عربي21:
2025-06-15@10:54:47 GMT

وما زال الطوفان مستمرا ولن تتوقف آثاره

تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT

لا ينبغي أن تجعلنا مجازر العدو في غزة نغفل عن مآلات الأمور، فالعدو ما أوغل في الدماء إلا بعد أن تحطمت معادلاته الأمنية والاستراتيجية وبدأت عملية التشظي الداخلي حتى بات على أعتاب الحرب الاهلية. وهو على كل حال لن يحقق نصرا رغم التضحيات ورغم الخذلان بل والتآمر من المنافقين والعملاء. نعم نتألم للشهداء، ولكن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار.



وإذا انتقلنا إلى الجهة المقابلة في أقصى الغرب إلى أمريكا، فهل تعتقدون أن ما يحري ليس له علاقة بالطوفان؟ الذي أرقبه أن الطوفان هو سبب رئيس لما يحدث هناك، ولكن كيف؟ أصر بايدن على الحرب على غزة ورفض اعتراضات اليسار والشباب، فكانت غزة ولأول مرة في التاريخ هي السبب الخارجي الرئيس في هزيمة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية وفقدانه الأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب، بحيث بات عاجزا حتى عن الاعتراض على ترامب.

ترامب نفسه يعلم أنه فاز رغما عن الكثيرين في حزبه الجمهوري، ولهذا يقود أمريكا بصفته الشخصية وبرجاله الذين يحيطون به ويشيرون عليه بما يريد لا بما فيه مصلحة بلادهم لسبب واحد أنه سيطيح بكل من يعارضه. معنى هذا ان الحزبين الذين حكما أمريكا منذ نشأتها تقريبا الآن خارج المعادلة وامريكا تقاد برجل عجوز فاسد يلاحقه 34 اتهاما جنائيا بالرشوة والفساد والتهرب الضريبي ولم ينج من الحبس إلا بنجاحه في الانتخابات. وكل هذا بسبب طوفان الأقصى.

ترامب دخل في حرب مع العالم كله ولن تكون نتيجتها في مصلحة بلاده، مما سيدفع لإعادة تشكيل المشهد الداخلي ولربما يتراجع الحزبان الكبيران لتنشأ قوى جديدة لا تخضع للوبي الصهيوني بل ستكون معادية له. نفس التأثير سينتقل إلى أوروبا التي تشعر أنها مكشوفة أمنيا بعد تراجع ترامب عن حمايتها ودخوله معها في حرب تجارية.

ولو عدنا للكيان، فرغم المجازر التي يقع إثمها على المتخاذلين والخونة فلن يستطيع الانتصار ولن يستطيع البقاء في غزة؛ لأنه سيحتاج إلى أعداد من الجنود تفوق قدرته على التجنيد في الوقت الذي يعاني منه من النقص ومن هرب جنود الاحتياط ورفض المتشددين لدخول الجيش. نتنياهو يدرك ذلك، ولكنه يقود المقتلة ليطيل عمر حكومته دون أن يستطيع أن يحقق أيا من أهدافه، ولن تعود عقارب الساعة إلى الوراء.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات غزة احتلال غزة طوفان الاقصي مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات قضايا وآراء سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة صحافة مقالات اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

تمرد كاليفورنيا.. ما الأدوات التي تملكها الولايات لكبح السلطة الفدرالية؟

كاليفورنيا- في تصعيد هو الأقوى منذ إعادة انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوّح حاكم ولاية كاليفورنيا غافن نيوسوم بإجراء غير مسبوق تمثل في وقف تحويل الضرائب الفدرالية من الولاية إلى واشنطن، ردا على ما وصفه بـ"الابتزاز السياسي" من الإدارة الفدرالية.

وتشهد مدينة لوس أنجلوس منذ أيام احتجاجات متصاعدة على خلفية حملة اعتقالات نفذتها سلطات الهجرة الفدرالية طالت عشرات المهاجرين في مناطق تعرف بـ"مدن الملاذ الآمن"، مما أسفر عن مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب، وهو ما دفع ترامب إلى نشر الحرس الوطني وقوات مشاة البحرية في المدينة.

ويأتي هذا التصعيد في لحظة سياسية دقيقة، إذ تسعى إدارة ترامب إلى تطبيق أجندة مركزية أكثر صرامة ترتكز على ضبط الحدود ومعاقبة الولايات المعارضة.

وبذلك، تتحول كاليفورنيا من مجرد ولاية "متمردة" إلى ساحة اختبار حقيقي لحدود السلطة الفدرالية، ومدى استقلالية الولايات بعد عودة ترامب للرئاسة.

ويعيد هذا التوتر السياسي إلى الواجهة تساؤلات جوهرية بشأن مدى استقلالية الولايات الأميركية، والأدوات السياسية والقانونية التي تملكها الولايات لحماية سيادتها، وماذا تملك الحكومة الفدرالية من صلاحيات للرد.

إعلان مبدأ عدم التسلط

يشرح آرون كابلان أستاذ القانون الدستوري في كلية لويولا للحقوق بمدينة لوس أنجلوس أن القانون الأميركي يفرض قيودا صارمة لما يمكن للحكومة الفدرالية أن تمليه على الولايات، مؤكدا أنه "من الثابت أنها لا تستطيع إلزام الولايات بتنفيذ القوانين الفدرالية".

ويشير كابلان في حديثه للجزيرة نت إلى أن المحكمة العليا لطالما رفضت فكرة تحويل الولايات إلى "أدوات تنفيذية تابعة للحكومة الفدرالية"، إذ لا يجوز -بموجب التعديل العاشر للدستور- أن تُجبر حكومة الولاية أو مسؤولوها على سن قوانين أو تنفيذ برامج فدرالية تتعارض مع إرادتهم السياسية أو التشريعية.

ويضيف أن المحكمة استخدمت في سوابق قضائية مصطلح "التسلط" للدلالة على التجاوز الدستوري، ويرى كابلان أن هذا المبدأ لا يحمي فقط استقلالية الولايات، بل يكرس أيضا التعددية السياسية داخل النظام الفدرالي الأميركي، ويحول دون احتكار المركز صلاحيات التشريع والتنفيذ على حساب المجتمعات المحلية.

ورغم أن مبدأ "عدم التسلط" متاح لجميع الولايات فإن استخدامه يختلف باختلاف التوجهات السياسية للولاية، إذ تلجأ إليه ولايات ليبرالية مثل كاليفورنيا لحماية المهاجرين أو مقاومة سياسات تعليمية أو بيئية، في حين تستند إليه ولايات محافظة لرفض تطبيق قوانين فدرالية تتعلق بتنظيم السلاح أو مناهج الهوية والعرق.

متظاهرون ومراقبون يتهمون الحكومة الفدرالية بممارسة عقاب سياسي بالضغط على الولايات (الفرنسية) ورقة الضغط المالي

ولا تعتبر كاليفورنيا مجرد ولاية ذات توجهات ليبرالية تختلف جذريا عن سياسات إدارة ترامب، بل تعد أيضا رابع أكبر اقتصاد في العالم وأكبر "ولاية مانحة" للخزينة الفدرالية، أي أنها تحول سنويا مبالغ ضخمة من الضرائب تفوق بكثير ما تتلقاه من الإنفاق الفدرالي.

وتصنف كاليفورنيا إلى جانب ولايات مثل نيويورك وإلينوي وماساتشوستس ضمن الولايات التي تعاني من "عجز عكسي"، حيث تمول برامج فدرالية في ولايات أخرى أقل دخلا وأكثر اعتمادا على الدعم الحكومي.

إعلان

ومنح هذا الواقع المالي كاليفورنيا ورقة ضغط سياسية رمزية -لكنها تحمل دلالة قوية- دفعت بحاكمها غافن نيوسوم إلى التلويح بما سماها "إعادة النظر في آليات تحويل الضرائب"، ردا على ما وصفه بـ"الابتزاز الفدرالي" الذي تتعرض له برامج الولاية وجامعاتها.

ورغم أن الضرائب الفدرالية تجبى مباشرة من الأفراد والشركات عبر مصلحة الضرائب (آي آر إس) ولا تمر عبر خزائن حكومات الولايات، وبالتالي لا يمكن حجبها قانونيا بقرار محلي فإن محللين يرون أن استخدام هذه الورقة -ولو على مستوى الخطاب- يهدف إلى إعادة طرح العلاقة المالية بين واشنطن والولايات المانحة على طاولة النقاش العام.

وفي هذا السياق، يؤكد جارد والزاك نائب رئيس مشاريع الولايات في معهد الضرائب بواشنطن أن التهديد بوقف تحويل الضرائب الفدرالية لا يتعدى كونه "خطوة تفاوضية عالية الصوت"، وليس إجراء قانونيا قابلا للتطبيق من الناحية الدستورية.

ويضيف أن أي محاولة "للتفلسف الضريبي" قد تواجه برد قضائي حاسم، وذلك حسب تصريحه لمؤسسة "كال ماترز" الإعلامية.

أدوات ضغط متبادلة

ورغم أن تصعيد الأحداث في كاليفورنيا يبدو غير مسبوق من حيث الحدة والتوقيت فإن العلاقة المتوترة بين الحكومة الفدرالية والولايات ليست جديدة في التاريخ الأميركي، بل خضعت مرارا لاختبارات قضائية وسياسية حاسمة.

فقد رسّخت المحكمة العليا مبدأ "عدم التسلط" في قضية "برنتز ضد الولايات المتحدة" عام 1997 حين رأت أن إلزام قادة شرطة المقاطعات بتنفيذ قانون فدرالي يتعلق بفحوصات شراء السلاح يعد انتهاكا للدستور، وأكدت أن الحكومة الفدرالية لا تملك سلطة تسخير أجهزة الولايات لخدمة برامجها.

في المقابل، أقرت المحكمة في قضية "ساوث داكوتا ضد دول" عام 1987 بشرعية ربط التمويل الفدرالي بشروط محددة، مثل اشتراط رفع سن شرب الكحول مقابل استمرار تمويل الطرق، شرط أن تكون تلك الشروط واضحة ومشروعة وغير تعسفية، وقد شكّلت هذه السابقة أساسا يُستخدم حتى اليوم لتبرير ممارسات الضغط المالي على الولايات.

وتملك الحكومة الفدرالية أدوات فعلية للرد على تمرد أي ولاية، من بينها:

قطع التمويل عن قطاعات محددة. تحريك دعاوى قضائية ضد القوانين المحلية. استخدام الوكالات الفدرالية لممارسة ضغط مباشر كما حصل في لوس أنجلوس. إعلان

لكنها في المقابل تخاطر بإثارة ردود فعل داخلية تتهمها بممارسة "عقاب سياسي"، خاصة عندما تكون المواجهة مع ولاية ذات ثقل اقتصادي وانتخابي كبير مثل كاليفورنيا.

ويخلص أستاذ القانون الدستوري آرون كابلان في حديثه للجزيرة نت إلى أن "التوتر بين الولايات والحكومة الفدرالية ليس عارضا، بل جزء بنيوي من النظام الفدرالي الأميركي، حيث تعاد صياغة حدود السلطة في كل حقبة سياسية، ويبقى موضوعا قابلا لإعادة التفاوض مع كل إدارة جديدة أو أزمة سياسية".

مقالات مشابهة

  • باحث سياسي: نتنياهو فشل في إقناع أمريكا بدخول الحرب ضد إيران
  • الدرقاش: الحرب لن تتوقف قريباً وأتوقع أن تتسع وتضم أطرافاً أخرى
  • ترامب: أمريكا ليس لها علاقة بالهجوم على إيران الليلة الماضية
  • تقديرات بانضمام أمريكا إلى الحرب.. «جيش الاحتلال» يرصد إطلاق صواريخ من إيران
  • إيران تتهم أمريكا بدعم الهجوم الإسرائيلي وتحذر من اتساع نطاق الحرب
  • إبراهيم شعبان يكتب: هل يُشعل ترامب حربًا أهلية في أمريكا
  • ترامب: ندعم إسرائيل بشكل لا مثيل له والضربات التي نُفذت على إيران هجوم ناجح للغاية
  • إبراهيم النجار يكتب: وجع في قلب أمريكا
  • تمرد كاليفورنيا.. ما الأدوات التي تملكها الولايات لكبح السلطة الفدرالية؟
  • «مصطفى بكري»: لا أحد يستطيع المزايدة على الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية