حكم من سها في الصلاة ونسي سجود السهو .. علي جمعة يوضح
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن سجود السهو يُعد سُنة، وإذا تركه المصلي فصلاته تظل صحيحة ولا تبطل بتركه.
وأضاف في إجابته عن سؤال: «ما حكم من نسي سجود السهو؟» أن هذا السجود يُؤدى كجزء مكمّل للصلاة، وبالتالي إذا نسيه المصلي أو نسي إحدى سجدتي السهو، فلا شيء عليه، وتبقى صلاته صحيحة.
من جانبه، أوضح مجمع البحوث الإسلامية أن سجود السهو سنة وليس فرضًا، وقد شُرع لتعويض الخلل الذي قد يقع في الصلاة سواء بالزيادة أو النقص.
وبيّن المجمع، ردًا على سؤال «ما هي أحكام السهو في الصلاة؟»، أن سجود السهو يتكوّن من سجدتين يؤديهما المصلي قبل السلام أو بعده، واستدل بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِى صَلاَتِهِ فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى ثَلاَثًا أَمْ أَرْبَعًا فَلْيَطْرَحِ الشَّكَّ وَلْيَبْنِ عَلَى مَا اسْتَيْقَنَ ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ...» رواه مسلم.
وذكر المجمع أن هناك حالات يُشرع فيها سجود السهو، منها: أولًا إذا سلّم المصلي قبل إتمام صلاته، ثانيًا عند الزيادة في الصلاة، ثالثًا عند نسيان التشهد الأول أو أي من سنن الصلاة، ورابعًا عند الشك في عدد الركعات، كمن شك إن كان صلى ركعة أو اثنتين فيعتبرها واحدة ويسجد للسهو.
علاج السهو في الصلاة
أما عن علاج السهو في الصلاة، فبيّن المجمع أنه يمكن للمصلي التغلب على هذه المشكلة من خلال أربعة أمور: أولًا استحضار عظمة الله أثناء الصلاة، ثانيًا محاولة التركيز، ثالثًا عدم الانشغال بأمور الدنيا بعد الدخول في الصلاة، ورابعًا الإقبال على الله تعالى بقلبه.
وأكدت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية أيضًا أن سجود السهو مشروع، وسُنته سجدتان يسجدهما المصلي قبل السلام أو بعده، مشيرة إلى حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- «إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِى صَلاَتِهِ...» وفي الصحيحين قصة ذي اليدين، حيث سجد النبي بعد أن سلّم.
هل الأفضل سجود السهو قبل التسليم أم بعده
وفيما يخص موضع سجود السهو، بيّن المجمع أنه لا خلاف بين الفقهاء في جواز السجود قبل السلام أو بعده، إلا أنهم اختلفوا في الأفضل، حيث يرى الإمام أبو حنيفة أن الأولى أن يكون بعد السلام في حالتي الزيادة والنقص، بينما يرى الإمام مالك أن الأفضل أن يكون قبل السلام إذا كان السهو لنقص، وبعده إذا كان لزيادة، أما الإمام الشافعي فرأى أن السجود قبل السلام هو الأولى في الحالتين، في حين أن الحنابلة يُخيّرون المصلي بين الأمرين.
أما الإمام أحمد بن حنبل، فذهب إلى أن السجود يكون قبل السلام إلا في حالتين يُسجد فيهما بعد السلام، كما نقل الإمام ابن قدامة، وهما: إذا سلّم المصلي قبل تمام صلاته، أو إذا اجتهد الإمام في تحرّي الصواب وبنى على غالب ظنه.
ويُختصر بحث سجود السهو في الآتي: هو سجدتان كصفة سجدتي الصلاة، يُشرعان لجبر الخلل، سواء كان بسبب الزيادة أو النقص أو الشك. وليس السهو دليلًا على الغفلة، بل هو أمر بشري، حتى النبي -صلى الله عليه وسلم- سها في صلاته. وإذا شك المصلي وتحرّى، سجد بعد السلام، أما إذا شك ولم يترجح له شيء، فيسجد قبل السلام.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سجود السهو علي جمعة الصلاة البحوث الإسلامية المزيد سجود السهو المصلی قبل قبل السلام فی الصلاة السهو فی
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: العفو خلق عال يدل على إعراض المتخلق به عن شهوات النفس الدنيئة
قال الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن العفو خلق إسلامي عالي ورفيع، يدل على إعراض المتخلق به عن أعراض الدنيا، وشهوات النفس الدنيئة، ولقد أمر الله به المسلمين في شخص صفوة خلقه وخليله سيدنا محمد في أكثر من موضع، وكذلك أمر سبحانه به الأمة مباشرة؛ تأكيدا على أهميته وفضله في هذا الدين الحنيف. وكذلك أمر الله به سبحانه وتعالى على لسانه الحبيب المجتبى في كتب السنة.
واوضح عبر صفحته الرسمية على فيس بوك أن العفو في اللغة : الإسقاط, والذهاب والطمس والمحو ومنه : {عفا الله عنك } أي محا ذنوبك , وترك عقوبتك على اقترافها، ومن معاني العفو في اللغة أيضا : الكثرة، ومنه قوله تعالى : { حتى عفوا } . أي : كثروا. وكذلك من معانيه الإعطاء , ومنه قول لبيد : عفت الديار , قال ابن الأعرابي : عفا يعفو إذا أعطى , وقيل : العفو ما أتى بغير مسألة .
وفي اصطلاح الشرع : فيستعمل الفقهاء العفو غالبا بمعنى الإسقاط والتجاوز، ويختلف العفو عن الصلح في كون الأول إنما يقع ويصدر من طرف واحد , بينما الصلح إنما يكون بين طرفين. ومن جهة أخرى : فالعفو والصلح قد يجتمعان كما في حالة العفو عن القصاص إلى مال.
اشار الى ان من نصوص القرآن التي تحث على العفو ما حثه به الأمة في شخص المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالعفو، وكذلك بالصفح الجميل فقال سبحانه : { خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ } [سورة الأعراف : 199]. وقوله تعالى : { فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ } [سورة الحجر : 85].
وتابع: وأخبر سبحانه بأن العفو هو خير ما ينفقه العبد فقال تعالى : { وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ } [سورة البقرة : 219].
الحلم والأناة
قال الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الأناة فهي التروي قبل الفعل، والنظر في العواقب، وهي قرينة الحلم. وهي سبيل الفكر المستقيم الذي فقده كثيرون في عصر السرعة. ولذا جاء في القرآن الكريم الحثّ على التدبر والتعقل، فقال تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ [النساء: 82].
ونوه عبر صفحته الرسمية على فيس بوك أن غياب الأناة جعل الناس يسلكون مسالك التهور، ويقعون في الخصومات، وتكثر النزاعات والجرائم. ولذا قال تعالى: ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [المائدة: 32]. فإحياء النفس يكون بالرعاية والرحمة والحماية، لا بالاعتداء وسفك الدماء.
وأشار الى أن الحلم يعلّمك التوكل على الله، وضبط النفس. والأناة تعلّمك التفكر والتدبر والتأمل، فلا تتسرع في القول أو الفعل.
وذكر أن « الحلم والأناة» إذا التزم بهما المؤمن شعر بلذة في قلبه، ورضا من الله، وأثر فيمن حوله، وكان عبدًا صالحًا إذا رفع يديه إلى السماء وقال: يا رب، يا رب، استجاب الله دعاءه.
ولفت الى أن الحلم والأناة هما دليل النضج والإيمان، وسبيل إلى مجتمعٍ آمنٍ تسوده الطمأنينة والسكينة. فلنجعل الحلم والأناة زادًا لنا في حياتنا، ولنُدرّب أنفسنا عليهما، فبهما نكون أقرب إلى رحمة الله، وأقرب إلى نبيه ﷺ الذي بُعث رحمةً للعالمين.