اتهامات وتراجع في المبيعات.. هل تدفع سيارات تسلا ثمن "شطحات" إيلون ماسك وتتعرض للتخريب؟
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
وسط موجة من الغضب والجدل، انتشرت على نطاق واسع صور لسيارات تسلا وعليها رسوم صليب معقوف، وسط مزاعم بأن هذه الاعتداءات جاءت كرد فعل على تصرفات إيلون ماسك خلال حفل تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. فهل تحولت سيارات تسلا إلى هدف جديد في معركة سياسية متصاعدة؟
انتشرت بشكل واسع على وسائل التواصل إحدى الصور التي أظهرت سيارة تسلا بيضاء في فيينا رُسم عليها صليب معقوف أحمر، ، حيث زعم البعض أن أصحاب سيارات تسلا باتوا مستهدفين بسبب الجدل المثار حول الرئيس التنفيذي للشركة.
وتمت مشاركة الصورة أيضًا على موقع "Reddit"، حيث أشار مستخدمون إلى أن السيارة قد "تمت ترقيتها" لتتماشى مع ما اعتبروه مواقف ماسك المثيرة للجدل. في الوقت نفسه، أعرب بعض مالكي مركبات تسلا عن قلقهم عبر الإنترنت بشأن احتمال تعرض سياراتهم للتخريب في النمسا، محملين ماسك مسؤولية هذا الخطر المتزايد.
أثار إيلون ماسك موجة انتقادات واسعة بعد قيامه بإيماءة خلال تجمع تنصيب ترامب، شبّهها البعض بالتحية النازية. حيث يظهر ماسك في مقطع الفيديو المنتشر، وهو يضرب على صدره مرتين قبل أن يمد ذراعه اليمنى إلى الأمام مع توجيه كفه إلى الأسفل، ما أثار اتهامات باستحضار رموز مرتبطة بالفاشية.
وبينما اعتبر البعض أن هذه الإيماءة لا تحمل دلالة سياسية، واجه ماسك هجومًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت حملات تدعو إلى مقاطعة تسلا، من بينها وسم "#SwastiCar"، الذي استُخدم في منشورات تضمنت صورًا لسيارات الشركة المشوهة.
لكن تدقيقًا عكسيًا للصور أظهر أن صورة السيارة المتداولة في فيينا التُقطت في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، أي قبل أشهر من الجدل الدائر، وكانت جزءًا من تقارير عن أعمال تخريبية في العاصمة النمساوية. وأكدت تقارير إعلامية أن التخريب لم يكن له علاقة بماسك أو بسيارات تسلا، وهو ما توصل إليه أيضًا مدققو الحقائق في عدة وسائل إعلامية.
تصاعد العداء تجاه تسلا في أوروبا وأمريكالم تقتصر موجة الغضب تجاه ماسك وتسلا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تعرضت متاجر الشركة وصالات عرضها في أوروبا لأعمال تخريبية. في لاهاي، قام مجهولون برسم صلبان معقوفة وشعارات معادية للفاشية على أحد مباني تسلا، بينما ظهر في برلين رسم لإشارة ماسك المثيرة للجدل إلى جانب كلمة "heil" على جدار مصنع الشركة هناك.
في الولايات المتحدة، وردت تقارير عن تشويه سيارات تسلا المملوكة لأفراد، حيث تم رسم صليب معقوف وكلمة "نازي" على بعض منها، بينما تم تغطية سيارات أخرى، وخاصة طراز "سايبرتراك"، بملصقات "SwastiCar" ضمن الحملة المتصاعدة على الإنترنت.
وفي محاولة للرد على هذه الهجمة، بدأ بعض مالكي سيارات تسلا بوضع ملصقات على سياراتهم تؤكد أنهم اشتروها مستعملة، أو قبل موجة الجدل الأخيرة، في مسعى للنأي بأنفسهم عن ماسك أو شركته.
تراجع مبيعات تسلا وتأثيرات الجدلإلى جانب المخاوف الأمنية، انعكست الأزمة على مبيعات تسلا، التي شهدت انخفاضًا حادًا في أوروبا. فقد تراجعت في ألمانيا بنسبة 59% خلال كانون الثاني/يناير مقارنة بالعام السابق، وفقًا للهيئة الفيدرالية للنقل بالسيارات، بينما انخفضت المبيعات في فرنسا والمملكة المتحدة بنسبة 63% و12% على التوالي.
Relatedدراسة: خطاب الكراهية على "إكس" ارتفع بنسبة 50% بعد استحواذ ماسك على المنصةإيلون ماسك: الذكاء الاصطناعي سيقهر الذكاء البشريبوادر توتر في واشنطن.. طريقة عمل إيلون ماسك تثير تذمر كبار الموظفين في البيت الأبيضويربط مراقبون هذا التراجع ليس فقط بسبب تصرفات ماسك الأخيرة، ولكن أيضًا لتحالفه مع شخصيات سياسية يمينية متطرفة، وترويجه لمعلومات مضللة على منصات التواصل الاجتماعي، وعلاقته الوثيقة بدونالد ترامب، الذي عينه مؤخرًا رئيسًا لإدارة الكفاءة الحكومية الجديدة.
وماسك، الذي يملك نفوذًا واسعًا عبر الإنترنت، غالبًا ما يضخم نظريات المؤامرة عبر منصته، سواء بنشرها بنفسه أو بالتفاعل مع منشورات مثيرة للجدل، مما يزيد من حالة الاستقطاب حوله. ومع استمرار الجدل، يبقى السؤال: هل ستتمكن تسلا من تجاوز هذه الأزمة، أم أن الأمور ستتفاقم لتؤثر بشكل أعمق على مستقبل الشركة؟
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية قاضٍ فدرالي يحظر وصول إدارة إيلون ماسك إلى بيانات حساسة في وزارة الخزانة الأمريكية احتجاجات غاضبة ضد ماسك تنديدا بسلطته المطلقة داخل الحكومة الفدرالية هجوم من ماسك وترامب على الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية: "منظمة إرهابية" تدار من "مجانين متطرفين" سياراتدونالد ترامبنازيةتخريبإيلون ماسكتسلاالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب ألمانيا إسرائيل قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس دونالد ترامب ألمانيا إسرائيل قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس سيارات دونالد ترامب نازية تخريب إيلون ماسك تسلا دونالد ترامب ألمانيا إسرائيل قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس لبنان سوريا احتجاجات مؤتمر ميونيخ للأمن الاتحاد الأوروبي فرنسا سیارات تسلا یعرض الآنNext إیلون ماسک
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي والتعليم الأكاديمي .. بين التمكين وتراجع التفكير النقدي
- أكاديميون: أهمية الرقابة والتنظيم لتفادي الاعتماد المفرط على الإجابات الجاهزة
- طلبة: تشجّع الطالب على البحث والتحليل ويمكنها أن تطرح حلولًا متعددة
بات الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من المشهد التعليمي في مؤسسات التعليم العالي، حيث عبّر عدد من الطلبة عن أهمية استخدامه في تسهيل الوصول إلى المعلومات وإنجاز البحوث الدراسية في وقت أقصر وبجهد أقل، بينما أكّد أكاديميون ضرورة تنظيم استخدام هذه التقنيات الحديثة لتفادي الاعتماد المفرط عليها، مما قد يؤدي إلى ضعف مهارات التحليل والتفكير النقدي لدى الطلبة.
وفي هذا السياق، سلّطت "عُمان" الضوء على آراء طلبة وأكاديميين حول حضور الذكاء الاصطناعي في البيئة التعليمية الجامعية، ومدى تأثيره على مخرجات التعليم، والفجوة بين الاستخدام الإيجابي والممارسات السلبية المرتبطة به.
يرى الطالب سعيد بن أحمد الجابري من كلية البيان أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي ساعدهم على فهم المواد الدراسية بشكل أسرع من خلال منصات ذكية وتطبيقات تعليمية ذكية، وهو وسيلة لتوفير الوقت وتحقيق نتائج أفضل، ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يوفر لنا كمًّا هائلًا من المعلومات، مما يساعدنا على الحصول على المعلومات بشكل أسرع.
وأضاف: أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تشجّع الطالب على البحث والتحليل، ويمكنها أن تطرح حلولًا متعددة للمشكلة الواحدة، مما يساعدنا على التفكير في أي حلٍّ لنا هو الأفضل.
بدوره، أعرب الطالب يونس بن يعقوب الشكيلي عن ارتياحه لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التي تسهّل الوصول إلى المعلومات وتساعد على إنجاز المهام الدراسية بسرعة وكفاءة، لكن في المقابل، أشار إلى وجود مخاوف من تراجع مهارات التفكير النقدي إذا تم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي للحصول على الإجابات الجاهزة دون تحليل أو فهم، إذ قد يؤدي ذلك إلى ضعف القدرة على التفكير المستقل.
وأبدى رأيه بتنظيم حلقات عمل تدريبية للطلبة والمعلمين حول الاستخدام الآمن والأخلاقي للذكاء الاصطناعي، وتطوير سياسات جامعية تنظم أدوات الذكاء الاصطناعي داخل القاعات الدراسية، بالإضافة إلى تشجيع دمج الذكاء الاصطناعي مع مهارات التفكير النقدي.
بينما قال الطالب وائل بن علي الجابري: الذكاء الاصطناعي ساعدني كطالب في أداء أشياء لتلخيص وفهم المواد بشكل أفضل، والمساعدة في البحث عن المعلومة بشكل أفضل، مما اختصر لي وقتًا من حيث البحث عن المعلومة وشرحها. وأضاف أيضًا: ساعدني في تطوير من مهاراتي الدراسية، إلى جانب علّمني كيف أحفظ بشكل أسرع.
في المقابل، يرى بعض الأكاديميين أن الاعتماد الزائد على الذكاء الاصطناعي قد يؤثر سلبًا على مهارات التفكير النقدي لدى الطلبة، وأشاروا إلى أهمية وجود رقابة وتنظيم لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتفادي الوقوع في الاستخدام الخاطئ، مثل الاعتماد المفرط على الإجابات الجاهزة.
وأكد الخليل بن أحمد العبدلي، الحاصل على ماجستير في الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية حديثة أو "ترند"، بل هو تحول عميق يمثل تغييرًا في طريقة الحياة والعمل والتفكير، ووصف العبدلي الذكاء الاصطناعي بأنه أداة قوية جدًا، وتعتمد على كيفية استخدامنا لها، موضحًا أنه إذا تم استغلالها بالشكل الصحيح، فإنها قد توفّر علينا وقتًا وجهدًا، وتفتح لنا سبلًا تعليمية، ومهارات جديدة، وتقنيات حديثة في عملنا وطريقة أدائنا، وكمؤسسة أو كدولة، فإنها ستفتح أمامنا فرصًا تعليمية ووظيفية لم نكن نتوقعها.
وأشار إلى أنه يجب في الوقت نفسه أن نكون واعين بأن الذكاء الاصطناعي لا يفكر ولا يشعر، هو يعتمد فقط على البيانات التي يتم تزويدها من المستخدمين، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي العالمي الموجود خارج الدولة ذكاء اصطناعي عام، ومعلوماته عامة، وغالبًا ما تكون ناقصة ومنحازة، وأرجع ذلك إلى أن هذه الأنظمة تعتمد على بيانات الإنترنت العامة التي لا تعكس بالضرورة الواقع المحلي وقد تكون متحيزة.
وطرح العبدلي حلًّا استراتيجيًا يتمثل في ضرورة أن يكون للدول ذكاء اصطناعي خاص، وشرح أن الفكرة تقوم على الاستفادة من التقنيات العالمية، لكن مع ضمان أن البيانات المستخدمة محلية، والنظام يعمل داخل البنية الأساسية الوطنية، مؤكدًا أن تكون المعلومات خاصة، والتقنيات الخاصة الموجودة في الحاسوب لدينا لا تخرج خارج الدولة، ويرى أن تحقيق ذلك من شأنه أن يعمل طفرة معلوماتية لدينا في المؤسسات الحكومية.
وأوضح العبدلي أن استخدام الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى وعي، وانتقد التوجه السطحي نحو التقنية قائلًا: المطلوب ليس الانجراف خلف "الترندات" والتقنيات لغرض التجربة، بل يكون هناك تبنٍّ حقيقي، وأهم موضوع هنا الوعي، وفي هذه المرحلة نحاول عمل دورات تدريبية، التي من خلالها نُعرّف المتدربين بأساسيات التحول إلى الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن التحول في استخدامات الذكاء الاصطناعي في سلطنة عمان بدأ منذ 3 سنوات، وأكّد أن المنطقة لا تزال في مرحلة الوعي، مما يتيح فرصة ثمينة لاستغلال هذه البداية بشكل صحيح من خلال التدريب التطبيقي والعملي والتوعية الصحيحة.
والخلاصة أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة كبيرة لتطوير التعليم الجامعي وتحسين مخرجاته؛ فقد أصبح جزءًا في العلم التقني وسهّل عملية التعلّم، ومع ذلك يبقى سلاحًا ذو حدّين، إذ في طيّاته العديد من الفوائد التي تسهم في تحسين جودة التعليم، ولكنه يتطلب وعيًا مشتركًا بين الطلبة والمعلمين لضمان تحقيق أفضل النتائج دون التأثير السلبي على المهارات الأساسية التي يحتاجها الطلبة في حياتهم العلمية والعملية.
ومن المهم أن تسعى المؤسسات التعليمية إلى استخدام الذكاء الاصطناعي كوسيلة داعمة لتطوير قدرات الطلبة وليس بديلًا عن التفكير، كما يجب وضع سياسات واضحة ومحددة لاستخدامه داخل الجامعات، مع توفير برامج توعية للطلبة والمعلمين لضمان الاستخدام الأخلاقي والفعّال للتقنيات الحديثة.