان أنها "تأمل بأن تساعد عملية إعادة توحيد مصرف ليبيا المركزي على إعطاء زخم جديد لجهود توحيد جميع المؤسسات السياسية والأمنية والعسكرية في البلاد، تلبية لتطلعات الشعب الليبي منذ مدة طويلة".
من جانبها، رحبت الولايات المتحدة بـ"خطوة حاسمة نحو استقرار اقتصاد ليبيا وتنميته"، حسبما قالت السفارة الأمريكية في البلاد في بيان عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا).
وأضاف بيان السفارة "يعتبر هذا العرض للوحدة مثالا مهما للمصالحة عبر جميع مؤسسات الدولة لبناء الأساس نحو الانتخابات".
ترحب الولايات المتحدة بإعلان إعادة توحيد مصرف ليبيا المركزي، وهي خطوة حاسمة نحو استقرار وتنمية اقتصاد #ليبيا. يعتبر هذا العرض للوحدة مثالًا مهمًا للمصالحة عبر جميع مؤسسات الدولة لبناء الأساس نحو الانتخابات.
نحن نشجع قيادة مصرف ليبيا المركزي على متابعة اجتماع اليوم المثمر بإجراءات… https://t.co/GOcUSvfOId
بدوره، رحب سفير الاتحاد الأوروبي في ليبيا خوسيه ساباديل في منشور على حسابه بمنصة إكس "بإعادة التوحيد كخطوة في الاتجاه الصحيح لوحدة ليبيا''
وأضاف: ''يجب أن يتبع العمل السياسي والفني، لضمان تعزيز الشفافية والتوزيع العادل لدخل النفط بين جميع الليبيين كأساس للسلام والازدهار الذي تستحقه ليبيا."
ترحب الولايات المتحدة بإعلان إعادة توحيد مصرف ليبيا المركزي، وهي خطوة حاسمة نحو استقرار وتنمية اقتصاد #ليبيا. يعتبر هذا العرض للوحدة مثالًا مهمًا للمصالحة عبر جميع مؤسسات الدولة لبناء الأساس نحو الانتخابات.
نحن نشجع قيادة مصرف ليبيا المركزي على متابعة اجتماع اليوم المثمر بإجراءات… https://t.co/GOcUSvfOId
يتخذ محافظ المصرف المعترف به دوليا الصديق عمر الكبير طرابلس مقرا، فيما اتخذ مفتاح رحيل من بنغازي في الشرق مقرا للفرع المنافس. وفي أعقاب توحيد المصرف، تولى رحيل منصب "نائب المحافظ".
يتولى مصرف ليبيا المركزي في طرابلس تسلم عائدات النفط والغاز وإدارتها في ليبيا التي تملك أكبر احتياطات في أفريقيا. وتخصص هذه الأموال للإنفاق على مختلف مؤسسات الدولة، بما فيها الحكومة.
رسالة وحدة؟ما تزال السلطة في ليبيا محل تنافس بين حكومتين منذ أكثر من عام: حكومة في الغرب برئاسة عبد الحميد دبيبة، وحكومة في الشرق يقودها أسامة حماد يدعمها الرجل القوي المشير خليفة حفتر.
يرى أحمد أزيرار أستاذ الاقتصاد بالجامعة المغربية في توحيد فرعي المصرف خطوة سياسية مهمة جدا، قد تنبأ بتقدم حاسم نحو حل مشاكل ليبيا مضيفا "المصرف المركزي له وظائف دقيقة في تسيير ناجع للعملة المحلية وصيانة قيمتها وإعادة الثقة للمتعاملين بها، دور البنك في هذه المرحلة من الأهمية بمكان لإعادة تشغيل فعال وإعادة هيكلة هذه المنظومة المالية. الأمر كذلك جوهري لأن المصرف سيعمل على تجميع المدخرات المالية للبلاد وجعلها في متناول الدولة لتامين تسيير دواليبها. المهم هو أن إعادة توحيد المصرف إشارة إلى عودة الدولة موحدة ونهاية مرحلة الشقاق".
ويخلص أزيرار إلى أن عودة عمل المصرف موحدا ستعطي "ثقة" كبيرة للمتعاملين الداخليين والخارجيين.
مناورة "صورية"يرى الباحث المتخصص في شؤون ليبيا جلال الحرشاوي في هذا التوحيد "الصوري" بأنه يعود لرغبة محافظ البنك الصديق عمر الكبير في الحفاظ على منصبه "في خضم تراجع نفوذ دبيبة حتى في مسقط رأسه مصراتة مع معارضة علنية له من رجال أعمال نافذين في المدينة".
ويضيف الحرشاوي: "هذه الشكوك بشأن مستقبل دبيبة جعلت الكبير يقبل بالتعاون مع المصرف الموازي شرق ليبيا. إلا أن توحيد المصرف لن يحدث تغييرات جوهرية في السياسة المالية، سيكتفي عمر الكبير بمواصلة صرف رواتب الموظفين بدون تخصيص موارد للباب الثالث من الميزانية المخصص للمشاريع بما فيها تلك المتعلقة بإعادة الإعمار التي يرى فيه البعض بابا للفساد".
ويذكر الحرشاوي أن قاض بمدينة أجدابيا الواقعة تحت سيطرة حفتر صرح قبل بضعة أسابيع بأن "مستوى الفساد في طرابلس وصل إلى مستوى غير مقبول. وقرر تشكيل لجنة مكونة من فاتح رحيل وعمر الكبير للإشراف على عائدات النفط. هذا الأخير المعترف به دوليا لم يكن أمامه سوى المشاركة في اللجنة وبالتالي الجلوس فعليا إلى فاتح رحيل الذي لا يحظى بأي اعتراف. هذه المناورة القضائية التي يبدو أن حفتر يقف وراءها نجحت في استغلال حالة الشك في طرابلس لدفع الكبير للتعامل مع سلطات الشرق".
لكن دبيبة رحب بإعلان توحيد مؤسسة المصرف، وحث المحافظ ونائبه على مواصلة الجهود "لمعالجة الإشكالات المترتبة عن الانقسام السابق.. مع استمرار التزامنا بالتكامل وتعزيز إجراءات الشفافية والإفصاح التي تبنتها حكومتنا".
أرحب بإعلان محافظ مصرف ليبيا المركزي ونائبه توحيد مؤسسة المصرف، وأحثهم على استمرار جهودهم لمعالجة الإشكالات المترتبة عن الانقسام السابق، هذه محطة مهمة في سبيل تعزيز أداء هذه المؤسسة السيادية الهامة، مع استمرار التزامنا بالتكامل وتعزيز إجراءات الشفافية والإفصاح التي تبنتها حكومتنا
— عبدالحميد الدبيبة Abdulhamid AlDabaiba (@Dabaibahamid) August 20, 2023
بدوره، رحب رئيس الحكومة الموازية في شرق ليبيا أسامة حماد بالقرار مثمنا "كافة الجهود المبذولة الداعمة لتوحيد المصرف الذي على ضوئه ستتم معالجة الأثار التي نجمت عن الانقسام".
يرحب رئيس مجلس الوزراء بالحكومة الليبية د. أسامة حماد بمخرجات اجتماع محافظ مصرف ليبيا المركزي طرابلس ونائب محافظ مصرف ليبيا المركزي بنغازي الذي نتج عنه الإعلان عن توحيد المصرف عقب الانقسام الذي عانى منه لسنوات عديدة مما أثر بالسلب على المواطن الكريم. (1/2) pic.twitter.com/vH7mGjKMwd
— Dr. Osama Hamad - د. أسامة حماد (@DrOsamaSHamad) August 20, 2023 عودة الشركات النفطية الأجنبية... خطوة للأمام أم "مجاملة"يأتي إنهاء انقسام المصرف المركزي بعد إعلان المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا منذ أسبوعين تلقيها إخطارا من ثلاث شركات أجنبية باستئناف أنشطتها بعد نحو عقد على تعليقها.
وقالت المؤسسة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني إنها "استلمت إخطارا رسميا من شركات "إيني" الإيطالية و"بريتيش بيتروليوم" برفع القوة القاهرة في حوض غدامس والقطعة البحريةC.
وتتكرر عمليات إغلاق الحقول والموانئ النفطية في ليبيا منذ نحو عقد لأسباب مختلفة، سواء احتجاجات عمالية أو تهديدات أمنية وخلافات سياسية.
هنا، يعود حرشاوي ليؤكد أن تقريرا دوليا يؤكد أن إنتاج النفط في ليبيا تراجع في 2023 مقارنة بنفس الفترة من 2022 حيث يقول "إعلان القوة القاهرة من هذه الشركات ليس إلا مجاملة للمؤسسة الوطنية للنفط ولا مؤشرات إلى حد الآن لعودتها الفعلية في ظل الوضع المضطرب. رئيس إيني جاء لطرابلس في يناير الماضي مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ووقع اتفاقا مع مؤسسة النفط لإنشاء حقل إنتاج بحري ورصدت له 8 مليارات دولار. لكن هذه الأموال -لا من جانب إيني أو من مؤسسة النفط الليبية اللتين تمولان المشروع مناصفة- لم تصرف بعد وهو ما يجعل منه مجرد حبر على الورق حتى الآن"، حسب تحليل حرشاوي.
تفادي "العاصفة"سياسيا، أصدر المشير خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب عقلية صالح ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي الأحد بيانا مشتركا بعد اجتماعهم في بنغازي أكدوا فيه "الملكية الوطنية لأي عمل سياسي وحوار وطني، وعدم المشاركة في أي لجان إلا من خلال الإطار الوطني الداخلي دون غيره".
هنا، يرى الحرشاوي أن زيارة المنفي إلى بنغازي تأتي لرغبته في إظهار أنه يحظى بقبول في الشرق وبإمكانه السفر لبنغازي والالتقاء بحفتر وصالح قبل أن يضيف: "الكبير أيضا يدعم المنفي ومن مصلحته التقرب منه خصوصا في خضم الوضع الضبابي الحالي في طرابلس ومن مصلحته أن يبقى على الحياد بين الفرقاء الليبيين. المنفي يحظى بدعم مصر وواشنطن. الكبير يسعى للخروج بأخف الأضرار من العاصفة الحالية".
هذا "البيان الثلاثي" أشار أيضا إلى أن مجلس النواب سيتولى اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة باعتماد القوانين الانتخابية المحالة إليه من لجنة "6+6" بعد استكمال أعمالها واجتماعاتها لوضعها حيز التنفيذ.
في السياق، يؤكد الحرشاوي أن هذه اللجنة المؤلفة من أعضاء بمجلس النواب في طبرق والمجلس الأعلى للدولة في طرابلس توصلت إلى مشاريع قوانين جيدة لتنظيم الانتخابات. لكن، بحسب رأيه، "لا توجد نية لدى مجلس النواب أو المجلس الأعلى للدولة للمصادقة عليها".
ويعبر الحرشاوي عن جزء من الأسئلة التي تطرح في المرحلة الحالية مع توحيد المصرف المركزي، إن كانت بنوع من الجدية لتجاوز المأزق السياسي الطويل الأمد أم خطوة صورية ستتلاشى مع استمرار الوضع على ما هو عليه؟
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: النيجر الحرب في أوكرانيا السعودية ريبورتاج ليبيا خليفة حفتر للمزيد مصرف طرابلس توحید مصرف لیبیا المرکزی مؤسسات الدولة توحید المصرف مجلس النواب إعادة توحید أسامة حماد عمر الکبیر فی طرابلس فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
خريجو دورات التعبئة في المخادر بإب ينفذون مناورة ومسيراً ميدانياً في ذكرى يوم الولاية
يمانيون – إب
في مشهد جسّد روح التعبئة الثورية والجهوزية القتالية، نفذ خريجو المرحلة الثانية من دورات التعبئة العامة المفتوحة تحت عنوان “طوفان الأقصى”، بمديرية المخادر محافظة إب، مسيرًا ميدانيًا ومناورة عسكرية متقدمة تزامنًا مع ذكرى يوم الولاية، تأكيدًا على استمرارية النهج التعبوي والتحشيدي في مواجهة الغطرسة الصهيونية والأمريكية.
وشهدت الفعالية مشاركة 120 خريجًا من أبناء عزلتي بني سرحة وجبل عقد، في مناورة ميدانية تحاكي سيناريوهات واقعية لاقتحام مواقع وثكنات عسكرية للعدو الصهيوني والأمريكي، مستخدمين الأسلحة الخفيفة والمتوسطة ضمن تطبيق ميداني يعكس مستوى التأهيل العسكري والجاهزية العالية التي يتمتع بها المتدربون.
وحضر الفعالية مسؤول التعبئة العامة بمحافظة إب عبدالفتاح غلاب، ومدير المديرية نبيل العواضي، ومسؤول التعبئة بالمديرية حافظ حجر، إلى جانب مسؤول التدريب والتأهيل في التعبئة العامة سراج السراجي، الذين أشادوا بما ظهر عليه المشاركون من انضباط وروح قتالية عالية تعكس ثمرة الجهود التدريبية والتعبوية المتواصلة.
وفي وقفة جماهيرية نُظمت عقب المناورة، جدد الخريجون ولاءهم للقيادة الثورية، مؤكدين فخرهم بالنهج المقاوم الذي تتبناه قيادة الثورة في نصرة قضايا الأمة، وفي طليعتها القضية الفلسطينية، وعبّروا عن جاهزيتهم الكاملة للالتحاق بساحات المواجهة ضمن معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” إلى جانب الشعب الفلسطيني المقاوم في غزة، والتصدي لأي عدوان أمريكي أو صهيوني يستهدف اليمن أو محور المقاومة.
كما دان البيان الصادر عن الوقفة العدوان الصهيوني الغادر على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مشيدًا بعظمة الرد الإيراني النوعي والمستمر، الذي ألحق خسائر فادحة بالعدو وأثبت مجددًا هشاشة كيانه، مؤكدًا أن “إسرائيل” أوهن من بيت العنكبوت مهما امتلكت من أدوات قتل وتكنولوجيا.
وأكد المشاركون في كلماتهم أن دورات التعبئة ليست مجرد تدريب عسكري، بل هي عملية إعداد شاملة تهدف إلى صناعة جيل مؤمن بقضيته، واعٍ بمخاطر المرحلة، ومؤهل للمواجهة في مختلف ميادين النضال، مؤكدين أن أبناء اليمن حاضرون دومًا حيثما تقتضي الحاجة، دفاعًا عن الكرامة والسيادة ورفضًا للهيمنة الأمريكية والصهيونية.
بدوره، ثمّن مسؤول التعبئة العامة في المحافظة جهود القائمين على هذه الدورات، مؤكدًا أن مثل هذه المناورات تُجسد التطبيق العملي لما تلقاه المجندون في الجوانب النظرية والثقافية، وهي ثمرة من ثمار التوجيهات الحكيمة للقيادة الثورية بضرورة استمرار برامج التعبئة والإعداد القتالي، بما يعزز الجبهة الداخلية ويُبقي حالة الاستعداد الشعبي والوطني في أوجها، خاصة في ظل المستجدات الإقليمية المتسارعة.
واختتمت الفعالية بترديد الهتافات المؤكدة على الولاء لله ورسوله وقيادة الثورة، وعلى الاستمرار في مشروع التحرر والمقاومة حتى تحرير فلسطين وكل شبر محتل من أراضي الأمة.