#سواليف

كشف جنود إسرائيليون شاركوا في حرب الإبادة على قطاع غزة، أن جيش الاحتلال ينفذ بشكل منهجي عمليات تدمير شاملة بهدف إقامة منطقة عازلة تُعرف باسم “البرميتر” تمتد إلى عمق كيلومتر أو أكثر داخل غزة.

وأشارت شهادات الجنود التي وردت في تقرير إسرائيلي وتناولتها وسائل إعلام عبرية، أن قوات الاحتلال تلقّت تعليمات مباشرة بتنفيذ عمليات تدمير شاملة في المناطق القريبة من الحدود، بهدف إزالة جميع المباني والمنشآت وتحويل المنطقة إلى “أرض مسطحة بالكامل”، بحسب تعبير أحد الجنود.

وجاء في التقرير: ظلت هذه العملية، مع الإجراءات اللازمة لتنفيذها، والمخاطر التي تنطوي عليها، وتداعياتها، والتكاليف المترتبة عليها – طي الكتمان إلى حد كبير. من خلال التدمير المتعمد والواسع النطاق، بطريقة تمهد الطريق للسيطرة الإسرائيلية المستقبلية على المنطقة”.

مقالات ذات صلة انقلاب جذري على الطقس بدءاً من مساء الأربعاء 2025/04/08

ووفق التقرير؛ كان من أهم عناصر هذه السيطرة إنشاء منطقة عازلة جديدة تفصل غزة عن الحدود مع الاحتلال، والتي أطلق عليها الجنود اسم “المحيط”، مشيرا إلى وجود شهادات لجنود وضباط شاركوا في إنشاء “البرميتر” وتحويله إلى منطقة دمار شامل.

وقال جندي شارك في مجازر شمال غزة، إن “المهمة كانت القضاء على كل ما هو قائم من منازل ومزارع وأشجار زيتون وحقول باذنجان. مشيرا إلى أن دبابات وآليات هندسية مثل D9 استخدمت لتمشيط الأرض وتسويتها.

وفي شهادات أخرى، أشار جنود وضباط شاركوا في مجازر الاحتلال شمال القطاع وجنوبه إلى أن العمليات كانت تنفذ وفق تخطيط دقيق، جرى فيه تقسيم المناطق إلى قطاعات محددة، تُسند إلى وحدات مختلفة، بحيث يُطلب من كل فرقة تدمير عدد محدد من المباني يوميا.

وبحسب إحدى الشهادات، كانت المهمة تقتضي تدمير “ما بين خمس إلى سبع منازل في اليوم لكل وحدة، تصل أحيانا إلى خمسين مبنى أسبوعيا، بحسب توفّر الذخيرة والمتفجرات”، في تدمير شامل وممنهج للمنطقة الحدودية للقطاع.

وتحدث عدد من الجنود عن عمليات قصف مدفعي مكثفة، أُطلقت خلالها عشرات القذائف في مهمات نارية مكثفة ومتواصلة بحيث استمرت أحيانًا لنحو نصف يوم، بهدف “التجريف الميداني”، كما وصفها أحد الجنود.

وقال جندي إن مهمته كانت تقتضي إطلاق ما يقارب 12 قذيفة خلال عملية واحدة، في إطار ما يُعرف بمهمة تسوية الأرض، مشيرًا إلى أن “كل من يقترب من الموقع بعد إخلائه يُعتبر مشبوها ويُستهدف على الفور”.

كما أشار ضابط في الاحتياط إلى أن “الحدود أُعيد تعريفها فعليًا كمنطقة إبادة”، قائلا إن “أي شخص يتجاوز خطا افتراضيا حدده الجيش مسبقا يُعتبر تهديدا، ويُمنح الجنود حرية التصرف بإطلاق النار”.

وأضاف: “لم تكن هناك أوامر واضحة بإطلاق النار، بل مساحة من حرية التقدير الميداني لدى قادة الوحدات. من يتجاوز الخط، يُعامل كخطر يجب القضاء عليه”.

وتُظهر الشهادات أن الأوامر العسكرية التي تلقّاها الجنود كانت واضحة بشأن التعامل مع أي شخص يقترب من “منطقة البرميتر”، ووفق شهادة أحد الضباط، فإن التعليمات كانت “بقتل أي شخص يظهر داخل المنطقة، ومن يتقدم أكثر يُعتبر تهديدًا يُسمح التعامل معه بالنار القاتلة”.

وأشار جندي آخر إلى أن جيش الاحتلال أنشأ فعليا خطا يُمنع تجاوزه، وكل من يخطوه يُعتبر هدفا. وتحدثت شهادات أخرى عن توسيع متعمد لـ”منطقة البرميتر”، التي كانت تمتد سابقا حتى 300 متر من الحدود، لتصل اليوم إلى ما بين 800 و1500 متر داخل قطاع غزة.

وأفاد التقرير بأن هذه المساحة التي تمتد من شمالي قطاع غزة شمالا إلى المنطقة الحدودية مع مصر جنوبا، أصبحت تُعامل كمجال ناري مفتوح يُمنع على المدنيين التواجد فيه، وتُسوّى أرضه بالكامل بالآليات الهندسية والدبابات.

وتظهر الإفادات أن الهدف من تدمير المناطق الواقعة قرب السياج الحدودي لا يقتصر فقط على العمليات الجارية، بل يمتد إلى خلق واقع جديد دائم يمنع أي إمكانية لإعادة استخدام هذه المناطق.

وبحسب أحد الضباط، فإن الهدف كان “إعداد الأرض بحيث تكون خالية تمامًا من أي مبانٍ أو بنى تحتية، لضمان حرية حركة القوات، وتأمين رؤية واضحة لإطلاق النار والمراقبة”.

وقال أحد الجنود إن الأوامر كانت تقضي بـ”تسوية كل ما هو موجود حتى لا يبقى سوى أكوام من الركام”، موضحا أن وحدات الهندسة استخدمت الجرافات الثقيلة والمتفجرات لتسوية المباني حتى الأساس، بما في ذلك البيوت والحقول والمعامل ومنشآت البنية التحتية وحتى المقابر، بهدف خلق “شريط أمني مفرغ” يصل عمقه إلى كيلومتر ونصف، ويمنع دخول المدنيين الفلسطينيين إليه بشكل تام.

ووفقا للشهادات، فإن العمليات لم تقتصر على تدمير أهداف عسكرية مفترضة، بل امتدت لتشمل أحياء سكنية كاملة ومدارس ومساجد ومقابر ومنشآت صناعية وزراعية، دون تمييز بين ما هو مدني وما يُشتبه بصلته بالمقاومة.

وقال أحد الجنود إن أوامر التدمير كانت “شاملة ومنهجية”، وأن كل ما كان قائما في نطاق “البرميتر” أُزيل بالكامل “حتى لم يبقَ سوى ركام واسع شبيه بمدينة مدمرة كليا”، وفق تعبيره.

وشككت بعض الشهادات في مشروعية هذه العمليات، مشيرة إلى أن التعليمات جرت من دون أوامر إطلاق نار واضحة أو معايير محاسبة داخلية، في ظل تعريف جيش الاحتلال للمنطقة العازلة باعتبارها “منطقة موت” يُسمح فيها بقتل أي شخص يتجاوزها.

وصرح أحد الضباط: “كل من عبر هذا الخط الافتراضي عُد تهديدا، وحُكم عليه بالموت دون نقاش”. وأضاف آخر: “أطلقنا النار لمجرد أن شخصا اقترب. في بعض الحالات، كان هؤلاء جائعين جاءوا لقطف نبات الخبيزة، لكنهم استُهدفوا بدعوى أنهم يختبئون أو يشكلون خطرا”.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف أحد الجنود إلى أن أی شخص ی عتبر

إقرأ أيضاً:

“الديمقراطية” تدين المجزرة الصهيونية البشعة في منطقة السودانية

يمانيون|متابعات

أدانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بشدة اليوم الخميس، المجزرة الدموية التي ارتكبتها قوات العدو الصهيوني بحق المدنيين الفلسطينيين في منطقة السودانية شمال غرب قطاع غزة، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 50 مواطنًا فلسطينيا وإصابة ما يزيد عن 648 آخرين .

وقالت الجبهة في بيان، تلقته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ): “هذة جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ينفذها العدو الصهيوني بحق المدنيين العزل، الذين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية تسد رمق جوعهم في ظل الحصار الخانق والجوع القاتل”.

واضافت: “أن هذه المجزرة المروعة جاءت في سياق سياسة ممنهجة تستخدم فيها حكومة الكيان الصهيوني المساعدات كسلاح للقتل والإذلال الجماعي، عبر إدخالها بشكل فوضوي ومن دون تنسيق أو تأمين، ما خلق بيئة غير آمنة أدت إلى نهب نحو 112 شاحنة مساعدات من قبل سماسرة الحرب واللصوص، وسط غياب كامل لأي رقابة أو تنظيم من قبل الجهات الدولية المعنية” .

وأكدت أن العدو الصهيوني لا يكتفي بمنع الغذاء والدواء عن الشعب الفلسطيني بل يتعمد خلق حالة من الفوضى والانهيار الأخلاقي والاجتماعي، ويفتح المجال لتفشي الجريمة والفساد، في إطار حرب شاملة تستهدف تفكيك المجتمع الفلسطيني من الداخل، وتشويه النضال الوطني العادل للشعب الفلسطيني .

وحذرت الجبهة الديمقراطية من أن استمرار هذه المجازر والجرائم بحق الشعب الفلسطيني في ظل صمت دولي وتخاذل أممي، ينذر بانفجار كارثي ستكون له تبعات خطيرة على مجمل الاستقرار في المنطقة، ويمثل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي ومنظومته الإنسانية .

وحملت الجبهة حكومة الكيان الصهيوني المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة وسابقاتها .

وطالبت الجبهة بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لمحاسبة مجرمي الحرب “الإسرائيليين”، وتقديمهم إلى محكمة الجنايات الدولية .

كما طالبت بإعادة صياغة آلية إدخال وتوزيع المساعدات إلى قطاع غزة، بما يضمن وصولها بشكل عادل وآمن إلى مستحقيها، بعيدًا عن فوضى العدو وسماسرة الجوع والدم .

وختمت بيانها قائلة: ” إن هذه المجازر لن تثني شعبنا عن مواصلة نضاله المشروع حتى وقف جرائم الإبادة، وكسر الحصار، وكنس جيش العدو، وإطلاق ورشة إعمار شاملة لقطاع غزة، على طريق إنهاء الاحتلال، وتحقيق الحرية والاستقلال والعودة” .

مقالات مشابهة

  • الليلة التي خاف فيها ترامب.. تقرير عبري يكشف كيف أرعبت صنعاء حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان”؟
  • صنعاء توجه إنذارًا لسفينة شحن متجهة من السعودية إلى “إسرائيل”
  • صنعاء تمضي بمحاكمة قيادات في الانتقالي بتهم الخيانة والتخابر مع “إسرائيل”
  • “حزب الله ” ينظم وقفة غضب في صيدا تنديداً بجريمة إبادة وتجويع غزة
  • القسام تنشر بشأن الجنود الأسرى ..”حكومة الاحتلال قررت تجويعهم” (فيديو)
  • المستشار الإعلامي السابق لوزير جيش الاحتلال: الحرب حوّلت “إسرائيل” إلى شرير العالم وعزلتها 
  • “الديمقراطية” تدين المجزرة الصهيونية البشعة في منطقة السودانية
  • عراقجي: إيران لن تقبل بأن تمضي الأمور كما كانت عليه قبل حرب الـ12 يوم مع “إسرائيل”
  • القوات اليمنية تنفذ 3 عمليات ضد الاحتلال بـ5 طائرات مسيرة
  • إسرائيل تعترض مسيرة أطلقت من اليمن