هل يُلام الآباء على انتقائية أطفالهم للطعام؟ دراسة حديثة تجيب
تاريخ النشر: 28th, March 2025 GMT
قد يكون إطعام طفلكِ الانتقائي في الأكل أمرا مرهقا ومحبطا للغاية، إذ تتحول مائدة الطعام إلى ساحة معركة، ويتفاقم الوضع لأن العديد من الآباء يلومون أنفسهم ويقارنون إستراتيجياتهم التربوية بالآخرين وما يشاهدونه على شبكة الإنترنت.
والأسوأ من ذلك أنهم يتعرضون للانتقادات بسبب ممارساتهم في التربية وعادات أطفالهم الغذائية، وبالتالي تتعزز لديهم مستويات القلق والتوتر.
لكن دراسة حديثة وجدت أن تأثير الأمهات على عادات أطفالهن الغذائية أقل بكثير مما نظن، وأن السبب وراء انتقائية الأطفال للطعام ورفضهم بعض الأطعمة يرجع في معظمه إلى عوامل وراثية قد تستمر حتى مرحلة البلوغ.
وذكرت الدراسة التي نُشرت في مجلة "علم نفس الطفل والطب النفسي"، أن انتقائية الطفل للطعام تُعرف بأنها الميل إلى تناول مجموعة محدودة من الأطعمة بسبب القلق تجاه نكهة الطعام أو قوامه وملمسه أو التردد في تجربة أطعمة ونكهات جديدة.
وفي الدراسة، قام الفريق البحثي من جامعة لندن كوليدج وجامعة ليدز بدراسة تفضيلات الطعام لدى أكثر من 2400 زوج من التوائم من مجموعة جيميني، وهي مجموعة سكانية من التوائم المولودين في إنجلترا وويلز عام 2007، وقد تمت متابعة هؤلاء الأطفال من عمر 16 شهرا وحتى بلوغهم 13 عاما، وملاحظة أوجه التشابه في الأكل الانتقائي بين التوائم المتطابقة (الذين يتشاركون جيناتهم بنسبة 100%) والتوائم غير المتطابقة.
إعلانوبعد تحليل البيانات والاستبيانات التي أجاب عليها آباء التوائم حول عادات أطفالهم الغذائية، وجدت الدراسة أن العوامل الوراثية مسؤولة عن 74% من انتقائية الأطفال للطعام، ولا سيما بين سن الثالثة و13 عاما، إلى جانب عوامل أخرى مثل الأصدقاء والبيئة المحيطة.
وأشارت الدراسة إلى أن التوائم المتطابقة كانوا أكثر عرضة لعدم استحسان الأطعمة نفسها مقارنة بالتوائم غير المتطابقة الذين كانوا أقل تشابها في سلوكياتهم الغذائية، وهذا دليل على أن الوراثة تلعب دورا كبيرا في عزوف الطفل عن تجربة أطعمة معينة.
كما لاحظ الفريق البحثي أن التوائم المتطابقة أصبحوا أقل تشابها في تناول الطعام مع تقدمهم في العمر، مما يشير إلى بروز دور الأصدقاء والعوامل البيئية لدى الأعمار الأكبر.
وأشارت نتائج الدراسة إلى أن الانتقائية في تناول الطعام تتزايد بين سن 16 شهرا و7 سنوات، وتصل ذروتها في سن السابعة، ثم تنخفض مع اقتراب الطفل من مرحلة المراهقة، ومع ذلك لا ينبغي أن يتخلى الآباء عن تشجيع أطفالهم على تناول مختلف الفواكه والخضروات والطعام الصحي، كما يقول المؤلفون.
وقالت الباحثة في جامعة لندن والمؤلفة الرئيسية للدراسة الدكتورة زينب ناس إن الانتقائية الغذائية تعد أمرا شائعا بين الأطفال، ويمكن أن تكون مصدر قلق كبير للآباء ومقدمي الرعاية الذين غالبا ما يلومون أنفسهم على هذا السلوك أو يلومهم الآخرون.
وأشارت إلى أن عادات الطفل الغذائية لا علاقة لها بسوء التربية أو أخطاء الآباء، وأن الاختلافات التي نراها بين الأطفال في تفضيلاتهم الغذائية نتيجةٌ لعوامل وراثية في الأساس، وأضافت "نأمل أن تخفف هذه الدراسة من مشاعر الذنب أو اللوم التي يعاني منها العديد من الآباء".
بيئة طعام إيجابيةتضيف زينب ناس أنه رغم نتائج الدراسة، لا ينبغي إغفال التأثيرات البيئية التي يطور فيها الطفل مهاراته الغذائية وتستمر في التأثير على تغذيته خلال مرحلة الطفولة وحتى سنوات المراهقة، وأوضحت أن هذه النتائج لا تعني استحالة تغيير عادات الأكل الانتقائية لدى الأطفال بقدر ما تجعل التغيير أكثر تحديا.
إعلانومن جهتها، قالت المؤلفة المشاركة في الدراسة من جامعة ليدز الدكتورة أليسون فيلدز إن نتائج الدراسة لا تعني أن بيئة الأطفال لم تكن ذات أهمية تُذكر، فقد وجدنا أن التجارب الاجتماعية للتوائم قد يكون لها تأثير كبير على مدى انتقائيتهم في الطعام، وخاصة في سنواتهم الأولى، وأشارت إلى أن تناول الطعام معا كعائلة وتقديم مجموعة متنوعة من الأطعمة للأطفال يمكن أن يساعد في تجنب سلوكيات الأكل الانتقائية، بغض النظر عن العوامل الوراثية.
وأضافت فيلدز "لكن قد يصبح للأصدقاء تأثير أكبر على النظام الغذائي للأطفال في سن المراهقة، ويمكن للوالدين الاستمرار في دعم أطفالهم لتناول مجموعة واسعة من الأطعمة".
تؤثر الانتقائية في تناول الطعام على ما يبلغ 20% من الأطفال، ويمكنك الاعتماد على عدة طرق إيجابية لمساعدة طفلك والتعامل معه إذا كان يعاني من هذه المشكلة، وفق ما نشره موقع "بيرانتس"، ومنها:
التعرض المتكرر للأطعمة: قدمي لطفلك نوعين أو ثلاثة من الأطعمة التي تعلمين أنه سيتناولها، إلى جانب نوعين أو ثلاثة من الأطعمة الأخرى التي يتردد في تجربتها، ولا تتوقفي عن تقديم الأطعمة إذا رفضها طفلك. تقديم طعام صحي: تقول طبيبة الأطفال الدكتورة كولين كرافت إن أحد الأخطاء التي يرتكبها الآباء هو تقديم خيارات غير صحية لأطفالهم إذا رفضوا تناول ما هو موجود في طبقهم، وتضيف "قد يخلق ذلك ارتباطا سلبيا بالطعام ويعزز الانتقاء في الأكل". مشاركة الطفل في التخطيط للوجبات وإعدادها: تقترح الدكتورة كرافت السماح لطفلك باختيار فاكهة أو خضروات جديدة أسبوعيا، وإشراكه في تحضير الوجبات. لا تلقي باللوم على نفسك: قد تكون أوقات تناول الطعام ونوبات غضب الأطفال مرهقة، لكن لوم نفسك لن يفيدك أو يفيد طفلك، كذلك ينبغي أن تتخلي عن المعايير الاجتماعية التي قد يصعب تحقيقها وتزيد الأمر صعوبة. طلب المساعدة المهنية والدعم: إذا كان طفلك يعاني من مشاكل مستمرة في التغذية، أو يواجه صعوبة في مضغ أو بلع مواد غذائية مختلفة القوام، يُجمع الخبراء على ضرورة استشارة اختصاصي التغذية لتجاوز هذه المشكلة وتشجيعه على تجربة أطعمة مختلفة وإضافة خيارات جديدة إلى نظامه الغذائي. إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان فی تناول الطعام من الأطعمة إلى أن
إقرأ أيضاً:
أهمية شرب الماء أثناء الطعام وفوائده الصحية للجهاز الهضمي والجسم بالكامل
يُعد الماء عنصرًا أساسيًا للحياة، ولا غنى عنه في جميع وظائف الجسم الحيوية، ولكن يثور الجدل دائمًا حول شرب الماء أثناء تناول الطعام، بين من يراه عادة صحية ومن يعتقد أنه يضر بعملية الهضم. وفي الحقيقة، يؤكد الأطباء وخبراء التغذية أن شرب الماء أثناء الطعام له فوائد متعددة عند تناوله بشكل معتدل وصحيح، ويساهم في تحسين الهضم وتعزيز صحة الجسم بشكل عام.
دور الماء الأساسي في عملية الهضم
يلعب الماء دورًا مهمًا في تسهيل عملية الهضم منذ لحظة دخول الطعام إلى الفم، حيث يساعد على ترطيب الطعام وتكوين اللقمة بشكل مناسب لسهولة البلع. كما يساهم في إفراز اللعاب الذي يحتوي على إنزيمات هاضمة تبدأ عملية تكسير الطعام منذ أول مرحلة في الجهاز الهضمي.
وعند وصول الطعام إلى المعدة، يساعد الماء في إذابة العناصر الغذائية وتحسين حركة الطعام داخل الجهاز الهضمي، مما يسهل عملية الامتصاص في الأمعاء لاحقًا.
هل شرب الماء أثناء الطعام يضعف العصارات الهضمية؟
من أكثر الشائعات انتشارًا أن شرب الماء أثناء الأكل يؤدي إلى تخفيف العصارات الهضمية، وبالتالي إضعاف الهضم. إلا أن الدراسات الحديثة أوضحت أن المعدة قادرة على التكيف مع كميات السوائل التي تدخلها، وتقوم بإفراز العصارات الهضمية اللازمة بصورة متوازنة دون التأثير السلبي على الهضم، ما دام كان شرب الماء في حدود الاعتدال.
الإفراط فقط هو ما قد يسبب شعورًا بالامتلاء الزائد أو الثقل بعد الأكل.
فوائد شرب الماء أثناء الطعام لإنقاص الوزن
يُعتبر شرب الماء أثناء تناول الطعام من العوامل المساعدة على فقدان الوزن، حيث يساهم في تعزيز الشعور بالشبع، وبالتالي تقليل كميات الطعام المتناولة. فعند شرب الماء قبل الأكل أو أثناءه، تمتلئ المعدة جزئيًا بالماء، مما يقلل من الرغبة في الإفراط في تناول الطعام.
كما يساعد الماء على تحسين معدل الحرق وتنشيط عملية الأيض، وهو ما يدعم جهود إنقاص الوزن بشكل صحي ومتوازن.
تحسين حركة الأمعاء والوقاية من الإمساك
من أهم فوائد شرب الماء أثناء الطعام أنه يحسن من حركة الأمعاء ويساعد على الوقاية من الإمساك، حيث يعمل الماء على ترطيب الألياف الغذائية وتسهيل حركتها داخل القولون.
كما يساهم في تليين البراز وتسهيل عملية الإخراج، وهو أمر بالغ الأهمية لصحة الجهاز الهضمي والوقاية من مشكلات القولون المزمنة.
تنظيم درجة حرارة الجسم أثناء تناول الطعام
يساعد شرب الماء أثناء الوجبات في الحفاظ على درجة حرارة الجسم، خاصة عند تناول الأطعمة الساخنة. فالماء يعمل على تحقيق توازن حراري داخل الجسم، ما يقلل من الشعور بالحرارة أو العرق الزائد أثناء الطعام.
دوره في امتصاص الفيتامينات والمعادن
يساعد الماء بشكل مباشر في عملية امتصاص العناصر الغذائية، خاصة الفيتامينات والمعادن الذائبة في الماء، مثل فيتامين C وبعض فيتامينات B. وبالتالي فإن شرب الماء أثناء الطعام يعزز من الاستفادة الغذائية الكاملة من الوجبة.
الفرق بين شرب الماء البارد والدافئ أثناء الطعام
يفضل كثير من خبراء التغذية شرب الماء الفاتر أو الدافئ بدلًا من الماء شديد البرودة أثناء الطعام، لأن الماء البارد قد يبطئ نسبيًا من عملية الهضم لدى بعض الأشخاص، بينما يساعد الماء الدافئ على تحفيز المعدة وتسهيل حركة الطعام داخل الجهاز الهضمي.
ومع ذلك، يبقى شرب أي درجة حرارة من الماء أفضل من عدم الشرب تمامًا.
متى يصبح شرب الماء أثناء الطعام غير صحي؟
رغم الفوائد الكثيرة، إلا أن الإفراط في شرب الماء أثناء الأكل قد يؤدي إلى بعض الآثار السلبية، مثل الشعور بالانتفاخ، أو التخمة، أو ارتجاع المريء لدى بعض الأشخاص، خاصة من يعانون من ضعف عضلة المعدة.
لذلك يُنصح بشرب الماء على فترات متقطعة وبكميات معتدلة، وليس دفعة واحدة وبكميات كبيرة.
أفضل طريقة صحيحة لشرب الماء أثناء الطعام
ينصح الأطباء بتناول كوب من الماء قبل الوجبة بنحو 15 إلى 30 دقيقة لتحفيز الجهاز الهضمي.
وأثناء الطعام، يُفضَّل تناول رشفات صغيرة من الماء عند الحاجة فقط.
بعد الانتهاء من الأكل، يُستحسن الانتظار نحو 30 دقيقة قبل شرب كميات كبيرة من الماء، حتى لا تتأثر عملية الهضم بشكل سلبي.
شرب الماء أثناء الطعام لمرضى السكري
يُعد شرب الماء أثناء الطعام أمرًا مهمًا لمرضى السكري، حيث يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم، وتعويض السوائل المفقودة، وتقليل الشعور بالعطش الناتج عن ارتفاع السكر. كما يساهم في تحسين عملية التمثيل الغذائي لديهم.
أهمية شرب الماء أثناء الطعام للأطفال وكبار السن
بالنسبة للأطفال، يساعد الماء على تحسين هضم الطعام وامتصاص العناصر الغذائية، ويقلل من الإصابة بالإمساك وسوء الهضم.
أما كبار السن، فإن شرب الماء أثناء الأكل يساعد على ترطيب المخاطية الفموية، ويسهل عملية البلع، ويقلل من مشاكل الجفاف التي تكثر مع التقدم في العمر.
شرب الماء أثناء الطعام عادة صحية مفيدة عند الالتزام بالاعتدال، فهو يسهم في تحسين الهضم، ويعزز الشعور بالشبع، ويساعد على امتصاص العناصر الغذائية، ويدعم حركة الأمعاء، ويحافظ على توازن الجسم بشكل عام.
المشكلة لا تكمن في شرب الماء أثناء الطعام، بل في الإفراط فيه أو تناوله بطريقة خاطئة، لذلك فإن الالتزام بالكميات المناسبة هو السر الحقيقي للفائدة.