تقسيم غزة.. ماذا يعني تصريح نتنياهو على الأرض وما هو ممر موراغ؟
تاريخ النشر: 3rd, April 2025 GMT
(CNN)-- قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي "يغير توجهه" في غزة، ويقسم ويستولي على أجزاء أخرى من القطاع، وهي الخطوة التي يقول المراقبون إنها قد تعني أن إسرائيل قد تنشئ سيطرة أعمق وأطول أمدًا على الأرض.
أعلنت إسرائيل أنها ستصعّد حملتها ضد حركة "حماس" في غزة حتى توافق على شروط مُعدّلة لوقف إطلاق النار، بينما تعهد وزير الدفاع بالسيطرة على "مناطق واسعة" من القطاع.
ولم يتضح بعد حجم الأراضي التي تستعد إسرائيل للاستيلاء عليها أو ما إذا كانت تدرس ضمها بشكل دائم، لكن نتنياهو أعطى بعض التلميحات، وقال على وجه الخصوص إن قواته ستنتزع السيطرة على قطاع رئيسي آخر من الأرض.
وقال نتنياهو في خطاب مصور، الأربعاء: "في قطاع غزة، الليلة الماضية، غيّرنا مسارنا. الجيش الإسرائيلي يسيطر على الأراضي، ويضرب الإرهابيين، ويدمر البنية التحتية". وأضاف: "نحن الآن نقسم القطاع ونزيد الضغط تدريجيًا، حتى يُسلمونا رهائننا. وما داموا لم يُسلموهم لنا، فسيزداد الضغط حتى يُسلموهم". وتابع قائلا: "نحن بصدد إنجاز أمر آخر: نسيطر على ممر موراغ. سيكون هذا ممر فيلادلفيا الثاني، ممر فيلادلفيا إضافي".
يشير ممر موراغ إلى مستوطنة موراغ التي كانت تقع بين مدينتي خان يونس ورفح جنوب غزة. أما ممر فيلادلفيا، فهو شريط من الأرض بطول 14 كيلومترًا جنوب غزة على طول الحدود مع مصر، والذي استولت عليه إسرائيل أيضًا ولا تزال تحتله، فيما يعد نقطة خلاف رئيسية في مفاوضات وقف إطلاق النار.
قال خبراء، لشبكة CNN، الأربعاء، إن ممر موراغ، وهو طريق تاريخي يربط معبر صوفا في غزة بمستوطنة موراغ السابقة، قد يصبح خطًا فاصلًا بين خان يونس ورفح إذا سيطرت عليه القوات الإسرائيلية.
وقالت منظمة "جيشاه"، وهي منظمة إسرائيلية لحقوق الإنسان تركز على حرية حركة الفلسطينيين، إنه حتى قبل العملية الحالية، كانت إسرائيل قد وسعت بالفعل سيطرتها على منطقة عازلة على طول حواف الجيب، تغطي ما يقرب من 52 كيلومترا مربعا على طول محيط القطاع بالكامل، أو 17٪ من إجمالي مساحته.
وقارن العقيد احتياط جريشا ياكوبوفيتش، الرئيس السابق للإدارة المدنية لتنسيق أنشطة الحكومة في الأراضي الفلسطينية، هذه الخطوة -التي تأتي أيضا في أعقاب عدد من أوامر الإخلاء للفلسطينيين- بإنشاء القوات الإسرائيلية في وقت سابق "منطقة عازلة " في شمال غزة، حيث أخلت القوات معاقل "حماس" وأقامت محيطًا أمنيًا بالقرب من مجتمعات الحدود الإسرائيلية.
وقال ياكوبوفيتش، لشبكة CNN، إن الجيش الإسرائيلي قد يسعى لإخلاء سكان رفح وتوسيع المنطقة العازلة الجنوبية. وأضاف أن "الحفاظ على هذه المناطق الحدودية يضغط على حماس ويحمي المجتمعات الإسرائيلية".
"إحكام السيطرة"
وتوقع اللواء احتياط إيتان دانغوت، منسق أنشطة الحكومة السابق في الأراضي الفلسطينية، أن يكون الاستيلاء على ممر موراغ بمثابة بداية لتقسيم غزة إلى ثلاثة أقسام واسعة من أجل المزيد من السيطرة.
وأضاف أن "هذا يعني أن إسرائيل أو الجيش الإسرائيلي ينفذ عملية واضحة للغاية من أجل إبقاء المناطق تحت السيطرة المحكمة من قبل القوات العسكرية التي تمنع الحركة من منطقة إلى أخرى".
وتابع قائلا إنه سيكون هناك سيطرة كاملة على حركة المرور المسموح لها بالدخول والعبور، وهذا يعني أنه إذا وافقت إسرائيل على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، فستكون السيطرة على القوافل أشد".
ورأى دانغوت أن التركيز على ممر موراغ هو أيضًا "قرار سياسي يهدف إلى منح المتطرفين اليمينيين في الحكومة أملًا بأننا قد نعود إلى بعض المناطق (المستوطنات) كما كنا من قبل". وأضاف: "عندما تُنطق كلمة موراغ بصوت عالٍ، فهذا يعني العودة إلى فك الارتباط مع غوش قطيف".
كانت غوش قطيف تجمعًا استيطانيًا يضم عدة مستوطنات إسرائيلية، منها مستوطنة موراغ الزراعية، جنوب قطاع غزة. بعد انسحاب إسرائيل من قطاع غزة عام ٢٠٠٥، قرر رئيس الوزراء آنذاك أرييل شارون تفكيك غوش قطيف وإخلاء حوالي ٨٠٠٠ يهودي كانوا يعيشون فيها.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو حماس غزة الجیش الإسرائیلی فی غزة
إقرأ أيضاً:
سكان إسرائيل يودّعون الملاجئ بعد 12 يومًا من «الجحيم تحت الأرض»
بعد 12 يومًا من الخوف والرعب خرج الإسرائيليون من الملاجئ إلى منازلهم بعدما بدأ وقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب وتنتهي الحرب الخاطفة التي تسببت في أضرار كبيرة بعاصمة دولة الاحتلال جراء القصف الصاروخي الإيراني الذي استهداف مناطق متعددة في إسرائيل.
الإسرائيليون في الملاجئهرع الإسرائيليون إلى الملاجئ بعدما تحولت حياتهم فوق الأرض إلى جحيم وباتت المناطق في تل أبيب تشبه المربعات السكنية التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة في حربه المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وقالت صحيفة تايمز أوف إسرئيل، إن القصف الإيراني أسفر عن إصابة آلاف الإسرائيليين ومقتل 24 آخرون.
ورغم إقرار الهدنة بين إيران وإسرائيل، إلا أن الجانبين خرقا وقف إطلاق النار، وشنت طهران هجوما صاروخيا على بئر سبع تسبب في مقتل عدد من الإسرائيليين ليبدأ سكان المنطقة في الإخلاء بعدما تطلعوا للعودة إلى منازلهم.
ولم تكن الملاجئ في إسرائيل قادرة على استيعاب كل من يقصدها فاتجه البعض إلى مواقف السيارات تحت الأرض كإجراء احترازي ضد هجمات صاروخية إيرانية محتملة.
وعلى الرغم من انتهاء الحرب إلا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدد أوامر تعبئة الاحتياط إلى يوم 10 يوليو المقبل بعد موافقة لجنة الشئون الخارجية والدفاع في الكنيست.
وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيرانوأبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غضبًا شديدًا مع ازدياد هشاشة وقف إطلاق النار الذي توسط فيه بين إسرائيل وإيران وقبل توجهه إلى قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في هولندا، أعرب ترامب عن استيائه الشديد من إسرائيل.
فقد أكدت كل من إسرائيل وإيران أنهما لن تنتهكا وقف إطلاق النار ما لم تبادر الأخرى بذلك، وذلك بعد أن تبادلت الدولتان الاتهامات سابقًا بانتهاك الهدنة.