شيخة قطرية تعلق على قضية قطر جيت بإسرائيل وتوقيتها.. ما هي هذه القضية؟
تاريخ النشر: 5th, April 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—عقّبت الشيخة القطرية، مريم آل ثاني على القضية المستمرة بإثارة ضجة بقضية التحقيقات في شبهة وجود علاقات غير قانونية بين كبار مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وقطر، وهي القضية التي عُرفت باسم "قطر جيت".
وقالت الشيخة مريم في تدوينة على صفحتها بمنصة إكس (تويتر سابقا): "خروج قضية قطر جيت في هذا التوقيت ما هو إلا تغطية ومحاولة إلهاء المجتمع الدولي عن مجازر الاحتلال التي ترتكب الآن في رفح لتدمير ما تبقى من غزة بمباركة دولية.
وكانت محكمة إسرائيلية قد مددت، الثلاثاء، الاحتجاز الأولي ليوناتان أوريش، أقرب مستشاري نتنياهو، ومساعده السابق إيلي فيلدشتاين لـ3 أيام، قائلة إن إطلاق سراحهما "سيُعيق التحقيق في تورطهما المشتبه به في إدارة علاقات عامة لصالح قطر".
وفي المحكمة، ذكر القاضي أن مراجعة المواد السرية المُقدمة أشارت إلى "وجود شكوك معقولة في أن شركة أمريكية تواصلت مع أحد المشتبه بهم لنشر رسائل سلبية عن مصر، والتقليل من شأن دورها في جهود الوساطة لإطلاق سراح جميع رهائن الذين تحتجزهم حركة حماس منذ هجومها في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار".
وتُظهر وثائق المحكمة أن الادعاء العام يشتبه في أن يوناتان وفيلدشتاين تلقيا رشاوى و"عملا على نقل رسائل إلى الصحفيين بطريقة عرضت مقالات متعاطفة مع قطر في وسائل الإعلام، مما قلل من دور مصر كوسيط عادل في الصفقة، مع إملاء أجندة وسائل الإعلام".
وأعلن القاضي أن "أمر حظر النشر السابق بشأن الإجراءات أصبح بلا معنى لأنه تم تجاهله على نطاق واسع".
ورفضت الشرطة والمحاكم الإسرائيلية حتى الآن الرد على طلبات شبكة CNN للحصول على تفاصيل دقيقة عن التهم.
وتواصلت CNN مع محامي الدفاع عن المشتبه بهم للتعليق.
واستجوبت الشرطة، الاثنين، رئيس تحرير صحيفة جيروزالم بوست، زفيكا كلاين، في إطار التحقيق، لكن "لم تُحدد طبيعة أي اتهامات ضده"، حسبما ذكرت الصحيفة، الثلاثاء.
ووفقًا للصحيفة، زار كلاين قطر العام الماضي "بدعوة مباشرة" من قطر، وكتب سلسلة مقالات للصحيفة عقب زيارته.
وزعمت القناة 13 الإسرائيلية في تقرير لها الشهر الماضي أن زيارة كلاين إلى قطر كانت بترتيب من فيلدشتاين، وهو ما نفاه كلاين.
وصرح مسؤول حكومي قطري لـCNNبأن بلاده "تعرضت لحملة تشهير" من قبل أشخاص يريدون استمرار الحرب في غزة.
وقال المسؤول: "سنواصل جهود الوساطة، بالتعاون مع الولايات المتحدة وشركائنا الإقليميين، ولن ننشغل أو نتراجع عن جهود أولئك الذين يسعون بنشاط إلى إفشال المفاوضات وإطالة أمد الصراع".
كما أدلى نتنياهو بشهادته بشأن القضية للشرطة، الاثنين، وفقًا لمقطع فيديو نشره رئيس الوزراء على حسابه على تيليغرام.
وزعم نتنياهو أن القضية "ذات دوافع سياسية"، وقال إنه" تحقيق سياسي، مطاردة سياسية، هذا كل ما في الأمر، لا شيء آخر"، كما ذكر أن التحقيق يهدف إلى منعه من إقالة رونين بار، رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك).
وأفادت التقارير أن الجهاز فتح مؤخرًا تحقيقًا في مزاعم بأن "أعضاء من مكتب نتنياهو مارسوا ضغوطا غير مناسبة لصالح قطر"، وهو أمر ينفيه مكتبه.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية مؤخرًا أن محاولة نتنياهو عرقلة التحقيق في الفضيحة هي سبب سعيه لإقالة كل من بار والمدعية العامة غالي بهاراف ميارا.
ورغم اختياره يوم الاثنين، قائد البحرية السابق، إيلي شارفيت، رئيسًا جديدًا للشاباك، فإن خطوة نتنياهو لإقالة الرئيس الحالي لا تزال تواجه تحديا قانونيا.
وأجرى "الشاباك"، الذي يرصد التهديدات الداخلية لإسرائيل، تحقيقا داخليا في هجوم 7 أكتوبر، خلص إلى أن الجهاز "فشل في مهمته" في منع الهجوم الدامي واختطاف الرهائن" لكنه ألقى باللوم أيضا على "السياسات التي سنتها حكومة نتنياهو كعوامل مساهمة".
ومن بين هذه الملفات، بحسب "الشاباك"، كانت "المدفوعات القطرية لحماس على مدى سنوات، وباركت إسرائيل هذه المدفوعات، إذ رأت حكومتها أنها مفيدة لدق إسفين سياسي بين غزة والضفة الغربية".
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إن اعتقال اثنين من مساعدي نتنياهو "يعد خيانة للثقة، وتهديدا للأمن القومي، وضررا بالغا بمصداقية إسرائيل ومكانتها في العالم"، محذرا من أن "نتنياهو لا يمكنه التهرب من المسؤولية".
وأضاف لابيد في بيان الثلاثاء: "إذا كان يعلم، فهو متواطئ في فشل ذريع، وإذا لم يكن يعلم، فهو غير مؤهل لمواصلة رئاسة وزراء إسرائيل".
وانتقد المعارض بيني غانتس، رئيس الوزراء قائلا: "كلما تقدم تحقيق قطر غيت، ازداد نتنياهو تصميما في معركته ضد المؤسسات المسؤولة عن التحقيق، كلما تعمق التحقيق، ازداد التخريب".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو الحكومة الإسرائيلية الحكومة القطرية بنيامين نتنياهو تغريدات غزة قطاع غزة رئیس ا
إقرأ أيضاً:
من هو رئيس الشاباك الجديد المقرب من سارة نتنياهو؟
#سواليف
أعلن رئيس وزراء #الاحتلال الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو عن تعيين اللواء المتقاعد #دافيد_زيني رئيسًا جديدًا لجهاز الأمن العام لدى الاحتلال ( #الشاباك )، في خطوة أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والقانونية داخل الكيان، وسط تصاعد الانتقادات بشأن تسييس الأجهزة الأمنية وتغول السلطة التنفيذية على المؤسسات ذات الطابع المهني والأمني.
دافيد زيني، المولود في القدس عام 1974، ينتمي لعائلة دينية بارزة، حيث أن والده هو الحاخام يوسف زيني. نشأ في مدينة أشدود وتلقى تعليمه في مؤسسات دينية، قبل أن ينخرط في مسار عسكري طويل بدأه من الوحدة الخاصة التابعة لهيئة الأركان المعروفة بـ”سييرت متكال”، ثم التحق بلواء “جولاني” ضمن #جيش_الاحتلال، حيث شغل مناصب قيادية شملت قيادة كتيبة 51، ومن ثم وحدة “إيغوز” الخاصة، وهي وحدات شاركت في مهام قتالية متعددة ضد الفلسطينيين واللبنانيين، أبرزها خلال حرب تموز 2006 والعدوانين على قطاع غزة عامي 2009 و2014. في عام 2015، أسس زيني لواء الكوماندوز الجديد في جيش الاحتلال، ما عزز حضوره كأحد العقول العسكرية الصاعدة داخل المنظومة الأمنية الإسرائيلية.
في أعقاب عملية السابع من أكتوبر 2023، شارك في #الاشتباكات مع مجموعات المقاومة الفلسطينية، وهو ما استخدمه نتنياهو لتسويغ ترشيحه باعتباره “قائدًا ميدانيًا شجاعًا”، بينما اعتبره خصومه محاولة لإضفاء طابع بطولي على شخصية تفتقر للخبرة الاستخباراتية المطلوبة لرئاسة جهاز بحجم الشاباك.
مقالات ذات صلة إسرائيل مقبلة على أزمة كبيرة بعد قرار مفاجئ لنتنياهو 2025/05/22تعيين زيني يأتي في سياق تصعيد سياسي واضح من قبل نتنياهو ضد رئيس الشاباك الحالي رونين بار، الذي حاول عزله بزعم “فقدان الثقة”، في حين أن دوافع العزل بحسب معارضين تعود لرفض بار الانصياع لتوجيهات سياسية تضمنت قمع احتجاجات داخلية ومراقبة معارضين لسياسات الحكومة. المحكمة العليا في الكيان أوقفت إجراءات العزل، معتبرة أن الخطوة تنطوي على تضارب مصالح، لا سيما في ظل التحقيقات الجارية في ملف “قطر غيت”، والذي تلاحق شبهاته مقربين من نتنياهو.
الاتهامات المتبادلة بين نتنياهو ورئيس الشاباك الحالي كشفت عمق الأزمة داخل مؤسسات الحكم، إذ اتهم بار رئيس الحكومة بمحاولة توريط الجهاز الأمني في نزاعاته السياسية الداخلية، بينما وصف نتنياهو رئيس الشاباك بأنه “فاقد للمصداقية” و”يخدم أجندات سياسية معادية”.
ما يزيد من إشكالية هذا التعيين هو أن زيني سيكون أول رئيس للشاباك يُعيّن من خارج الجهاز منذ قرابة ثلاثة عقود، وهو ما أثار استياءً داخل الجهاز نفسه وفي أوساط المعارضة التي رأت في القرار تجاوزًا للتقاليد المهنية وتسييسًا خطيرًا لمؤسسة يفترض أن تبقى محايدة.
تحذيرات صدرت عن المستشارة القانونية لحكومة الاحتلال طالبت بعدم تمرير التعيين قبل تسوية المسائل القانونية المتعلقة بوضع رونين بار، محذّرة من أن المضي في هذا المسار قد يؤدي إلى انهيار ثقة الجمهور بالجهاز الأمني. في المقابل، يرى أنصار نتنياهو أن زيني يحمل في رصيده تجربة عسكرية ميدانية صلبة تؤهله للتعامل مع التحديات الأمنية التي تواجه الكيان، خاصة في ظل المواجهة المستمرة مع قطاع غزة والتوترات الإقليمية المتصاعدة.
ويُعد دافيد زيني من الشخصيات المقربة لعائلة نتنياهو، وتحديدًا لسارة نتنياهو، زوجة رئيس وزراء الاحتلال، والتي لعبت دورًا ملحوظًا في ترشيحه لمناصب أمنية رفيعة، حيث طُرح اسمه سابقًا لرئاسة أركان جيش الاحتلال، رغم تحفظات داخل المؤسسة العسكرية على ترشيحه بسبب قلة خبرته الاستراتيجية مقارنة بمرشحين آخرين. هذا القرب العائلي والسياسي يعزز الانطباع بأن تعيين زيني لرئاسة جهاز الشاباك لا يستند فقط إلى مؤهلات مهنية، بل يأتي في إطار مشروع أوسع يقوده نتنياهو لإحكام السيطرة على أذرع الاحتلال الأمنية، خاصة بعد تصاعد الأصوات المنتقدة لسياساته داخل تلك الأجهزة.
هذا التعيين يعكس منهجية واضحة يتبعها نتنياهو منذ سنوات، تقوم على تعيين شخصيات موالية له شخصيًا أو مقربة من محيطه العائلي في مناصب أمنية حساسة، وذلك لضمان عدم معارضتهم له، خصوصًا في الملفات المتعلقة بمحاكمته بقضايا فساد أو التعامل مع الاحتجاجات الداخلية. ويبدو أن نتنياهو يسعى لتحويل أجهزة الدولة الأمنية من مؤسسات ذات استقلالية نسبية إلى أدوات تخدم بقاءه السياسي، سواء عبر تطويع الجيش أو الشاباك أو الشرطة، في مشهد يثير القلق من تآكل الطابع المؤسسي لنظام الحكم لدى الاحتلال وتغوّل السلطة التنفيذية على ما يفترض أنها أجهزة مهنية مستقلة.