وصول عدد المشاركين بـ«مبادرة تحدي القراءة» إلى 110 آلاف طالب
تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT
عقد المنسق الوطني لمبادرة تحدّي القِراءة العَربي في ليبيا، الدّكتور “علي قنون”، اِجتماعاً مع رؤساء فِرق التوثيق والإعلام، والفئات الخاصة، والتّدريب والتّوعية، والتّنسيق والمتابعة.
وناقش الاِجتماع، الذي عُقد بمقر اللجنة الوطنية الليبية للتّربية والثقافة والعلوم، “عملية تسجيل التلاميذ والطلاب في المبادرة والصعوبات التي تُواجهها، كما تناول الإعداد لورش عمل تعريفية بالمراحل القادمة، بالإضافة إلى إعداد لائحة التّقييم الخاصة بالمسابقة”.
وأعلن المنسق الوطني للمبادرة، خلال الاِجتماع، عن “وصول عدد المشاركين إلى 110 آلاف تلميذ وطالب من مختلف أنحاء البلاد، مع اِستكمال 19 طالباً قراءة 50 كتاباً وإدخال ملخصاتها في المنظومة”.
وأشار “قنون”، “إلى أنّ آخر موعد للتسجيل في المنظومة هو 15 مارس، في حين أن آخر موعد لإدخال ملخصات الكتب سيكون في الأسبوع الثالث من شهر أبريل، مضيفاً بأن مواعيد إقامة المسابقة على مستوى المؤسسات التّعليمية سيكون في أواخر شهر أبريل القادم، ستكون النّهائيات على مستوى المراقبات في شهر مايو، وعلى مستوى المناطق التّعليمية في شهر يونيو، فيما ستُقام نهائيات المسابقة على مستوى البلاد في منتصف شهر يوليو، يتأهل منهم الخمسة الأوائل للمشاركة في نهائيات المسابقة على المستوى العربي في شهر أكتوبر القادم في دولة الإمارات العربية المتحدة”.
.
آخر تحديث: 6 مارس 2025 - 18:15المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: تحدي القراءة تحدي القراءة العربي مبادرة تحدي القراءة العربي على مستوى
إقرأ أيضاً:
د. عبدالله الغذامي يكتب: شرائح القراءة
أنشد إسحاق الموصلي بيتين هما:
هل إلى نظرة إليك سبيل.. فيروى الصدى ويشفى الغليلُ
إن ما قل منك يكثر عندي.. وكثير ممن تحب القليلُ
فقال له الأصمعي: لمن تنشد، فقال لبعض الأعراب، فقال هذا والله هو الديباج الخسرواني، لكن إسحاق رد: بل هما لليلتهما، فقال الأصمعي: لا جرم، والله إن آثار الصنعة والتكلف بينٌ عليهما.
وهنا نرى حال التذوق وارتباطه بالسياق الثقافي، ففي زمن الأصمعي كانت تسود الرغبة في ثقافة التدوين والرواية وهذه مهنةٌ ثقافية جليلة صنعت لنا ذاكرة عظيمة في الشعر والحكايات، ولولا ذلك الجهد لضاعت ذاكرة العرب ولم نرث عن الماضي هذه الثروة العظيمة التي خلدها لنا المدونون، ومنهم الأصمعي، ولذا فقد طرب الأصمعي لذلك الخبر الشعري المذهل الذي نقله إسحاق الموصلي عن بعض الأعراب، ولكن حين تبين للأصمعي أن اللؤلؤة التي جلبها الصياد ليست حقيقيةً، ومن ثم تحولت لتصبح محاراً، وخاب ظنه بلؤلؤته التي لم تعد أعرابية كما ظن ابتداءً، وهنا تهشمت الذاكرة وذابت الدهشة، والدهشة في عمقها هي حال ذاكرة تبحث لها عن سياق تتموضع فيه كما نتحرك باتجاه رائحة القهوة أو رائحة خبز الأم (وهنا يحضر محمود درويش)، لكن لو اكتشفنا أن الرائحة مزورةٌ وليست أصيلةً فهنا تحدث الخيبة، وينقلب الحكم من إعجاب ودهشة إلى حس بليد لا يغني توق الروح لذاكرة بعيدة تم استحضارها فجاءة.
وهذا يشير إلى أن أنظمة الاستقبال، ومعها أنظمة الحكم على أي نص نستقبله، فأنت تستقبل النكتة بغير ما تستقبل مقولةً فلسفية، والذهن معهما يتصرف بناء على مفهوم (أفق التوقع)، وهو أحد مفاهيم نظرية الاستقبال، وكذلك ما نفعله، مجتمعياً، بين أن نتحدث مع سيدة كبيرة في السن أو شاب مراهق، وبمجرد حضور إحدى هاتين الشخصيتين يتغير الخطاب ومصطلحات الخطاب، وما هو متوقع منا في الحالين، فنحن نتنازل عن مقعدنا في الطيارة مثلاً من أجل السيدة الكبيرة بمثل ما نتوقع من مراهق شاب أن يتجنب مزاحمتنا في الركوب في حافلة السفر، وإن لم يفعل تذمرنا منه، وكذلك هي حالنا مع النصوص وأنظمة التوقع.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض