عودة التصعيد إلى غزة تدخل المنظومة الصحية في موت سريري
تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT
غزة- أعلنت المستشفيات الفلسطينية في قطاع غزة حالة الاستنفار في صفوف طواقمها، بعدما نُقل إليها مئات الشهداء والجرحى الليلة الماضية، في وقت واحد، عقب غارات متزامنة شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية فجأة.
ولم تتعاف المنظومة الصحية في غزة من تبعات الحرب الإسرائيلية التي أدت إلى انهيارها تحت الاستهداف والضغط على مدار 15 شهرا، مما أدخلها في حالة "موت سريري".
ونقل إلى مستشفيات قطاع غزة 326 شهيدا ارتقوا في الغارات والمجازر المتعددة التي ارتكبتها قوات الاحتلال، منذ ساعات فجر اليوم الثلاثاء، على القطاع، وذلك في آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة –حتى كتابة هذا التقرير- بينما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام والعمل جار لانتشالهم.
وقال الدكتور، مروان الهمص، مدير عام المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة، إن عودة آلة القتل الإسرائيلية تزيد من صعوبة الوضع الصحي في غزة، الذي يعاني من آثار الحرب واستمرار إغلاق قوات الاحتلال المعابر ومنع دخول أي من الأدوية والمستلزمات الطبية.
وأوضح الهمص، في حديث خاص للجزيرة نت، أن حجم الاستهداف الكبير للمواطنين الليلة الماضية، استنزف ما تبقى من مقومات لدى المستشفيات بعدما امتلأت غرف العناية المركزة بالجرحى والمصابين.
ولفت إلى أن بعض المصابين فقدوا حياتهم، وهم في الانتظار للدخول إلى غرف العناية المركزة، ولم تتمكن الطواقم الطبية من إنقاذ حياة عدد منهم لكثرتهم، وكانوا أكبر من القدرة الاستيعابية.
إعلان
وأكد الهمص، أن استمرار منع قوات الاحتلال إدخال المساعدات الطبية انعكس على الخِدمات المقدمة داخل المستشفيات، بارتفاع عدد الشهداء دون إمكانية علاجهم.
وذكر الهمص، أن محافظة غزة الأكبر في قطاع غزة، لا يوجد داخل مستشفياتها سوى أربعة أسرة عناية مركزة فقط، وهذا يعني أن كثرة المصابين الذين نقلوا، في نفس الوقت، يكون مصير معظمهم الموت، كما أن قوات الاحتلال أخرجت جميع المؤسسات الصحية في محافظة رفح عن الخدمة، وتعيق وصول سيارات الإسعاف إلى المدينة لنقل الجرحى والمصابين.
وشدد مدير عام المستشفيات الميدانية على أن وزارة الصحة بحاجة ماسة لكل الخدمات الطبية والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات، وذلك بعد تدمير الاحتلال معظم المستشفيات والمؤسسات الصحية خلال الحرب التي تواصلت على مدار 15 شهرا.
وطالب الهمص بضرورة التدخل الدولي لوقف مجازر الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني لأن وضع المنظومة الصحية صعب جدا ولا يمكن أن يتحمل أكثر من ذلك.
يذكر، أن وزارة الصحة ناشدت المواطنين بالتوجه إلى المستشفيات العاملة في قطاع غزة والتبرع بالدم، وذلك للاحتياج العاجل لوحدات الدم بعد نفاد رصيدها داخل بنك الدم.
تدهور الأوضاع
ووصف مدير وحدة الإسعاف والطوارئ بالخدمات الطبية، فارس عفانة، الأوضاع التي خلفها القصف الإسرائيلي العنيف على غزة بالكارثية، إثر الصعوبة التي واجهتها طواقم الإسعاف والإنقاذ أثناء إجلاء مئات الشهداء والمصابين من تحت الركام.
وقال عفانة في حديث خاص للجزيرة نت، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي دمرت غالبية سيارات الإنقاذ ومركبات الإسعاف خلال الحرب، مما أعاق عملية انتشال الشهداء، ونقل الجرحى إلى المستشفيات، مما اضطر المواطنين إلى نقلهم بعربات، وهذا زاد من تدهور أوضاعهم، إضافة إلى عدم تعامل الطواقم الطبية معهم لحظة وصولهم لكثرتهم.
إعلانونوه إلى أن قوات الاحتلال لم تسمح بإدخال المعدات والمركبات الخاصة بعمل الإسعاف لتعويض النقص الذي خلفته الحرب.
وأضاف، أن محافظة شمال غزة التي تخدم قرابة ربع مليون فلسطيني لا يوجد فيها سوى 5 سيارات إسعاف ومركبة دفاع مدني واحدة فقط، وجميعها متهالكة، وهذا الحال ينطبق على جميع محافظات قطاع غزة بما لا يكفي لتقديم الخدمة في ظل المجازر المتسارعة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.
وشدد عفانة على أن خطورة الأوضاع الميدانية وضعف القطاع الصحي يستدعيان تدخلا دوليا لوقف جرائم الاحتلال بحق الأطفال والنساء، ودعم المنظومة الصحية وطواقم الإسعاف بالمركبات اللازمة لاستمرار تقديم الخدمة للمواطنين.
وفي السياق ذاته، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن قرار الوزير يسرائيل كاتس بإغلاق معبر رفح ابتداء من اليوم ومنع مغادرة أي من مرضى قطاع غزة.
وبحسب الإحصاءات الرسمية التي حصلت عليها الجزيرة نت، من مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إسماعيل الثوابتة، فإن أكثر من 25 ألف جريح بحاجة للسفر للعلاج في الخارج وكانوا على قائمة الانتظار.
وحذر الثوابتة من الخطر الذي يهدد حياة هؤلاء المصابين بسبب قرار الاحتلال بإغلاق معبر رفح، بما يتنافى مع البرتوكول الإنساني الذي دخل حيز التنفيذ مع بدء اتفاق وقف إطلاق النار.
يشار إلى أن البروتوكول الإنساني كان ينص على سماح قوات الاحتلال بسفر 150 مصابا يوميا، لكنها لم تلتزم به، ولم يتجاوز معدل الذين سُمح لهم بالمغادرة 35 شخصا يوميا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
استعرض التجربة المصرية الناجحة في تطوير المنظومة الصحية أمام الدول الأفريقية
عقد الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، سلسلة من اللقاءات مع وفود صحية رفيعة المستوى من دول أوغندا، موزمبيق، وسيراليون، على هامش فعاليات النسخة الرابعة من ملتقى ومعرض ومؤتمر الصحة الأفريقي Africa Health ExCon 2025، والمنعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي ، خلال الفترة من 25 إلى 27 يونيو 2025، بمركز مصر للمعارض الدولية، تحت شعار:"الابتكار والاستقلال: تسخير الذكاء الاصطناعي والتصنيع المحلي لتعزيز أنظمة الصحة الإفريقية".
يأتي ذلك في إطار الدور الريادي لمصر في دعم النظم الصحية بدول القارة الإفريقية، واستمرارًا لتوجهات الدولة المصرية في تعميق التعاون مع الأشقاء الأفارقة.
والتقى الدكتور أحمد السبكي مع الدكتورة أنيفا كاوييا، وزيرة الدولة الأوغندية لشئون الصحة العامة، حيث استعرض خلال اللقاء التجربة المصرية الناجحة في تطوير المنظومة الصحية، وما حققته الهيئة من إنجازات ملموسة في مجالات التحول الرقمي، الذكاء الاصطناعي، الرعاية الأولية، والتحول المؤسسي، والتي أسهمت في رفع كفاءة وجودة الخدمات الصحية المقدمة.
نقل التجربة المصرية الناجحة إلى أوغنداوتم خلال اللقاء بحث آليات نقل التجربة المصرية الناجحة إلى أوغندا، خصوصًا في مجالات الرعاية الأولية والتحول الرقمي، فضلًا عن إرسال خبراء من الهيئة ضمن برنامج "Expertise Egypt" لدعم تطوير السياسات الصحية، وتنظيم الخدمات، وتحقيق التغطية الصحية الشاملة.
كما ناقش الجانبان انضمام مستشفيات أوغندا إلى برنامج "HUB" للتوأمة الدولية الذي تنفذه الهيئة، واستضافة الأطباء الأوغنديين بمصر للتدريب العملي، إلى جانب التعاون في مجال السياحة العلاجية من خلال استقبال المرضى الأوغنديين داخل منشآت الهيئة بباقات علاجية محفزة.
وأعلن الدكتور السبكي الاتفاق على التقدم بمشروع مشترك إلى مؤسسة "جيتس" لتنفيذ برنامج ثلاثي الأطراف لتطوير الرعاية الصحية في أوغندا، وبحث إعداد خارطة طريق وتوقيع مذكرة تفاهم لشراكة استراتيجية شاملة.
من جانبها، أشادت وزيرة الدولة الأوغندية بالرؤية المصرية الطموحة في الإصلاح الصحي، مؤكدة أن نقل التجربة إلى أوغندا سيسهم في تعزيز القدرات الوطنية، وتحقيق التنمية الصحية المستدامة، وتحسين جودة الحياة والصحة العامة.
في لقاء منفصل، استقبل الدكتور أحمد السبكي وفدًا رفيع المستوى من دولة موزمبيق برئاسة الدكتورة تانيا سيتوي، رئيسة الهيئة الوطنية لتنظيم الأدوية (ANARME)، حيث تم بحث فرص التعاون في مجالات تشغيل وإدارة المنشآت الصحية، والتحول الرقمي، وتدريب الكوادر الصيدلانية والإدارية.
وأكد الدكتور السبكي خلال اللقاء استعداد الهيئة لنقل الخبرات المصرية إلى موزمبيق، وتقديم برامج تدريبية مهنية داخل منشآت الهيئة المعتمدة محليًا ودوليًا، إلى جانب استقبال الكوادر الطبية للتدريب، وإيفاد بعثات مصرية لدعم النظام الصحي في موزمبيق.
وأعربت رئيسة الوفد الموزمبيقي عن إعجابها بالتطور الذي حققته مصر في قطاع الصحة، مؤكدة تطلع بلادها لتوقيع اتفاقيات تعاون تغطي مجالات التدريب وإدارة المستشفيات، كما وجهت دعوة رسمية للدكتور السبكي لحضور المؤتمر الوطني للصحة بموزمبيق في يوليو 2025.
كما التقى الدكتور أحمد السبكي بالسيدة فانديتا ميشاليا بيو، مبعوثة الرئيس السيراليوني جوليوس مادا بيو، حيث ناقشا التعاون في مجالات الطب عن بُعد (Telemedicine)، السياحة العلاجية، وتدريب الكوادر الصحية.
وعرض الدكتور السبكي أبرز مكونات البنية التكنولوجية للهيئة، مؤكدًا أن أنظمة الطب عن بُعد تُعد من الحلول الذكية للوصول إلى المناطق النائية، كما أشار إلى جاهزية الهيئة لتقديم باقات علاجية متكاملة للمرضى من مختلف الدول الإفريقية.
الاستفادة من التجربة المصرية الرائدةمن جانبها، أكدت مبعوثة الرئيس السيراليوني تطلع بلادها للاستفادة من التجربة المصرية الرائدة في التحول الرقمي الصحي، وأعربت عن رغبة بلادها في استقبال فرق طبية مصرية، وتدريب الكوادر الصحية السيراليونية داخل منشآت الهيئة في مصر.
في ختام اللقاءات، أكد الدكتور أحمد السبكي أن الهيئة العامة للرعاية الصحية تضع القارة الإفريقية في مقدمة أولويات التعاون الصحي الدولي، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية المصرية، وبما يُسهم في إرساء نهضة صحية شاملة ومستدامة في القارة.
ويؤكد هذا التعاون رفيع المستوى المكانة المتنامية لمصر كمركز إقليمي للرعاية الصحية في إفريقيا، ويُجسد دورها المحوري في دعم جهود تطوير الأنظمة الصحية بالقارة، من خلال تعزيز الشراكات الفعالة وتبادل الخبرات، في سبيل تحقيق الأمن الصحي الإقليمي والرفاه المجتمعي لشعوب القارة.