التسول الوافد.. تحدٍ يربك المدن العراقية
تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT
15 أبريل، 2025
بغداد/المسلة:
يتجول في شوارع بغداد ومدن العراق الأخرى أطفال ونساء ورجال يفترشون الأرصفة ويمدون أيديهم طلباً للعون، لكن المشهد لم يعد مجرد انعكاس للفقر، بل بات يحمل أبعاداً أمنية واجتماعية واقتصادية معقدة.
وأثارت ظاهرة التسول، التي تشهد تصاعداً ملحوظاً، تساؤلات حول أسبابها الحقيقية ومن يقف خلف تنظيمها، خاصة مع رصد جنسيات عربية وأجنبية بين المتسولين، ما يضيف طبقة جديدة من التعقيد.
وتشير المشاهدات الميدانية إلى تنوع ملامح المتسولين، من أطفال يبيعون المحارم الورقية عند الإشارات، إلى نساء يحملن رضعاً يثيرون الشفقة، وصولاً إلى شباب يبدون أصحاء لكنهم يفضلون التسول على البحث عن عمل.
وبرزت في السنوات الأخيرة ظاهرة “التسول الوافد”، حيث ينتقل أفراد من محافظات أخرى أو حتى من دول مجاورة إلى المدن الكبرى مثل بغداد والديوانية وديالى، مستغلين كثافة الحركة التجارية والسكانية.
وتكشف تقارير محلية عن وجود سوريين وبعض الجنسيات الآسيوية بين هؤلاء، ما يثير تساؤلات حول كيفية دخولهم وإقامتهم.
وتفاعلت الجهات الأمنية مع هذا الواقع بإجراءات مشددة، حيث أعلنت مديرية شرطة الأحداث في بغداد عن توقيف العشرات من المتسولين، مع ترحيل بعض الأجانب لمخالفتهم شروط الإقامة.
وأفادت إحصائيات غير رسمية بأن أعداد المتسولين في العراق قد تصل إلى مليون شخص، لكن نسبة ضئيلة فقط، نحو 300 شخص، سجلوا في برامج الرعاية الاجتماعية مقابل التزامهم بترك التسول، بحسب تصريحات وزارة الشؤون الاجتماعية العراقية في نوفمبر 2024.
ويعود ذلك إلى أن بعض المتسولين يجنون مبالغ تفوق رواتب الرعاية بأضعاف، ما يجعل التسول “مهنة” مربحة لبعضهم.
وتعمقت الأزمة مع استغلال عصابات منظمة لهؤلاء الأفراد، حيث كشف باحثون اجتماعيون عن وجود شبكات تدير عمليات التسول، تستغل الأطفال والنساء بشكل خاص، وتتحكم في توزيعهم على مناطق محددة.
وأشار تقرير لمنظمات المجتمع المدني إلى أن هذه الشبكات قد تكون مرتبطة بأنشطة غير قانونية أخرى، مثل الاتجار بالبشر، ما يزيد من خطورة الظاهرة.
و التسول في العراق ليس مجرد نتيجة للفقر، بل خليط من التحديات الاقتصادية، وغياب فرص العمل، وضعف الرقابة الحدودية، إلى جانب استغلال منظم.
وتظهر منصات التواصل الاجتماعي، مثل منشورات على إكس في أبريل 2025، قلق المواطنين من تنامي الظاهرة في الأسواق ومحيط الصيدليات، مع ملاحظات عن إلحاح المتسولين وتنوع جنسياتهم.
ورغم الجهود الأمنية التي قلصت نسبة التسول الوافد في ديالى بنحو 35%، بحسب تصريح صلاح مهدي، مدير المفوضية في ديالى، إلا أن الجذور العميقة للظاهرة تتطلب حلولاً شاملة تشمل تحسين الوضع الاقتصادي، وتفعيل برامج الحماية الاجتماعية، وتشديد الرقابة على الحدود.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
أمين بغداد: تمكين المرأة حجر الأساس لبناء قدرات مؤسسات الدولة
31 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: أكد أمين بغداد عمار موسى كاظم، اليوم الخميس، أن تدريب وتمكين المرأة العراقية، يمثل حجر الأساس في بناء قدرات مؤسسات الدولة وتطوير خدماتها.
وذكر بيان لأمانة بغداد، أن “أمين بغداد عمار موسى كاظم حضر اختتام البرنامج التدريبي، الذي أُقيم بالتعاون بين أمانة بغداد، ومكتب رئيس مجلس الوزراء، وبإشراف مستشارة رئيس الوزراء لشؤون المرأة”.
ونقل البيان عن كاظم قوله: “نحتفل اليوم باختتام مبادرة تدريب 500 مهندسة زراعية، وهي مبادرة نوعية هدفت إلى تطوير الخبرة وصقل المهارات المهنية لهذه النخبة المميزة من بنات بلدنا العزيز”، مشيدًا “بنجاح البرنامج التدريبي النوعي الذي استهدف 500 متدربة من خريجات كليات الهندسة الزراعية داخل دوائر أمانة بغداد”.
وأوضح، أن “البرنامج لم يكن يستهدف التعيين الفوري، بل كان استثمارًا استراتيجيًا في بناء الخبرة المهنية للمهندسات، وتعزيز فرصهن في سوق العمل الزراعي والبلدي، بما يمكنهن من تقديم رؤى مبتكرة تخدم بيئة العاصمة بغداد وجمالها الحضري”.
وأشار إلى، أن “أمانة بغداد تولي الجانب الزراعي والبيئي اهتمامًا بالغًا ، حيث نفذت خلال الفترة الماضية حملات زراعية واسعة، وافتتحت مؤخرًا مختبر الزراعة النسيجية في متنزه الزوراء كخطوة متقدمة في الابتكار الزراعي المستدام”.
وأعرب أمين بغداد عن “فخره بالمهندسات المشاركات”، مؤكدًا، أن “هذه التجربة ستكون رصيدًا عمليًا يدعم مسيرتهن المهنية، وموجهًا الشكر لكل الجهات الداعمة والملاكات التدريبية، ولا سيما دائرة المتنزهات والتشجير والأقسام الزراعية وقسم شؤون المرأة في أمانة بغداد”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts