بث مباشر.. صلاة الجمعة الأخيرة من شعبان بالقناطر الخيرية
تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT
نشرت الفضائية المصرية، شعائر صلاة الجمعة الأخيرة من شعبان، مسجد الشهيد بقرية أبوالغيط مركز القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية.
وحددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم، الموافق ٢٨ من فبراير ٢٠٢٥م، الموافق ٢٩ من شعبان ١٤٤٦هـ، بعنوان: "يا باغي الخير أقبِل".
وأكدت وزارة الأوقاف أن الهدف من هذه الخطبة هو التوعية بفضائل شهر رمضان ووجوب الإقبال على مواسم الخير؛ استعدادًا لاستقبال هذا الشهر الكريم بما يليق من طاعة وعبادة.
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، بَدِيعِ السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ، وَنُورِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَهَادِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، سُبْحَانَهُ، مِنْهُ العَطَاءُ وَالإِمْدَادُ، وَبيَدِهِ الإِشْقَاءُ وَالإِسْعَادُ، لَا تَطِيبُ الأَلْسِنَةُ إِلَّا بِذِكْرِهِ، وَلَا تَعْمُرُ القُلُوبُ إِلَّا بِمَعْرِفَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ، وَلَا تَسْتَقِيمُ الجَوَارِحُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ، ونَشْهَدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، ونَشْهدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَحَبِيبُهُ وَخَلِيلُهُ، صَاحِبُ الخُلُقِ العَظِيمِ، النَّبِيُّ المُصْطَفَى الَّذِي أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:
فَيَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ، فَأَنْتَ عَلَى أَعْتَابِ أَيَّامٍ مُمجَّدَةٍ، وَأَوْقَاتٍ مُنَوَّرَةٍ، سَاعَاتٌ مِنَ الفَضْلِ وَالعَطَاءِ الإِلَهِيِّ قَدْ أَقْبَلَتْ، وَرَحَمَاتٌ وَتَجَلِّيَاتٌ مِنَ الرَّحْمَنِ تَنَزَّلَتْ، وَبَرَكَاتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قَدْ فُتِّحَتْ، فَهَيِّئْ قَلْبَكَ لِمُرَادِ رَبِّكَ، فَإِنَّ لِلْقُلُوبِ النَّقِيَّةِ اسْتِقْبَالًا وَتَعْظِيمًا لِشَعَائِرِ الحَقِّ {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ}.
يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ، فَهَا هُوَ شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَك، تُغَلَّقُ فِيهِ أَبْوَابُ النِّيرَانِ وَتَفْقِدُ لَهِيبَهَا، وَتُفَتَّحُ أَبْوَابُ الجِنَانِ وَيَفُوحُ فِي الدُّنْيَا شَذَاهَا وَنَسِيمُهَا، وَتُصَفَّدُ الشَّيَاطِينُ فَتَنْحَسِرُ هَمَزَاتُهَا، فِي لَحْظَةِ أُنْسٍ لَطِيفَةٍ، وَسَاعَةِ قُرْبٍ مُنِيفَة، وَاعْلَمْ أَنَّهُ مَا مِنْ ذَرَّةٍ مِنْ ذَرَّاتِ الوُجُودِ إِلَّا وَتَتَشَوَّقُ إِلَى تِلْكَ اللَّيْلَةِ الشَّرِيفَةِ المُتَفَرِّدَةِ مِنْ لَيَالِي الزَّمَانِ، فَإِنَّهُ «إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدةُ الجِنِّ، وَغُلِّقتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ فَلَمْ يُغلقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ كُلَّ لَيْلَةٍ: يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَللهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ».
أَبْشِرْ أَيُّهَا المُكَرَّم، فَأَنْتَ عَلَى مَوْعِدٍ شَرِيفٍ مَعَ شَهْرٍ أَذِنَ اللهُ فِيهِ لِخَزَائِنِ أَنْوَارِ القُرْآنِ أَنْ تَنْفَتِحَ، وَلِلْأَرْضِ أَنْ يَتَجَدَّدَ اتِّصَالُهَا بِالسَّمَاءِ، فَتَدَفَّقَتْ أَنْوَارُ القُرْآنِ مُنَزَّلَةً بِالوَحْيِ الأَشْرَفِ، مُتَجَلِّيَةً عَلَى قَلْبِ الجَنَابِ الأَنْوَرِ فِي لَيْلَةٍ سَاطِعَةٍ، وَكَأَنَّهَا أَلْفُ شَمْسٍ قَدِ اجْتَمَعَتْ لِشُهُودِ تَنَزُّلِ القُرْآنِ الكَرِيمِ عَلَى الأَرْضِ {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.
يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ وَأَبْشِرْ، فَحَادِيكَ قُرْآنٌ يَشْهَدُ لَكَ، وَرَكَعَاتٌ تُنَادِيكَ، وَقِيَامٌ بِاللَّيْلِ يُحَقِّقُ أَمَانِيكَ، فَهَلُمَّ إِلَى سَجْدَةِ خُشُوعٍ، وَدَمْعَة خُضُوعٍ، وَآيَةٍ تُنِيرُ دَرْبَكَ، وَدَعْوَةٍ تُقِيلَ عَثرَتَكَ، وَنَظْرَةِ عَفْوٍ وَعِتْقٍ مِن رَبِّك، فَإِنَّ رَمَضَانَ حِكَايَةُ شُهُودٍ وَعِرْفَانٍ، وَفَضْلٍ وَإِحْسَانٍ، وَصِلَةٍ وَامْتِنَانٍ، فَهَلْ مِنْ مُشَمِّرٍ لِنَفَحَاتِ رَمَضَان؟!
وَيَا عِبَادَ اللهِ، جَدِّدُوا رَبِّطَ قُلُوبِكُمْ بِمَوْلَاكُمْ، أَشْعِرُوا نُفُوسَكُمْ أَنَّ لَحْظَةً سَامِيَةً نَفِيسَةً مِنَ الأُنْسِ بِاللهِ تَعَالَى قَدْ أَقْبَلَتْ، وَأَدُّوا شُكْرَ نِعْمَةِ إِدرَاكِ رَمَضَانَ، اجْبُرُوا خَوَاطِرَ النَّاسِ، ابْحَثُوا عَنْ أَبْوَابِ الفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ وَاليَتَامَى، مُلْتَمِسِينَ الحَالَ النَّبَوِيَّ الشَّرِيفَ «كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضَانَ، فيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ»، تَحَرَّوْا أَيُّهَا الكِرَامُ الأَزْمِنَةَ الشَّرِيفَةَ، وَالأَحْوَالَ الكَرِيمَةَ، وَارْفَعُوا إِلَى رَبِّكُمْ أَكُفَّ الضَّرَاعَةِ، وَبُثُّوا إِلَى اللهِ تَعَالَى مَا بِقُلُوبِكُمْ، مُتَحَقِّقِينَ بِحَالِ الذُّلِّ وَالخُضُوعِ، يُمْدِدْكُمْ رَبُّكْمْ بِمَزِيدٍ فَوْقَ المَزِيدِ، فَإِنَّ «لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ دَعْوَة لَا تُرَدُّ».
أَيُّهَا الكِرَامُ، أَشِيعُوا فِي أُسَرِكُمْ وَأَهْلِيكُمْ وَمَنْ يُحِيطُ بِكُمْ أَنَّ زَمَنًا شَرِيفًا مُنَوَّرًا سَامِيًا عَالِيًا رَاقِيًا قَدْ أَطَلَّ، امْلَأُوا قُلُوبَكُمْ لُطْفًا وَأُنْسًا وَاسْتِمْدَادًا وَاسْتِنَارَةً بِالأَنْوَارِ الَّتِي بَثَّهَا اللهُ تَعَالَى فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، افْرَحُوا بِأَيَّامِ اللهِ، وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ شُهُودِهَا، {قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}. *
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزارة الأوقاف نص خطبة الجمعة خطبة الجمعة موضوع خطبة الجمعة شهر رمضان خطبة الجمعة اليوم خطبة الجمعة من شعبان الأ ر ض الق ر آن ر م ض ان ت ع ال ى أ ب و اب الخ ی ر
إقرأ أيضاً:
حكم صلاة الجنازة على الغريق المفقود وكيفية التعامل مع فقد الأحباء
أكدت دار الإفتاء المصرية أن المصائب والابتلاءات جزء من امتحان المؤمنين، وقد يبتلي الله الإنسان بفقد عزيز أو مصيبة في المال أو النفس، ويجعل ذلك سببًا لرفع درجاته وتكفير ذنوبه.
وعن ذلك، روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«مَا مِنْ شَيْءٍ يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ حَتَّى الشَّوْكَةِ تُصِيبُهُ، إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا حَسَنَةً أَوْ حُطَّتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ» (رواه مسلم).
كما أكد النبي صلى الله عليه وسلم على الصبر والتسليم لأمر الله عند حدوث المصيبة، والدعاء بقول:«إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللهُمَّ أجُرْنِي في مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لي خيرًا منها» (رواه مسلم).
الغريق وشهادة الموت في الإسلام
اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم الغريق من الشهداء، فقال:«الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: الْمَطْعُونُ، وَالْمَبْطُونُ، وَالْغَرِقُ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللهِ» (رواه البخاري ومسلم).
وأشار العلماء إلى أن الشهادة هنا تعني أجر الشهيد في الآخرة، ولا تغيّر أحكام الميت في الدنيا؛ فالغريق يُغسَّل ويُكفَّن ويُصلى عليه كغيره من الموتى.
حكم صلاة الجنازة على الغريق1. إذا عُثر على الجثة
إذا تم العثور على جثة الغريق، فإنه يُعامل كسائر الموتى: يغسَّل إذا أمكن، يُكفَّن، ويُصلى عليه.
قال العلامة أكمل الدين البابرتي الحنفي:
«لو أُخْرِج الغريق وجب غسله» (العناية شرح الهداية).
وقال الإمام ابن البراذعي المالكي:
«مات بغرق أو هدم، فإنه يُغسل ويُصلى عليه» (التهذيب في اختصار المدونة).
وأوضح شيخ الإسلام زكريا الأنصاري:
«ويُغسل الغريق فلا يكفي غرقه، لأننا مأمورون بغسل الميت» (أسنى المطالب).
إذا لم تُعثر الجثة، ولا يُعرف حاله من حياة أو وفاة، فلا يُصلى عليه مباشرة، بل يجب انتظار قرار من الجهة المختصة أو حكم قضائي بموت المفقود.
قال العلامة شهاب الدين الرملي:«فإن شُك في موته، وجب التأخير إلى العلم بموته» (فتح الرحمن).
وفي حال صدور الحكم بموته، يجوز صلاة الغائب عليه، وفق ما ذهب إليه المالكية والشافعية والحنابلة، بالنية واستقبال القبلة، سواء كان بعيدًا أو قريبًا.
قال الإمام النووي الشافعي:«تجوز الصلاة على الغائب بالنية وإن كان في غير جهة القبلة» (روضة الطالبين).
وقال ابن قدامة الحنبلي:«ويُصلى على الغريق، إذا غَرِق قبل الغسل، كالغائب البعيد، لأن الغسل تعذر» (الشرح الكبير).