اعتبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الحياء شعبة من الإيمان ، وإذا انتزع الحياء انتزع الإيمان تماماً ، فكيف إذا كان الإنسان غير مؤمن وليس له أي علاقة بالخالق سبحانه وتعالى ، كما هو حال الأمريكان الذين يدعون أنهم حماة حقوق الإنسان ، وأنهم سادة العالم ، أي سيادة وأي حماية في ظل هذه الغطرسة وهذا الغرور؟! وأين هذه الحقوق التي يتحدثون عنها وهم يتبنون سحق الشعب الفلسطيني المسكين المغلوب على أمره؟! لا أقول دولة الكيان الصهيوني فهي عبارة عن منفذة ، أما المستفيد الأكبر هي أمريكا ، كان المعتوه ترامب قد أعلن عن نيته تهجير مواطني غزة إلى دول مجاورة ولكن الفكرة قوبلت بالصد من الفلسطينيين ومن الدول المجاورة ، وبالتالي أوعز إلى كلبه في تل أبيب بأن يُعيد الكرة ليمارس إبادة مواطني غزة المساكين في هذا الشهر الفضيل ، وبطريقة همجية قذرة لا ترقى إلى مستوى أفعال الحيوانات ناهيك عن أفعال البشر .
الإشكالية أن المسؤولين في أمريكا من ترامب حتى آخر مسؤول قالوا إن حماس هي التي تسببت في عودة الحرب إلى غزة ، أي جنون هذا !! وأي مستوى تفكير ضحل يستغفل الناس ويستغفل عقولهم وكأنهم حيوانات لا يفقهون شيئاً!! كان المطلوب من حماس أن تستسلم وترفع الراية البيضاء ، وهذه الشروط أملاها عليها المبعوث الأمريكي في المباحثات السرية التي جرت بين حماس وأمريكا بشكل مباشر ، وعندما رفض قادة حماس الاستسلام والخنوع إلى جانب رفض مغادرة غزة بذلك المبرر السخيف الذي لا ينطلي على أحد حينما قال الترامب إن الهدف من تهجير مواطني غزة هو إعطاء الفرصة للشركات لإعادة إعمار وبناء ما تهدم ، أي سخافة في هذا المبرر!! وهل ينطلي على أحد من البشر؟!.
أعتقد أن هذا الترامب بهذا الأسلوب الهمجي من فصيلة الحيوانات ، لهذا يتعاطى بهذا الأسلوب القذر مع غيره من البشر ، وبالأمس القريب تحادث مع الرئيس الروسي بوتن لمدة ثلاث ساعات ، وكانت الحصيلة من هذه المحادثة اتفاق الطرفين بعدم السماح لإيران بأن تمتلك القوة التي تمكنها من تدمير إسرائيل ، إذاً الجميع في أوروبا وأمريكا وحتى روسيا للآسف كلهم يشكلون حماية لدولة الكيان الصهيوني الطارئة ، ولا يهتمون بشيء كاهتمامهم بهذه الدولة العبثية ، والعرب والمسلمون للآسف يسيروت في الغي أو أنهم فقدوا كل معاني الإنسانية والشرف والكرامة والنخوة ، ناهيك عن افتقاد كل ذرة من ذرات الإيمان .
وهذا يؤكد بشكل واضح أن وقاحة أمريكا انتقلت إلى كل أذنابها وعملائها من العرب والمسلمين ، إنا لله وإنا إليه راجعون .
ومن هنا أسمحوا لي أن أكرر ما قاله قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ، «أتحدى السعودية ودول الخليج وكل العرب المطبعين مع دولة الكيان الصهيوني بأن يعلنوا إلغاء تصنيفهم لحماس كمنظمة إرهابية ، حتى هذا الفعل هم عاجزين عن الإقدام عليه ، وكل ما يمتلكوه هو الإدانة والرجاء والأمل ، وإلا ستدور الدائرة عليهم»، إنها فعلاً مآس ومواقف مهينة ومخزية تهين العروبة وتخلع ربقة الدين من الأعناق ، فاتقوا الله أيها العرب والمسلمون في هذا الشعب المسكين ، لا أتحدث عن اليمن الميمون وما يتعرض له من عدوان همجي سافر ، فأبناء هذا الشعب قادرين على أن يدافعوا عن أنفسهم ، ولكن الحديث هنا هو عن ذلك الشعب المغلوب على أمره الذي ابتلاه الله بهذه الغدة السرطانية الخبيثة المسماة دولة إسرائيل ، نسأل الله أن يعين الشعب الفلسطيني على التحمل والصبر حتى يأتي الفرج من عنده ، إنه على ما يشاء قدير ، والله من وراء القصد …
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
هزيمة أمريكا .. وخذلان المرتزقة
انتصرت صنعاء لنصرتها غزة، وهزمت أمريكا لنصرتها إسرائيل وتآمرها الفاضح على غزة، هذه هي الحقيقة المجردة من كافة أشكال وأساليب التدليس والتلبيس والزيف والخداع، الحقيقة التي تنسف بالكلية السردية الأمريكية السخيفة التي حاول معتوه أمريكا ترامب التسويق لها عشية الإعلان عن الاتفاق اليمني الأمريكي الذي تم برعاية عمانية، والذي نص على إيقاف العدوان الأمريكي على اليمن مقابل إيقاف العمليات اليمنية التي تستهدف حاملات الطائرات والسفن الأمريكية في البحرين الأحمر والعربي .
لقد نجح اليمن بامتياز في إدارة المعركة والمواجهة مع العدو الأمريكي المتغطرس الذي وجد نفسه أمام حالة نادرة من الثبات والصمود والمواجهة والتحدي، رغم هستيرية القصف الأمريكي الذي تعرضت له المحافظات اليمنية الحرة والذي طال الأعيان المدنية والأحياء السكنية والمصانع ومراكز الإيواء ومشاريع المياه، والذي طال حتى الموتى في مقابرهم، وجد نفسه أمام جدار فولاذي من الصعب اختراقه أو تجاوزه والقفز عليه، وموقف يمني صلب من المستحيل تغييره أو التأثير عليه، مهما أرعد وأزبد، ومهما قصف ودمر، لأن ذلك مع اليمن واليمنيين غير وارد .
موقف أصيل أصالة هذا البلد وقيادته الحكيمة وجيشه المغوار وشعبه الصابر الصامد الوفي، موقف أجبر الأمريكي الأرعن على الخضوع، وهو الذي صرح عشية شن بلاده عدوانه الغادر على بلادنا بأنه سيبيد من أسماهم بالحوثيين، وسيوقف عمليات الدعم والإسناد اليمنية لغزة، على الذهاب صاغراً للبحث عن مخرج له من المأزق اليمني الذي وضع نفسه فيه، من خلال إيقاف عدوانه في مقابل إيقاف القوات المسلحة اليمنية عمليات الاستهداف لحاملات طائراته وقطعه البحرية الحربية وسفنه التجارية في البحرين الأحمر والعربي، وهو الاتفاق الذي شكل صفعة قوية للمرتزقة وأدواتهم القذرة الذين كانوا في صدارة المهللين والمكبرين بالعدوان الأمريكي على بلدهم .
انتصار اليمن على أمريكا تجسد في تحييد أمريكا عن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، حيث تخلّت عن ربيبتها إسرائيل، بعد أن أدركت بأن لا طاقة لها باليمن وقيادته وجيشه وشعبه، ليبقى الإسرائيلي وحيداً في مواجهة القوات المسلحة اليمنية، ليبدأ فصلاً جديداً من فصول المواجهة مع هذا الكيان المتغطرس الذي ظل يستقوي بالأمريكان، من خلال سياسة التخادم القائمة بين الطرفين، حيث كان الأمريكي يقوم باستهداف اليمن، في الوقت الذي يتفرغ الإسرائيلي لمواصلة جرائم الإبادة الجماعية بحق إخواننا في قطاع غزة .
عويل ونحيب المرتزقة المخزي والمهين عقب نشر الخارجية العمانية لبيان الاتفاق، أظهر إلى أي حد بلغ هؤلاء في الخسة والنذالة، وهم يعبّرون عن حسرتهم وخيبتهم، و بأن أمريكا خذلتهم، بعد أن ظنوا بأن عدوانها على بلدهم سيتيح لهم العودة مجدداً لتولي مقاليد السلطة على ظهر الدبابات والآليات الأمريكية التي ظلوا يخوفون الناس بها وبأن موعد الحسم بات وشيكاً وأن صنعاء باتت قريبة، فإذا بهم يتلقون ضربة موجعة جديدة أصابتهم في مقتل .
والحقيقة هنا بأن أمريكا لم تخذلهم، ولكن الله هو من خذلهم وأخزاهم في الدنيا قبل الآخرة، لأنهم أولا تآمروا على وطنهم وشرعنوا للعدوان على أبناء شعبهم، ومن ثم خذلوا عزة وفلسطين، خذلوا نساء وأطفال غزة العزة، غزة الفاضحة لأدعياء العروبة والإسلام، غزة التي أسقطت الأقنعة المزيفة، وكشفت الحقائق بكل جلاء ووضوح، وفضحت أصحاب المواقف المتصنعة، غزة التي تسابق المرتزقة على التحريض ضد مقاومتها، ومهاجمة محور المقاومة على قيامه بواجب نصرتها ودعمها وإسنادها، وأعلنوا بكل جرأة ووقاحة بأنهم مستعدون للقتال إلى صف كيان العدو الصهيوني والأمريكي ضد من يساندها ويقف مناصرا لها، ويرون في ذلك تهديدا للملاحة، بكل جرأة ووقاحة .
خلاصة الخلاصة: هزمت أمريكا في اليمن، كما هزمت إسرائيل في غزة، وكما ستهزم بإذن الله في اليمن، وتزول من على الخارطة على يد المجاهدين اليمنيين في القوات المسلحة اليمنية، منصور من نصر غزة، ومخذول من خذلها، ووالله الذي لا يحلف إلا به لن يعرف من خذل غزة في حياته غير الخذلان، ولن يحصد سوى الذل والهوان والخسران، قال تعالى (إن ينصركم الله فلا غالب لكم، وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده، وعلى الله فليتوكل المؤمنون) صدق الله العظيم.