الأمن الأردني يواصل اعتقال شبان على خلفية دعم المقاومة.. يمنعهم من لقاء محاميهم
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
تواصل سلطات الأمن في الأردن اعتقال عدد من الشبان الناشطين في زنازين انفرادية دون توضيح أسباب الاعتقال، غير أن مصادر "عربي21" عزت اعتقال بعضهم لأسباب تتعلق بالنشاط الداعم لغزة ودعم المقاومة، بينما لم يتم معرفة تفاصيل الأسباب لدى عدد آخر منهم.
في هذا السياق، أصدر القطاع الشبابي لحزب جبهة العمل الإسلامي بيانًا استنكر فيه هذه الاعتقالات، معتبرًا أنها تأتي "في وقت يحتاج فيه الوطن إلى تمتين الجبهة الداخلية ورص الصفوف لمواجهة التحديات".
وأشار البيان إلى استمرار الأجهزة الأمنية في استدعاء واعتقال المواطنين، مع تزايد هذه العمليات منذ بداية "طوفان الأقصى"، وأشار البيان إلى أن بعض الاعتقالات تمت بعد مداهمة المنازل وتفتيشها، مع احتجاز المعتقلين دون السماح لبعضهم بزيارة الأهل أو محامي الدفاع.
وطالب البيان مجلس النواب والمنظمات الحقوقية والإنسانية بالضغط لوقف هذه الممارسات والعمل على إطلاق سراح الموقوفين.
وحصلت "عربي٢١" على معلومات عن بعض المعتقلين؛ ومن بينهم صهيب جبريل وهو إعلامي شاب معتقل منذ 25 يومًا حيث سُمح لأهله بزيارته في اليوم الرابع والعشرين، دون السماح للمحامي بلقائه بينما لا تزال خلفية اعتقاله غير معروفة.
والمعتقل الشاب حسام أبو حماد، وهو مهندس مدني ونقابي في نقابة المهندسين، اعتُقل في 10 شباط/ فبراير 2025 حيث لم يُسمح لأهله أو محاميه بزيارته، وتم تفتيش منزله عقب اعتقاله، وفي نفس اليوم اعتقل مهندسين آخرين هما إبراهيم عيدة، معلم للقرآن الكريم، وخالد خليل، وقد جرى تفتيش منزليهما ومنعا من لقاء ذويهما أو المحامين.
أما عبد العزيز هارون، فهو مهندس طيران وحفيد النائب السابق عبد العزيز جبر والشيخ المعروف عزام هارون، فما زال معتقلاً منذ 58 يومًا دون معرفة الأسباب، حيث تم اعتقاله من مقر عمله وتفتيش منزله كذلك مع مجموعة أخرى من الشبان.
من جانبها، أعربت عائلات المعتقلين عن قلقها البالغ إزاء مصير أبنائها. وفي حديث لـ"عربي21"، قالت والدة أحد المعتقلين، فضلت عدم الكشف عنها : "نعيش في حالة من القلق المستمر، لا نعلم شيئًا عن صحة ابننا أو ظروف احتجازه. نطالب السلطات بالسماح لنا بالتواصل معه والإفراج عنه فورًا وهو المشهود له بحسن خلقه وسيرته".
وفي تعليق له على هذه التطورات، قال النائب في البرلمان الأردني معتز الهروط: "ينبغي ونحن نواجه التهجير ونقف في وجه الأخطار المحدقة بنا في الأردن أن يتم تمتين الجبهة الداخلية بما يشمل إطلاق الحريات العامة والإفراج عن معتقلي الرأي ومعتقلي دعم المقاومة، لتزداد قدرة هذا الوطن على مواجهة أي ضغوط خارجية وليتصدى للمشاريع التي تستهدفه".
وتتصاعد الدعوات من قبل منظمات حقوق الإنسان والأحزاب السياسية للإفراج الفوري عن جميع المعتقلين وضمان حقوقهم القانونية والإنسانية، بما في ذلك حقهم في التواصل مع محاميهم وذويهم.
يُذكر أن السلطات الأردنية لم تصدر حتى الآن أي بيان رسمي يوضح أسباب هذه الاعتقالات أو يرد على الانتقادات الموجهة إليها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حقوق وحريات المقاومة الاعتقالات الاردن امن المقاومة اعتقالات المزيد في سياسة حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
«البرازيل ليست حديقة خلفية».. بين تحدي الهيمنة وصعود القوة الناعمة في الجنوب العالمي
منذ عودته إلى سدة الحكم، رفع الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا شعار «البرازيل أولًا»، ليس كنسخة مقلّدة من شعارات قومية أخرى، بل كتعبير صادق عن رغبة وطنية لكسر حلقة التبعية والهيمنة، وإعادة تعريف موقع البرازيل على الخريطة العالمية.
في زمن تتسارع فيه التحولات الجيوسياسية، وتتفكك فيه مراكز القوة التقليدية، قررت برازيليا أن تكون أكثر من مجرد قوة إقليمية: أن تصبح لاعبًا عالميًا له موقف مستقل، ورؤية مختلفة للعالم، بعيدًا عن الوصاية الغربية.
تسعى البرازيل اليوم لتكون رافعة جديدة للاقتصاد العالمي من خلال دورها المحوري في مجموعة «بريكس»، وتوسيع نفوذها في ملفات التنمية، والطاقة النظيفة، والمناخ، والغذاء، وأيضًا عبر سياسة خارجية متوازنة تراعي العدالة وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
في هذا السياق، برز موقفها المتقدم من قضايا الشرق الأوسط، وخصوصًا في دعمها لحل الدولتين في فلسطين، ورفضها القاطع لأي تدخل عسكري أجنبي في سوريا، وإدانتها للحصار على غزة، ما جعل منها صوتًا جنوبيًا حرًا يعيد التوازن في خطاب العلاقات الدولية.
ولا يمكن تجاهل الدور المتنامي للجاليات العربية في الداخل البرازيلي، لا سيّما من أصل لبناني وسوري وفلسطيني، التي تجاوزت عدة ملايين من السكان، وساهمت في تشكيل المزاج العام والسياسات، سواء في البرلمان أو الإعلام أو التجارة.
لقد أصبحت هذه الجاليات جسرًا ثقافيًا واقتصاديًا وإنسانيًا، يعزّز من روابط البرازيل بالمنطقة العربية، ويجعلها في قلب الحسابات الجديدة لما بعد عصر الهيمنة.
ترامب ونظرة التسلط المستمرةفي هذا الإطار، يبرز موقف الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، الذي لا يزال يتعامل مع أمريكا اللاتينية بعقلية الحرب الباردة. يعتقد ترامب أن البرازيل مجرد "حديقة خلفية"، وأن بإمكانه توجيه قراراتها، أو على الأقل ليّ ذراعها اقتصاديًا من خلال فرض ضرائب وعقوبات غير معلنة على صادراتها تحت ذرائع بيئية أو سياسية أو تجارية.
لكن هذه النظرة الفوقية تصطدم بواقع مختلف: البرازيل لم تعد تلك الدولة التي تُدار من واشنطن، بل باتت أكثر جرأة في رفض الإملاءات، وأكثر وعيًا بمصالحها القومية، كما ظهر في ملفات كبرى تتعلق بعلاقاتها مع الصين وروسيا، ورفضها التدخل في نزاعات لا تعنيها إلا من منظور العدالة الدولية، وليس الاصطفاف السياسي.
صراع الضرائب.. أم صراع السيادة؟في الأشهر الأخيرة، تصاعد التوتر التجاري بين البرازيل وبعض القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، في شكل ضغوط مالية وضرائبية تمس قطاعات استراتيجية في الاقتصاد البرازيلي، مثل الزراعة والتعدين والطاقة.
هذه "الإتاوات الجديدة" ليست مجرد أدوات ضغط تجارية، بل هي شكل من أشكال تقييد القرار السيادي، وإجبار البرازيل على إعادة تموضعها الجيوسياسي.
البرازيل من جانبها لم تقف مكتوفة الأيدي، بل بدأت في تعزيز شراكاتها مع دول الجنوب العالمي، والانخراط بعمق أكبر في مبادرات بديلة للنظام المالي الغربي، سواء عبر بنك التنمية التابع للبريكس، أو في تعزيز التجارة بالعملات المحلية بعيدًا عن الدولار.
هل تستطيع البرازيل المواجهة؟الجواب نعم، ولكن بشروط، فالبرازيل تملك مقومات القوة: اقتصاد كبير ومتنوع يُعد من أكبر 10 اقتصادات في العالم، وموارد طبيعية هائلة تؤهلها لتكون قوة غذائية وطاقوية عظمى، وتحالفات استراتيجية مثل «بريكس+»، تمنحها بدائل للنظام الغربي، فضلًا عن رأي عام محلي بات أكثر وعيًا ورفضًا للهيمنة الأجنبية.
وفي المقابل، تحتاج إلى تحصين مؤسساتها السياسية ضد محاولات زعزعة الاستقرار، وإصلاح داخلي جاد يعالج التفاوت الاجتماعي ويعزز الثقة، وإعلام مستقل يستطيع أن يعبّر عن الرؤية الوطنية دون الوقوع في فخ الدعاية.
البرازيل والتاريخ المعاد كتابتهتخوض البرازيل اليوم معركة رمزية كبرى، ليست فقط على مستوى التجارة أو المناخ أو السياسة، بل على مستوى سردية «من يملك الحق في القرار».
لم تعد مستعدة لأن تكون تابعًا، بل شريكًا متكافئًا في كتابة فصول النظام العالمي الجديد.وكما قال أحد المحللين البرازيليين: «الاستقلال لا يُستعاد فقط من الاستعمار، بل من كل وصاية جديدة تتخفى خلف خطاب ديمقراطي أو بيئي أو أمني».
البرازيل إذن، ليست حديقة خلفية لأحد، بل غابة سيادية كثيفة، فيها ما يكفي من الجذور والأغصان لتقاوم الرياح القادمة من الشمال.
كاتب وباحث في الشؤون الجيوسياسية والصراعات الدولية. [email protected]
اقرأ أيضاًوزير الخارجية يلتقي نظيره البرازيلي في نيويورك لبحث جهود وقف إطلاق النار بغزة
رئيس البرازيل يرفض تهديدات ترامب: لن نخضع للضغوط