إلغاء التكليف.. الأسنان تطالب التعليم العالي والصحة بهذا القرار
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
أرسل نقيب أطباء الأسنان الدكتور إيهاب هيكل، خطابين إلى الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، بشأن الأزمة التي تسببت فيها زيادة أعداد كليات طب الأسنان بمصر ما نتج عنه إلغاء تكليف أطباء أسنان حديثي التخرج، نظرا لزيادة الأعداد عن حاجة سوق العمل.
وأكد نقيب أطباء الأسنان الدكتور إيهاب هيكل، أن اللقاء الذي جمعه مع وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبد الغفار، قبل أيام لم يحمل جديدا بشأن تكليف دفعة 2023، معقبا: "للأسف الموضوع مغلق تماما، منتهي، ومش هيكون فيه تكليف لدفعة 2023".
والتقى النقيب العام لأطباء أسنان مصر مع الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، لمناقشة ملف تكليف دفعة أطباء الأسنان 2023 وشرح مطالبهم.
تكليف دفعة أسنان 2023وقررت اللجنة العليا للتكليف في اجتماعها، الذي عقد في 13 سبتمبر عام 2022، بحضور كامل تشكيل اللجنة بما في ذلك نقباء: الأطباء البشريين، وأطباء الأسنان، والعلاج الطبيعي، والتمريض، واللجنة الثلاثية لإدارة نقابة الصيادلة، بالإضافة إلى الدكتور أشرف حاتم رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب والدكتور كريم بدر أمين سر لجنة الصحة، فضلا عن ممثلين عن المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، وهيئة المستشفيات التعليمية، وقطاع الطب العلاجي، وعميد طب الأزهر، ومدير عام مستشفيات جامعة القاهرة، تكليف خريجي الكليات الطبية وفقًا لـ"الاحتياجات".
وجاء بالخطاب الموجه إلى وزير التعليم العالي: "بالإشارة إلى قرار معاليكم يفتح جامعات أهلية جديدة يضم معظمها كليات طب أسنان جديدة والتي تجعل عدد الكليات يتعدى الثمانين كلية، بينما كليات طب الأسنان في الولايات المتحدة لا يتجاوز 10 كلية، لا يتعدى عدد الدارسين في كل دفعة: كل كلية خمسون طالبا، واقصى عدد تم تخريجه في عام واحد في الولايات المتحدة هو 10 أطباء، بينما الدفعات الحالية في مصر والتي تخرجت في 2022 تتجاوز الاثنا عشر ألفا، ودفعة 2024 تتجاوز هذا الرقم".
وتابع الخطاب: "تود النقابة العامة أن تستعلم من معاليكم من الدراسة الخاصة باحتياجات سوق العمل والتي تم بناء عليها ها انقاذ هذا القرار علما بأن النقابة هي الجهة الوحيدة التي لديها كافة البيانات عن أطباء الأسنان والتي لا توجد في وزارة الصحة ولا الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء".
وسبق أن قدمت النقابة لأطباء الأسنان دراسة إلى وزارة التعليم العالي في 2022 من أعداد أطباء الأسنان وتوزيعهم (مرفقة، وذلك في الوقت الذي كانت فيه الأعداد 81 ألفا بالإضافة إلى 15 ألف طالب في مراحل التعليم المختلفة وحذرت النقابة في حينها من البطالة التي تفتك بالمهنة والآن تجاوز عدد أطباء الأسنان 108 ألف طبيب بخلاف ما يفوق السبعين ألف طالب بخلاف الدارسين بالخارج والذي يجاوز عددهم السبع آلاف طالب.
وقد اقترحت النقابة في حينه عددا معينا للقبول بجميع الجامعات بغض النظر عن عدد الكليات كما قدمت لجنة قطاع طب الأسنان بناء على نفس الدراسة مقترها بعدد المقبولين في جميع الكليات ولم يتم الأخذ بالرأيين ولا يخفى على معاليكم أن هناك نقصا شديدا في أعضاء هيئة التدريس فكيف سيتم العمل بهذه الكليات الجديدة.
وقالت النقابة العامة، إن وزارة الصحة اتخذت قرارا منذ عامين يتطبيق التكليف حسب الاحتياج بدءا من العام الحالي، وعليه فإن دفعة 2023 الذي يفوق عددهم الاثنا عشر ألفا، سيتم تكليف يضع مئات منهم فقط في المحافظات الحدودية وذلك نظرا لكثرة أعداد أطباء الأسنان بالوزارة.
وتابعت: إذا كانت الدولة متمثلة في وزارة التعليم العالي ترى أن هناك احتياج لإنشاء كليات جديدة لأن سوق العمل يحتاج فعليها أن تقوم بتعيين جميع الخريجين من دفعة 2022 والدفعات التالية لها، في حين أن الجهة المعنية بالمهنة، وهي النقابة تحذر من البطالة وتعلنها صراحة انه لا يوجد أي احتياج في سوق العمل الخاص الأطباء أسنان جدد.
واختتمت النقابة قائلة: قامت وزارة التعليم العالي الليبية بتعليق الدراسة في جميع الكليات الحكومية لمدة ثلاث سنوات نظرا لاكتظاظ سوق العمل بأطباء الأسنان وعليه تطلب من معاليكم تحديد موعد عاجل للاجتماع بكم وذلك في حضور جميع الأطراف المعنية لمناقشة الأمر.
كما أرسلت نقابة أطباء الأسنان خطابا مماثلا إلى وزير الصحة والسكان حول هذا الشأن أيضا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التعليم العالي وزير التعليم العالي التكليف نقابة أطباء الأسنان وزارة التعليم العالي نقيب أطباء الأسنان المزيد وزیر الصحة والسکان التعلیم العالی أطباء الأسنان سوق العمل
إقرأ أيضاً:
التعليم طريق للعمل أم للبطالة؟
جابر حسين العماني
jaber.alomani14@gmail.com
ما زالت منطقتنا العربية تُعاني من ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، وهي بحاجة ماسة إلى توفير ما يزيد عن 33.3 مليون فرصة عمل بحلول عام 2030 لاستيعاب نسب الشباب المرتفعة سنويا في أسواق العمل، وهو ما ذكره موقع الجزيرة في تحليل اقتصادي.
ولتحقيق تلك الغاية والحصول على ذلك الهدف يتوجب على الدول العربية إجراء الكثير من التعديلات على أنظمتها التعليمية بما يتوافق مع سوق العمل ومتغيراته واحتياجاته.
ومن المؤسف جدًا أن بعض الدول العربية والإسلامية، لا يهيئ النظام التعليمي فيها الطالب لسوق العمل بشكل جيد؛ بل يزيد من ارتفاع معدلات البطالة، وذلك لأن بعض المناهج التعليمية لا تركز على المهارات الحياتية بقدر تركيزها على الحفظ وتلقين المعلومة، وهنا تقع المشكلة التي كثيرا ما تجعل الطالب حافظا وملقنا لا أكثر، وذلك لوجود تفاوت كبير بين ما يدرسه الطالب في الفصول الدراسية وبين ما تحتاجه أسواق العمل من كفاءات في المهارات العملية.
تعاني اليوم بعض التخصصات الأكاديمية في عالمنا العربي والإسلامي من قلة الطلب في سوق العمل، وذلك لضعف التدريب العملي لطلابها ولأن الوظائف تمنح في بعض الأماكن لغير أصحاب الكفاءة، وليس المقصود هنا التقليل من أهمية التعليم أو إنكار فوائده الجمة على المجتمع، ولكن نحن بحاجة ماسة إلى عملية تحديث مستمر لإنتاج تعليم سليم يُلبي احتياجات الناس أينما كانوا.
على الحكومات والمسؤولين جميعا مسؤوليات عظيمة يجب الوقوف عندها وعدم إهمالها أو تسويفها، وأقلّها أن يسألوا أنفسهم وهم على طاولات الاجتماعات: كيف نستطيع تحويل وتغيير التعليم من عبء إلى فرص عملية سانحة وناجحة يستفيد منها الإنسان المتعلم؟ من الطبيعي ألا يتحقق النجاح إلا من خلال إصلاح جذري نستطيع من خلاله جعل الشهادة العلمية بوابة للعمل المخلص في خدمة أوطاننا الغالية على قلوبنا، وليس مجرد زينة معلقة على جدران مجالس البيوت وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
اليوم، ومن أجل تحويل وتغيير التعليم من عبء إلى فرصة عملية سانحة وناجحة بحيث يستفيد منها المتعلمون بالدرجة الأولى، لا بُد من العمل الجاد على توفير ما يلي:
أولًا: ضرورة دمج التخصصات العلمية بواقع أسواق العمل، وتدريب الطلاب على ذلك، وتطوير الإبداع لديهم في المدارس والجامعات، والاهتمام بالمهارات التفكيرية والإبداعية. ثانيًا: المساهمة الفاعلة في دعم مشاريع ريادة الأعمال، والتدريب المهني، والاهتمام الجاد بالمهارات الرقمية، وتعزيز قدرات الطالب عمليا. ثالثًا: استغلال الذكاء الاصطناعي والأدوات التفاعلية المختلفة لجعل التعليم تجربة جاذبة ومميزة يحبها الطالب ولا يستغني عنها بل وتكون محفزة له لمزيد من النجاح والتفوق. رابعًا: منح الطالب دورًا رئيسيا وجوهريا في رسم مستقبله، وذلك من خلال مساعدته وإعانته على التخصص المبكر، أو في البرامج الجامعة بين التعليم الأكاديمي والمهني، والهدف من ذلك إشعاره بأن ما يتعلمه اليوم سيخدم توجهاته الشخصية التي يرجوها في المستقبل القريب. خامسًا: مساعدة الطالب على ازالة الضغوطات النفسية، وذلك من خلال تقديم التعليم على هيئة مهارات وتطبيقات عملية بهدف تقليل التوترات النفسية التي قد تعصف بالطالب بين الحين والآخر في مراحله الدراسية المختلفة، وذلك في حد ذاته يجعل من الفاعلية متقدة ومتوازنة لدى الطالب. سادسًا: تطوير دور المعلم من ملقن إلى موجه، حتى يستطيع أن يكون شريكا فاعلا في رحلة ومسيرة الطالب الدراسية نحو الاكتشاف العلمي والتعلم الذاتي والعملي، وليس فقط أن يكون المعلم ناقلا للمعلومات العلمية فقط.اليوم نحن بحاجة ماسة إلى تعليم ناجح وفعّال يُهيئ الطلبة والطالبات للعمل في المستقبل، تعليم لا يقتصر على ما هو شائع ومتعارف عليه في مناهجنا الدراسية الحالية، بل يقوم على تنمية المهارات والمبادرات الاجتماعية والعملية، والاعتماد الكامل على النفس، وذلك من خلال تعليم جاد ومتزن يجمع بين أصل التعليم النظري والتطبيق العملي، بحيث يكون قادرا على إعداد الإنسان على مواجهة المشكلات والتحديات في بيئة العمل، لذا نحن بحاجة ملحة إلى تعليم واقعي وحيوي يربط مدارسنا الأهلية وجامعاتنا المحلية والدولية بأسواق العمل المختلفة، ويجعل من طلاب العلم في المدارس والجامعات فاعلين، وليس حافظين ومتلقين فقط.
وأخيرًا ورد في الأثر عن الإمام موسى بن جعفر وهو من أحفاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قوله "إِنَّ خَوَاتِيمَ أَعْمَالِكُمْ قَضَاءُ حَوَائِجِ إِخْوَانِكُمْ وَاَلْإِحْسَانُ إِلَيْهِمْ مَا قَدَرْتُمْ وَإِلاَّ لَمْ يُقْبَلْ مِنْكُمْ عَمَلٌ حَنُّوا عَلَى إِخْوَانِكُمْ وَاِرْحَمُوهُمْ تَلْحَقُوا بِنَا".
** عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
رابط مختصر