ومن خلال حوارات مع خبراء وقصص واقعية، تؤكد الحلقة التي يقدمها الشيخ فهد الكندري وتبث عبر منصة "الجزيرة 360" أن التعامل الرحيم مع المرأة ليس تفضيلا أخلاقيا، بل واجبا دينيا واجتماعيا يُقاس به رُقي المجتمعات.

وانطلقت الحلقة بتفكيك التوقعات المُتناقضة التي تُحاك حول المرأة، حيث قال الكندري: "البعض يريدها سجينة جدران المنزل، وآخرون يطالبونها بأن تكون خارقة النجاح دون تعب، وفريق ثالث يصور الحرية بانعدام الضوابط"، مستنكرا تجاهل السؤال الجوهري: ماذا تريد هي؟

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4المرأة والرجل.

. فروق بين الإنكار الأيديولوجي والتقرير الواقعيlist 2 of 4الأسباب الخلفية لمعركة طاعة المرأة زوجها.. صراع على السلطة؟list 3 of 4ما الرجولة وهل يعاني العرب أزمة في هذا المفهوم؟list 4 of 4هل ساهمت منصات التواصل في زيادة الهوس بالذات؟end of list

وفي تحليلها للأمر، أوضحت المستشارة الأسرية عزة الغامدي أن "المساواة الغربية المطلقة تُلغِي الفروق الجسدية والنفسية بين الجنسين"، معتبرة أن الإسلام قدم "مساواة عادلة" تُراعي طبيعة كل منهما، وتُحقق التكامل لا الصراع.

وكشفت الحلقة عن التحدي الأبرز الذي تواجهه المرأة اليوم، وهو التوفيق بين نجاحها المهني، وواجباتها الأسرية، وتطلعات المجتمع، وفي ذلك تقول الغامدي: "الضغط عليها لتكون مثالية في كل شيء يُولد إحساسا دائما بالإخفاق"، مشيرة إلى أن "وسائل التواصل تنقل صورة غير واقعية تزيد الأعباء".

من جهتها، شاركت حنين البالول – أم لأطفال من ذوي الإعاقة – تجربتها قائلة: "المرأة قادرة على الجمع بين الأدوار إذا وجدت الدعم"، مُستذكرة كيف دعمتها ابنتها ذات الـ16 عاما في مواصلة عملها لـ18 سنة قبل أن تتفرغ لبيتها، مؤكدة: "التشجيع وليس التحبيط هو سر النجاح".

إعلان

ولم تُغفل الحلقة دور الرجل في تعقيد التحديات، حيث حذرت الغامدي من نمطين سلبيين: "الزوج المتسلط" الذي يرفض الحوار مع زوجته، و"الزوج الغائب" المنشغل عن واجباته العاطفية، مضيفة "الجوع العاطفي كالجوع الجسدي.. يُدمر العلاقات"، واستشهدت بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله".

الآثار السلبية لغياب الرفق

كما ناقشت الحلقة الآثار السلبية لغياب الرفق، مثل تدهور الصحة النفسية للأمهات وتأثيره على تربية الأبناء، مؤكدة أن "رفع قيمة الزوجة يرفع قيمة الرجل نفسه"، وفق تعبير الغامدي.

وردا على تساؤل عن سبب تبنّي مصطلح "النسوية" رغم كفاية التشريع الإسلامي، أوضحت الغامدي أن "التطرف النسوي حوّل الرجل إلى عدو"، بينما كفل الإسلام حقوق المرأة دون إلغاء دور الرجل.

واستدل الكندري بآية "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ"، مؤكدًا أن "الاختلاف بين الجنسين نعمة تكاملية، لا مجال فيها للتفاضل إلا بالتقوى".

ووجه مقدم الحلقة الشيخ فهد الكندري رسالة للرجال: "الرفق بالمرأة ليس منةً.. هو وصية نبوية"، مستذكرا كيف أنزل الله آيات كاملة استجابة لشكوى امرأة (سورة المجادلة)، وقال: "من يحرم الرفق يُحرم الخير كله".

كما حذّر من ارتفاع معدلات العنف الأسري، مُستنكرا: "51 ألف امرأة قُتلت في العالم على يد شركائها خلال 2023.. أين نحن من وصية النبي بعدم قتل النساء حتى في الحروب؟".

وشددت الحلقة على أن حل أزمات المرأة يبدأ بإحياء القيم النبوية، لا باستيراد نماذج غربية تُحوّل التكامل إلى صراع، وفي هذا يقول الكندري: "المرأة ليست كالرجل.. خلقنا الله مختلفين لنسكن إلى بعضنا".

22/3/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان

إقرأ أيضاً:

الإشعاع لا يعترف بالحدود.. هذا ما سيحصل لسكان المنطقة إذا تسبب الاحتلال بكارثة؟

يثير عدوان الاحتلال على إيران مخاوف من التلوث الإشعاعي، في ظل استهداف المنشآت النووية الإيرانية، خاصة مع تحذيرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من رصد مستويات تلوث في منشأة نطنز النووية.



ويهدد أي قصف لمنشأة نووية، سواء كانت قيد التشغيل، أو تحتوي على نفايات مشعة، بإطلاق مواد نووية قاتلة في الجو وعلى التربة والمياه، ويعيد التذكير بكوارث وقعت في الماضي مثل مفاعل تشيرنوبل وفوكوشيما، والذي تستمر آثاره القاتلة لعقود طويلة.

وفي حال تسبب الاحتلال بمثل هكذا تلوث إشعاعي، فإن المنطقة مقبلة على كارثة نووية، ستبقى تلازمها لعقود طويلة وتتسبب بالعذابات لملايين البشر فضلا عن تدمير التربة وتلويث المياه.

التلوث الإشعاعي

عبارة عن انتشار للمواد المشعة في البيئة بطريقة غير طبيعية، تعرض الإنسان والكائنات الحية من حيوانات ونباتات، لمستويات خطيرة من الإشعاع، من خلال مواد صلبة أو سائلة، أو غازية تنتشر في الجو، وتختلط بكل مكونات الطبيعة.

ويؤدي التلوث إلى تسرب ما يعرف بالنويدات المشعة مثل اليود 131، والسيزيوم 137 فضلا عن جسميات مشعة "ألفا وبيتا وغاما"، وشدة الكارثة تعتمد على نوع الموقع الذي حدث منه التسرب الإشعاعي سواء سلاح نووي أو مفاعل أو مواد نووية مخزنة.



ماذا يحدث للبشر والكائنات الحية؟

يلحق التلوث الإشعاعي أضرار سريعة وفتاكة في البشر، بعد وقوعه، خاصة لمن يتعرض لجرعات عالية، وفقا للتصنيف العالمي، أكثر من 1 سيفرت، والتي يطلق عليها متلازمة الإشعاع الحاد، مثل الغثيان الشديد والقيء وفقدان الشعر وتلف نخاع العظام والاحتمالية الكبيرة للوفاة خلال أيام.

كما يسبب التلوث حروقا إشعاعية، تسبب تقرحات جلدية حادة، فضلا عن آثار طويلة الأمد، مثل مرض سرطان الغدة الدرقية بسبب انتشار اليود 131، وسرطانات الدم والرئة والثدي، وغيرها من الأمراض الخطيرة.

إضافة إلى ذلك، تحدث طفرات جينية توثر على الأجيال المستقبلية، وتزيد احتماليات التشوهات الخلقية، فضلا عن الأمراض المزمنة مثل ضعف المناعة وأمراض القلب وإعتام عدسة العين.

كارثة على التربة

تسبب النويدات مثل السيزيوم 137 والبلوتونيوم 239 كوارث بيئية عند استقرارها في التربة لعقود وربما لقرون، بشكل يجعل من المستحيل الاستفادة منها.

ويؤدي التلوث الإشعاعي إلى قتل كافة الكائنات الدقيقة في التربة، ويفقدها الخصوبة، ويدمر دعم النباتات، وفي حال زراعة أي محاصيل في تربة ملوثة إشعاعيا، فإن النويدات المشعة تنتقل قبل الجذور، ويلوث المحاصيل بالنتيجة لذلك.

وعلاوة على التربة، الحيوانات التي تتغذى على النباتات في المناطق الملوثة، تنتقل إليها المواد المشعة ما يؤدي إلى إصابتها بالأمراض وتصبح لحومها ملوثة وغير صالحة للاستهلاك.

كارثة تشيرنوبل في الذاكرة

تعد كارثة انفجار مفاعل تشيرنوبل عام 1986، أبلغ مثال على التلوث الإشعاعي القاتل، والذي يلوح شبحه بسبب إصرار الاحتلال على تدمير المواقع النووية في إيران.

وقتل انفجار المفاعل 31 شخصا على الفور، لكن الكارثة تعدت ذلك بأضعاف مضاعفة، إذ انطلقت سحابة مشعة تسببت بتلويث أراضي شاسعة تجاوزت 1.4 مليون هكتار، وامتد الأثر الإشعاعي الذي حمله الهواء إلى أوروبا، وأجلي 100 شخص عن المنطقة المحيطة بالمفاعل.



وتسبب التلوث بارتفاع معدلات سرطان الغدة الدرقية خاصة الأطفال والمراهقين وقت الكارثة، وقدرت الوفات نتيجة التلوث بنحو 100 ألف إنسان، ومعاناة أكثر من 2.3 مليون شخص في أوكرانيا وحدها لأمراض مزمنة وخطيرة، علاوة تلوث مساحة كبيرة من الأرض وتحولها إلى مناطق غير صالحة للسكن أو الزراعة.

وأخليت منطقة بمحيط 30 كيلومترا، حول المفاعل، وتحولت إلى مكان غير صالح للسكن، أو الزراعة، ولا تزال التربة اليوم تعاني من مستويات إشعاع مرتفعة، ومجرد تلامسها مع الجسم بدون أدوات وقاية، يخلق الأمراض.

مقالات مشابهة

  • عضو المجلس السيادي د.نوارة أبو محمد محمد طاهر تلتقي رئيس الوزراء
  • «طرق دبي» تحصد علامة عام الاستدامة «قولاً وفعلاً» عن مبادراتها في مجالات الاستدامة
  • الغامدي: الهلال سيسجل اسمه بحروف من ذهب في البطولة ..فيديو
  • حكم زواج الرجل من بنت مطلقته .. الإفتاء توضح
  • جلسة حوارية تناقش تحديات أدوار المرأة المتعددة
  • الإشعاع لا يعترف بالحدود.. هذا ما سيحصل للبشر إذا حدث التلوث النووي؟
  • الإشعاع لا يعترف بالحدود.. هذا ما سيحصل للبشر إذا تسبب الاحتلال بكارثة؟
  • الإشعاع لا يعترف بالحدود.. هذا ما سيحصل لسكان المنطقة إذا تسبب الاحتلال بكارثة؟
  • اليوم الثالث من تصحيح أوراق “البيام” ..هذه هي النقاط التي تحصل عليها التلاميذ
  • عيد الأب