ماكرون يحذر: الحروب التجارية تعرقل الأمن العالمي ويدعو ترامب لوقف التصعيد
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وحلفائها، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قلقه إزاء النهج الأمريكي في فرض تعريفات جمركية على أوروبا والصين، محذرًا من أن الحروب التجارية المتزامنة قد تعرقل الاستقرار الاقتصادي والأمني العالمي.
وخلال لقائه مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أكد ماكرون أن واشنطن لا يمكنها الانخراط في نزاعين اقتصاديين في آنٍ واحد، مع كلٍّ من أوروبا والصين، مشددًا على أهمية الحفاظ على علاقات تجارية متوازنة بين الحلفاء.
وقال ماكرون بوضوح: "أتمنى أن أقنع ترامب بوقف الحرب التجارية، لأن التصعيد المستمر لن يؤدي إلا إلى مزيد من التوترات الاقتصادية والسياسية".
كما شدد على أن فرنسا وأوروبا لا تفرضان تعريفات جمركية على الولايات المتحدة، داعيًا واشنطن إلى عدم فرض تعريفات جديدة في الوقت الحالي، لما لذلك من تأثير سلبي على الاقتصاد العالمي.
وفيما يتعلق بالتعاون الدفاعي بين الحلفاء، أكد ماكرون أن هناك حاجة ملحة لزيادة الإنفاق الدفاعي، خاصة في ظل التحديات الأمنية المتزايدة. إلا أنه أشار إلى أن الحروب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة تعرقل هذه الجهود، إذ تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاديات الأوروبية وتحدّ من القدرة على تخصيص موارد إضافية للدفاع المشترك.
وتأتي هذه التصريحات وسط قلق متزايد في الأوساط الاقتصادية والدبلوماسية بشأن تداعيات السياسات الحمائية الأمريكية على الاقتصاد العالمي، حيث يرى محللون أن استمرار النزاع التجاري قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، فضلًا عن توتر العلاقات بين الحلفاء التقليديين.
وفي الوقت الذي تحاول فيه أوروبا تعزيز شراكتها الاقتصادية والعسكرية، يظل التنسيق مع الولايات المتحدة أمرًا بالغ الأهمية لضمان استقرار الأسواق المالية وحماية الأمن المشترك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصين الولايات المتحدة إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي تعريفات جمركية أوروبا النهج الأمريكي المزيد الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
عاجل. ترامب: الولايات المتحدة كانت على علم بخطط إسرائيل لمهاجمة إيران
تتأرجح المواقف الأميركية تجاه إيران بين الدعوة إلى العودة للمفاوضات النووية، كما صرّح الرئيس دونالد ترامب، وبين تقارير إعلامية كشفت عن منح واشنطن ضوءاً أخضر لإسرائيل لتنفيذ ضربات عسكرية ضد طهران. اعلان
في الوقت الذي كانت فيه الأنظار تتجه نحو مسقط، حيث كان يُفترض أن تُستأنف الجولة السادسة من المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران يوم الأحد المقبل، دوّت فجر الجمعة أولى الضربات الإسرائيلية على مواقع نووية وعسكرية إيرانية.
ترامب: تفاوضوا قبل أن لا يبقى شيء
الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض على وقع أزمة نووية متصاعدة، وجّه رسالة واضحة لطهران عبر منصته "تروث سوشال"، دعا فيها الإيرانيين إلى الإسراع بإبرام اتفاق قبل فوات الأوان، قائلاً: "ما زال هناك وقت لوقف هذه المذبحة... افعلوا ذلك قبل أن لا يبقى شيء".
كلام ترامب حمل لهجة مزدوجة: تحذير من موجة عنف قادمة، ودعوة عاجلة للعودة إلى طاولة المفاوضات.
وفي مقابلة متزامنة مع شبكة "فوكس نيوز"، أكد أن بلاده "تأمل في استئناف المحادثات النووية"، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن "امتلاك إيران لسلاح نووي ليس خياراً مقبولاً إطلاقاً".
Relatedالموساد يضرب عمق إيران: تاريخ من العمليات الإسرائيلية السريّة ضد الجمهورية الإسلاميةهل وضعت إسرائيل جيران إيران من العرب في موقف محرج؟ما هي المواقع والشخصيات التي استهدفتها إسرائيل في ضرباتها ضد إيران؟ضوء أخضر
ما كشفه موقع "أكسيوس" الأميركي نقل الموقف إلى بعد آخر. فوفقًا لتقارير استندت إلى مصادر إسرائيلية رسمية، حصلت إسرائيل على ضوء أخضر أميركي واضح لشن هجومها ضد إيران، بعد ثمانية أشهر من التخطيط السري، تخللها تنسيق استخباراتي واسع.
وتحدثت التسريبات عن وجود عملاء إسرائيليين على الأرض داخل إيران، نفذوا عمليات دقيقة إستهدفت منصات الصواريخ والدفاع الجوي.
الموقف الأميركي: بين الردع والدبلوماسية
منذ بداية الأزمة، تبنّت الإدارة الأميركية خطًا معلنًا يقوم على التفاوض مع طهران، مع الحفاظ على "الردع الصارم" ضد أي تقدم عسكري نووي. ويبدو أن موقفها الحالي لم يخرج عن هذا الإطار، لكن توقيت الضربات الإسرائيلية – الذي جاء قبل 48 ساعة فقط من موعد مفترض لجولة تفاوضية في مسقط – قد يضعف صدقية المسار الدبلوماسي.
وأكد ترامب لاحقاً، في حديث لـ "وول ستريت جورنال"، أنّ الولايات المتحدة كانت على علم بخطط إسرائيل لمهاجمة إيران". وأضافت الصحيفة نقلاً عنه "تحدثت مع نتنياهو أمس وسأتحدث معه مرة أخرى اليوم".
غموض مقصود أم استراتيجية مزدوجة؟
يتعامل المراقبون مع التصريحات الأميركية الأخيرة بوصفها جزءًا من سياسة مدروسة: تهديد جاد يعزز موقع واشنطن التفاوضي، دون انخراط مباشر في المواجهة العسكرية. فبينما تترك لإسرائيل هامش التحرك ضد منشآت تعتبرها تهديدًا وجوديًا، تسعى واشنطن لأن تبقى في موقع "الوسيط القوي" القادر على فرض شروطه لاحقًا في أي اتفاق محتمل.
لكن هذا النهج لا يخلو من مخاطر. إذ قد تراه طهران دليلاً على عدم جدية واشنطن في خيار الحوار، أو أسلوباً لتقويض المفاوضات تحت غطاء من التصعيد الأمني.
الرسالة الأميركية تبدو واضحة ومتناقضة في آن: التفاوض لا يزال ممكناً، لكن الخيار العسكري حاضر ومتاح. وهي رسالة قد تنجح في دفع طهران للتراجع، أو تدفعها إلى التصعيد والانكفاء عن طاولة التفاوض.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة