تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

احتفت مجلة "تراث" الشهرية، الصادرة عن هيئة أبوظبي للتراث، في عددها لشهر أبريل الجاري، بتراث مدينة العين، ورصدت أثر الموروث الثقافي للمدينة في تطوّر الغناء الإماراتي عبر تخصيص ملف خاص تضمن العديد من الاستطلاعات والدراسات والمقالات التي تناولت تاريخ مدينة العين ومعالمها وموروثها وحضورها الثري في الثقافة والفنون الإماراتية.

وفي افتتاحية العدد أكدت رئيسة التحرير شمسة الظاهري: على الدور المحوري الذي لعبته مدينة العين في تطور الأغنية الإماراتية، مشيرة إلى أن المدينة ليست مجرد مكان، بل هي منبع للحضارة والأصالة، وأن بيئتها الفريدة وتأثيرها العميق في التراث المحلي كان لهما دور حاسم في تطور الفنون، وخاصة الأغنية الإماراتية.

وقالت "الظاهري": "إن الموروث الشعبي الغني الذي تتميز به العين قد انعكس بوضوح على كلمات الأغاني الإماراتية، حيث استلهم الشعراء والفنانون من البيئة البدوية المحيطة مفردات عذبة وجميلة، ومنها استمدوا أساليبهم الموسيقية".

ولفتت إلى أن إيقاعات الفنون الشعبية مثل العيالة والرزفة والتغرودة، كانت جزءاً من هذا النسيج الموسيقي الفريد، حيث استمدت الأغنية الإماراتية عناصرها من هذه الفنون التراثية، ما عزز أصالتها. 

أبعاد جماليّة
ونوّهت شمسة الظاهري في المقال الافتتاحي، إلى أن طبيعة العين الخلابة بواحاتها الخضراء وأفلاجها وصحاريها، كانت مصدراً للإلهام للعديد من الشعراء والملحنين، وأن ذلك تجلى في استخدام الألحان التي تعبر عن هدوء الطبيعة أو حيويتها، ما أضفى على الأغنية الإماراتية أبعاداً جمالية تجعلها قريبة من وجدان المستمع وتحمل مشاعر الحنين والحب والانتماء للوطن.
وبيّنت أن الحياة اليومية في العين، بما فيها المناسبات الاجتماعية والاحتفالات التقليدية، انعكست في أغانيها، ما جعلها تحمل روح البيئة الإماراتية الأصيلة، وتعبر عن العادات والتقاليد الراسخة في المجتمع.
ورأت أن تأثير مدينة العين لم يقتصر على البيئة الطبيعية فقط، بل برز أيضاً من خلال المجالس الشعرية التي شكلت منصات للحوار الفني والثقافي، وكان لها الدور الكبير في تطوير الشعر الغنائي، حيث تأثر المغنون بالكلمات العميقة والمعاني الراقية التي طرحتها قصائد الشعراء.
وختمت الظاهري قائلة: إن مجلس شعراء العين لم يكن مجرد تجمع، بل كان بمثابة ورشة عمل إبداعية التقى فيها الشعراء والفنانون، فتبادلوا الأفكار وصقلوا مواهبهم. ونتيجة لهذا التفاعل، ظهرت أعمال غنائية أصيلة تحمل في طياتها روح الأصالة الإماراتية ممزوجة بلمسات حداثية، ما جعل الأغنية الإماراتية أكثر تطوراً وانتشاراً، ليس محلياً فقط، وعربياً أيضاً. 
مرآة حضارية ومصدر إلهام 
وفي ملف العدد: نقرأ لخالد  صالح ملكاوي: "شعراء العين وفيض الحياة في الأغنية الإماراتية"، ويتوقف أحمد عبد القادر الرفاعي عند رشاقة المبنى وعذوبة المعني القصيدة النبطية المغناة عند شعراء مدينة العين، ويكتب محمد نجيب قدورة عن مدينة العين مكنز الشعر المُغنّى"، وتستعرض أماني إبراهيم ياسين دور مجلس شعراء العين في رسم المشهد النطبي بالإمارات،  فيما تناول الأمير كمال فرج توظيف المكان والوصف البصري والدعاء بالمطر قصائد العين باعتبارها تجليات إبداعية في عشق المدن.
ويرصد عادل نيل "مدينة العين في وجدان الشاعر الإماراتي"، وتُسلّط لولوة المنصوري الضوء على "العين: غرس زايد.. وملهمتنا الخضراء"، تستحضر الدكتورة وضحى حمدان الغريبي دور مدينة العين كمصدر إلهام للفنان الإماراتي، ونقرأ لأحمد حسين حميدان "مدينة العين في حضورها المتجدد أغنية للطبيعة ونشيد للتراث"، وتختتم المجلة ملف العدد بمشاركة للدكتور محمد فاتح صالح زغل التي حملت عنوان:"مهرجان ووماد الدولي في أبوظبي والعين بوابة عالمية للثقافات وحاضنة للإبداع والفنون".

الفلكلور الشعبي الإماراتي
وفي موضوعات العدد:  نفرأ لمحمد فاتح صالح زغل: "بيدار اللهجة الإماراتية فيما طابق الفصيح: ألفاظ الأفراح ومواسم البهجة"، ونطالع قصيدة جديدة للشاعر الدكتور شهاب غانم، ويواصل عبد الفتاح صبري حديثه عن:"الباب والقفل والخوف"، ويطير بنا ضياء الدين الحفناوي في رحلة إلى مالطا، حيث يجول بنا في "فاليتا: مدينة الشمس والذهب".
ونقرأ مع نايلة الأحبابي "قصيدة الريف للشيخ خليفة بن شخبوط آل نهيان"، ويٌضيىء أحمد أبو دياب على تاريخ : مزرعة الشيخ زايد التاريخية في الخوانيج باعتبارها تراث شاهد على مسيرة الاتحاد الإماراتي، ويستعرض خليل عيلوني "مراحل تطور رخص القيادة وأثرها في الأمن الإماراتي"، ويكتب صديق جوهر عن: "الفلكلور الشعبي الإماراتي وحوار الحضارات"، ونطالع لقتيبة أحمد المقطرن "تجليات شعراء الإمارات: الصحراء وثقافتها الجديدة في عهد الطفرة النفطية"، ونتعرف من خلال مشاركة نورة صابر المزروعي على "الجذور التاريخية لفن الكناوة". 

منازل الغائبين 
وفي موضوعات العدد أيضاً: نقرأ لعلي  تهامي: "منازل الغائبين على خطى المقيمين في الغياب تطواف في تيزي وزو مع زهية منصّر"، ونطالع  لشريف مصطفى محمد : "تجاوز الفجوة.. عندما يصبح العقل أداة النجاة"، ويتناول خالد محمد القاسمي الحكايات الشعبية الإماراتية باعتبارها ركيزة الهويّة الثقافية، ويحاور هشام أزكيض عتيق سيف القبيسي الذي أكد على أن: "إذاعة صوت الموسيقى تهدف للحفاظ على الذائقة الفنية"، وتستحضر مريم النقبي سيرة ومسيرة محمد بن سوقات (1928-2006) رائد الشعر الإماراتي وأيقونة الإبداع الأدبي، وتختتم المجلة هذا العدد بمقال  "الخرخشة ما فيها خسارة" للكاتبة عائشة علي الغيص. 
يُذكر أن مجلة "تراث" هي مجلة تراثية ثقافية منوعة، تصدر عن هيئة أبوظبي للتراث، وترأس تحريرها شمسة حمد العبد الظاهري، والإشراف العام لفاطمة مسعود المنصوري، وموزة عويص وعلي الدرعي. والتصميم والتنفيذ لغادة حجاج، وشؤون الكتاب لسهى فرج خير، والتصوير لمصطفى شعبان. 
وتُعد المجلة منصة إعلامية تختص بإبراز جماليات التراث الإماراتي والعربي الإسلامي، في إطار سعيها لأن تكون نزهة بصرية وفكرية، تلتقط من حدائق التراث الغنّاء ما يليق بمصافحة عيون القراء.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الإنتماء للوطن الامارات استطلاعات الثقافة والفن الفنون التراثية الفنون الشعبية المنصور الموروث الشعبي الموروث الثقافي هيئة أبوظبي للتراث الأغنیة الإماراتیة مدینة العین فی

إقرأ أيضاً:

مجلة الجيش: جيش متلاحم مع الشعب يزداد مهابة ورفعة لما يحظى به من مكانة في وجدان الأمة

أحيت مجلة الجيش، في عددها الأخير، الذكرى الرابعة لليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي الذي أقره رئيس الجمهورية، قبل ثلاث سنوات تخليدا لتحوير جيش التحرير الوطني إلى الجيش الوطني الشعبي يوم 4 أوت 1962.

وأكدت المجلة ان هذا اليوم الذي يعد مناسبة لشحذ الهمم وتقوية العزائم لمواصلة مسار تعزيز قدرات منظومة دفاعنا الوطني وجاهزيتها العملياتية الذي قطعت قواتنا المسلحة على دربه أشواطا كبرى بكل حزم وإصرار هو تكريم من الجزائر لجيشها الوطني الشعبي واحتفاء للجزائريين بأبنائهم المنخرطين في صفوفه.

وجددت المجلة في عدد هذا الشهر ان “جيش متلاحم مع الشعب يزداد مهابة ورفعة لما يحظى به من مكانة في وجدان الأمة ويزداد تمرسا واقتدارا لما يتحلى به الضباط والجنود وكافة المنتسبين إليه من وطنية والتزام”، مثلما أكده رئيس الجمهورية.

وأضافت في إفتتاحيتها إذ تشهد بلادنا تحولات بارزة وديناميكية حديثة على كافة المستويات حيث عادت من جديد لتتبوأ مكانتها المستحقة بحضورها القوي والفاعل في مختلف المحافل والهيئات الإقليمية والدولية على غرار عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي وعضويتها في مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي الذي تولت رئاسته هذا الشهر إلى جانب ظفرها بنيابة رئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي ونيابة رئاسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة.

وإختتمت الإفتتاحية  ان الجزائر أضحت شريكا لا مناص منه وفاعلا محوريا إقليميا ودوليا، بفضل سياستها الحكيمة وسعيها المستمر من أجل استتباب الأمن والسلم في العالم وتعزيز التنمية المستدامة، وفق مبادئ ثابتة، ترتكز على احترام الشرعية الدولية ومساندة القضايا العادلة وعلى رأسها القضيتان الفلسطينية والصحراوية.

مقالات مشابهة

  • «كهرباء ومياه دبي» تحتفي باليوم العالمي للشباب
  • «أفضل توقيت» يحمل الإثارة بين المنافسين في مهرجان العين للهجن
  • قطر الندى تحتفي بالنيل السعيد في عدد أغسطس 2025
  • مجلة بريطانية: لماذا ينقلب اليمين الأميركي على إسرائيل؟
  • مكاتب الاتصالات والبريد والتأمينات والانشاءات في البيضاء تحتفي بذكرى المولد النبوي
  • وزير الكهرباء يبحث مع «إيميا باور» الإماراتية تنفيذ عدد من محطات التخزين المنفصلة
  • شاهد بالفيديو.. “وزيرة القراية” السودانية الحسناء ترقص وتستعرض جمالها على أنغام الأغنية الترند “أمانة أمانة”
  • مجلة الجيش: جيش متلاحم مع الشعب يزداد مهابة ورفعة لما يحظى به من مكانة في وجدان الأمة
  • «الذيبة» تحلق بناموس «الثنايا» في مهرجان العين للهجن
  • قوات الإحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة أريحا ومخيم العين