عاشور: التحولات المتسارعة تتطلب إعادة النظر في فلسفة التعليم العالي وتوظيف الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 5th, April 2025 GMT
أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن التحولات المتسارعة في مجال التعليم العالي تعكس ديناميكية جديدة تتطلب التكيف مع مستجدات التكنولوجيا والمجتمع المعرفي، مشيرًا إلى أن الإطار المرجعي الاسترشادي للتعليم العالي يولي اهتمامًا خاصًا بالتعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي وتوظيفها كوسائل فعالة للتعلم والبحث العلمي، موضحًا أن التطور الكبير في هذه الأدوات يستوجب إعادة النظر في فلسفة التعليم العالي، بحيث يصبح التغيير محورًا رئيسيًا يضمن استدامة المؤسسة وتنافسيتها.
وأوضح الوزير أن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصرًا فاعلًا في التعليم الجامعي والبحث العلمي، لما يتمتع به من قدرة على معالجة كميات ضخمة من البيانات، وتوفير رؤى تحليلية دقيقة، وتحسين جودة العملية التعليمية والبحثية، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام المؤسسات الأكاديمية لتعزيز دورها في تنمية رأس المال البشري، وتأهيل الخريجين لسوق العمل بما يتماشى مع متطلبات العصر.
وأشار الدكتور عاشور إلى أن الإطار المرجعي يراعي التطورات المذهلة التي أحدثها الذكاء الاصطناعي، ويوجه للاستفادة من إمكاناته غير المسبوقة في استكشاف البيانات وتحليلها بطرق مبتكرة وفعالة، مستعرضًا أبرز أدوات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في البحث العلمي مثل برامج التحليل الإحصائي والبياني، وأدوات معالجة النصوص اللغوية، وتقنيات التعلم الآلي والعميق، وأدوات التصور البياني والرؤية الحاسوبية، إلى جانب برامج إدارة المراجع الأكاديمية.
كما أكد الوزير أن الإطار المرجعي يشمل استعراض الآفاق الممكنة لتوظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير أساليب التدريس الجامعي، وتقديم محتوى تعليمي تفاعلي يلبي الاحتياجات الفردية للطلاب، وتعزيز التعلم التعاوني باستخدام أدوات تنظيمية حديثة تسهل عملية التواصل وإدارة المشروعات الأكاديمية بفعالية.
وشدد الدكتور أيمن عاشور على ضرورة الالتزام بضوابط أخلاقية وقانونية تضمن الاستخدام الآمن والمسؤول للذكاء الاصطناعي، بما يحفظ القيم العلمية ويحترم الملكية الفكرية، ويؤمن خصوصية البيانات الشخصية، مع أهمية تحديث أنظمة الحماية والتحقق من دقة البيانات والنتائج التي تقدمها هذه الأدوات، مؤكدًا ضرورة تجنب الاعتماد المفرط عليها، وضمان أن تكون مساعدة وليست بديلًا عن الجهد الأكاديمي لضمان الأصالة وتفادي الممارسات غير النزيهة.
من جانبه، أوضح الدكتور مصطفى رفعت، أمين المجلس الأعلى للجامعات، أن فلسفة الإطار المرجعي العام تعكس رؤية إستراتيجية متكاملة لتطوير منظومة التعليم العالي وضمان جودتها وفقًا للمعايير الدولية، مشيرًا إلى أن التكامل بين أدوات الذكاء الاصطناعي والمناهج الأكاديمية يسهم في تحسين جودة العملية التعليمية، ودعم قدرة المؤسسات الجامعية على تقديم محتوى دراسي متطور يواكب أحدث المستجدات العلمية والتكنولوجية، بما يتيح تجربة تعليمية منفتحة ومرنة، ويؤهل الطلاب لمواجهة التحديات المستقبلية بكفاءة.
كما أشار إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تسهم في تصميم المواد التعليمية، وإنشاء أسئلة الامتحانات، وتحليل أداء الطلاب بدقة، وتقديم خطط دعم أكاديمية متخصصة، فضلًا عن تعزيز أساليب التعلم الشخصي الذي يراعي الفروق الفردية ويمنح كل طالب فرصة التعلم حسب مستواه.
وأكد الدكتور مصطفى رفعت العمل على تطوير آليات توظيف الذكاء الاصطناعي ضمن الإطار المرجعي بما يضمن الاستفادة منه دون الإخلال بالقيم البحثية، مع مواكبة التحديثات المستمرة للأدوات والبرمجيات الحديثة، وشدد على أهمية تعزيز التعاون بين الجامعات والقطاعات التكنولوجية لضمان تحقيق أقصى استفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي بما يحقق تطورًا مستدامًا، ويعزز من فرص الابتكار والتطوير الأكاديمي.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: التعليم العالي المجلس الأعلى للجامعات التحول الرقمي البحث العلمي جودة التعليم الذكاء الاصطناعي أيمن عاشور مصطفى رفعت الجامعات والذكاء الاصطناعي التكنولوجيا في التعليم الذکاء الاصطناعی التعلیم العالی الإطار المرجعی إلى أن
إقرأ أيضاً:
وفد وزارة التعليم العالي يشارك في اجتماع G20 البحثي بجنوب أفريقيا
شاركت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في فعاليات الاجتماع الثاني لمجموعة عمل البحث والابتكار لمجموعة العشرين، الذي عُقد في الفترة من 25 إلى 27 مايو 2025 بجامعة مبومالانجا–جنوب أفريقيا، تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلم.
جاءت مشاركة الوفد المصري تأكيدًا على الدور المحوري لمصر على الصعيدين الإقليمي والدولي، بدعوة رسمية من رئاسة G20. وقد ركّزت المناقشات على صياغة الإعلان الوزاري بشأن البحث والابتكار والدول الضيوف، والمقرر توقيعه في سبتمبر 2025.
وتناولت الجلسات المحاور الآتية:
1. الابتكار المفتوح: تأسيس منصة تعاون عالمية؛
2. التنوع البيولوجي: تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، والتدريب وتبادل البيانات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة؛
3. قاعدة بيانات عالمية: لرصد التقدُّم في التنوع والمساواة والإدماج وتيسير الوصول للعلوم والتكنولوجيا؛
4. مشروع جينوم أفريقيا: إطلاق دراسة موسعة لجينوم سكان القارة؛
كما عرض الوفد المصري تجربة دراسة الجينوم المرجعي للمصريين وقدامى المصريين، مسلّطًا الضوء على التقدّم العلمي الذي حققته مصر في هذا المجال.
تُعد مجموعة العشرين منتدى دوليًا يشمل 19 دولة وهيئتين إقليميتين، وتُوجّه دعوات للانضمام من خارج المجموعة من ضمنها مصر، انطلاقًا من أهمية دورها على المستوى العالمي. تأسس المنتدى في 1989، وتطوّر منذ 2008 ليشمل قمة رؤساء الدول، ووزراء المالية والخارجية ومراكز الفكر.