جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-13@00:49:51 GMT

مسقط.. قِبلة السلام

تاريخ النشر: 13th, April 2025 GMT

مسقط.. قِبلة السلام

 

 

د. أحمد بن علي العمري

 

عبر تاريخ سلطنة عُمان الضارب في جذور الزمن عُرف عنها السلام والاعتدال والتسامح والحياد مع عزة النفس والحفاظ على القيم والمبادئ، وفي عصرنا الحالي فقد خطت السلطنة بذات خطاها الواثقة وسارت بنفس دربها المستقيم وسلكت ذات منهاجها القويم.

لقد قال المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- مقولته الخالدة "إننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية للغير ولا نسمح لذلك الغير بالتدخل في شؤوننا الداخلية"، وهذا هو محور حديثنا وموضوعنا وقد أتت النهضة المتجددة التي يقودها بكل حكمة واقتدار ويرفع لواءها بكل حنكة وهمة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وهو القائد الحكيم الذي تخرَّج في جامعة أكسفورد العريقة في بريطانيا في العلوم السياسية، وإضافة لدراسته الأكاديمية في المجال السياسي، فقد خاض المعترك الميداني؛ حيث عمل لسنوات عدة وكيلًا  لوزارة الخارجية للشؤون السياسية وبعدها لعدة سنوات أخرى أمينًا عامًا لوزارة الخارجية ولهذا جاءت النهضة المتجددة لتؤكد وترسخ وتقوي هذا التَّوجه وتحافظ عليه.

ولنتذكر معًا بعض الأحداث التي مرت خلال السنوات والعقود القليلة الماضية، فعندما قاطع الجميع جمهورية مصر العربية بسبب اتفاقية كامب ديفيد، ونقلت جامعة الدول العربية مقرها التاريخي في القاهرة إلى تونس، ظلت سلطنة عُمان على الحياد وعلى علاقتها مع مصر من مبدأ أن مصر حرة في تعاملاتها وعلاقاتها ولا أحد يجب أن يملي عليها ما تفعله، أما العلاقات الثنائية، فيجب أن تبقى وتستمر.

وعندما نشبت الحرب العراقية الإيرانية بقيت سلطنة عُمان على علاقات متوازنة مع الدولتين، وعندما غزت العراق الكويت بقيت عُمان على علاقتها وقد كان من المصادفة أنه عندما دخلت القوات المشتركة أرض الكويت تتقدمها القوات العُمانية التي كانت في الطليعة في ذات اليوم يقوم طارق عزيز وكان حينها وزير خارجية العراق بزيارة إلى السلطنة.

وعلى هذا المنوال فقد بقيت عُمان على الحياد في كل الحروب التي نشأت فلم تتدخل في الحرب الليبية ولا الصومالية ولا السودانية ولا حتى اليمنية، بينما كانت دائمًا وأبدًا وسيط خير وجسر سلام وحبل التواصل بين المنقطعين، فقد ساهمت في الإفراج عن عدد كبير من المحتجزين بكل هدوء من عدة دول.

وقد كانت مسقط ميدان التفاوض بين أمريكا وأوروبا من طرف وإيران من طرف آخر؛ ليتكلل ذلك الجهد بتوقيع الاتفاق النووي بين الجانبين في عام 2015، ليأتي بعد ذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فترته الأولى ويلغيه بجرة قلم واحدة، عاش بعدها الطرفان مخاضًا عسيرًا.

وعندما اشتد الأمر وضاقت الحيل وجفت المحاولات المختلفة بأنهارها وبحورها ومحيطاتها؛ ها هي مرة أخرى تتجه لبوصلة الاعتدال، إلى مسقط؛ قبلة السلام، لتنعقد المفاوضات الأمريكية الإيرانية من جديد حول ذات الموضوع، وفي نفس المكان.

ومنذ أن صرح الرئيس الأمريكي بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي أن المفاوضات ستنعقد يوم السبت وجميع القنوات ووسائل الإعلام الإقليمية منها والعالمية توجهت بأنظارها إلى مسقط بالتحليل والتوضيح والتأويل والتوقعات والمآلات.

لقد عقد الاجتماع يوم السبت الموافق 12 أبريل 2025، وكان اجتماعًا إيجابيًا وخطوة مُهمة نحو التوافق، وبالتالي تجنيب المنطقة ويلات الحرب التي لا يعلمها سوى رب العالمين.

حفظ الله عُمان وقائدها وشعبها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مدارس محافظة البيضاء تدشن فعاليات وأنشطة ذكرى استشهاد الإمام الحسين

الثورة نت/البيضاء/محمد المشخر

دشنت المدارس الحكومية والأهلية في مديريات محافظة البيضاء اليوم،فعاليات ذكرى عاشوراء ــ استشهاد الإمام الحسين عليه السلام- للعام 1447ه‍.
وفي التدشين،نظمت إدارات وطلاب المدارس فعاليات ثقافية و اذاعات نموذجية وأنشطة تربوية بمدارس مدينة البيضاء، روضة الحياة النموذجية للأطفال بمدينة البيضاء إحياءً لذكرى استشهاد الإمام الحسين -عليه السلام تحت شعار “هيهات منا الذلة”.

و أكدت كلمات الفعاليات،التي حضرها رئيس الوحدة السياسية لانصار الله بمحافظة البيضاء مدير عام مديرية مدينة البيضاء الشيخ أحمد أبوبكر الرصاص ومدير عام مكتب التربية والتعليم بالمحافظة سرحان صالح سواد و مسؤول التعبئة بمدينة البيضاء زكرياء الشامي ومدير مكتب التربية والتعليم بمدينة البيضاء محمد عمر الحارثي ونائبه محمد صلاح،وقيادات وكوادر تربوية،أهمية السير على نهج الإمام الحسين علية السلام، والتمسك بالقيم والمبادئ التي ضحى من أجلها، وصبره وثباته وشجاعته وثورته ضد الظالمين و المستكبرين.

واعتبرت ذكرى عاشوراء،محطة تربوية و جهادية يستلهم الجميع منها أعظم الدروس والعبر ومعاني الفداء والتضحية في سبيل الله ونصرة الحق والمستضعفين، ومواجهة الطغاة و المستكبرين أعداء الأمة الإسلامية.

ولفتت الكلمات،إلى أن أحياء الشعب اليمني لذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وكل المناسبات الدينية، تجسد مدى ارتباطه الوثيق برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وأهل بيته، و بأعلام الهدى والسير على نهجهم القويم.
تخللت الفعاليات فقرات انشادية وشعرية وثقافية لطلاب وطالبات المدارس الحكومية والأهلية والخاصة بمدينة البيضاء،عبرت عن عظمة المناسبة.

مقالات مشابهة

  • الإمام السجاد.. صوت الحق الصادح في زمن تكميم الأفواه وحامل الراية بعد واقعة “كربلاء”
  • للعبرة فهل من معتبر..
  • مدارس محافظة البيضاء تدشن فعاليات وأنشطة ذكرى استشهاد الإمام الحسين
  • أوجلان والكلمة التي أنهت حربا
  • عاشوراء.. شهادة التاريخ المتكررة على انحراف الأمة
  • الكرملين يرفض مقترحات السلام التي تتضمن قوات حفظ سلام في أوكرانيا
  • الرئيس اللبناني يستبعد التطبيع مع إسرائيل
  • فتاة ترفض إتمام الزواج بعد عقد القران بسبب استبدال منقولات منزل الزوجية
  • روسيا تنفي تعثر محادثات السلام مع أوكرانيا
  • قائد أنصار الله: كل شركات النقل البحري التي تتحرك لصالح العدو الإسرائيلي ستعامل بالحزم